لا تكاد تجلس في قاعة الشهيد الزبير، حتى تشعر بأنك دُعيتَ إلى المكان لأجل أن تكون مُغيَّباً عن المشهد الذي يدور فوق المنصّة، لأن (البنائين الأحرار) عندما شيّدوها، في بدايات العهد، شاءوا تمييز القادة الجدد، بإجلاسهم في صف كراسي ضخمة، فخيمة، ذات لون أخّاذ، يميّزهم عن تابعيهم، وتابعي تابعيهم، وكافة الحاضرين لـ(المَحفل)..! كراسي القادة، وُضِعت كي تحجب الجمهور عمّا يدور.. في أفخم قاعة إنقاذية، أنت المدعو المُغيَّب، وعليك أن تتحسب لخطواتك حتى لا تجد نفسك طريحاً في صرح لم تُراعَ فيه أبسط قواعد الهندسة المدنية.. لا يمكن أن (تُعتِّب) في مداخلها ومخارجها، دون أن (تعَتَرْ) في مصاطب القاعة التي وُضِعت هناك كالمَصيَّدة.. مصاطب ــ دَرَج ــ كأنه مقصّات شارع الجريف، التي لُطِّخت فوق الأسفلت، دون مراعاة لدبيب كبار السن أو حيوية طفل.. إذا لم تعمل حسابك، فإنك لا محالة واقعٌ عند تلك العتبات. شُيِّدت القاعة في العهد التمكيني للثورة، بعيداً عن المرافِق، وبتخطيط بلدي خالص، ومع ذلك يتفشخر الإنقاذيون بأنهم بنوا مدائن الخليج، خاصة أبو ظبي،،، وأن غالبية منسوبيهم من ولاة ونظاميين وأمنجية، هم الهندسة زاتا..! هذا من حيث (المباني)، أما من حيث (المعاني)، فإن شعار القاعة، أمره عجيب، ويا للهول.. القاعة تحمل شعار (الشّمعدان)، في الوقت الذي تنطلق فيه دعاية التنظيم، عاليةً صدّاحة، في عداء سافر للصهيونية العالمية، والماسونية الإباحية، والعولمة الكافرة، والإمبريالية الفاجِرة.. وهلمّجرا... القاعة بذاك الشعار، تعطيك من الآخر، حقيقة الأمر. حقيقة أن هؤلاء لا يميّزون أنفسهم بإنجازاتهم، وإنما بحجز مقاعدهم في الصف الأمامي، ليجلس ضيوفهم وتابعيهم، في الصفوف الخلفية. القاعة وحدها تجيب على السؤال التقليدي، الذي أعيا شيخنا الطيّب صالح، واستعصى على كل من لا يعرفون الإخوان.. ما هو الشمعدان؟.. عليك يا شيخنا، أن تبذل جهداً في التعرُّف على الشمعدان، وإن كان لنا أن نُحيطك علماً، بأن المزج بينه وبين أغصان الزيتون في مجسم واحد، يُعتبر رمزاً للدولة التلمودية. هذا الشعار، تراه متشابهاً هناك، وفي الإسرائيليات، وفي الدّولار... جاء في موقع إسرائيل العربي على الشبكة، أن الزيتون استعمل قديماً لإنارة الشمعدان في بيت المقدس وفي أورشليم، وأن أغصانه على جانبي الشمعدان ترمز إلى قيادات شعب الله المُختار.. الشعار رُسم بسبع شمعات في تلك القاعة، وبثماني شمعات، وبسبع، أو ما يشابه ذلك حد التطابق، لدى أصحابه الأصليين، ما يعني التشديد على مضامينه الفنية. ويعد الشمعدان رمزاً من الرموز القومية والدينية المقدسة، ونظراً لأهميته الإيمانية اعتمد كرمز لشعب التيه، وكأحد رموز دولتهم.. تلك الدولة .... أبحث عن ذلك في مظانه ــ يا شيخنا ــ ستجد أنه شعار يرمي بشرر كالقصر، نحو جهة بعينها، يبدو أنها هي التي اختطفت بلداً عظيماً، تحت شعارات (المسيرة القاصدة)،، وعلى الله قصد السبيل..! akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة