*الحديث المجرد عن الإصلاح أصبح مملاً وممجوجاً مثل الحديث المكرر عن الحوار الذي تريد الحكومة إغلاق ملفه قبل أن يحقق غاياته المنشودة بسبب مواقفها المتعنتة ومواقف حزبها السياسي الذي ظل تابعاً منكسراً لها. *هناك شبه إتفاق على فشل السياسات التي ظلت تمارس على رأس المواطنين‘ خاصة السياسات الإقتصادية والمالية التي فشلت كل المسكنات المليارية الإسعافية المحمولة جواً في معالجتها بسبب التمسك الكاثوليكي بهذه السياسات رغم كل الكوارث التي خلفتها. *نقول هذا بمناسبة مرور ثلاث سنوات على "وثيقة إصلاح الدولة" التي التي إعتمدتها الحكومة لإصلاح الحال العام‘ لكن للأسف تطور الحال نحو الأسوأ .. ومازالت الحكومة تتخبط في سياساتها تجاه قوى المعارضة وفي خدماتها التنفيذية تجاه المواطنين. * إعترف بهذا الحكم الموضوعي خبير الإستراتيجيات العسكرية والدفاعية الفريق محمد بشير سليمان الذي قال ل"السوداني" في تقرير صحفي أعده عبدالباسط إدريس ونشر الخميس الماضي بأنه لايحس بأن هناك إصلاح فعلي حقيقي. *أضاف خبير الإستراتيجيات العسكرية والدفاعية الفريق محمد بشير سليمان قائلاً : إن الإصلاح يبني على نهج ديمقراطي ودولة المؤسسات القومية مثل القوات النظامية والمؤسسات المالية التي يجب ان تكون مستقلة إستقلالاً كاملا. *مضى الفريق محمد سليمان بشير إلى أبعد من ذلك وهو يقول في ذات التقرير الصحفي : إن الإصلاح يجب ان يبدأ بالإصلاح السياسي وهذا يستوجب قيام دولة الديمقراطية والمواطنة .. إنتهت إفادة خبير الإستراتيجيات العسكرية والدفاعية. *هذا ما ظللنا نطالب به حتى قبل إطلاق مبادرة الحوار الشامل التي أجهضتها الحكومة في شهورها الأولى‘ و ظلت محاولات إحيائها متعثرة لذات المواقف المتعنتة التي لاتراعي مصلحة السودان والسودانيين‘ في سبيل الحفاظ على كراسي الحكم والإصرار على السياسات الماثلة التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان ومازالت تهدد أمن وإستقرار وسلام السودان الباقي. *ليس ذلك فقط بل مازالت السياسة الخارجية خاصة تجاه دولة جنوب السودان تمارس بغباء ضار للبلدين ولشعب السودان فيهما دون إعتبار للعواقب الوخيمة التي تجسدت عملياً في الدولتين. *حتى محاولات إعمار علاقات السودان الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية مازالت تتعثر رغم التنازلات الكبيرة التي قدمتها الحكومة‘ لأنه كما تعلم الحكومة نفسها فإن المطلوب أولاً إعمار علاقاتها في الداخل مع أهل السودان بدلاً من إستمرار الرهان على إضعاف قوى المعارضة وتعميق الخلافات بين أطرافها‘ والأهم من ذلك إعمار علاقاتها من المواطن المغلوب على أمره وهو يتجرع مرارات المعاناة الإقتصادية والخدمية بلا طائل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة