تتسابق وسائل الإعلام هذا الأيام لنقل التقارير والأخبار عن مدينة حلب السورية والتى تعد من أكبر المدن السورية ومن أقدم المدن العالمية . عدد سكانها يفوق (4) ملايين نسمة وتبعد حوالى 310 كم من العاصمة دمشق وتعتبر مدينة تاريخية وتجارية . بدأت الإحتجاجات السورية ضد نظام بشار فى عام 2011م إنطلاقا من مدينة درعة وحمص بشكل سلمى طالب فيها المحتجون بعدة إصلاحات والتى رفضها النظام السورى حيث واجهت قوات الأمن السورية تلك الإحتجاجات برد عنيف وقتل المتظاهرين مما أدى الى إشتعال المدن السورية الأخرى وتحولت تلك المظاهرات السلمية الى ثورة مسلحة إمتدت على نطاق سوريا . إستعانت القوات السورية بقوات حزب الله والقوات الإيرانية الشيعية والدعم الروسى للإخماد تلك الثورة وتدخلت قوات داعش فى المنطقة وأصبح قتل المسلمين الأبرياء مباح وتشريدهم هدفا . بالأمس تطالعنا الأخبار والصور المنقولة من هناك بقتل وتنكيل وتشريد وإغتصاب أهل حلب حتى الأطفال والكبار والنساء لم يسلموا من تلك الوحشية التى نشجبها وندينها كما إعتدنا على ذلك . وإرتفعت أصوات المأذن فى العالم العربى والإسلامى بالدعاء لهم وقنواتنا تبث الغناء والمسلسلات وندواتها وبعض برامجها إحتجاج وشجب وصياح بين ضيوف تلك البرامج تلك هى حالنا . لماذا البكاء على حلب يا عرب ؟ لقد بدأت الحرب الفعلية ضد الإسلام فى زماننا هذا منذ دخول القوات الأمريكية والإيرانية للعراق ثم أفعانستان وليبيا واليمن هذا الحرب التى تم إعلانها رسميا بعد أن تيقن اليهود والصفويين والمجوس من تفرق الأمة الإسلامية وإختلاف الأمة العربية وبُعدها عن دين الله وعدم ثقتها بالتوكل عليه والخوف من المخلق بدل الخالق ( لاحولة ولا قوة إلأ بالله ) جعلت تلك القوة تضرب كل يوم فى دولة إسلامية حتى يتم القضاء على هذه الأمة المحمدية لكن الله جل شأنه وعدنا بالنصر وإعلاء كلمته فى الأرض . البكاء على حلب ليس فقط بأصوات المنابر ولا سكب الدموع ولا مشاهدة المجازر والإبادة والتعوذ من ذلك والشجب . هذه دروس من الله لهذه الأمة لرجوع إليه و الى شرعه والتمسك بكتابه والعمل به ولتوحيد صفهم وإخلاص عملهم لله ولترك الإختلاف والتفرقه بينهم لنكون يدا واحد وبنيانا متين وجسدا واحد لا يفرقهم لون ولا لغة ولا حدود وإنما التقوى . يأمة الإسلام وياعروبة القرآن حآن الوقت لنبذ الخلافات وتوحيد الجبهات وإخلاص النية والتمسك بالكتاب والسنة والحمدلله أمتنا تفوق المليار ونصف هم قادرين بحول الله وقدرته بأن يحولوا هذا العالم بين عشية وضحاها الى دولة توحيد وإستقرار إذا وحدوا الله وعبدوه حق عبادته . لكن متى يتوحد هؤلاء وكيف يتعظون وهم يشاهدون علامات الساعة ويتلون الآيات التى تحذرهم من العذاب الشديد وترغبهم فى جنة عرضها السموات والأرض وتثبت لهم نصر الله لهم إذا أقاموا شرعه وحفظوا كتابه وعملوا به . لقد شاهدنا وسمعنا وبعضنا عايش الواقع فى العراق خلال السنوات الماضية ومازال واليوم فى سوريا و اليمن وليبيا ومنمار وقبلها فلسطين و لبنان والصومال والبوسنة والفلبين وأفغانستان وغيرها من الأقليات المسلمة فى دول العالم . متى تصحى ضمائرنا ومتى نفيق من غفلتنا ؟ ومتى نعبد الله كما أمرنا ؟ ومتى نتبع سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟ ومتى نوحد صفنا ونعد لمجاهدينا من قوة ورباط الخيل لنرهب به عدونا ؟. للأسف نشاهد تلك الأحداث المحزنة وتتألم ضمائرنا فى تلك اللحظة ونعود لنقلب القنوات ونسمع المسلسلات والأغانى أو نبحث فى جوالاتنا ونأكل ما لذا وطاب ونرمى ما زاد من غير أن نحمد الله عليه ونتبرع بجزء يسير لمن يحتاجون حتى أصبح الدعاء للإخوانا المسلمين يحثون عليه . لا داعى للبكاء على حلب اليوم ويجب أن نبكى على أنفسنا أولا ونبكى على هجرنا للقرآن وبنكى على ضياع أجيالنا ونبكى على هواننا وتفرقنا . لماذا إنتصر الإسلام سابقا وتمت الفتوحات الاسلامية الى أقاصى الدنيا من غير أسلحة حديثة وطائرات ودبابات حربية ووقتها لم تكن هناك وسائل تواصل مثل الآن ولا سبل راحة مما نجده اليوم كانت الجيوش الإسلامية تأكل أوراق الأشجار وتصوم النهار وهى تحارب للإعلاء كلمة الله . كانت الجيوش الإسلامية تتلوا كتاب الله ونحن نتابع المسلسلات والأفلام ، كان أغنياء الأمة يتبرعون بأموالهم كلها ونصفها وربعها فى سبيل الله ونحن نبني بها العمارات والقصور والأبراح العالية . كانوا إستثماراتهم فى الإنفاق فى سبيل الله وإعانة المحتاج ونحن نستثمر فى فتح القوات الفضائية الماجنة والمتاجرة بقوت الأمة وتجارة الربا ونفتخر بالقصور والسيارات الفارهة والسياحة العالمية وإخوانا يموتون جوعا ويعيشون حربا لانهم قالوا نحن مسلمون. لا نحتاج أن نبكى على حلب لأن دمعتنا لا تجف حتى نبكى على حلب أخرى وهذا مخطط أمة الكفر والضلال لايتركونا طلما نحن نرفع الأذان فى المساجد . يأمة الإسلام عليكم التمسك بحبل الله المتين وعليكم بصفات المؤمنين التى ذكرها الله فى أيات كثيرة وخاصه فى سورة المؤمنون الآيات (1-11) والأنفال (2-4) والفرقان (63-67) وغيرها حتى يحقق الله لنا وعده فى قوله تعالى : ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ سورة الروم(47). اللهم أنصر إخواننا فى حلب وكل الشام والعراق وثبت أقدامهم وأشفى مرضاهم وأغفر وأرحم موتاهم وأنصر كل المسلمين الذين يشهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة ووحد صف المسلمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة