هشاشة بيضاء White Fragility روبين ديانجيلو* ترجمة: أحمد ضحية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2021, 02:40 PM

أحمد ضحية
<aأحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 09-22-2021
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هشاشة بيضاء White Fragility روبين ديانجيلو* ترجمة: أحمد ضحية

    01:40 PM September, 22 2021

    سودانيز اون لاين
    أحمد ضحية-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مقدمة Introduction
    يعيش البيض في أمريكا الشمالية، في بيئات اجتماعية معزولة، لحماية أنفسهم من الضغط العصبي، الناجم عن (العِرق). هذه البيئة المعزولة إنما تبني توقعات (بيضاء) للرّاحة (العِرقية)، بينما تقلل في نفس الوقت، القدرّة على تحمل (الضغط العنصري)، مما يؤدي إلى ما أسميه (هشاشة بيضاء).
    "الهشاشة البيضاء" هي حالة يصبح فيها الحد الأدنى من الضغط النفسي العنصري غير محتمل، الأمر الذي يؤدي إلى مجموعة من الحركات أو السلوكيات الدفاعية، التي تتمظهر في ردود الفعل الخارجية أو العاطفية المباشرّة، كالغضب والخوف والإحساس بالذنب.. إلى جانب مظاهر سلوكية غير مباشرّة، كالسجال والصمت والابتعاد عن التورّط في المواقف، التي تؤدي إلى الاحتقانات والتوترات.
    هذه السلوكيات، بدورها تعمل على إعادة التوازن العنصري (للشخص من عرقية بيضاء). في هذه الورّقة نشرح "ديناميات الهشاشة البيضاء":

    الهشاشة البيضاء White Fragility
    أنا امرأة بيضاء. أقف بجانب امرأة سوداء. في مواجهة مجموعة من البيض يجلسون أمامنا. نحن في مكان عملهم، وقد تمت دعوتنا من قبل صاحب العمل، لحثِهم على خوض حوار، حول "العِرق".
    الغرّفة مليئة بالتوتر و مشحونة بالعداء. كنت للتو قد خاطبت الحضور حول العنصرّية، وقد شمل تعرّيفي للعنصرية، إقراراً بأن (البيض) يتمتعون بسلطات اجتماعية و مؤسساتية ومعرفية على الأشخاص (الملونين)، لأنهم احتفظوا بهذه السلطات لأنفسهم! استفز خطابي رجل أبيض، فاحمر وجهه وضرب الطاولة بقبضته.. وصرخ غاضباً:
    "لقد تعرض البيض للتمييز لمدة خمسة وعشرون عاماً! لا يمكن لشخص أبيض، الحصول على وظيفة بعد الآن!"
    نظرت حولي فرأيت أربعين عاملاً، كلهم ​​من البيض. لا يوجد (شعب من اللون) في مكان العمل هذا! شيء ما يحدث هنا! ولا يقوم على "الواقع العِرقي" في مكان العمل. مساعدتي لهم بابتِدار الحوّار حول العرق، بوصفي منسقة لهذا الحوار وباعتباري الشخص الوحيد (الملون) في هذه القاعة، جعلني أشعر بالضيق، بسبب انفصال هذا الرّجل، عن الواقع العِرقي الذي تحدثت عنه للتو، وبالتالي افتقاره إلى الحساسية، بمحاولته التأثير على مشاركتي لهم هذا الحوار، فتساءلت: "لماذا هذا الرجل الأبيض غاضب جدا؟ لماذا لا يكترث لتأثير غضبه على هذا الحوار؟ ولماذا يجلس جميع البيض الآخرين صامتين، كانهم يتفقون معه أو لا يبالون بما قال وفعل؟ فأنا في نهاية المطاف، لم أقل شيئا أكثر من توضيح وجهة نظري، في التشوّيه، الذي تعرض له مفهوم أو تعرّيف العنصرية؟
    حددت فاين هذا (١٩٩٧) (١) العزل للبيض لأنفسهم بأنفسهم، بالاحتماء بالعيش في بيئات معزولة عندما لاحظت "... كيف يكتسب (البياض) الامتياز والمكانة؛ إذ يحيط نفسه بوسائد واقية من الموارد (و/أو) فوائد الشك؛ وكيف يتقاضى هذا البياض عن القيل والقال والتلصص، ويطالب بدلاً عن ذلك بالكرامة، (ص ٥٧)"
    نادرًا ما يفتقر البيض إلى هذه "الوسائد الوقائية"، وعندما يفتقرون إليها، فإن ذلك عادة يكون مؤقتاً وبحسب الاختيار. في الحقيقة هذه البيئة المعزولة (للامتياز العنصري) تبني (توقعات بيضاء) للرّاحة العرقية، بينما تقلل في نفس الوقت، القدرّة على تحمل التوتر العنصري.

    بالنسبة للعديد من الأشخاص البيض، من المتطلبات الضرورية في الكليات أو أماكن العمل، ان يتلقى الشخص "دورّة تعليمية متعددة الثقافات"، أو"تدريبًا على الكفاءة الثقافية". ويعتبر ذلك هو المرّة الوحيدة، التي قد يواجهون فيها تحدياً مباشراً ومستدامًا لفهمهم العِرقي.
    ولكن حتى في هذا المجال، لا تتحدث جميع الدورّات التدريبية متعددة الثقافات، أو البرامج الثقافية التدريبية، بشكل مباشر عن العنصرية، ناهيك عن تناول (الامتيازات البيضاء).
    من المعتاد أن تستخدم هذه الدورات والبرامج، لُغَّة مشفرَّة عنصرياً مثل (حضري) و (مدينة داخلية) و(محرومة) ولكن نادرًا ما تستخدم (أبيض) أو (ذو امتياز زائد) أو (متميز!)
    هذه اللغة المشفرّة تنطوي على العنصرية، إذ تعيد إنتاج الصور والمنظورّات العنصرية، بينما تعيد في نفس الوقت إنتاج (الوّهم المريح) بأن العرق ومشاكله هما (هم!)، وليس (نحن!).
    المشاركين في هذه الدورات التدريبية، تتنوع أسباب عدم قيامهم بتسمية ديناميكيات العنصرية، والمستفيدين منها بشكل مباشر، بدءً "بعدم وجود تحليل صحيح للعنصرية" من قبل المشاركين البيض، واستراتيجيات البقاء الشخصية والاقتصادية للمشاركين الملوّنين، والضغط العام من الإدارة الراعية لهذه الدورات، بوجوب جعل محتوى هذه الدورّات، مريحًا وسهل الملمس للبيض!
    ومع ذلك، عندما يعالج برنامج تعليمي، بشكلٍ مباشر العنصرية وامتيازات البيض، فإن الاستجابات البيضاء الشائعة، تشمل الغضب والانسحاب والعجز العاطفي والشعور بالذنب والجدل والتنافر المعرفي (وكل ذلك يعزز الضغط على المنسقين، لتجنب معالجة العنصرية بشكل مباشر، في الأورّاق التي يقومون بتقديمها).
    قد لا يستجيب البيض (التقدميون المزعومون) بالغضب، لكنهم قد يظلون معزولين عن أنفسهم، من خلال الادعاءات، بأنهم خارج نطاق الحاجة إلى التعامل مع المحتوى، لأنهم "لديهم فصل دراسي عن هذا بالفعل" أو "يعرفون هذا بالفعل!".
    وغالبًا ما يُنظر إلى ردود الفعل هذه، في مساعي "التثقيف المناهض للعنصرية"، على أنها أشكال مقاوّمة لتحدي الهيمنة الداخلية (وايتهيد و ويتيج، ٢٠٠٥ ؛ هورتون وسكوت، ٢٠٠٤؛ ماكجوان، ٢٠٠٠، أودونيل، ١٩٩٨).
    هذه التفاعلات تعمل بالفعل كمقاومة، ولكن قد يكون من المفيد أيضًا، تصورّها كنتيجة لانخفاض القدرّة على التحمل النفسي الاجتماعي، الذي يغرّسه العزل العنصري. أسمي هذا النقص في القدرّة على التحمل العنصري بـ "الهشاشة البيضاء".
    على الرّغم من أن التعريفات السائدة للعنصرية هي عادةً -مع بعض الاختلافات في "التحيز العرقي" الفردي، والذي يمكن لأي شخص من أي عرق أن يمتلكه- فإن علماء البياض يعرّفون العنصرية على أنها تشمل الهياكل الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الأعمال والمعتقدات التي تنظم وتديم التوزيع غير المتكافئ، للامتيازات والموارد والسلطة، بين البيض والملونين (هيل- ليارد، ١٩٩٢.
    هذا التوزيع غير المتكافئ يفيد البيض، ويضر بالأشخاص ذوي البشرة الملوّنة بشكل عام كـ "أفراد" وكـ "مجموعات".
    العنصرية ليست مفهوماً معيباً في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهو متأرجح!.. بقدر إفادته في لحظة ما للبيض، نجده في لحظة أخرى يفيد يفيد الملونين!
    إن اتجاه القوّة بين (البيض) و(الملونين)، هو اتجاه تاريخي وتقليدي وطبيعي، متأصل بعمق في نسيج المجتمعات الأمريكية (ميلز، ١٩٩٩ فيجين، ٢٠٠٦).
    يشير (البياض) بحد ذاته، إلى الأبعاد المحددة للعنصرية، التي ترفع من شأن البيض على حساب الأشخاص الملوّنين. بالطبع يتعارض هذا التشهير، مع التمثيل السائد للعنصرية في (التعليم السائد) كما هو مبين في السلوكيات المنفصلة، التي قد يُظهرها أو لا يُظهرها بعض الأفراد، ويتجاوز تسمية الامتيازات المحددة (ماكنتوش، ١٩٨٨).
    يُنظَر إلى البيض، على أنهم شكلوا وتأثروا ودُافعوا ورفعوا من خلال عنصريتهم الوّعي الفردي والجماعي "المتكون داخل هذه العنصرية" (فرانكبرغ ، ١٩٩٧ ؛ موريسون ، ١٩٩٢ ؛ تاتوم، ١٩٩٧.
    مع الاعتراف بأن المصطلحات التي استخدمها ليست "وصفات" نظرية محايدة، لكنها تركيبات محملة بالنظرية لا يمكن فصلها عن (أنظمة الظلم) "(ألين، ١٩٩٦، ص: ٩٥) ، استخدام المصطلحين (الأبيض) و(البياض) لوصف عملية اجتماعية. فرانكبرغ، ١٩٩٣)،) يحدد البياض باعتباره متعدد الأبعاد:
    أولا: البياض هو موقع "الميزّة الهيكلية"، وامتياز العرق. ثانيًا: البياض ك "وجهة نظر"، هو مكان ينظر من خلاله البيض إلى أنفسهم، وإلى الآخرين، وإلى المجتمع. ثالثًا: "البياض" يشير إلى مجموعة من الممارسات الثقافية، التي عادّة ما تكون غير مميزّة وغير مسمّاة. (ص:١)
    يستخدم فرانكبرغ وغيره من المنظرين (فين، ١٩٩٧؛ دير، ١٩٩٧؛ سلتر، ١٩٩٣؛ فان ديك، ١٩٩٣) البياض للدلالة على مجموعة من المواقع، التي تم إنتاجها تاريخياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، والتي ترتبط ارتباطاً جوهرياً، بديناميكية علاقات الهيمنة.
    وهكذا يتم تصور (البياض) على أنه مجموعة من العمليات والممارسات، وليس كياناً منفصلاً (أي لون الجلد وحده).
    البياض ديناميكي، وعلائقي؛ ويعمل في جميع الأوقات، وعلى مستويات لا تُعد ولا تُحصى.
    تتضمن هذه العمليات والممارسات، الحقوق الأساسية؛ والقيم والمعتقدات والآراء والتجارب، التي يُزعم أنها (مشتركة بين الجميع) ولكنها في الواقع، تُمنح فقط بشكل ثابت للأشخاص (البيض!).
    تبدأ (دراسات التبييض) بفرضية أن العنصرية والامتياز الأبيض، موجودان في الأشكال التقليدية والحديثة، وبدلاً من العمل على إثبات وجودهما، اعمل هنا على الكشف عن هذا الوجود. إذن هذه الورّقة؛ مكرّسة لاستكشاف ديناميكيات، أحد جوانب البياض، وتأثيراته على الهشاشة البيضاء.

    محفزات: triggers
    ينتج التوتر العنصري عن انقطاع لما هو مألوف عرقياً. يمكن أن تتخذ هذه الانقطاعات عدّة أشكال، وتأتي من مجموعة من المصادر، بما في ذلك:
    • الإيحاء بأن وجهة نظر الشخص الأبيض، تأتي من إطار مرجعي عنصري (تحدي الموضوعية)؛
    • الأشخاص الملوّنين، يتحدّثون مباشرّة عن وجهات نظرهم العرقية (تحدي الرموز العِرقية البيضاء).
    • يختار الأشخاص الملوّنين، عدم حماية المشاعر العِرقية، للأشخاص البيض فيما يتعلق بالعرق (تحدي التوقعات العِرقية البيضاء والحاجة/ الاستحقاق للرّاحة العِرقية).
    • عدّم رّغبة الأشخاص الملوّنين، في سرد ​​قصصهم، أو الإجابة عن أسئلة حوّل تجارّبهم، العِرقية (تحدي العلاقات الاستعمارية).
    • زميل أبيض لا يقدم اتفاقًا مع تفسيرات بيضاء متواطئة (تحدي التضامن الأبيض).
    • تلقي ملاحظات تفيد بأن سلوك الفرد، كان له تأثير عنصري (تحدي الليبرالية البيضاء).
    • اقتراح أن عضوية المجموعة مهمة (تحدي الفردية).
    • الإقرار بأن الوصول للأهداف غير متساوٍ بين الجماعات العِرقية (تحدي الجدارّة).
    • أن يتم تقديمك إلى شخص ملوّن، في منصب قيادي (تحدي للسلطة البيضاء).
    • أن يتم تزويدك بمعلومات حول المجموعات العِرقية الأخرى، من خلال -على سبيل المثال- الأفلام التي يقود فيها الأشخاص الملوّنون الحدث، ولكنهم لا يلعبون أدواراً نمطية، أو التعليم متعدد الثقافات (تحدي الوسطية البيضاء).
    في بيئة يهيمن عليها البيض، يصبح كل من هذه التحديات استثنائياً. في المقابل، غالباً ما يكون البيض في حيرّة من أمرهم، بشأن كيفية الاستجابة بطرق بناءة.
    لم يضطر البيض، إلى بناء المهارّات المعرّفية أو العاطفية، أو تطوير القدرّة على التحمل، التي من شأنها أن تسمح بالمشاركة البناءة، عبر الانقسامات العِرقية.
    قد يكون مفهوم بورديو عن الهابيتوس (٢) (١٩٩٣) مفيدًا هنا. ووفقًا لبورديو، فإن الهابيتوس هي ذاتية اجتماعية. أي مجموعة من التصرفات، التي تولد ممارسات- الإدراكات والتصورّات.
    على هذا النحو، لا توجد العادّة، إلا (في) و(عبر) و(بسبب) ممارسات الجهات الفاعلة، وتفاعلها مع بعضها البعض، ومع بقية بيئتها. بناءً على الظروف والخبرّات السابقة التي تنتجها، تنتج الهابيتوس، وتعيد إنتاج الأفكار والتصورّات والتعبيرات والأفعال. بحيث لا تستند استراتيجيات الرد على "عدم التوازن" في (الموطن)، إلى (القصد الوّاعي!) بل تنتج عن نزعات لا واعية تجاه الممارّسة، وتعتمد على موقع القوّة، الذي يشغله الفاعل في البنية الاجتماعية.
    يمكن تصوّر الهشاشة البيضاء، على أنها نتاج للموطن، أو استجابة أو "حالة" تُنتج ويعاد إنتاجها، من خلال المزايا الاجتماعية والمادية المستمرّة، للوضع البنيوي الأبيض.
    يفترض أومي ووينانت، أن النظام العِرقي في الولايات المتحدة هو "توازن غير مستقر"، حافظت الدولة عليه، لكنه لا يزال غير مستقر، بسبب التضارب المستمِّر للمصالح، وتحديات النظام العنصري (ص ٧٨-٩).
    باستخدام مفهوم أومي ووينانت للتوازن العنصري غير المستقر، يمكن اعتبار الامتياز الأبيض على أنه توازن عنصري غير مستقر، على مستوى الهابيتوس.
    عند حدوث أي من المحفزّات المذكورّة أعلاه (التحديات في الموطن)، يصبح عدم التوازن الناتج غير محتمل. نظراً لأن الهشاشة البيضاء، هي وظيفة من وظائف الامتياز الأبيض، فإن الهشاشة والامتياز معاً، تؤديان إلى استجابات؛ تعمل على استعادة التوازن، وإعادة الموارد "المفقودة" عبر التحدي- المقاومة تجاه رب العمل، الإغلاق (و/أو) بالتحديد، الانغماس في العجز العاطفي مثل الشعور بالذنب أو "إيذاء المشاعر" أو الخروج عن السائد في الثقافة البيضاء، أو مزيج من هذه الاستجابات.

    العوامل التي تعزز الهشاشة البيضاء - الفصل العنصري
    Factors that inculcate White Fragility - Segregation
    العامل الأول الذي أدى إلى هشاشة البيض، هو الحياة المنفصلة التي يعيشها معظم البيض (فرانكبرغ، لي و اورفلد، ٢٠٠٣). حتى إذا كان البيض يعيشون بالقرب من الأشخاص ذوي البشرّة الملوّنة (وهذا سيكون استثنائيًا خارج حي حضري أو مختلط مؤقتاً)، يحدث الفصل على مستويات متعددّة، بما في ذلك التمثيل والمعلومات.
    نظراً لأن البيض يعيشون في المقام الأول، حيّاة منفصلة، في مجتمع يسيطر عليه البيض، فإنهم يتلقون القليل من المعلومات الحقيقية، أو لا يحصلون عليها مطلقًا، وبالتالي فهم غير مستعدين، للتفكير فيها بشكل نقدي أو معقد.
    النشأة في بيئات منفصلة (المدارس، أماكن العمل، الأحياء، الصور الإعلامية، ووجهات النظر التارّيخية)، تجعل من الاهتمامات ووجهات النظر البيضاء، دائماً إهتمامات ووجهات نظر مركزية.
    العجز عن رؤية، أو التفكير في دلالات وجهات نظر؛ الأشخاص ذوي البشرة الملوّنة (كولينز، ٢٠٠٠).
    علاوة على ذلك، يتم تعليم البيض، عدم الشعور بأي خسارّة بسبب غياب الأشخاص الملوّنين في حياتهم، وفي الواقع، فإن هذا الغياب، هو ما يصف مدارسهم واحيائهم؛ بأنها (جيدّة) إذ يفهم البيض أن (المدرسة الجيدة) أو (الجوار الجيد) هما لغة مشفرّة لـ "البيض" ( شابيرو وجونسون، ٢٠٠٣).
    إن جودة المساحة البيضاء، التي يتم قياسها إلى حد كبير؛ من خلال غياب الأشخاص الملوّنين (والسود على وجه الخصوص)، هي رّسالة عميقة بالفعل، رّسالة يتم استيعابها بعمق، وتعزيزها يومياً من خلال الخطابات العادية حول الخير، المدارس والأحياء.
    قد تكون ديناميكية الكسب، بدلاً عن الخسارّة عبر الفصل العنصري، هي الجانب الأكثر عمقاً، للتنشئة الاجتماعية العِرقية البيضاء!.
    ومع ذلك، في حين أن الخطابات، حول ما يجعل الفضاء جيداً، تُفهم ضمنياً على أنها مشفرّة عنصرياً، إلا أن البيض ينفون هذا الترميز صراحةً.

    العالمية والفردية Universalism and Individualism
    يتم تعليم البيض رؤية وجهات نظرّهم، على أنها موضوعية وممثلة للواقع (مكنتوش، ١٩٨٨). إن الإيمان بالموضوعية، إلى جانب وضع الأشخاص البيض خارج الثقافة (وبالتالي القاعدة للإنسانية)، يسمح للبيض برؤية أنفسهم، على أنهم بشر عالميون؛ يمكنهم تمثيل كل التجارب البشرية!
    يتضح هذا من خلال (هُوّية) أو (موقع) غير عرقي، يعمل كنوع من العمَّى؛ عدم القدرّة على التفكير في البياض، على أنه هُوّية أو "حالة" من الوجود، (من شأنها) أو (يمكن) أن يكون لها تأثير على حيّاة الفرد. في هذا الموقف، لا يتم التعرّف على البياض، أو تسميته من قبل الأشخاص البيض، ويفترض وجود نقطة مرجعية عالمية.
    النّاس البيض مجرد أناس ضمن هذا البناء، يمكن للبيض أن تمثيل الإنسانية، في حين أن الأشخاص الملونين، الذين ليسوا مجرد أشخاص، ولكن دائماً على وجه الخصوص، الأشخاص السود والآسيويين، إلخ.. لا يمثلون الإنسانية!.. يمكنهم فقط؛ تمثيل تجاربهم العنصرية الخاصة (دير، ١٩٩٢).
    يعمل (خطاب الكونية) بشكل مشابه لخطاب (الفردانية)، ولكن بدلاً من الإعلان، عن أننا جميعاً بحاجة إلى رؤية بعضنا البعض كأفراد (كل شخص مختلف عن الآخر)، يعلن الشخص أننا جميعاً بحاجة إلى رؤية بعضنا البعض كبشر (كل شخص هو كذلك). نفس الشيء. بالطبع نحن جميعًا بشر، وأنا لا أنتقد الكونية بشكل عام، ولكن عند تطبيقها على العنصرية، فإن وظائف الكونية لإنكار أهمية العِرق ومزايا كونك أبيض، أعرضها للنقد. علاوة على ذلك، تفترض الشمولية أن البيض والأشخاص الملوّنين، لديهم نفس الحقائق، ونفس التجارّب في نفس السياقات (على سبيل المثال، أنا أشعر بالرّاحة في هذا الفصل الدرّاسي ذي الأغلبية البيضاء، لذا يجب عليك أنت أيضاً أن تشعر كذلك)، نفس الاستجابات من الآخرين، وتفترض نفس الشيء أن الأبواب مفتوحة للجميع. أي الاعتراف بالعنصرية كنظام من الامتيازات الممنوحة للبيض، الذين يتحدون ادعاءات الشمولية.
    في نفس الوقت الذي يتم فيه تعليم البيض، رؤية اهتماماتهم ووجهات نظرهم على أنها عالمية، يتم تعليمهم أيضًا، تقدير قيمة الفرد ورؤية أنفسهم كأفراد، وليس كجزء من مجموعة اجتماعية عنصرية.
    تمحو الفردية التارّيخ، وتخفي الطرق التي تم بها توزيع الثروة وتجميعها، عبر الأجيال؛ لإفادة البيض اليوم.
    يُسمح للبيض أن ينظروا إلى أنفسهم، على أنهم فريدون ومبتكرون، خارج التنشئة الاجتماعية، ولا يتأثرون بالرّسائل العِرقية، التي لا هوادة فيها في الثقافة.
    تسمح الفردية أيضًا للبيض، بإبعاد أنفسهم عن أفعال مجموعتهم العِرقية، و المطالبة بمنحهم ميزّة الشك كأفراد، في جميع الحالات.
    النتيجة الطبيعية لهذه الهُوّية غير العرقية، هي القدرّة على التعرّف على البياض، كشيء مهم ويعمل في المجتمع، ولكن لا يرى كيف يرتبط بحيّاة المرء.
    في هذا الشكل، يتعرف الشخص الأبيض على البياض على أنه حقيقي، ولكن كمشكلة فردية للأشخاص البيض "السيئين" الآخرين (ديانجيلو، ٢٠١٠ أ).
    بالنظر إلى أيديولوجية الفردية، غالبًا ما يستجيب البيض بشكل دفاعي، عندما يرتبطون ببيض آخرين كمجموعة أو "متهمين" بالاستفادة الجماعية من العنصرية، لأن كل شخص أبيض كفرد، يكون "مختلفًا" عن أي شخص أبيض آخر، ويتوقع أن يُنظر إليه على أنه مثله!
    هذه النرجسية، ليست بالضرورة نتيجة للاعتقاد الوّاعي، بأن البيض متفوقون على الآخرين (على الرُّغم من أن ذلك قد يلعب دوراُ)، ولكنه نتيجة للعزل العنصري الأبيض، في كل مكان في الثقافة السائدة (دوكينز ٢٠٠٤، فرانكنبرغ، وأورفيلد لي ٢٠٠٣).
    عدم القدرّة العامة للبيض، على رؤية المنظورّات غير البيضاء، على أنها ذات دلالة، إلا في ردود الفعل المتقطعة والعاجزّة، التي لها زّخم طويل الأمد، أو فائدة سياسية قليلة أو معدومة (ريتش، ١٩٧٩).
    يستدعي البيض هذه الخطابات المتناقضة ظاهرياً- إما أننا جميعاً فريدون أو متماثلون- بالتبادل. ويعمل كلا الخطابين، على إنكار الامتياز الأبيض ودلالة العِرق -علاوة على ذلك- على المستوى الثقافي، فإن كونك فرداً أو إنساناً، خارج مجموعة عِرقية، هو امتياز لا يُمنح إلا للبيض -بعبارّة أخرى- يُنظر إلى الأشخاص الملوّنين دائمًا، على أنهم "يمتلكون عِرقًا" ويوصفون بمصطلحات عنصرية ("الرجل الأسود") ولكن نادرًا ما يكون البيض ("الرجل الأسود")، مما يسمح للبيض برؤية أنفسهم، على أنهم موضوعيون و غير عنصريين.
    وفي المقابل، أن يُنظر إلينا (ونرى أنفسنا) كأفراد خارج العِرق، يحرر البيض من العبء النفسي للعِرق.
    في مجتمع عنصري بالكامل. يصبح العِرق والعنصرية، مشكلتهم وليست مشكلتنا. يتحول تحدي هذه الأطر إلى نوع من الصدمة غير المرغوب فيها للنظام.
    إن التنصل من العرق كعامل تنظيمي، سواء للوّعي الأبيض الفردي ومؤسسات المجتمع ككل، ضرورّي لدعم الهياكل الحالية للرأسمالية والهيمنة، لأنه بدونها، الارتباط بين توزيع الموارد الاجتماعية والأبيض. سيكون الامتياز غير المكتسب واضحًا (فلاكس، ١٩٩٨).
    يقوض وجود عدم المساواة الهيكلية، الادعاء بأن الامتياز هو ببساطة، انعكاس للعمل الجاد والفضيلة. لذلك، يجب إخفاء عدم المساواة أو تبريرها؛ على أنها ناتجة عن نقص الجهد (ميلز، ١٩٩٧؛ رايان، ٢٠٠١).
    الفردانية تنجز هاتين المهمتين. وفي الوقت نفسه، لا يمكن للفرد، الذي يتم تقديمه على أنه خارج هذه العلاقات، أن يوجد دون الآخر الذي يتنصل منه. وهكذا، يتم تشكيل ثنائية أساسية بين الآخرين المتسابقين بشكل محدد، والفرد غير العِرقي.
    للبيض استثمارات عميقة في العِرق، لأن المجرد يعتمد على الخاص (فلاكس، ١٩٩٨). فهم يحتاجون إلى التسابق مع الآخرين، كخلفية قد ينهضون عليها (موريسون، ١٩٩٢). فضح هذا الانقسام يزعزع استقرار الهوية البيضاء.

    استحقاق الراحة العرقية Entitlement to racial comfort
    في المركز المهيمن، يكون البيض دائمًا مرتاحين من الناحية العِرقية، وبالتالي طوروا توقعات دون منازع ليظلوا كذلك (ديانجيلو، ٢٠٠٦ ب).
    لم يضطر البيض للتسامح مع الانزعاج العِرقي، وبالتالي عندما ينشأ الانزعاج العام، يستجيب البيض عادةً كما لو أن شيئًا ما "خطأ" ويلومون الشخص أو الحدث الذي أثار انزعاجهم -عادةً ما يكون شخصاً ملوناً- ينتج عن هذا اللوم مجموعة من الإجراءات المضادة، التي يقرّها المجتمع ضد المصدر المتصور للانزعاج، بما في ذلك: الانتقام، العزل؛ النبذ ورفض مواصلة المشاركة.
    يضمن الإصرار الأبيض على (الرّاحة العِرقية) عدم مواجهة العنصرية. ويعمل هذا الإصرار أيضاً على معاقبة أولئك؛ الذين يخالفون قواعد الرّاحة البيضاء.
    غالباً ما يخلط البيض بين الرّاحة والأمان، ويقولون إننا لا نشعر بالأمان! بينما ما يعنونه حقاً، هو أنهم لا يشعرون بالرّاحة. هذا يقلل من شأن تاريخنا في التعامل الوّحشي مع الملوّنين، ويشوّه حقيقة ذلك التارّيخ. نظرًا لأننا لا نفكر بشكل معقد بشأن العنصرية، فإننا لا نسأل أنفسنا، ما الذي تعنيه السلامة؛ من موقع الهيمنة المجتمعية، أو التأثير على الأشخاص الملوّنين، نظراُ لتاريخنا، لكي يشتكي البيض؛ من سلامة طويتنا، عندما نكون كذلك. فقط لكوننا تحدثنا مجرد حديث عن العنصرية!

    الغطرسة العنصرية Racism Arrogance
    تتضمن العنصرية الأيديولوجية صوراً إيجابية قوية، عن الذات البيضاء. بالإضافة إلى الصور شديدة السلبية عن "الآخرين" العنصريين (فيجين، ٢٠٠٠، ص: ٣٣).
    تولد هذه الصورّة الذاتية؛ إحساساً دائماً بالاستحقاق. لأن العديد من البيض؛ يعتقدون أن نجاحاتهم المالية والمهنية، هي نتيجة جهودهم الخاصة! بينما يتجاهلون حقيقة الامتياز الأبيض. نظراً لأن معظم البيض، لم يتم تدريبهم على التفكير بشكل معقد، حول العنصرية في المدارس (ديرمان سباركس، رامسي وأولسن إدواردز، ٢٠٠٦؛ سليتر، ١٩٩٣) كما أن الخطاب السائد، يفيد الهيمنة البيضاء بعدم القيام بذلك، لذلك لدينا فهم محدود جدًا للعنصرية.
    ومع ذلك، فإن الهيمنة تؤدي إلى الغطرّسة العنصرية، وفي هذه الغطرّسة العِرقية، لا يتأثر البيض، بمناقشة معرّفة الأشخاص؛ الذين فكروا بشكل معقد بشأن العِرق.
    يشعر البيض عمومًا بالحرّية في تجاهل وجهات النظر المستنيرة هذه، بدلاً من أن يكون لديهم التواضع للاعتراف؛ بأنها غير مألوفة لهم، أو يراجعونها أكثر، أو يسعون للحصول على مزيد من المعلومات. غالباً ما يتم التقليل، من أهمية هذا الذكاء والخبرّة، ويتم مواجهتهما بأفكار مبتذلة (أي "يحتاج الناس فقط إلى ...").
    بسبب القوّة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبيض داخل الثقافة المهيمنة للبيض، يتم وضع البيض، لإضفاء الشرّعية على تأكيدات الأشخاص الملونين للعنصرية. ومع ذلك، فإن البيض هم الأقل تحملاً، لرؤية هذه التأكيدات أو فهمها أو استثمارها، في التحقق من صحة هذه التأكيدات، والصدق بشأن عواقبها، مما يدفع البيض إلى الادعاء، بأنهم يختلفون مع وجهات النظر، التي تتحدى نظرتهم للعالم، في حين أنهم في الواقع لا يفهمون المنظور، فهم يخلطون بين عدم التفاهم وعدم الموافقة.
    هذه الغطرّسة العنصرية، مقترنة بالحاجة إلى الرّاحة العِرقية، جعلت البيض يصرّون أيضاً، على أن الأشخاص الملوّنين، يفسرون العنصرية البيضاء، بالطريقة "الصحيحة".
    والطريقة الصحيحة؛ هي بشكل عام يعنون بها "التفكير بأدب وعقلانية"، دون أي إظهار للاضطراب العاطفي. عندما يتم شرحها بطريقة يمكن للبيض رؤيتها وفهمها، يمكن منح صلاحية العنصرية -عادةً يتم رفض الإشارات إلى ديناميكيات العنصرية، التي لا يفهمها البيض- ومع ذلك، عادةً ما يكون البيض أكثر تقبلاً، لإقرار العنصرية البيضاء، إذا تم بناء هذه العنصرية على أنها مزمنة في الأفراد البيض.

    الانتماء العِرقي Racial Belonging
    يتمتع البيض بإحساس داخلي عميق وغير واعٍ إلى حد كبير، بالتوق العرقي؛ في المجتمع الأمريكي! (ديانجيلو ، ٢٠٠٦ ب ؛ ماكنتوش ، ١٩٨٨).
    يتم غرس هذا الانتماء العنصري، من خلال "البياض" المتأصل في الثقافة بشكل عام. ففي كل مكان ننظر إليه، نرى صورتنا العِرقية، تنعكس مرّة أخرى إلينا- في أبطالنا.. في معايير الجمال.. في نماذج الأدوار والمعلمين لدينا.. في كتبنا المدرسية وذاكرتنا التاريخية.. في وسائل الإعلام.. وفي الأيقونات الدينية. بما في ذلك صورّة الله نفسه، وما إلى ذلك.
    وفعليًا، في أي موقف أو صورّة تعتبر ذات قيمّة في المجتمع المهيمن، الذي ينتمي إليه البيض. في الواقع، من النادر أن يشعر معظم البيض بعدم الانتماء، وعادةً ما تُكوِّن مثل هذه التجارب، مواقف مؤقتة للغاية، ويمكن تجنبها بسهولة.
    يصبح الانتماء العنصري داخليًا بعمق، ويؤخذ على أنه أمر مفروغ منه. في المجتمع المهيمن، حيث يعد انقطاع الانتماء العنصري؛ أمرًا نادرًا. وبالتالي يزعزع استقرار البيض ويخيفهم.
    يختار البيض باستمرار، الفصل العنصري ويتمتعون به. العيش والعمل واللعب في الفصل العنصري، أمر غير ملحوظ؛ طالما لم يتم تسميته أو جعله مقصوداً بشكلٍ صريح -على سبيل المثال- في العديد من المحاولات المناهضة للعنصرية، يتمثل أحد التمارين الشائعة، في الفصل إلى مجموعات حزبية حسب العِرق، من أجل مناقشة القضايا الخاصة بالمجموعة العِرقية، وبدون ضغط المشرفين، أو ضغط وجود المجموعات الأخرى. بشكل عام، يقدر الأشخاص الملوّنين هذه الفرصة، للزملاء العِرقيين، لكن الأشخاص البيض عادةً ما يصبحون غير مرتاحين للغاية، و مضطربين و منزعجين -رغم أن هذا الفصل المؤقت، يخدم قضايا معالجة العنصرية. إلا أن الردود تتضمن إحساساً مربكاً بأنفسهم، باعتبارهم ليسوا مجرد أشخاص، بل على وجه الخصوص "أشخاص بيض".. شعور غريب بالخسارّة، حوّل هذا الانفصال المدبّر والزّمني، الذي لا يشعرون به؛ حيال الفصل الحقيقي، والمستمر في حياتهم اليومية؛ والقلق من عدم معرفة ما يجري، في مجموعات الألوان!
    المفارّقة، مرّةً أخرى، هي أن معظم البيض يعيشون في فصل عنصري كل يوم، وفي الواقع، هم المجموعة الأكثر احتمالية، لاختيار هذا الفصل عمداً (وإن كان محجوباً في لُغّة مشفرّة عنصرياً، مثل البحث عن "مدارس جيدة" و "أحياء جيدة"). هذا الفصل غير ملحوظ، حتى يتم تسميته على أنه متعمد -أي "سننفصل الآن عن طريق العِرق في تمرين قصير" أفترض أن القصد هو الأمر المقلق للغاية- طالما أننا لا نقصد الفصل- وطالما أنه "يحدث للتو" فأننا نعيش حياة منفصلة، يمكننا الحفاظ على هُوّية (هشة) للبراءة العِرقية.

    الحرية النفسية Psychic freedom
    نظراً لأن العِرق مبني على أساس الإقامة، في الأشخاص الملوّنين، فإن البيض لا يتحملون العبء الاجتماعي للعِرق. نحن نتحرك بسهولة عبر مجتمعنا كـ(ذوات)، دون الشعور بأنفسنا كـ(موضوعات) عنصرية (داير، ١٩٩٧).
    نحن نرى أن العِرق يعمل، عندما يتواجد الأشخاص الملوّنين، ولكن المساحات البيضاء، كلها مساحات "نقية" -غير ملوّثة بالعِرق مقابل غياب حاملي العِرق (وبالتالي الملوّثين العرقيين)- الذين هم الأشخاص الملوّنين.
    تم التقاط هذا المنظور تماماً، في عبارّة بيضاء مألوفة "كنت محظوظاً. لقد نشأت في حي أبيض بالكامل، لذا لم أتعلم أي شيء عن العنصرية" في هذه الخطوّة الخطابية، يكتسب البياض معناه، من خلال افتقاره المزعوم للالتقاء مع عدم البياض (ناكاياما ومارتن، ١٩٩٩). لأن الفصل العِرقي يعتبر ذا قيمّة اجتماعية، بينما في نفس الوقت غير عِرقي وغير ملحوظ، ونادراً ما نضطر -إن حدث- إلى التفكير في العِرق والعنصرية، ولا نتلقى أي عقوبة لعدم التفكير في الأمر.
    في الواقع، من المرجح أن يُعاقب البيض (بشكل أساسي من قبل البيض الآخرين) لإثارة العِرق في سياق العدالة الاجتماعية، بدلاً عن تجاهله (ومع ذلك، من المقبول إثارة العِرق، بشكل غير مباشر؛ وبطرق تعزز المواقف العنصرية، أي تحذير البيض الآخرين، للابتعاد عن أحياء معينة، وما إلى ذلك).
    هذا يحرر البيض؛ من تحمل العبء النفسي للعِرق. العِرق هو للأشخاص الملوّنين للتفكير فيه -وهو ما يحدث "لهم"- يمكنهم طرحه إذا كان يمثل مشكلة بالنسبة لهم (على الرُّغم من أنهم إذا فعلوا ذلك، فيمكننا اعتباره مشكلة شخصية، "بطاقة السباق"، أو سبب مشاكلهم).
    هذا يسمح للبيض بتكرّيس المزيد من الطاقة النفسية، لقضايا أخرى. ويمنعنا من تطوير القدرّة على التحمل، للحفاظ على الاهتمام؛ بقضية مشحونة، وغير مرّيحة مثل العِرق.
    هناك رسائل ثابتة، بأننا أكثر قيمة -من خلال التمثيل في كل شيء، بالعيش في سياق أبيض مهيمن، نتلقى رسائل مفادها: أننا أفضل وأهم من الأشخاص الملونين. وتعمل هذه الرسائل على مستويات متعددّة؛ ويتم نقلها بعدّة طرق. على سبيل المثال: مركزيتنا في كتب التارّيخ المدرّسية، والتصورّات التارّيخية ووجهات النظر؛ مركزيتنا في الإعلام والإعلان -على سبيل المثال، ذكر غلاف مجلة Vogue مؤخراً بجرأة، "أفضل العارضات في العالم، هن التاليات:.." وكانت كل امرأة على الغلاف الأمامي بيضاء- معلمينا و النماذج التي يحتذى بها وأبطال وبطلات؛ الخطاب اليومي حول الجوار والمدارس "الطيبة" ومن هو فيها؛ البرامج التلفزيونية الشهيرّة، التي تتمحور كلها حول دوائر الصداقة البيضاء، الأيقونات الدينية التي تصوّر الإله وآدم وحواء، والأشكال الرئيسية الأخرى باللون الأبيض، التعليق على القصص الجديدة، حول مدى صدمة أي جريمة تحدث في الضواحي البيضاء؛ وعدم الشعور بالخسارّة لغياب الأشخاص الملوّنين، في معظم حيّاة الأشخاص البيض!
    في حين أن المرء قد يرفض صراحةً، فكرة أن المرء أفضل بطبيعته من الآخر، لا يمكن للمرء تجنب استيعاب رسالة التفوق الأبيض، لأنها موجودة في كل مكان؛ في ثقافة التيار الرئيسي السائد (تاتوم ، ١٩٩٧ ؛ دون ، ١٩٩٧).

    كيف تبدو الهشاشة البيضاء؟ What does
    ؟White Fragility look like
    تُظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث حول (الأطفال والعِرق) أن الأطفال، يبدأون في تكوّين أفكار حول العِرق، في وقت مبكر جداً؛ يبدو أن الشعور بالتفوق الأبيض، ومعرّفة رموز القوّة العِرقية، يتطوّر في وقت مبكر، من مرّحلة ما قبل المدرسة (كلارك، ١٩٦٣؛ ديرمان سباركس، رامزي، وأولسن إدواردز، ٢٠٠٦). يقول مارتي (١٩٩٩):
    كما هو الحال في الدول الغربية الأخرى، فإن الأطفال البيض؛ المولودين في الولايات المتحدة الأمريكية، يرثون "المأزق الأخلاقي" للعيش في مجتمع متعصب للبيض.
    أثيرت للتجربة مزاياهم القائمة على العِرق، باعتبارها عادلة وطبيعية، يتلقى الأطفال البيض القليل من التعليمات، -إن وجدت- فيما يتعلق بـ المأزق الذي يواجهونه، ناهيك عن أي إرشادات، حول كيفية حلها. لذلك، فهم يختبرون أو يتعلمون عن التوتر العنصري، دون فهم المسؤولية التارّيخية للأمريكيين الأوروبيين، عنه ولا يعرفون شيئاً تقريباً، عن دورهم المعاصر؛ في إدامته (ص: ٥١).
    في نفس الوقت الذي يكون فيه التفوق الأبيض موجوداً في كل مكان، يظل أيضاً بدون تسمية، وينفيه صرّاحة معظم البيض.
    إذا أصبح الأطفال البيض بالغين، يعارضون العنصرية بشكل صرّيح، كما يفعل الكثيرون، فغالباً ما ينظمون هُوّيتهم حول إنكار الامتيازات العنصرية، التي يتمتعون بها. والتي تعزز الحرمان العنصري للآخرين غير البيض!
    ما يثير الإشكالية بشكل خاص في هذا التناقض، هو أن الاعتراض الأخلاقي الأبيض على العنصرية، يزيد من مقاومة البيض للاعتراف بالتواطؤ معها. في سياق تفوق العِرق الأبيض، تستند الهُوّية البيضاء، إلى حد كبير على أساس من التسامح والقبول العِرقيين (الفائقين).
    غالباً ما يختار البيض، الذين يعتبرون أنفسهم ليبراليين، حماية ما يرون أنه سمعتهم الأخلاقية، بدلاً من الاعتراف بمشاركتهم، أو تغييرها في "أنظمة الظلم والسيطرّة".
    في هذا الرد، يستدعي البيض القدرّة على اختيار متى وكيف، ومقدار التصدي للعنصرية أو تحديها. وبالتالي، فإن الإشارة إلى ميزة البيض، غالباً ما تؤدي، إلى ظهور أنماط من الارتباك، والدفاع والسخط الصالح.
    عند مواجهة تحدي، للرموز العِرقية البيضاء، يستخدم العديد من الليبراليين البيض، خطاب الدفاع عن النفس (فان ديك، ١٩٩٢).
    يُمكّن هذا الخطاب، المدافعين من حماية شخصيتهم الأخلاقية، ضد ما يعتبرونه اتهاماً وهجوماً، بينما ينفصلون عن أي اعتراف بالذنب، أو الحاجة إلى المساءلة. بالتركيز على استعادة مكانتهم الأخلاقية.
    من خلال هذه التكتيكات، يستطيع البيض تجنب مسألة الامتياز الأبيض (مارتي، ١٩٩٩، فان ديك، ١٩٩٢).
    قد يجد أولئك الذين يقودون البيض، في نقاشات حول العِرق، خطاب الدفاع عن النفس مألوفاً. ومن خلال هذا الخطاب، يطرح البيض أنفسهم، على أنهم ضحايا، وينتقدون ويلقون باللوم على الملوّنين، الذين يهاجمونهم، ويستخدمونهم كـ"أكياس ملاكمة" (ديانجيلو، ٢٠٠٦ ج).
    البيض الذين يصفون التفاعلات بهذه الطريقة، يستجيبون للحديث عن الرّوايات المضادّة.
    لم يحدث شيئاً مادياً خارج عن المألوف، في أي نقاش بين الأعراق، وفي حدود علمي. تعمل ادعاءات الدفاع عن النفس هذه، على مستويات متعددة من أجل: وضع المتحدثين في مرتبة أعلى من الناحية الأخلاقية، مع حجب القوّة الحقيقية لمواقعهم الاجتماعية؛ إلقاء اللوم على الآخرين، الذين لديهم سلطة اجتماعية أقل، على عدم ارتياحهم؛ ووصف هذا الانزعاج الكاذب، على أنه خطير؛ وإعادة كتابة الصوّر العنصرية. بما يمكّن خطاب الإيذاء هذا البيض أيضاً، من تجنب المسؤولية، عن السلطة العِرقية والامتيازات، التي يتمتعون بها. بوضع أنفسهم كضحايا للجهود المناهضة للعنصرية، بأنه لا يمكن أن يكونوا المستفيدين من الامتياز الأبيض. بدعوى أنهم عوملوا معاملة غير عادلة، من خلال تحدي موقفهم، أو توقع أنهم يستمعون، إلى وجهات نظر وتجارب الأشخاص الملونين، فإنهم قادرون على المطالبة، بتوجيه المزيد من الموارد الاجتماعية (مثل الوقت والاهتمام) في اتجاههم، لمساعدتهم على التعامل مع سوء المعاملة.
    حدث مثال مقنع يؤكد الهشاشة البيضاء مؤخراً، خلال تدريب مناهض للعنصرية، في مكان العمل. شاركت فيه مع فريق متعدد الأعراق. غادرت واحدة من المشاركات البيضاوات الجلسة، وعادت إلى مكتبها، مستاءة من تلقي -ما بدا لفريق التدريب على أنه- تعليقات حساسة ودبلوماسية، حول كيفية تأثير بعض تصريحاتها، على العديد من الأشخاص الملوّنين في الغرفة.
    عند الاسترّاحة، اقترب منا العديد من المشاركين البيض (المدربين) وذكروا أنهم تحدثوا إلى المرأة في مكتبها، وكانت مستاءة للغاية، من الطعن في أقوالها.
    لقد أرادوا تنبيهنا إلى حقيقة أنها "قد تكون مصابة بنوبة قلبية". عند استجوابنا لهم، أوضحوا أنهم يقصدون ذلك حرفياً.
    كان هؤلاء الزملاء، مخلصين في خوفهم من أن الشابة، قد تموت جسدياً، نتيجة للتعليقات. بالطبع، عندما وصلت أخبار حالة المرأة، التي قد تكون قاتلة! إلى بقية المجموعة المشاركة، تركز كل الاهتمام على الفور مرة أخرى عليها، وبعيداً عن التأثير الذي تركته، على الأشخاص الملوّنين؟!
    وكما يقول (فودي، ٢٠٠١)، "إذا تم تعريف الامتياز، على أنه إضفاء الشرعية على حق الفرد في الموارد، فيمكن أيضاً اعتباره إذناً للهروب، أو تجنب أي اعتراضات على هذا الاستحقاق" (ص: ٣).


    لغة العنف التي يستخدمها العديد من البيض لوصف اللغة المعادية للعنصرية:
    لا تخلو النقاشات من دلالة، فهي مثال آخر على الطريقة التي تشوّه بها الهشاشة البيضاء الواقع. ومن خلال استخدام المصطلحات، التي تشير إلى الاعتداء الجسدي، يستفيد البيض من الخطاب الكلاسيكي للأشخاص الملوّنين (خاصة الأمريكيين الأفارقة) باعتباره خطيراً وعنيفاً. هذا الخطاب يفسد الاتجاه الفعلي للخطر الموجود بين البيض والآخرين.
    إن تاريخ العنف الوّحشي، والواسع النطاق؛ والمؤسسي؛ والمستمر الذي يرتكبه البيض ضد الملوّنين -العبودية، الإبادة الجماعية، القتل العشوائي، الجلد، التعقيم القسري، والتجارب الطبية -على سبيل المثال لا الحصر- يصبح أقل أهمية؛ عندما يزعم البيض، أنهم لا يشعرون بالأمان؛ أو يتعرضون للهجوم، عندما يكونون في موقف نادر، يتمثل في مجرد الحديث عن العرق مع أشخاص ملوّنين.
    يوضح استخدام هذا الخطاب، مدى هشاشة وعدم جاهزية معظم البيض، لمواجهة التوترات العِرقية، وإسقاطهم اللاحق لهذا التوتر، على الأشخاص الملوّنين (موريسون، ١٩٩٢). يجادل (جولدبرغ، ١٩٩٣) بأن الأسئلة المحيطة بالخطاب العنصري، يجب ألا تركز كثيراً، على مدى حقيقة الصوّر النمطية، ولكن ينبغي أن يكون التركيز، على ادعائها الحقيقة التي تقدمها، كجزء من رؤية عالمية أكبر، تسمح (ب) و(تعمل على) تطبيع أشكال الهيمنة والسيطرّة. -علاوة على ذلك- من المناسب أن نسأل: في أي ظروف؛ يتم التشبث بهذه المزاعم بإصرار؟
    يوثق (بونيلا سيلفا، ٢٠٠٦) أحد مظاهر الهشاشة البيضاء، في دراسته للعنصرية البيضاء العمياء. حيث يقول: "لأن المناخ العِرقي الجديد، في أمريكا يحظر التعبير الصرّيح عن المشاعر والآراء والمواقف؛ القائمة على العِرق، عندما يناقش البيض القضايا، التي تجعلهم غير مرتاحين، يصبحون غير مفهومين تماماً -أنا، أنا، أنا، أنا لا تعني، كما تعلمون، ولكن... - "(ص: ٦٨).
    يؤدي التحقيق في القضايا العِرقية المحظورّة، إلى عدم الترابط اللفظي -الانحرّافات والتوقفات الطويلة، والتكرار والتصحيح الذّاتي.
    كذلك يقترح سيلفا، أن هذا الحديث غير المتماسك، هو وظيفة للحديث عن العِرق، في عالم يدّعي أن العِرق لا يهم.
    هذا التناقض هو أحد الأدلة، على أن العديد من الأشخاص البيض، غير مستعدين للانخراط، حتى على المستوى الأولي، في استكشاف وجهات نظرّهم العِرقية، التي يمكن أن تؤدي، إلى تحوّل في فهمهم للعنصرية. ينتج عن هذا النقص في الاستعداد، الحفاظ على القوّة البيضاء، لأن القدرّة على تحديد الرّوايات، المسموح بها؛ والتي تم قمعها، هي أساس الهيمنة الثقافية (بانكس، ١٩٩٦؛ سعيد، ١٩٩٤؛ سبيفاك، ١٩٩٠).
    علاوة على ذلك، فإن هذا النقص في الاستعداد، له آثار أخرى، لأنه إذا لم يتمكن البيض من الانخراط، في استكشاف وجهات نظر عِرقية بديلة، فيمكنهم فقط، إعادة ترسيخ المنظورّات البيضاء، على أنها عالمية.
    ومع ذلك، فإن التأكيد على أن البيض، لا ينخرطون في ديناميات الخطاب العِرقي، يعد أمراً مضللاً؛ إلى حد ما. يلاحظ الأشخاص البيض المواقع العِرقية للآخرين العنصريين، ويناقشون ذلك بحرّية فيما بينهم، وإن كان ذلك في كثير من الأحيان بطرق مشفرّة!
    أدى رفضهم للاعتراف مباشرةً، بهذا الحديث العِرقي، إلى نوع من انقسام الوّعي، الذي يؤدي إلى تنافر وثائقي (بونيلا سيلفا، فيجن، ٢٠٠٠، فلكس، ١٩٩٨، هوكس، ١٩٩٢، موريسون، ١٩٩٢). يضمن هذا الإنكار أيضاً أن المعلومات العِرقية المضللة، التي يتم تداولها في الثقافة، و تؤطر وجهات نظرّهم، لن يتم فحصها.
    إن التراجع المستمر، عن الانزعاج من الانخراط العِرقي الأصيل، في ثقافة مشبعة بالتفاوت العِرقي، يحد من القدرّة، على تكوّين روابط حقيقية، عبر الخطوط العِرقية، وينتج عنه حلقة دائمة، تعمل على تثبيت العنصرية في مكانها.

    استنتاج Conclusion
    غالباً ما يعتقد الأشخاص البيض، أن التعليم متعدد الثقافات/ المناهض للعنصرية، هو علاج فقط لأولئك الذين يتفاعلون مع "الأقليات" أو في بيئات "متنوعة". ومع ذلك، تشير الديناميكيات التي تمت مناقشتها هنا، إلى أنه من الأهمية بمكان أن يبني جميع البيض، القدرّة على التحمل، للحفاظ على المشاركة الواعية والصريحة، مع العِرق.
    فعندما يفترض البيض، أن العِرق غير فعال، لأن هناك عدداً قليلاً من الأشخاص الملوّنين -إن وجدوا- في بيئاتهم المباشرة؛ يقومون بإعادة صياغة هذا العدد القليل، بشكل أكثر عمقاً (ديرمان سباركس ورامسي، ٢٠٠٦).
    عندما يلاحظ البيض فقط "الآخرين المتسابقين"، فإننا نعيد كتابة البياض، من خلال الاستمرار في افتراض، أن البياض شامل؛ ومختلف عن بياض الآخرين.
    علاوة على ذلك، إذا لم نتمكن من الاستماع، إلى وجهات نظر الأشخاص الملونين أو فهمها، فلا يمكننا تجسير الانقسامات العابرّة للأعراق. التي يؤدي التراجع المستمر، عن الانزعاج الناتج عن المشاركة العِرقية الأصيلة، إلى حلقة دائرية دائمة تعمل على تثبيت العنصرية في مكانها.
    بينما تسعى الجهود المناهضة للعنصرية، في نهاية المطاف؛ إلى تغيير العنصرية المؤسسية، التي قد يكون التعليم المناهض للعنصرية، أكثر فعالية في مناهضتها، من خلال البدء على المستوى الجزئي.
    والهدف من ذلك، هو خلق تنمية لوجهات النظر والمهارات، التي تمكن جميع النّاس، بغض النظر عن موقعهم العِرقي، ليكونوا مبادرين نشطين للتغيير. نظراً لأن جميع الأفراد، الذين يعيشون داخل نظام عنصري، متورطون في علاقاته وتفاعلاته، وهذا يعني أن الجميع مسؤولون، عن إدامة هذا النظام أو تغييرّه.
    ومع ذلك، على الرغم من أن جميع الأفراد، يلعبون دورًا في إبقاء النظام نشطاً، إلا أن مسؤولية التغيّير، ليست مشتركة بشكلٍ متساوٍ.
    العنصرية البيضاء، هي في النهاية مشكلة بيضاء، وعبء مقاطعتها، يعود إلى الأشخاص البيض (درمان- سباركس و فيليبس، ١٩٩٧، هوكس ١٩٩٥، وايز، ٢٠٠٣).
    قد يكون من الأفضل إجراء المحادثات، حول البياض، في سياق محادثة أكبر حول العنصرية. ومن المفيد، البدء على المستوى الجزئي للتحليل، والانتقال إلى المستوى الكلي، من الفرد إلى الخارج، حيث العلاقات الشخصية والمجتمعية والمؤسسية.
    البدء بالفرد والانتقال للخارج، إلى الإطار النهائي للعنصرية -البياض- يسمح بالسرعة الضرورية، للعديد من الأشخاص البيض، للتعامل مع درّاسة العِرق الصعبة.
    بهذه الطريقة، يصبح الحديث عن البياض، جزءاً من عملية، وليس حدثاً (زونيغا، نجدة، وسيفيج، ٢٠٠٢).
    لم يتم إعطاء الكثير من الأشخاص البيض، معلومات مباشرّة أو معقدّة عن العنصرية من قبل، وغالباً لا يمكنهم رؤيتها، أو الشعور بها أو فهمها بشكل صريح (تري باغنر، ٢٠٠٦؛ ويبر، ٢٠٠١).
    عادةً ما يكون الأشخاص الملونين، أكثر وعياً بالعنصرية على المستوى الشخصي، ولكن بسبب صمت المجتمع الأوسع وإنكاره، لا يمتلكون في الغالب إطاراً على المستوى الكلي، يمكنهم من خلاله تحليل تجاربهم (سو، ٢٠٠٣؛ بونيلا- سيلفا، ٢٠٠٦).
    علاوة على ذلك، فإن المجتمع المهيمن "يعين" أدواراً مختلفة، لمجموعات مختلفة من اللون (سميث، ٢٠٠٥)، والوّعي النقدي حول العنصرية، يختلف ليس فقط بين الأفراد داخل المجموعات، ولكن أيضًا بين المجموعات. على سبيل المثال، يتحدث العديد من الأمريكيين الأفارقة، عن "استعدادهم" من قبل الوالدين، للعيش في مجتمع عنصري، بينما يقول العديد من الآسيويين، أن العنصرية لم تتم مناقشتها بشكل مباشر في منازلهم، (هوكس، ١٩٨٩ ؛ لي، ١٩٩٦).
    قد يوفر التحليل على المستوى الكلي، إطاراً، لفهم التفسيرات المختلفة، والأداء عبر وبين المجموعات العِرقية. بهذه الطريقة، تستفيد جميع الأطراف، ولا تركز الجهود فقط على البيض (مما يعمل على إعادة توسيط البياض).
    التحدث مباشرّة عن القوّة والامتياز الأبيض، بالإضافة إلى التزويد بالمعلومات، التي تشتد الحاجة إليها؛ والتعريفات المشتركة هي أيضاً، في حد ذاتها اندلاع قوي، للأنماط الخطابية الشائعة، (والقمعية) حول العِرق.
    في الوقت نفسه، غالبًا ما يحتاج الأشخاص البيض، إلى التفكير في المعلومات العِرقية، والسماح لهم بإجراء صلات بين المعلومات وحياتهم الخاصة.
    يمكن للمعلمين تشجيع ودعم المشاركين البيض، في جعل مشاركتهم نقطة تحليل. فهشاشة اللون الأبيض لا تظهر دائماً بطرق علنية.
    الصمت والانغلاق، هما أيضاً من وظائف الهشاشة. من يتكلم، من لا يتكلم، متى، إلى متى، وبأي تكافؤ عاطفي.. كلها مفاتيح لفهم الأنماط الارتباطية، التي تثبت الاضطهاد في مكانه (جي، ١٩٩٩؛ باول، ١٩٩٧).
    إن النظر إلى الغضب الأبيض، والدفاع، والصمت، والانسحاب رداً على قضايا العِرق، من خلال إطار الهشاشة البيضاء، قد يساعد في تأطير المشكلة، على أنها مسألة تتعلق ببناء القدرّة على التحمل، وبالتالي توجيه تدخلاتنا وفقاً لذلك.
    ___
    هوامش:
    *روبين ديانجيلو من مواليد ٨ سبتمبر ١٩٥٦. مؤلفة ومستشارة ومنسقة أمريكية. تعمل في مجالات تحليل الخطاب النقدي ودراسات البيض. عملت كأستاذة جامعية للتعليم متعدد الثقافات، في جامعة ويست فيرجينيا، وتعمل حالياً أستاذة بجامعة واشنطن. اشتهرت بعملها المتعلق بـ "هشاشة اللون الأبيض"، الذي هو تعبير صاغته في عام ٢٠١١ وطورّته أكثر في كتاب عام ٢٠١٨ حاولت خلاله الإجابة عن سؤال: لماذا يصعب على البيض الحديث عن العنصرية. وهذا المقال الذي قمنا بترجمته، نشر في المجلة الدولية لعلم أصول التدريس النقدي، المجلد ٣ (٣) (٢٠١١) ص: ٥٤-٧٠ وهو أصل الأفكار التي قامت بتطويرها في كتابها (هشاشة بيضاء- White Fragility) الذي صدر في العام ٢٠١٨ عن مطبعة بيكون، بوسطن، ماساتشوستس. المترجم.
    (١). على الرغم من أن العزل العنصري الأبيض، مركزته إلى حد ما من قبل الطبقة الاجتماعية (حيث يكون البيض في المناطق الحضرية، من الطبقة العاملة والفقراء، أقل عزلاً عنصرياً بشكل عام، من البيض في الضواحي أو الرّيف)، فإن البيئة الاجتماعية الأكبر، تعزل وتحمي البيض كمجموعة، من خلال المؤسسات والتمثلات الثقافية التي تشمل المدارس، الميديا، الكتب، الأفلام، الإعلانات، الخطابات السائدة.
    (٢) الهابيتوس، أو السمت أو العلامة أو التطبع أو السجية أو العقلية، التي توجه السلوك توجيهاً عفوياً وتلقائياً، هو مجموع الاستعدادات الفطرية والمكتسبة و المتوارثة، التي تعبر عن فاعلية الإنسان، في ظل شرط اجتماعي محدد، إنه مجموعة المواصفات، التي نتوارثها بصفة مباشرّة عن طريق التربية، أو بطريقة غير مباشرّة، عن طريق الاستلهام، المترجم.

    مراجع References
    *الرابطة الأمريكية لكليات تعليم المعلمين (AACTE)، (١٩٩٤)، الخط الموجب للمعلم: المدارس والكليات وإدارات التعليم، واشنطن العاصمة.
    *ألين. د. (١٩٩٦)، المعرفة والسياسة والثقافة والجنس: منظور خطابي. مجلة أديان لأبحاث التمريض، ٢٨ (١)، ٩٥-١٠٢.
    *بورديو، ب، (١٩٩٣)، مجال الإنتاج الثقافي. نيويورك: جامعة كولومبيا.
    *بونيلا سيلفا، إي، (٢٠٠٦)، العنصرية دون عنصريين: العنصرية العمياء واستمرار عدم المساواة العرقية في الولايات المتحدة (الطبعة الثانية). نيويورك: رومان و ليتل فلد.
    *كيسي ج. داوكينز. (٢٠٠٤). أدلة حديثة عن الأسباب المستمرّة للأبيض والأسود، العزل السكني، مجلة الشؤون الحضرية، ٢٦ (٣)، ٣٧٩-٤٠٠.
    *كلارك، ك. (١٩٦٣)، طفلك والتحيز، بوسطن، مطبعة بيكون.
    -ديرمان سباركس، إل، وفيليبس، سي (١٩٩٧).
    تدريس/ تعلم مناهضة العنصرية: التطور- النهج، نيويورك: مطبعة كلية المعلمين.
    *ادوارد، ج. (٢٠٠٦). ماذا لو كان جميع الأطفال من البيض؟: تعليم متعدد الثقافات مضاد للتحيز مع الأطفال الصغار والعائلات، نيويورك: مطبعة كلية المعلمين.
    *ديانجيلو، روبن ج. (٢٠١٠ أ). لماذا لا يمكننا جميعًا أن نكون أفرادًا ؟: مواجهة مناهضة الفردية في التعليم المناهض للعنصرية، التفاعلات: مجلة جامعة كاليفورنيا للدراسات التربوية والمعلوماتية، ٦ (١).
    *ديانجيلو، ر. (٢٠٠٦ ب). لم يتفوق عرقي على صفي: استخدام القمع لمواجهة الامتياز، وجهات نظر متعددة الثقافات، ٨ (١)، ٥١-٥٦.
    *ديانجيلو، ر. (٢٠٠٦ ج). "سأرحل!": هشاشة بيضاء في الحوار العنصري. في ب. مكماهون و د. مركز القيادة والتنوع. معهد أونتاريو للدراسات التربوية بجامعة تورنتو.
    *دوان، أ. (١٩٩٧). الهوية البيضاء والعلاقات العرقية في التسعينيات. في كارتر، جي ال (محرر)، وجهات نظر حول المشكلات الاجتماعية الحالية، (ص ١٥١-١٥٩). بوسطن ألين وبيكون. *أوف وايت: قراءات عن العرق والسلطة والمجتمع (ص ٧٥-٦٧).
    *و أوف وايت: قراءات عن العرق والسلطة والمجتمع (ص: ٧-١٢). نيويورك: روتليدج.
    -فرانكنبرج، ر. (١٩٩٧). البياض المحلي. في آر. فرانكبرغ (محرر)، إزاحة البياض: مقالات في النقد الاجتماعي والثقافي (ص ١-٣٣). دورهام، نورث كارولاينا: مطبعة جامعة ديوك.
    *فراكنبرج، ر. (٢٠٠١). سراب بياض غير مميز. في راسموسن، إي كلاينر- بيرج، آي نيكسيكا، إم. وراي (محرر)، صنع البياض وفكه (ص ٧٢-٩٦). دورهام، نورث كارولاينا: مطبعة جامعة ديوك.
    *جيه وسكوت، د. (٢٠٠٤). أصوات الطلاب البيض في إعداد تعليم المعلمين متعدد الثقافات، التعليم متعدد الثقافات، ١١ (٤)
    *في دون، أو و بونيلا-سيلفا، إي. (محرران). وايت أوت: استمرار أهمية العنصرية (ص: ١٧٣-١٨٧). نيويورك، روتليدج.
    *ماكجوان، ج. (٢٠٠٠). التدريس متعدد الثقافات: خبرات التدريس في الفصول الدراسية لأعضاء هيئة التدريس الأمريكيين الأفارقة في الكليات والجامعات التي يغلب عليها البيض. تعليم متعدد الثقافات، ٨ (٢) ، ١٩-٢٢.
    * في إم اندرسن و ب. هيل كولينز محرران، العرق، الطبقة، والجنس: مختارات (ص. ٩٤-١٠٥)، بلمونت، كاليفورنيا. وادزورث.
    *في اس. هتشر (محرر)، برامج الأقران في الحرم الجامعي: النظرية والتدريب وأصوات الزملاء (ص ٢٥-٤١). سان دييغو، كاليفورنيا.
    *في شافيز، أر. و اودونيل جي. (محرران)، الحديث عن اللاشيء: سياسة (عدم) المشاركة في مجال التعليم متعدد الثقافات (ص ٥٦-٦٨). ألباني، نيويورك: مطبعة جامعة ولاية نيويورك.
    *ام. فين. إل. إم. سي.. وايز. و إل. وونج وأوف وايت (محرر) قراءات عن العرق والسلطة والمجتمع (ص: ٣-١٢)، نيويورك: روتليدج.
    سليتر، سي (١٩٩٣). كيف يبني المعلمون البيض العرق، في سي. مكارثي و دبليو. كريشلو (محرران)، هوية العرق والتمثيل في التعليم (ص: ١٥٧ - ١٧١). نيويورك.
    *فان ديك، تي.إيه. (١٩٩٣)، مبادئ تحليل الخطاب النقدي، الخطاب والمجتمع، ٤(٢) ص: ٢٨٣-٢٤٩
    * في جي.إتش. ستانفيلد، و آر إم دينيس (محرران)، العرق والعرق في طريقة البحث (ص: ٩٢- ١٣٤). لندن: سيج.
    *فودي، ر. (٢٠٠١). امتياز اللامركزية في تعليم العمل الاجتماعي: وظيفة من هي بأي حال من الأحوال؟ مجلة العرق والجنس والطبقة، ٧ (٤)، ١٣٩-١٦٠
    *ماكجرو هيل. ويلز، إل (١٩٨٥)، منظور المجموعة ككل وجذوره النظرية، في ايه. كلمان، و ام. جلر (محرران)، قارئ علاقات المجموعة ٢ (٢٢-٣٤). واشنطن العاصمة: أ.ك. معهد الأرز.
    *وايتهيد، ك. و ويتيج ، ماجستير (٢٠٠٥). الإدارة الخطابية لمقاومة برنامج تعليم متعدد الثقافات، البحث النوعي في علم النفس، ١ (٣)، ص: ٢٦٧-٢٨٤
    *ياماموتو، ج. (٢٠٠١)، شيء ما حول هذا الموضوع يجعل من الصعب تسميته. في ام. .ان و ب.اتش. كولينز (محرران.)، الطبقة، العرق والجنس: مختارات (ص ٨٩ - ٩٣). بلمونت، كاليفورنيا: وادزورث.
    زونغا. اكس، نجدة. ب.، و سافيچ. تي. (٢٠٠٢). الحوارات بين المجموعات: نموذج تعليمي لتنمية المشاركة عبر الاختلافات، الإنصاف والتميز في التعليم، ٦ (١) ، ١١٥-١٣٢.

    _____


    عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 22/9/2021

  • دولة الكاكي... لاتحب الألوان.. ٢
  • حالة الإنقلاب واللا إنقلاب على الساحة السياسية السودانية
  • ذاكرة المقال16/10/2020!!!! مؤتمر الشرق ضرورة ملحة!!!
  • ترك والمطالب الكيزانية بقلم:الفاتح جبرا
  • انقلاب تجريبي !! بقلم:عثمان ميرغني
  • السودان ولسيناريو الليبي (2) بقلم:غسان عمر
  • من رفاهية الإنقلابات، الي الإنفجار، و المواجهة بقلم:خليل محمد سليمان
  • ومضات توثيقية للثورة السودانية (20-14) بقلم: عمر الحويج
  • مسئوليات السفارات وأجهزة الداخلية في دمج المهاجرين في اوطانهم الجديدة
  • حمايةُ المقاومين مقاومةٌ والحفاظُ على سلامتِهم نصرٌ
  • أحداث وزلازل تربك النفوس وتــؤرق المضاجــــع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
  • حمدوك شفافية وعلنية التحقيقات ام انقلابات الشريط الاخبارى!
  • البلاهة الخطابية في السياسة السودانية..
  • قلنا المسارات لُبط، لم تسمع الجبهة الثورية، وحلت الندامة
  • الانقلاب: هل هو إنذارٌ مبكِّر لقوى الثورة أم النداء الأخير نحو الشمولية
  • مسرح الثورة مع مظاهر الانقلابات:بخيت النقر البطحاني
  • الإدارات الاهلية وقضايا السياسة في السودان: أزمة شرق السودان، وقضايا الانتقال، ومخاطر الردة عن اهدا
  • حيدر الشيخ هلال:من وراء انقلاب اليوم ؟


عناوين مواضيع المنبر العام بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 22/9/2021

  • عبدالغفار الشريف
  • برنامج بيوت الاشباح تقديم عبدالرحمن فؤاد والضيف على الامين محمد صالح - تلفزيون السودان | 22-09-2021
  • توقع القادم السيء في السودان في تقديري
  • لون الخرطوم في يوم وهمة الانقلاب. شوف عين.
  • دعاة الإنتخابات المبكرة
  • انه انقلاب عسكري "مفبرك" في السودان- وهذه ادلتنا الدامغة- ما هي الأخطاء الكارثية الثلاثة التي ارت
  • ترك يهاجم في كل الاتجاهات.. الشرق.. تصعيد خطير
  • قطر تعلن شروط الحصول على بطاقة الإقامة الدائمة
  • مهندس البث بالتلفزيون: ضابط برتبة عقيد طلب مني بث المارشات العسكرية ورفضت
  • أخونا في الدنيا المستجير أنت متين بتلف؟
  • الإنقلاب والإقتصاد وتردى الأمن واحداث الشرق.. إمتداد لفض الإعتصام.
  • قراءة في الإنقلاب....نجاة حسين طلحة
  • الإنقلاب.. مسرحية سيئة الإخراج/حيدر محمد علي
  • هل تطبق عقوبة الإعدام في الضباط الإنقلابيين ؟
  • قائد الإنقلاب كوز من كوستي د.عبدالوهاب همت
  • اسماء المتورطين في محاولة الانقلاب الاخيرة في السودان يوم ٢١ سبتمبر ٢٠٢١

    عناوين الاخبار بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 22/9/2021

  • قوى الإجماع الوطني تدعو لمحاكمات فورية لرموز النظام البائد القابعين فى السجون
  • غوتيريش يدين محاولة الانقلاب بالسودان ويؤكد مساندة حكومة حمدوك
  • الحزب الشيوعي السوداني يطالب بمحاكمة علنية للمتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة
  • بعد المحاولة الانقلابية الاخيرة:الإتحاد النسائي السودانى يحذر من الإنتكاس والردة
  • تجمّع المهنيين السودانيين يتهم المجلس العسكري في المماطلة في تسليم السلطة للمدنين
  • بيان من مؤتمر البجا التصحيحي حول قضية شرق السودان
  • الجبهة السودانية للتغيير تدين المحاولة الإنقلابية الفاشلة.. وتتمسك بالنهج الديموقراطي....وترفض الاس
  • جامعة الخرطوم:بيان من مديرة الجامعة حول المحاولة الانقلابية الفاشلة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de