الآن نقترب وبسُرعة من (محطة السلام).. الحكومة ترد التحية بأحسن منها.. أمس أصدر السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قراراً جمهورياً بالعفو عن 256 محكوماً من مُقاتلي الحركات المُسلّحة.. ضعف العدد الذي أطلقت سراحهم الحركة الشعبية قطاع الشمال قبل أيامٍ قليلةٍ.. قرارٌ حكيمٌ يدفع بالثقة بين الأطراف إلى منسوب يساعد في اتخاذ القرار التاريخي الذي ننتظره جميعاً.. قرار وقف الحرب نهائياً.. وفك أَسر الشعب السوداني كله من ويلات هذه المحنة الطويلة التي اقتاتت بأرواح ودماء شعبنا العزيز في مُختلف أنحاء السودان. ليت الحركات المُسلّحة من جانبها تُواصل السَّبق في الخيرات.. فتعلن وقف إطلاق نار شامل ونهائي.. ولتبدأ بعد ذلك المُفاوضات في طقس صحو يسمح لصوت العقل أن يُسيطر على مصير ومُستقبل السُّودان. الآن يستطيع الدكتور عبد العزيز عشر.. شقيق رئيس حركة العدل والمساواة.. والذي ظَلّ في سجن كوبر 9 سنوات حسوماً.. أن يخرج إلى فضاء الخرطوم ويُؤسِّس (حزب العدل والمساواة).. وسيكتشف أنه وبلا دماء وتشريد وحرائق يستطيع أن يحقق كل ما يطلبه ويتمناه لشعبه ومواطنيه.. فـ (طريق السلام للحول قريب).. والله العظيم.. إن صدق العزم.. وارتقت النفوس لمقام ما يستحقه الوطن، لأمكن للجولة القادمة من المُفاوضات أن تكون هنا في الخرطوم.. أو هناك في قلب (كاودا) بلا هواجس الظن والشك والريب.. فنحن شعبٌ معروفٌ بتسامحه واحتفائه بالعفو والتصافح وجبر الكسور.. دلالة المكان كافية لاختصار الوقت والجدل والشروط.. النظر يجب أن يُسدّد فقط نحو المُواطن السُّوداني المقهور في مناطق الحروب.. طفل تحبو سنوات عمره وهو بعيدٌ عن المدرسة.. مزارعٌ غير قادر على فلاحة أرضه خشية القنابل والألغام.. وفتيات في عُمر الزهور ينتظرن الحرب تنتهي لتبدأ حياتهن.. والله العظيم كل يوم يتأخّر فيه إعلان السلام، يطوي همة سنة كاملة من الأمل.. الآن، اليوم قبل الغد يجب فتح مسارات الإغاثة الإنسانية لأهلنا في مناطق الحُروب.. بلا حاجة لمُفاوضات أو انتظار.. المطلوب توفير الغذاء أولاً ثم الرعاية الصحية ثانياً وبقية الخدمات تباعاً.. وكما أنّ كلفة الحرب عسيرةٌ وباهظةٌ.. فأرباح السلام عظيمة على الجميع.. كل فرد في السُّودان سيناله من أريج الحُب قَطفة.. وأول الفائزين الحركات المُسلّحة نفسها.. فما ستحققِّه بالسلام لن تفعله الحروب.. بالله لا تتوقّفوا.. واصلوا السباق.. سباق التفضل بالمكارم.. مبروك.. السلام بات قاب قوسين أو أدنى.. بإذن الله.. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة