تحظى الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية بسلطة معنوية وروحية تمكنها من إجراء تغييرات راديكالية في بنية الفكر الإسلامي المشحون بالحقد والكراهية، وتحسين صورة الإسلام الوحشية، ولكن اية خطوة من هذا القبيل تتعارض ومصالح الأسرة الحاكمة التي تنظر إلى الإسلام جزءاً من أصول وممتلكات المملكة.
يدافع بعض المسلمين باستماتة عن دينهم في محاولة يائسة لتبرئته من وصمة الارهاب الذي صار مرادفا للاسلام بفضل التنظيمات الارهابية التي تتبنى العنف والكراهية لنشر افكارها المتطرفة، ولكن تنظيم الدولة يستنبط قوانينه ايضا من التعاليم الاسلامية المعمول بها في المملكة العربية السعودية؛ جز الرؤوس، القطع من خلاف والرجم.
ويدفع الكبت والحرمان الذي اصبح جزء لايتجزأ من الثقافة العربية الاسلامية المسلمين إلى الانتحار في مقابل نكاح سبعون من الحور العين وشرب الخمر في جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين، ولكن ما الحكمة من تشجيع الزنا بعد الممات وتحريمه في الحياة؟؟
ويبرز استخدام النكاح كجزرة لتحفيز المجاهدين للظفر بالجنة، تناقض الاسلام الذي يجرم الحب والنكاح كغريزة انسانية وقوة خارقة لجدار الدين، ضمن مايعرف بجرائم الحدود التي تعاقب بالصلب والبتر.
كما يبرز جعل النكاح أيضاً جائزة يتنافس عليها المجاهدون بارواحهم وضعية المرأة - التي لم يكافئها الاسلام - ومكانتها الوضيعة في المجتمع، فهي لاتعدو ان تكون محض وعاء لتفريغ المني وتفريخ البنون: المرأة ناقصة عقل ودين، صوتها وشعرها وجسدها وكلها عورة لايسمح لها بالسفر دون محرم ولا بقيادة السيارة وهو مطبق ضمن قوانين الشريعة الاسلامية بالمملكة السعودية.
لا يختلف العرب عموما وبخاصة المملكة العربية السعودية التي تحتل عقول السودانيين، في نظرتها العنصرية المحتقرة للسود عن مصر التي تعتبر السودان مجرد حديقة خلفية ولا تعترف بسيادتها على مثلث حلايب في تحد وانتهاك سافر للسيادة الوطنية.
ويدين معظم السودانيين كغيرهم من المسلمين بالولاء والتأييد المطلق لنهج المملكة العربية السعودية الذي يعتبر مرجعية للتنظيمات الإرهابية المتطرفة في سعيها الحثيث لتطبيق الحدود ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تتبناها تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ذات التوجهات القومية.
وتمكنت الحركة الإسلامية السلفية في السودان من خداع وتحييد المضطهدين في دارفور عن الالتحاق بركب الثورة والتحرير التي انطلقت في اغسطس 1955ف، واقناعهم بالعمل ضد مصالحهم، لعدة عقود ولكن بعد انفصال الجنوب واستمرار الإبادة ضد السودانيين، مازالت عقلية دارفور كما في عهدها المعهود، حينما كانت تكسو الكعبة قبل قرون وتعزي التهميش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لأسباب ماورائية.
وكافأت المملكة العربية السعودية التي تمتنع عن استقبال اللاجئين حتى من البلدان العربية والإسلامية دون إبداء أي مبرر، دارفور فيما بعد بدعم النظام الابادي العنصري في الخرطوم بالمال لتمويل عمليات الجمجويت وحملاتها الانتقامية ضد سكان الإقليم المنكوب والتي شملت تدمير القرى، المزارع ومصادر المياه بما فيها دور العبادة وخلاوى تحفيظ القرآن.
وطالما لم تشفع لهم كسوة الكعبة، فلن تنقذ التكابة واللوح شعب دارفور من جحيم الإبادة مالم يفيق من سباته العميق بركل ادوات الاستعباد الإسلامي العربي إلى الأبد والتمسك بالهوية القومية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة