هل استوعبت الخرطوم ماهو مطلوب منها، حتى تقرر واشنطون رفع حصارها الاقتصادي؟ ..مطلوب منها أن تؤلف نظاماً مقبولاً لشعبها، وللمجتمع الإقليمي والدولي، وأن تُدرِك إلى جانب ذلك، تلك الإشارات الصادرة من البيت الأبيض في عهد الرئيس الجديد ترامب،، فالدلائل تؤكد أن “اللّهجة” الأمريكية قد تغيرت، وإن لم تتغير السياسة، لأن السياسة في في الولايات المتحدة تُبنى وفق قواعد علمية، تعتمد خططاً مرسومة، وفق نتائج خلاصة تقارير مراكز الرأي ومؤسسات صنع القرار. اختلفت طريقة التعبير، لا الثوابت.. تغيرت الإدارة ولم تتغيرأمريكا، بينما ظل النظام عندنا هو النظام.. إحدى الأخوات المجاهدات، قالت :إن الحصار كان خيراً وبركة على السودان، وأن ما حققته البلاد من إنجازات، خلال حقبة المقاطعة الأمريكية كان عملاً مذهلاً، أصاب الخبراء بالدهشة في أمر هذا البلد.. أمين أمانة المشروعات الإقتصادية بالحزب هادية مبارك المجذوب، ذهبت إلى أبعد من ذلك، حين قالت :إن الحظر الأمريكي كان نعمة،، ثم اعتبرته سببا في تقوية العزيمة واعتماد البلاد على مواردها، دون الحاجة الى إعانات خارجية..! و تابعت أمينة الاقتصاد في الحزب الحاكم: “الجماعة ديل كانوا دايرين يطلعوا زيتنا”، في إشارة رسمية إلى عدم تأثير الحصار علينا، مع أن حكومتنا سجدت شكراً، وهللت فخراً، بإعلان واشنطون مهلة الست شهور، لاختبار جدية السودان في تنفيذ ما هو مطلوب.. مضى نصف الزمن، مع عقابيل هذا الشهر، وما هو مطلوب من الخرطوم لا يُعبر عنه بطريقة أوباما، التي كانت تُضمن الارادة الامريكية داخل حزمة إرشادات تدعو الخرطوم إلى اتباع قواعد حسن السير والسلوك، تجاه مبادئ حقوق الإنسان، حرية المعتقد،، وحرية أن تختار المرأة ما تشتهي من ملبس، ومسوح.... كانت الإدارة السابقة تنادي في كل المناسبات، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإطلاق حرية العمل السياسي، وتوسيع هامش الحريات،،، إلخ، إلخ.. اليوم من المستبعد أن تسمع مثل هذه الارشادات من إدارة ترامب، المشغولة حتى النخاع بالشأن الداخلي،، ففي هذا الصدد جدد ترامب حظر دخول السودانيين لأمريكا، وربما لا يعنيه كثيراً تحسن الأوضاع الانسانية في مناطق التماس بين دولتي السودان، ولا أوضاع حقوق الإنسان في السودان أو غيره من دويلات المسلمين، لكنه يطلب بصورة قاطعة، تنفيذ شروط، قد لا تكون مرئية للرأي العام... شروطاً تسري إلى وجهتها المقصودة، عبر بوابات خفية.. ما تريده واشنطون من الخرطوم سيتم تمريره عبر أجهزة كاتمة للأسرار،، وبعد تنفيذ كل ما هو مطلوب، ستتخيّر أمريكا و تقرر، ما إن كانت سترفع الحظر أم لا.. للإنقاذ تجربة سابقة في هذا الاتجاه، فبعد فصل الجنوب، غاصت الخرطوم في وحل الخيال، انتظاراً للمنح والعطاءات من الممولين، ولم يحدث من ذلك شيء.. الإنقاذ مؤهلة لتقديم التنازلات التي لن يجرو عليها غيرها.. الإنقاذ هي الأقدر على تفاهُمات تعُف عنها كل الكيانات السياسية الأخرى، التي تتحسب لما سيقوله التأريخ عنها للأجيال القادِمة.. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة