هذا تقرير شامل تقريبا يكشف جوانب مهمة من تاريخ و شخصية ومهام الجنرال الايراني قاسم سليماني الذي تدور حوله تكهنات وجدل وتساؤلات عديدة ،وترسم حول صورته هالة بطولة ضخمها الاعلام الايراني وبعض وسائل الاعلام العربية والغربية على خلفية ما ينسب اليه من انتصارات حقيقية او زائفة في الحروب السورية العراقية ،وقد راجت مؤخرا تساؤلات حول طموحات هذا الجنرال الذي اؤكد شخصيا انه ليس سوى ارهابي ارتكبت باوامر منه الاف الجرائم في العراق وسوريا واليمن ،ابدأها بالمقال الذي كتبه الدكتور رشيد الخيون ونشرته جريدة الاتحاد ويحمل عنوان:
سليماني.. المستشار أم الوصي؟
تاريخ النشر: الأربعاء 21 سبتمبر 2016
في بيت مشهور للشيخ محمد باقر الشبيبي (ت 1960) يقول: «المستشار هو الذي شِرب الطِّلاءَ/ فعلامَ يا هذا الوزير تُعربدُ؟»، وذلك من قصيدة ألقاها احتفاءً بالأميركي «مستر جارلس كراين»، بمناسبة زيارته بغداد عام 1929. وكان كراين عضواً في اللجنة الأميركية (1919) لاستطلاع رأي شعوب المنطقة بتقرير المصير، بعد انهيار الدولة العثمانية، وحينها ظهرت أميركا بمظهر الداعم للشعوب ضد السيطرة الأجنبية، قياساً بالبلدان الأوروبية وعلاقتها بالشرق. أُقيم للضيف الأميركي حفل في فندق كارلتون ببغداد (الهلالي، الشَّاعر الثَّائر الشَّيخ محمد باقر الشَّبيبي 1965)، وكان حينها على رأس كل وزارة عراقية مستشار بريطاني، بيده الحل والربط. وبالمعنى المذكور يأتي عمل الجنرال قاسم سليماني مستشاراً للحكومة العراقية، فقد صرح وزير الخارجية أن سليماني يعمل مستشاراً لديهم، وصرح قائد «الحشد الشعبي» أنه يعمل مقابل راتب.. ولا ضير في هذا، إذ من المألوف أن تتعاقد الحكومات مع مستشارين أجانب. غير أن استشارة سليماني ليست استشارة المتعاقد المُقيد بوظيفته، إنما له الكلمة الفصل في أحوال العراق، شأنه أكثر من شأن المستشارين البريطانيين الذين إذا شربوا الطِّلاءَ سكر الوزراء، ووصف الشاعر للعلاقة بين المستشار والوزير آنذاك كان دقيقاً. يوهمنا مَن أعلن أن قاسم سليماني مجرد مستشار ببغداد، بعقد عمل لا أكثر. أقول: وأي قائد عسكري أو أمني مستمر في الخدمة يقبل، أو يُقبل له، أن يعمل مستشاراً لدى دولة أجنبية؟! وكيف إذا كان قائد «فيلق القدس»، ومسؤول حركات التحرر في مكتب الولي الفقيه؟! وأكثر المسؤولين الفاعلين الآن بالعراق كانوا من جنوده! قبل ست سنوات قال مستشار الأمن القومي العراقي السابق في سليماني: «الواضح أنه يمسك بالملف العراقي، وأعتقد أن رتبته حسب ما أذكر هي لواء في الحرس الثوري في مقر (فيلق القدس) المعني بحركات التحرر في العالم، وسليماني هو المسؤول عن الملف العراقي، وأعتقد أن له القول الفصل في ذلك» (مقابلة في «الشرق الأوسط» 30/6/2010). كان ذلك قبل تأسيس «الحشد الشعبي»، وقبل ظهور شيء اسمه «داعش»، كي يُربط بهما الإفصاح عن استشارة سليماني. وهل يرضى مثل قاسم سليماني أن يكون مستشاراً لأحدهم، وكان وما زال الآمر الناهي في شأن العِراق؟! لا يرضى سليماني بالاستشارة إلا إذا كانت عنوان تمويه لسلطة عظمى، مثل التي كانت لدى شيخ المعتزلة ثمامة بن أشرس (نحو 213هـ)، لما أراده عبدالله المأمون (ت 218هـ) وزيراً، فأجابه بالقول: «يا أمير المؤمنين: إني لا أقوم بذلك، وأحرى أن أضن بوضعي من أمير المؤمنين، وحالي أن تزول عنده، فإني لم أرَ أحداً تَعرض للخدمة والوزارة إلا لم يكن لتسلم حاله، ولا تدوم منزلته» (ابن طيفور، كتاب بغداد). ولما سأله الوزير (عينه ثمامة نفسه) عن معنى وجوده في دار الخلافة، وهو بلا وظيفة بائنة، رد عليه ثُمامة قائلاً: «إن معناي في الدار والحاجة إليّ بائنة. فقال: وما تصلح له؟ قال: أشاور في مثلك هل تصلح لموضعك أم لا تصلح. قال: فأُفحم وما ردَّ عليه بجواب» (نفسه). لا يرضى سليماني إلا أن يكون هو المندوب السامي مموهاً بوظيفة مستشار، فبحدود (1922) فكرت بريطانيا أن تجعل الشيخ محمود الحفيد (ت 1956) حاكماً مُقيداً على كردستان: «إنك ستكون حاكماً في كردستان، لكن بشرط أن تأخذ رأي المندوب السامي البريطاني في المنطقة، بكبائر الأمور وصغائرها. فقال لهم: هل من الممكن أن يكون هو حاكماً وأنا مندوباً سامياً؟»(مقابلة مع إبراهيم أحمد، مجلة النُّور الإسلامية 11/1994). هكذا تكون استشارة سليماني آمراً ناهياً، مندوباً سامياً، على ما تمناه الشيخ الحفيد ولم يحظ به، ومستشاراً مثلما كان ابن أشرس. بهذه القوة أُبلغ أحمد الجلبي (ت 2015) أنه لن يتولى رئاسة الوزارة (2005)، هذا ما سمعته من الجلبي وسمعه غيري من الحضور (رمضان 2006)، قال: «اتصل بي سفير إيران (قمي) وأبلغني بذلك». إنه ليس تدخل سفير إنما إدارة الدولة، ونتحدى أي مسؤول من الإسلاميين وغير الإسلاميين، من الشيعة والسنّة والكُرد، أن يعمل خلاف توجيهات المستشار سليماني، وسفير الولي الفقيه. وعليه سيتحمل العراق، بشراً وثروةً، كلّ خلافات إيران وطموحاتها الثورية الدينية. نعود إلى قصيدة الشبيبي، وشكواه لمستر «كراين»، وما يعلنه المسؤولون العراقيون من أن العراق في حلف مع إيران، بما يسمونه «دول الممانعة»، وأي ممانعة وبغداد مهتوكة الحُرمات! «قالوا التحالف، قُلتُ مرحى إنه/ حقٌ إذا صدق الحليف مؤيدُ/ فالحلفُ بين حكومة وحكومة/ معناه كلّ منهما هو سيدُ»! إنه واقع الحال، ولا يطول بنا التوهم، فمنزل سليماني ومكتبه ببغداد للوصاية لا الاستشارة. ** جريدة الحياة اللندنية اثارت تساؤلا فحواه هل يصبح سليماني الرئيس المقبل لايران ؟؟ بقلم حسان حيدر ورد فيه ما يلي : ليس لدى حسن روحاني سوى القليل من «الأصدقاء» في العالم يمتدح «ثوريتهم» ويشيد بتماهيهم مع «المبادئ الإيرانية» ويتشارك وإياهم الرؤية ذاتها إلى «الوضع الدولي». فبالإضافة إلى التحالف الدموي لبلاده مع «الثوري» الإقليمي بشار الأسد، خصّ الرئيس الإيراني كلاً من النظامين المتهالكين في فنزويلا وكوبا بزيارة شددت على «التطابق في وجهات النظر»، مبدياً إعجابه بما قدماه إلى شعبيهما و «الشعوب الأخرى»، في وقت لا يملك هذان النظامان سوى شعارات خيالية لم يعد لها سند منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وتشظيه، في مواجهة مشاكل اقتصادية واجتماعية تصل بمواطنيهما إلى حد الجوع، من دون أي مبالغة في التوصيف. لكن لماذا يقدم روحاني على زيارة بلدين بالذات مشهود لحكامهما بالعداء للأميركيين، فيما وزير خارجيته جواد ظريف يبحث عن وسيلة لاستعطاف الأميركيين أنفسهم، وإقناعهم بتخفيف ما تبقى من عقوبات تحول دون إتمام بلاده عقوداً وصفقات تحتاجها لإعادة الحياة إلى اقتصادها؟ ولماذا يلجأ إلى تحريض الولايات المتحدة والعالم في شكل سافر على السعودية، بعدما كان يحرص خلال المفاوضات النووية على ادعاء الرغبة في الانفتاح على العالم العربي؟ تعمّد ظريف قلب الأدوار، وكأن إيران ليست من يتدخل في شؤون المنطقة العربية ويمعن في فرزها مذهبياً وتحويلها إلى بؤرة لنفوذه، ويستخدم الولاءات الطائفية للسيطرة على العراق ولبنان وحشد الدعم لجزار سورية. وما كشفته السلطات اليمنية، من محاولة لتهريب أسلحة في شاحنات تحمل لوحات عُمانية، يؤكد أن طهران لا تقيم اعتباراً حتى لأولئك الذين يعتقدون بأن الحفاظ على علاقة ودية معها قد يخفف من غلوائها ويعيدها إلى الصواب. تفسير خيارات روحاني الخارجية يكمن في الداخل الإيراني، حيث يواجه وضعاً صعباً مع اقتراب موعد «الانتخابات» الرئاسية التي ينوي خوضها للفوز بولاية ثانية. وإذا كان التصنيف القائل بأن روحاني يمثل التيار «المعتدل» في إيران لا يقنع كثيراً من يعرف حقيقة التركيبة السياسية والأمنية التي يمسك خامنئي بخيوطها جميعاً، فإن ما يُشاع عن قرار اتخذه «المرشد» باستبداله برئيس آخر، إنما يدخل في إطار لعبة «الكراسي الموسيقية»، بعدما أدى دوره وأنجز الاتفاق في الملف النووي، ولابد الآن من المجيء بـ «متشدد» يعيد إحياء أساليب التضليل القديمة وخدعة «العداء» لأميركا وإسرائيل، علّه يحقق مزيداً من المكاسب عبر الابتزاز. وثمة من يتحدث عن احتمال أن يكون الرئيس المقبل قائد قوة التدخل الخارجي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني الناشط في العراق وسورية ولبنان، والذي يتم «تظهيره» في شكل واسع حالياً في وسائل الإعلام الإيرانية التي تطلق عليه أوصافاً خارقة، وقلما يغيب عن مناسبة يحضرها خامنئي. بالإضافة إلى الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي يحضّر نفسه أيضاً للعودة. وهذا الاستبدال يتطلب «تعبئة شعبية» لتبريره والترويج له، ولهذا كثرت أخيراً إلى حد لافت تحرشات زوارق «الحرس» بالسفن الحربية الأميركية في الخليج، وتعددت انتقادات المراجع والبرلمانيين المتشددين لـ «النتائج الهزيلة» التي أسفرت عنها «التنازلات المقدمة للأميركيين»، فيما نسف التصعيد الميداني الإيراني محادثات السلام اليمنية، وعاد الحديث عن دور أكبر لميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في العراق، وأرسلت طهران المزيد من المساعدات العسكرية إلى نظام الأسد. والواضح أن روحاني يحاول التشبث بمواقعه، وإظهار أنه لا يزال «صالحاً للخدمة»، فصار يغرف من معين «الثوريين» نفسه، لتأكيد أنه لا يخرج على رغبات خامنئي وتكتيكاته. لكن ذلك لم يحل دون أن يقطع التلفزيون الحكومي قبل أيام نقل خطاب له بعدما سخر فيه من نجاد . ما ورد اعلاه نماذج مما يثار حول سليماني الذي ما زالت ماكنة الاعلام الايراني وبعض وسائل الاعلام العربية والاجنبية تنفخ في بالونه وتنسب له من الانتصارات ما لا يصدقه العقل لبناء اسطورة السوبرمان الايراني او رومل الملالي وهو ما يعيد لنا تساؤولنا الابتدائي – من هو سليماني ؟؟ العربية نت من جانبها نشرت هذا التقرير التفصيلي حول سليماني بقلم صالح حميد تحت عنوان من هو قاسم سليماني العقل المدبر للارهاب الايراني ؟؟ ورد فيه: بدأ مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني جلسته لاختيار هيئة رئاسية بكلمة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، الذي أصبح مصدرا للإرهاب وزعزعة الأمن في الشرق الأوسط، وبذلك أصبح سليماني يمثل السياسة الداخلية والخارجية للنظام الإيراني، منهيا الآمال بوجود "تيار معتدل" في النظام الإيراني، خاصة بعد هيمنة التيار المتشدد بشكل كامل على كافة مؤسسات صنع القرار عقب تسلمهم رئاسة مجلسي الشورى والخبراء، قبل بضعة أيام. رمز الدولة العميقة ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن سليماني يعتبر اليوم "رمزا للدولة العميقة" في إيران، والتي يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، وبطانته من قادة الحرس الثوري وفيلق القدس وجماعات الضغط المرتبطة به كأنصار حزب الله الله وعماريون وغيرهم من التيارات المتشددة التي تهيمن على المؤسسات الأساسية في الدولة كمجلس الخبراء والشورى (البرلمان)، إضافة إلى مجلس صيانة الدستور والقضاء والمؤسسات المالية والاقتصادية الضخمة.
وعلى الرغم من التنازل الكبير الذي أبداه الإصلاحيون والمعتدلون تجاه استلام المحافظين لمقاليد مجلسي الخبراء والشورى أخيرا، إلّا أن المتشددين في إيران مازالوا يرفضون توجهات حكومة روحاني الخارجية ويدفعون باتجاه إقصائه من المشهد السياسي، من خلال ترشيح قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في 2017. وكان الرئيس حسن روحاني الذي يوصف بـ"المعتدل"، قد رضخ للضغوط أخيرا وأشاد بـ"بطولات" سليماني في كلمة له الشهر الماضي، بمدينة كرمان، وهي مسقط رأس قائد فيلق القدس، حيث أثنى روحاني على "بسالة سليماني وشجاعته في إيران وأفغانستان وسوريا وفلسطين". واعتبر روحاني أن "الحرس الثوري مسؤول ليس فقط عن أمن البلاد إلى جانب "الجيش والشرطة والباسيج" وإنما كذلك مدافع عن "مواقعنا المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وأفغانستان وفي أي مكان يُطلب منا ذلك". وبالرغم من كل هذا هدد قاسم سليماني، في مارس الماضي، بمنع الإصلاحيين وكل معارضي التدخل الإيراني في المنطقة من تبوؤ أي منصب سياسي، لأنهم هتفوا في احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009 بالاهتمام بمشاكل وأزمات إيران بدل إعطاء الأولوية والتدخل في قضايا فلسطين ولبنان. من جهته أخرى، يجب ملاحظة نقطة هامة وهي أن نتائج تصويت الشعب الإيراني للإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة وكذلك عدم فوز مرشح سليماني لرئاسة إيران وهو ضابط الحرس السابق محمد باقر قاليباف، محافظ طهران الحالي، في الانتخابات الرئاسية في 2013، أظهرت مدى سخط واستياء الشارع الإيراني من دور الحرس الثوري وسليماني في السياسية الداخلية الإيرانية. كما أظهرت أنه ليس هناك شعبية لسيلماني كما تروج له الماكينة الإعلامية الرسمية وأن نفوذه في إيران ليس كنفوذه في مراكز القرار في كل من بيروت وبغداد ودمشق.
مصنف كإرهابي دولي ولا يقتصر دور سليماني على السياسة الداخلية، بل برز اسمه كعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته، منذ أن صنفه كل من واشنطن في العام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية. ووضعته وزارة الخزانة الأميركية وقياديا آخر بالحرس الثوري وهو حيدر تشيذري، على لائحة العقوبات، بسبب مشاركتهما النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011. وفي يوليو 2015 أوضحت ويندي شرمان، مساعدة الشؤون السياسية لوزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن ستبقي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني على لائحة الارهاب الأميركية. لكنها أكدت على أن "اسم قائد فيلق القدس سيرفع في المرحلة الثانية من العقوبات بعد سنوات، وذلك إذا ما أوفى بتعهداته المتفق عليها خلال خطة العمل المشتركة لتنفيذ الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست".
كيف بدأ حياته العسكرية؟ ولد قاسم سليماني في الـ11 من مارس 1957 في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة فلاحة وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى انتصار الثورة عام 1979 حيث انضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الخميني. وكانت أول مهمة له في صفوف الحرس إرساله إلى غرب إيران، حيث انتفض الأكراد للمطالبة بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخرى كالتركمان والعرب الأهوازيين ضد نظام الخميني الذي قمع مطالبهم وحقوقهم الأساسية التي حرمها الشاه منهم وتوقعوا أن النظام الإسلامي الجديد سيلبيها لهم بدل الاستمرار في تهميشهم. وبدأ قاسم سليماني حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988 ) حيث أصبح قائدا لفيلق "41 ثأر الله" بالحرس الثوري وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من قادة الفيالق على الجبهات. قيادة فيلق القدس وقمع انتفاضة الطلبة وتولّى سليماني قيادة "فيلق القدس" عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتوري في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999. ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة "نيويوركر" الأميركية، أجراه الصحافي ديكستر فيلكين، فإن سليماني سعى منذ تسلمه قيادة فيلق القدس خلال "إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء".
تطبيق رؤية خامنئي وبحسب التحقيق، فإن سليماني منح حرية مطلقة في تطبيق رؤية خامنئي حول أهداف إيران في المنطقة، من خلال فيلق القدس والإمكانيات الهائلة التي وضعت تحت تصرفه. ويضيف التقرير: "أدواته التي يستخدمها تتضمن دفع مكافآت إلى السياسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتخويفهم عند الحاجة، والقتل كآخر الوسائل". عمليات إرهابية ومع مرور السنوات، بنى "فيلق القدس" شبكة أصول دولية، بعضها مستند إلى الإيرانيين في الشتات الذين يمكن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب الله والميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية. واستناداً لمسؤولين غربيين، أطلق "حزب الله" و"فيلق القدس" في العام 2010 حملة جديدة ضد أهداف أميركية وإسرائيلية - في رد انتقامي على ما يبدو ضد الحملة على البرنامج النووي الإيراني التي تضمنت هجمات قرصنة عبر الإنترنت وعمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين. ومنذ ذلك الحين، نظّم سليماني هجمات في أماكن بعيدة مثل تايلاند، نيودلهي، لاغوس ونيروبي - على الأقل 30 محاولة خلال عامي 2012 و2013 وحدهما. ويشير التحقيق إلى أن أكثر محاولات فيلق القدس شهرة، كان مؤامرة في العام 2011 لاستئجار خدمات شبكة تهريب مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الحالي، عادل الجبير، وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم على بعد كيلومترات قليلة من البيت الأبيض. وتبيّن أن عميل شبكة تهريب المخدرات الذي تودد إليه عميل سليماني، ليس سوى مخبر لدى وكالة مكافحة المخدرات الأميركية.
دوره في تقوية حزب الله عزز قاسم سليماني علاقته مع قيادات حزب الله اللبناني، منهم عماد مغنية ومصطفى بدرالدين وزعيم الحزب حسن نصر الله، منذ عام 2000 ومن ثم حرب يوليو عام2006 مع إسرائيل. وكان له الدور الأساسي في تجهيز حزب الله بالصواريخ ومن ثم تعززت العلاقة العضوية بين فيقل القدس وحزب الله، خلال التدخل العسكري لإنقاذ حليفهما نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011. دور سليماني في سوريا وضعت وزارة الخزانة الأميركية سليماني على لائحتها السوداء بسبب دوره في دعم نظام الأسد لتحريضه الإرهاب. ومع ذلك، بقي معظم الأوقات مخفياً بالنسبة للعالم الخارجي، على الرغم من أنه كان يقود العملاء ويدير العمليات. شارك منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في معارك سوريا خاصة معركة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو 2013. كما شارك بنفسه في عدة معارك، منها في ريفي اللاذقية وحلب وأشرف على عدة عمليا كانت آخرها معركة خان طومان في بداية مايو المنصرم والتي مني بها بهزيمة كبرى حيث خسر أكثر من 83 عنصرا من قوات الحرس والجيش الإيرانيين والميليشيات اللبنانية والأفغانية.
وبالرغم من معارضة روحاني وحكومته المعتدلة وكذلك حليفه الأقوى الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني هاجم سياسة خامنئي وسليماني في الاستمرار بدعم نظام بشار الأسد، إلا أن الكفة الآن ترجح لصالح دعم دور سليماني في ظل تمدد النفوذ الإيراني وبرضا أميركي – غربي على دور طهران الحالي تحت مظلة "مكافحة إرهاب داعش والنصرة والجماعات المتطرفة الأخرى". وكان رفسنجاني هاجم في وقت سابق نظام بشار الأسد بشدة، وقال: "لقد تعرّض الشعب لهجمات كيميائية من قبل حكومتهم". التصريح الذي تراجع عنه رفسنجاني بعد موجة من الضغط والسخط والهجوم الحاد من قبل المتشددين ضده. وتقول تقارير إن التخلّي عن الأسد يعني بالنسبة لسليماني التخلّي عن مشروع التوسّع لنظام ولاية الفقيه في المنطقة والذي عمل عليه طيلة 15 عاماً. وفي خطاب أمام مجلس الخبراء - رجال الدين الذين يختارون القائد الأعلى - بالنسبة لسليماني تحدّث عن سوريا بلهجة حادة ومصمّمة. قال سليماني "دعونا لا نبالي بالحملة الدعائية التي يشنّها العدو، لأن سوريا هي الخط الأمامي للمقاومة، وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها. علينا واجب الدفاع عن المسلمين، لأنهم تحت الضغط والاضطهاد". دوره في العراق وفي العراق، يتولى سليماني قيادة ميليشيات الحشد الشعبي مع مستشارين آخرين من الحرس الثوري في معارك الفلوجة ضد تنظيم "داعش". وبرز دوره في العراق منذ ظهوره على جبهات ضد تنظيم "داعش" في منتصف عام 2014 وشارك في معركة استعادة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين وكذلك مشاركته في معركة استعادة تكريت. وبالرغم من أن قيادات سياسية عراقية نددت بدوره في تحويل تلك المعارك وخاصة معركة تحرير الفلوجة حاليا، إلى حرب طائفية في العراق، إلا أن الميليشيات الشيعية التابعة له على رأسها الجماعات المتشددة الأكثر ولاء لنظام ولاية الفقيه في إيران ككتائب حزب الله أو ما يعرفون بالنجباء وكذلك سرايا الخراساني وجماعات أخرى كمنظمة بدر، وعصائب أهل الحق وغيرهم هم من يشيدون بدوره حيث يعتقدون بأن ايران تقود من خلال سليماني مشروعا عالميا بقيادة الشيعة. ويدير سليماني حاليا القيادة العسكرية على جبهة الفلوجة كما يسيطر على القرار السياسي في بغداد، حيث يحضر اجتماعات الحكومة والتحالف الشيعي. وتعود العلاقة بين قائد فيلق القدس والقيادات الشيعية العراقية الى حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي قالت مصادر لـ"العربية.نت"، بأنه "يبيع يوميا200 ألف برميل لصالح قاسم سليماني، من أجل تمويل أنشطة فيلق القدس الإيراني في العراق". كما قالت نفس المصادر، إن "المالكي الذي فتح المجال الجوي العراقي أمام الطائرات الإيرانية لإمداد نظام بشار الأسد في سوريا بالسلاح والمقاتلين والدعم اللوجستي طيلة السنوات الخمس الماضي، قام أيضا بمساعدات مالية ضخمة للنظام السوري، للحيلولة دون سقوطه اقتصاديا، وذلك بأوامر مباشرة من خامنئي نقلها سليماني". وترجح تقارير أميركية وغربية رفع اسم سليماني من قائمة الإرهاب اذا استمر بالتعاون مع الأميركيين في العراق، كما سبق له وتعامل معهم في غزو العراق عام 2003 وغزو أفغانستان عام 2001. وكان السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد، قد كشف أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، تعاونت ونسقت مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عام 2006 حول الوضع السياسي في العراق، مؤكدا أن هذا التعاون يمتد إلى مرحلة ما قبل صدام، مشيرا إلى اجتماعات سرية تمت بين طهران وواشنطن سبقت غزو العراق في 2003. وكشف السفير الأميركي السابق في العراق، رايان كروكر أن التعاون مع سليماني، بدأ منذ سقوط بغداد 2003 حيث طلب مساعدته عبر وسطاء من السياسيين الشيعة العرب، ترشيح أعضاء "مجلس الحكم العراقي" الذي تشكل مباشرة بعد سقوط نظام صدام وقال إن مجلس الحكم، بُني على أساس تفاهمات بين طهران وواشنطن". ولا يخفى على أحد دور سليماني البارز في حصول المالكي على ولاية حكومية ثانية في 2010، وكذلك اختيار حيدر العبادي رئيسا للوزراء عام 2014. ويبقى أكبر إنجاز حققه سليماني في العراق، بحسب المراقبين، هو إقناع حلفائه في العراق بالسماح لفتح المجال الجوي العراقي أمام المساعدات الإيرانية إلى نظام الأسد في سوريا. ويقول قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط السابق، الجنرال جيمس مات، إنه "لولا مساعدة قوات نظام الأسد عبر فتح المجال الجوي العراقي للطائرات الإيرانية، لكان النظام السوري قد انهار منذ فترة طويلة".
تعاون فيلق القدس والقاعدة كشفت وثائق محكمة نيويورك، بخصوص تغريم ايران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر 2001 حيث حكم القاضي جورج دانيلز بتغريم طهران بـ10.7 مليار دولار، إضافة إلى الفائدة على التعويض عن فترة ما قبل صدور الحكم٬ والتي تقدر بـ9 بالمئة سنوي،٬ ليتجاوز التعويض مبلغ 21 مليار دولار. كما أيدت المحكمة العليا الأميركية قرار إلزام إيران بدفع 2.65 مليار دولار لإدانتها برعاية وتمويل عمليات إرهابية يعود تاريخها إلى عام 1983 تتمثل في تفجير منشأة بحرية عسكرية أميركية في العاصمة اللبنانية بيروت وضحايا هجمات أبراج الخبر في السعودية عام 1996 وضحايا حادث إرهابي وقع في القدس عام 2001، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". الإرهاب الإيراني في الخليج ولم يختصر الإرهاب الإيراني في الخليج من خلال فيلق القدس الذي يترأسه قاسم سليماني على الأعمال التخريبية والتفجيرات ودعم الخلايا الإرهابية في السعودية، بل امتد الى الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة من خلال زرع خلايا مسلحة وشبكات تجسس لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول.
عاصفة الحزم أفشلت دورة باليمن لعل من أبرز المهمات الفاشلة لسليماني هي محاولته لعب دور في دعم الحوثيين في اليمن، المهمة التي أفشلتها عملية عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن. وتقول مصادر إيرانية إن سليماني أخطأ في حساباته عندما أكد للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن السعودية لن تهاجم، فكانت المفاجئة التي جعلت إيران في موقف اضطرت فيه إلى التخلي عن حلفائها الحوثيين، وإن حاولت الزج ببعض عناصرها من مستشارين وخبراء عسكريين ومدربين من ميليشيات حزب الله اللبناني لدعم المتمردين. سليماني بقلم سليماني امام ثورة الشائعات من حوله وسعيا لابعاد الانظار عنه اصدر سليماني، بيانا قال فيه انه "سيبقى جنديا مدى العمر للولي الفقيه قائد الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي والشعب االإيراني". ومن الواضح انه اصدار مخادع لاخفاء النوايا الحقيقية لطموحات سليماني وما يرسم له .وبشان الدور الايراني في المنطقة قال سليماني أنه لطالما كانت لإيران مكانة رفيعة ونفوذ في المنطقة "لكن عمق نفوذ إيران اليوم غير مسبوق ".
وقال سليماني: "البعض يحاول إيهام الشعب االإيراني بأن ايران معزولة والسؤال هو إذا كانت كذلك فلماذا يريد الاعداء بناء العلاقات وعقد الاتفاقيات معها".يقول هذا وهو يعرف ان ايران بعد توقيع الاتفاق النهائي بشان ملفها النووي لم تعثر على مستثمر واحد يدق بابها وانها ما زالت تحت مطرقة العقوبات والعزلة الدولية .
واعتبر أنه يجب ألا يكون هناك "صوتان مختلفان في مواجهة أعداء الاسلام ومن يحاول إظهار الأعداء على انهم اصدقاء فهو خائن".
وعدّ تجربة الدفاع في إيران خلال الحرب مع نظام صدام حسين "تجربة جيدة جداً" لمن يريد الانتصار في الحروب غير المتكافئة ،يقول سليماني هذا ويتناسى كاس السم الذي جرعه العراقيون لزعيمه خميني . وشدد على أن إيران ومحور المقاومة يسيران باتجاه النصر، والسؤال هنا من يمثل محور النصر ؟؟ اهو لبنان الذي ما زالت ايران تعرقل انتخاب رئيس له ،ام سوريا التي شرد الملايين من سكانها وقتل مئات الالاف ويموت يوميا قتلا وجوعا العشرات تحت حصار وقنابل الاسد التي تزوده بها ايران ،ام العراق الذي نزح الملايين من سكلن مدنه عن بيوتهم وديارهم بسبب سياسة عميل ايران نوري المالكي الذي سلم طهران مقدرات البلد ونهب خزينته وافقره .
وأشار سليماني إلى أن 16 بلداً من البلدان االإسلامية الـ26 تحكم من قبل طغاة، وينتقل فيها الحكم بالوراثة، وقال "للأسف بعض هذه البلدان مبتلي بحروب في يومنا هذا". يقول هذا وينسى ان ايران يحكمها اكبر طاغوت في المنطقة حيث يحكم على وفق نظرية التفويض الالهي محميا بدستور يعدم معارضيه بتهمة الحرابة – محاربة الله – فهو نائب الامام الغائب المفوض بادارة شؤون الكون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة