وتتواصل حلقات مسلسل (أفراح التطبيع) مع أنه تطبيع مشروط.. فالتحويلات المصرفية لن تنساب بسهولة ويُسر، ما لم يُرفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب.. هذا الإعلان الأمريكي يتحدث عن رفع جزئي، لا يسري بالأماني العذبة، وإنما بعد ست شهور.. الحصار سيظل قائماً، فلا تفرحوا، إن الله لا يحب الفرحِين..! الإخوان ــ عدا العُقلاء منهم ــ شربوا محاية الجهاد التي كانت تقول، أن أمريكا هي رأس الرُّمح لتلك الامبريالية، وأنها تمثِّل (عاديات الدول الاستكبارية)، وأنها المسؤول الأول عن استغلال موارد الشعوب لصالح الشركات، والكارتيلات العابرة للقارات، وأنها أكبر مُدمِّر للحياة البرية والبيئة الطبيعية، و النّاهِب الأكبر لموارد القارات، والمصدر الأكبر للتلوُّث.. الإخوان، حتى العُقلاء منهم، نسيوا أزيز متحركاتهم وفورة شعاراتهم التي كانت تقول، أن القوى الصليبية، من يهود ونصارى، لن ترضى عنهم، حتى يتّبعوا مِلّتَهم..! كل الكلام عن دنو عذاب أمريكا التي تسلّحوا لها، وأنهم سيحاربونها صعيداً وسافلاً، بل وسيحررون القدس، كل هذا الكلام شالو الهوا.. (الحِجّة) هذه الأيام مُدوِّرة في أفراح وحبكات درامية، وانتظار لبشريات... مع أنه، لو (تطايبت النفوس) فإن بمقدور الإخوان، أن يتقاسَموا بعدالة فضل رفع العقوبات..! من الممكن لمحلليهم الاستراتيجيين من كافة تياراتهم، أن يحفظوا لوزارة الخارجية دورها، ولرئاسة الجمهورية حقها، ولجهاز الأمن اسهمه في التطبيع، وللآخرين كمان.. وقبل كل ذلك، كان يفترض أن نسأل بعض المحللين، ابتداءاً من كرشوم وانتهاءاً بآخر المتخندقين: من تسبب في تلك العقوبات (الجائِرة)..؟ الإخوان، الفرحون المستبشرون، بعودة العلاقات (المنتظرة) مع الولايات المتحدة، غضوا الطرف تماماً، عن ثمن هذا العطف الأمريكي البادي للعيان.. كان النظام، على ما نرى، يمضي حثيثاً نحو قدره الواثِب، فاذا بباراك حسين أوباما بن عبد السلام! ينقذه برقصة الكمبلا، وهي جزء أصيل من خطّة الاحتجاج الامريكي على ضياع الديمقراطية المتمثلة في حكومة محمد مرسي.. عندما خرج الشعب المصري بغضه وغضيضه في الثلاثين من يونيو المبارك، للاطاحة بنظام الاخوان، في أكبر تظاهرة سياسية شهدها تاريخ العالم السياسي، كانت إدارة أوباما تستشيط..! واليوم «آمنت» على أرض السودان، وأصبحت فاعل خير، يقدّم العطايا دون ثمن..! الإخوان يفرحون بعطف إدارة الديمقراطيين وبتلك العلاقة التحتية التاريخية، بينهم والأمريكان، منذ عهد حسن البنا وسعيد رمضان وأمين الحسيني.. دعك من ذِكر مجاهدي التنظيم من الأخوة السودانيين، الذين جذَّروا تلك العلاقات الثنائية.. لو (تطايبت النفوس) فإن بمقدور الإخوان، أن يتقاسَموا بعدالة فضل الرفع، بعد استعلان الدعم، وهو دعم من أجل استمرارية النظام، وربما ديمومته، حيث لن تجد أمريكا أفضل من هؤلاء لتنفيذ سياساتها.. هذا نظامهم، يريدون إصلاحه، تقويمه أو استعداله، بحيث يستجيب لكامل المطلوبات التي تجعلهم ترساً في العجلة، لا يعاكِس ولا يناشِز، بل يمضي سلساً محلبياً.. نقطة سطر جديد..! أمريكا لا يمكن أن تكون فاعل خير.. حدّثونا يا إخوان عن أحكام تلك الصفقة.. عن الثمن المدفوع لهذه القُبلة السَّكرى..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة