· صفقت يداً بيد وأنا أطالع مقال الكاتب راشد عبد الرحيم الذي جاء تحت عنوان " تزوير خطاب الرئيس". · وصُعقت لكاتب يقول بالفم المليان ودون أدنى خجل أنه اطلع على الخبر الذي بادرت به وكالة الأنباء الفرنسية ونقلته معظم الوكالات والفضائيات الخارجية عن خطاب الرئيس في كسلا، وكان الخبر مجافياً تماماً للخطاب ونصه الذي استمعت إليه لعدة مرات. · وأضاف راشد " تهديد الرئيس للمعارضين لم يكن في هذا الخطاب و لا كلمة قريبة منه بل كان الأقرب أنه كان خطابا تصالحيا إذا صح الوصف أكثر منه خطابا تصادميا كان تصالحيا في غير إنهزام حيث أوضح القوة التي تستند إليها الحكومة في مواقفها أمام دعوات العصيان التي وردت أصلا في الكيبورد والوسائط". · ذكرت في مقالي ليوم أمس أنني تابعت الخبر في لحظته على وكالة رويترز الإنجليزية وبعد ذلك اسمتعنا له صوتاً ورأيناه صورة، فلم أجد أي اختلاف بين ما نُشر وبين ما قاله البشير. · وإن أحسنا الظن فليس هناك من احتمال سوى أن تكون أذنا راشد قد أصيبتا بالمرض لو أنه فعلاً استمع لما قاله البشير مرات ومرات ولم يجد فيه ما يتطابق مع ما نشرته الوكالة. · أو أن الكاتب يمارس كذباً صريحاً من ذلك النوع الذي تباهى به كبيرهم اسحق فضل الله ذات يوم. · فعن أي لهجة تصالح في حديث البشير حسب زعم راشد والرئيس قال بعضمة لسانه أن على جماعة الكيبوردات والواتساب أن يخرجوا لهم في الشارع، لكنهم لن يفعلوا لأنهم جربوكم ( كان يشير لحشود المطبلين والمصلحنجية) التي تقف أمام، قبل أن يضيف أنهم، أي المعارضين عرفوا في مرات سابقة كيف تتعامل الحكومة مع التظاهرات. · كل ذلك وأكثر قاله البشير في اللقاء الذي سمعه غيرك ممن يتمتعون بحاسة سمع جيدة. · فكفاكم نشراً للأكاذيب والتدليس بين الناس. · لم يعد هناك متسع من الوقت كما ذكرت في مقال الأمس لمثل هذا ( الشتل) والتأويلات ومحاولات خداع الناس في عصر صار كل شيء فيه متاحاً ولم يعد المتابع يحتاج لكلمتين من راشد أو اسحق أو غيرهما من كتاب السلطة لكي يعرف ما يجري من حوله. · لقد قرأ من تخاطبهم الخبر وسمعوا الفيديو بصوت البشير الذي بح من كثرة الصياح، مثلما شاهدوا حركاته وانفعالاته، فاتق الله وتذكر أنك مسئول عما يسطره قلمك يوم لا ظل إلا ظله. · قصدت من التعقيب على ما كتبه راشد التذكير بأهمية الحذر من الحملات الإعلامية المناهضة للعصيان المدني. · فقد قرأت اليوم أيضاً عدداً من الأخبار التي نشرها ذلك الموقع الذي يبدو أنه تخلى عن أخبار كيم كاردشيان ولوشي وبقية ( الحسناوات) لبعض الوقت من أجل التفرغ لمحاولات تضليل شبابنا العازم على تنفيذ عصيانه الثاني في التاسع عشر من الشهر الجاري. · غالبية الأخبار التي نشرها موقع النيلين اليوم تستهدف تثبيط الهمم. · فعلى صدر صفحتهم جاء مقال راشد الذي حدثتكم عنه. · وتحته نشروا مادة تحت عنوان " الخائن ياسر عرمان يسعى لدمار السودان.." · وتلاها مقال لكاتبة تحاول اختزال تحركات ونضال هؤلاء الشباب القابض على الجمر في أشخاص بعينهم، ألصقت بهم تهماً وأوصافاً يعف القلم عن إعادة نشرها، ولا أظنها تملك دليلاً عليها بل تردد في ببغاوية ما يكتب ويقال. · وغض النظر عن اتفاقنا أو إختلافنا مع فهمها القاصر للأمور نذكرها فقط بأن ما جري ويجري ضمن سياق العصيان المدني ليس عملاً يخص فتحي الضوء ولا ياسر عرمان ولا عقار ولا مناوي. · ما يقوم به فتية السودان هذه الأيام هو مجموعة ملاحم بطولية وعمل وطني خالص يستهدفون به وطناً سرقه الأوغاد. · مخجل جداً أن تنكر شابة مثلك على شباب بلدها الآخرين حقهم في التفكير الحر والمستقل وتحديد خياراتهم. · اللعبة المكشوفة والفزاغة التي ظلوا يخوفون بها الشعب السوداني لم تعد صالحة لهذا الزمان لو تعلمين. · وقد تخلى حتى أصحاب الساس والراس عنها بعد أن عرفوا أن الشباب الذي تحرك في الآونة الأخيرة مطالبين بحقوقهم المشروعة لا يتبعون لأي جهة ولا يمكن خداعهم بمثل هذا الكلام الممجوج الذي يردده أمثالك من المثبطين والمضللين. · كما ورد في ذات الموقع خبر آخر منقول عن الفيس بوك يدور حول أن فكرة العصيان المدني من صنع مخابرات دولة عربية لوصم السودانيين بالكسل! · ولك عزيزي القارئ أن تتأمل لتصل بنفسك إلى هذا الكم الهائل من غباء الفكرة! · السودانيون الذين هبوا قبل أن تعرف غالبية الشعوب العربية مفردة ثورة ينجرون وراء مخطط مخابرات دولة عربية !! · لا لسذاجة وغباء من أرهق نفسه وأضاع وقته في إعداد مادة ( فطيرة) بهذا الشكل. · ونشر الموقع أيضاً مادة تحت عنوان " هل عندكم صورة واضحة للسودان ما بعد الكيزان؟ كلمة بديل ما بتعني “رئيس” تعني نظام متكامل". · لن ينخدع عامة الناس بالحملات الإعلامية المقرضة التي تستهدف وحدتهم وتضامنهم الذي أدخل الذعر في نفوس الموالين لهذا النظام. · فشبابنا الذين يتحركون بفاعلية هذه الأيام هو نفس أولئك الذين ظلوا يقدمون الدعم للمحتاجين والمعدمين. · هم نفس من رأى مواطن السودان البسيط جهودهم وانتظامهم في الحملات التطوعية من أجل دعم المنكوبين خلال الكوارث الطبيعية التي مرت بالبلاد وسكانها دون أن تحرك الحكومة ساكناً لإغاثتهم. · هم نفس من ظلوا يقتطعون من قوت يومهم لتوفير الدواء للمرضى. · وهم نفس من صرفوا من جيوبهم من أجل توعية مجتمعاتهم المحلية بشتى المشاكل التي يعانون منها وكيفية المساهمة في حلها. · وهم نفس من يعانون كل يوم ويعتقلون في الصباح ثم يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم مساءً منذ أن بدأت التحركات الأخيرة. · فعيب والله على كل مضلل أفاك وكاذب أشر أن ينكر على هؤلاء الشباب كل ما يقومون به ويحاول نسب دعوات العصيان المدني لفئات محددة حتى يكسب الطغاة تعاطف البسطاء من أفراد شعبنا. · علينا أن نتذكر أنه طالما أُعلن عن موعد العصيان المدني القادم وبعد النجاح الذي تحقق في تلك الأيام الثلاثة فمن الطبيعي أن ينتظم القوم في حملات إعلامية مناهضة يتسلحون فيها بالكذب والتلفيق والأوهام، لكن كل ذلك لن يفوت على أهلنا الذين ذاقوا الويل خلال حكم تجار الدين واللصوص المتغطرسين، الكذبة والفاسدين على مدى نحو ثلاثة عقود.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة