منطـقة أبيي مهمة للغاية لعدة إعتبارات منها أنها منطقة عبور بين السودان الشمالي والجنوبي وأنها ( تعوم !) فوق بحيرة من البترول كما أنها منطقة ذات مناخ السافنا الغنية لذا ، فالأمطار فيها غزيرة وفوق ذلك كله فهي غنية بالغابات والنباتات التي ترعاها الحيوانات ويحصل الناس على الأخشاب من الغابات الكثيفة. ولما صار السودان دولتان ( شمال السودان وعاصمتها الخرطوم وجنوب السودان وعاصمتها جوبا ) صارت أبيي أكثر أهمية وحامت حولها الأطماع وأشتد النزاع حولها بين الخرطوم وجوبا وتدخل الرجل ( الأبيض ! ) فذهب بها إلي التحكيم في لاهاي بأوربا ونتيجة لذلك تكونت قوات أُممية (يونسفا ) لحفظ الأمن والنظام وقد شاءت الأقدار أن تكون كلها من دولة أثيوبيا إلا أن الأمن لم يُستتب في المنطقة فهناك المناوشات والمعارك بين المسيرية ودينكا نقوك وتسفر دوماً بالقتل ونهب الأبقار . إذن ، من هم المسيرية ومن هم دينكا نقوك ؟! المسيرية قبائل عدة تسكن غرب كردفان وهم يرعون الأبقار وبالتالي فلهم هجرة ثابتة صوب منطقة أبيي لوجود الكلأ والماء مما يجعلهم يحتكون بدينكا نقوك وهنا تنشأ المشاكل وبالذات بعد إنفصال دولة جنوب السودان بموجب إتفاق (نيفاشا ) عام 2011م وعدم وضوح الرؤيا حول وضعية الأمن في المنطقة ... دينكا نقوك قـبائل نيلية يقال أنها هاجرت إلي المنطقة بعد إجلائهم من منطقة بحر الغزال نتجية إلي إرتكابهم جرائم قتل هناك وذلك منذ زمن بعيد والغريب في الأمر أن المسيرية والدينكا كانت لهم ( أيام ! ) وصـلات حميـمة قبل أن تأخذ منطقة أبيي هذا الوضع المعقد . يعـود وبدرجة كبيـرة هذا العـداء إلي أبناء أبيـي نذكر على سبيل المثال ، فرنسيـس دينج مـجوك ودينج ألور وكان يسمى في الزمن الجميل ، قبل هذه الخلافات والعداء كان يسمى أحمد أللار كما أن لدولة جنوب السودان أطماع في منطقة أبيي ... بهذا كله صار الوضع حول منطقة أبيي معقداً كما أن المـسيرية ودينكا نقوك الآن في أسوأ علاقاتهم ويكفي أن منطقة أبيي صارت دولية بعد إتفاق لاهاي . هل لقبائل المسيرية حقوق في أبيي ؟ وماذا قالـت إتفاقية نيفاشا الموقعة بين الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون غرانق وذلك في عام 2005م قالت تلك الإتفاقية وبالواضح الآتي: سـاكني منـطقة أبيـي من منطقة بحر الغزال وغرب كردفان ... للمسيرية حقوق ( تقليدية ! ) في منـطقة أبـيي مـثل الرعي والتحرك على حدود المنطقة ... تدار أبيي بواسطة مجلس إستشاري ينتخب من سكان المنطقة ، يوزع عائد البترول كالآتي: حكومة السودان الشمالي 50% .... حكومة جنوب السودان 42% ... دينكا نقوك 2% ... تنمية منطقة دينكا نقوك 2% ... المسيرية 2% ... تنمية منطقة المسيرية 2% .... بحر الغزل 2% . عائـدات البـترول للجـهات كلها صارت واقع ملموس منذ إتفاق نيفاشا وذلك منذ عشرات السنـين لكننا لم نجد لها أثر (بتاتاً !) فيجب مساءلت الذين تورطوا في إســتقلال المال وتوجيهه (لجيوبهم ) نقول يجب المحاسبة الشديدة لكل متورط في هذا المال . نتيجة لغياب الأمن وضعف قوات (يونسفا! ) وقعت معارك مؤسفة بين دينكا نقوك والمسيرية ، فقد قام الدينكا بالهجوم على المسيرية في منطقة (الرقبة ) وقتلوا منهم ثلاثة أشخاص ونهبوا مئات الأبقار فقام المسيرية بالثأر وهجموا عليهم في منطقة (كلوم ) وقتلوا منهم ثمانية وثلاثون شخصاً وشُرِد أطفال منهم تم الحصول على ثمانية منهم وسلموا إلي قوات اليونسفا ، وكان ذلك في يوم الثلاثاء الموافق :21/1/2020م . لهذا وذاك كله ، يجب إعادة الإهتمام بوضعية منطقة أبيي كما يجب تنفيذ بنود إتفاق نيفاشا وبروتوكول منطقة أبيي بحذافيره وبالذات قضية الأمن والتنمية .
وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حامـد ديدان محمـد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست