:: عندما توالت إنتصارات جنوده، سألوه : (كيف نجحت في توليد الثقة في نفوس جنودك؟)، فأجابهم : ( كنت أرد على ثلاثة بثلاثة .. فمن قال لا أقدر قلت له حاول .. ومن قال لا أعرف قلت له تعلم .. ومن قال مستحيل قلت له جرِّب).. هذا نابليون، ولم يكن يؤمن بالمستحيل والفشل والعجز، لأنه كان من ذوي العزائم التي تتكئ على المبادرة والعلم والتجريب.. فهو القائل أيضاً : (لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء) .. فالقوة والنجاح، في كل مناحي حياتنا العامة والخاصة، ما هما إلا حزمة مبادرات ومغامرات مصقولة بالعلوم والتجارب والعزيمة ..!! :: وعندما بادرت وزارة المالية بمشروع التحصيل الإلكتروني، ثم فرضته - بالقوة - على مؤسسات الدولة ووحداتها، وذلك بحوسبة أورنيك (15)، بحيث تكون هذه الحوسبة بديلاً للورق، توجس البعض وسخر البعض الآخر، ثم قاومت الفئة الفاسدة والمتضررة.. ولأنها كانت فريدة ومعاصرة وخطوة علمية ومهنية في الاتجاه الصحيح، نجحت المبادرة بإمتياز .. ولم تنجح إقتصادياً بحيث ترفع نسبة التحصيل (33%) بمكافحة التجنيب والفساد، بل هي بمثابة عملية جراحية لاستئصال بعض أورام التخلف من أجهزة الدولة التنفيذية.. !! :: واليوم، بعد نجاح مشروع التحصيل الإلكتروني في كل مؤسسات الدولة ومرافقها العامة، لحد التعامل به ما بين السائق وشرطي المرور في الشارع، مبادرة أخرى في الطريق .. وترعاها وزارة المالية و بنك السودان، وتستهدف المجتمع .. مشروع الدفع عبر الهاتف الجوال، وقد تم تدشين الإسناد الإعلامي للمشروع، بحضور كل أطرافه، بقاعة الصداقة ظهر أمس .. ونجاح هذا المشروع الإقتصادي - بحيث تتم كل المعاملات بين أفراد المجتمع السوداني - يعني وداعاُ للنقود الورقية .. !! :: ويبدو أن المفوض الأوروبي للإقتصاد الرقمي، الألماني غونتر أوتيغر، لم يكن مخطئاً عندما أطلق عبارته الشهيرة : (الأموال السائلة ستنقرض، وسندفع بساعة أبل أو بالهاتف الذكي)..فالخيال الخصب لغونتر تجاوز الدفع بالموبايل إلى الدفع بالساعة، وهكذا دائما خيال دول العالم المتحضر بالعلم والمعرفة والمبادرات .. وأميز ما في مشروع الدفع عبر الموبايل هو أن الضامن بنك السودان وليس شركات الإتصالات .. وكذلك تحقيق (الشمول المالي)، أي مساواة كل فئات المجتمع - وخاصة ذوي الدخل المحدود - مع الأثرياء في الخدمات المصرفية الإلكترونية.. !! :: وبهذا المشروع، يمكن لأي مواطن فتح حساب - وبأي مبلغ - و بلا أي أوراق ثبوتية.. فقط برقم هاتفه المسجل في شركة الإتصالات، وبأي نوع من أنواع أجهزة الموبايل، وخلال فترة زمنية مداها إرسال رسالة قصيرة ثم إيداع المبلغ - عبر الوكلاء أو المُخدًم - ثم حمايته بكلمة سر .. وعبر الموبايل، يسحب ما يشاء من نقوده و يدفع فواتير كل الخدمات الحكومية، وكذلك فواتير الهاتف وشحن الرصيد، وكل التعاملات المالية الخاصة، بحيث يكون هاتفه السيار بمثابة ( محفظته، مصرفه، خزينته)، وفي هذا إختصار للجهد والزمن، وحماية للمستخدم من السرقة والإحتيال وغيره من المخاطر .. علماً بأن هذه النقود الإلكترونية تختلف عن رصيد الهواتف، ومن هنا .. نواصل باذن الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة