ذكرنا أن نصف شعب السودان يعيش فى الخارج..وهناك مفهوم خاطئ بأن جميع السودانيين فى الخارج يعيشون فى بحبوحة من العيش.. ونحن هنا نوضح بعض الحقائق التى تبين كيف أن السودانى فى ظل عمر البشير يفضل الموت خارج البلاد بدلا من العيش فى الداخل.. كنت فى زيارة لالمانيا ودعانى بعض السودانيين الى مطعم سودانى شهير..كان الجو أسريا والحديث تركز حول السودان فوجهت كلامى لصاحب المطعم قائلة..أنت طبعا بتفضل انه المطعم دا يكون فى السودان..ولكننى فوجئت بنظرة حادة وهو يسألنى..أنتى جادة يا أستاذة ؟ قلت نعم جادة..فبدأ يسرد رحلته من السودان وحتى ألمانيا..ثم رحلته داخل ألمانيا حتى وصوله الى ذاك المطعم..قائلا لولا أنه تزوج من ألمانية لمات من الجوع والبرد..ونحن ننظر اليه بدهشة وغرابة لآن قصصه كانت أقرب الى الخيال منها الى الواقع..و مما ذكر هو أنه فى بداية ايامه فى ألمانيا, وحينما يحل المساء وهولا يملك سكنا, كان يدخل فى كابينة التلفون ويضع سماعة التلفون فى أذنه ثم يغط فى نوم عميق حتى لا تشك الشرطة فى أمره.. و مما ذكر كيف أن السلطات الالمانية حينما القت القبض على صديقه وقامت بترحيلة أنتحر صديقه قبل وصوله الى السودان.. نذكر السودانيين الذين ماتوا فى صحراء اليمن من العطش قبل بضعة سنوات..الفضائيات تفاعلت مع الامر ثم أنتهى الخبر... نذكر السودانيين الذين ماتوا لذات السبب فى الصحراء الليبية..ثم الذين ماتوا فى ليبيا قبل وابان احداث سقوط نظام القذافى.. ثم نذكر بعض السودانيين الذين حاولوا السفر من ليبيا الى ايطاليا عن طريق البحر, فماتوا غرقا.. فى مصر وهى اول دولة يلجأ اليها السودانى..ويستطيع أن يعيش فيها دون ملاحقات من الشرطة والآمن اذا كان محترما للقانون..و لكن السودانى فى مصر يبيع كليته وأعضاء أخرى من جسمه, مقابل ان يصرف على والدته ووالده لبعض الوقت..وما أن ينتهى المبلغ حتى يكتشف بائع الاعضاء خطوره موقفه لآنه يحتاج الى بعض الادوية وباستمرار..و أذكر أن بيع السودانيين لاعضائهم حينما زاد عن حده ولفت نظر السلطات المصرية, سّنت مصر قانونا يمنع نقل الاعضاء الا من الاقربين..السودانى فى مصر يصعب ان يجد عملا كريما غير النظافة والعمالة تماما كما يفعل فى أوربا.. ولكن..هناك سودانيين يموتون فى صحراء سيناء من المتسللين الى اسرائيل , فيموت البعض منهم نتيجة مطاردات الشرطة واطلاق الرصاص عليهم..أو ينجح فى التسلل الى اسرائيل فتلتقطه السلطات الاسرائيلية وتودعه السجون الى حين البت فى أمره.. فى شرق افريقيا يعيش السودانيون أوضاعا مأساوية..و مما رأيت فى كينيا ويوغندا هو تكدس السودانيين فى غرف مبنية ومعروشة بالصفيح فى بلاد درجة حرارتها فوق الآربعين.ثم يمارسون أعمالا مهينة مثل التسوق لنساء الحى الذى يعيشون فيه وأعمال أخرى لآ تكتب ( بضم التاء ) .. السودانى فى شرق افريقيا يلتقط مرض الايدز ونقص المناعة المكتسبة وأمراض أخرى..و لا يجد ثمن الدواء..ويعيش جائعا محروما فيما يتناول جنرالات الحركة الشعبية الفراخ والدجاج و كافة اشكال اللحوم والحلويات.. غرب افريقيا تستقبل السودانيين من دارفور فى اغلب الاحيان..ولكن لا غانا ولا نيجيريا تقبل باللاجئين فى بلادها فيضطر السودانيون السفر الى بنين لان فيها معسكر للاجئين..ومهما كانت الاحوال سيئة ومدة الاقامة طويلة , ألا أن السودانى يفضل البقاء فى معسكرات بنين حتى يجد فرصته بالسفر الى العالم الاول...مدة الانتظار فى معسكرات بنين أكثر من عشرة سنوات.. فى لبنان تبرز مشكلة العنصرية و مصادمات متكررة بين السودانيين واللبنانيين بسبب هذا العيب الكبير.. و للقارئ أن يتخيل أن السودانيين فى سوريا ما يزالون يعيشون فيها انتظارا لتوزيعات الامم المتحدة.. فى لندن كانت الصحف اللندنية قد كتبت عن السودانى عابر المانش من فرنسا حتى بريطانيا سيرا على الاقدام..ثم تنّقل السودانيين بين دول أوربا بسبب مشكلة الاوراق الثبوتية فيموتون من البرد ومن طريقة الركوب فى الحافلة.. خلاصة الآمر... بعض السودانيين فى الخارج يواجهون أوضاعا مأساوية.. ولكنهم يفضلون البقاء فى الخارج والبحث عن الحلول بدلا من العودة الى السودان... لماذا ؟ لآن جحيم الغربة أفضل من دولة عمر البشير البوليسية.. من أجل هذا وأكثر... الشعب...يريد...أسقاط النظام...
نذكر السودانيين الذين أوفدتهم الانقاذ للحرب مع صدام ضد الكويت.. فماتوا على يد قوات التحالف الدولية.. نفس الشئ بالنسبة للذين أوفدتهم للحرب مع السعودية ضد اليمن.. فماتوا على يد اليمنيين...
12-15-2016, 01:51 PM
nour tawir
nour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638
و نعجب ! رئيس دولة يفشل فى ادارتها.. ويدمرها.. و يطلب منه المواطنون أن يرحل بكرامته.. ولكنه يرد قائلا : طالعونى الخلا ! رئيس ص..ع..ل..وك بمعنى الكلمة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة