قد لا تصدقون بل قد تندهشون أنني افتقد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في مصر ، لم أعن مبارك بعنوان هذا المقال، فهو ليس البدر الذي أبحث عنه إنما عنيت بالبدر أولئك العظماء الذين منحوا مصر دوراً ظلت على الدوام تشرئب له وتتطلع إليه .. مصر التاريخ ..مصر الجغرافيا ..مصر أرض الأنبياء ..مصر المذكورة مراراً في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل ..مصر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين ..مصر قطز قاهر التتار .. مصر المؤمنة بأهل الله. لكن ماذا دهى مصر حتى بتنا نشتاق إلى أيام قزمها الصغير حسني مبارك؟. ماذا دهى مصر حتى تدنت إلى أسفل سافلين لدرجة أن يصبح مبارك ، ذلك الصغير ، عملاقاً بالمقارنة مع حاكمها في هذه الأيام النحسات؟. أقول هذا بين يدي قيام مصر الأزهر بمنح غطاء الشرعية الزائف لمؤتمر ترعاه روسيا في غروزني عاصمة الشيشان يهدف إلى شق أهل السنة بالتنسيق مع دولة الفرس الشيعية إيران. بربكم أليس مما يفقع المرارة أن ينعقد مؤتمر يسمى إسلامياً في غروزني وتحت رعاية بوتين قيصر روسيا الحالي وعدو الإسلام الذي فتك بالمسلمين في تلك الدولة قبل سنوات قليلة وقهرهم وأخضعهم لسلطانه بقوة السلاح، ثم أليس مما يفري الكبد أن يمنح ذلك التابع الذليل المدعو أحمد الطيب (شيخ الأزهر) وغيره من ترزية الفتوى وعلماء السلطان الشرعية لذلك المؤتمر الضرار حتى يشق به الصف المسلم ويمزق به أهل القبلة؟. مؤتمر غروزني ، ويا للعجب ، انعقد تحت عنوان( من هم أهل السنة؟) في محاولة لإصدار تعريف جديد يشتت شمل السنة ويمزقها إرباً في محاور وفرق وطوائف بعيداً عن وحدة أهل القبلة. لا شك أن المؤتمر يخفي في تلافيفه انقساماً سياسيا تقوده كل من روسيا وإيران اللتين تتحالفان الآن في حرب سوريا، كما أن السيسي ، فاقد البوصلة ، يعمل على الضغط على السعودية ودول الخليج من خلال ابتزازهم لزيادة ما سماه في أحد تسجيلاته المسربة بـ(الرز) ويعني به الدعم الدولاري بالرغم من أن المبالغ الطائلة التي مُنحت لمصر السيسي من قِبل السعودية ودول الخليج تجاوزت (30) مليار دولار، ولكن السيسي يطلب المزيد سيما وأن الفساد المستشري في عهده أغرق البلاد في أزمة اقتصادية هبطت بالدولار إلى أدنى مستوى له في تاريخ مصر الطويل. لا شك في أن المملكة العربية السعودية هي المستهدف الأول بمؤتمر الضرار الذي يسعى لسحب المرجعية السنية من المملكة وبالتالي إلى عزلها وإضعاف دورها في العالم الإسلامي، وأحس بأن ذلك المؤتمر يحظى بمباركة أمريكية أو على الأقل صمت وعجز أمريكي سيما وأن ضعف وتراجع الدور الامريكي في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية قد بلغ منتهاه خلال فترة أوباما مما أفسح المجال لتمدد روسيا في ذلك الفراغ الغريب وقد كثر الحديث المتواتر خلال الأشهر الماضية عن تواطؤ وتعاون أمريكي روسي وتناغم في السياسات خاصة تلك المتعلقة بالحرب على الإرهاب مما تجلى في إبرام الاتفاق النووي مع إيران على حساب السعودية ودول الخليج، وقد صدر لأوباما تصريح تحدث فيه عن (تقوية الشيعة) في إطار الحرب على الإرهاب الذي صنف المذهب السلفي الجهادي من بين آليات انتشاره وتمدده. مما يؤمن للسعودية موقفاً يصعب زحزحته مهما حاول أعداؤها بمن فيهم الكبار مثل روسيا وأمريكا والصغار من أمثال إيران ومصر أنها تضم الحرمين الشريفين قبلة المسلمين في مكة المكرمة، وقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وستظل المملكة من خلال الإمامين الجليلين السديس والشريم تؤم المسلمين الآتين من كل فج عميق بأمر رب إبراهيم وإسماعيل على مدار العام وخلال الحج الأكبر . رغم ذلك فإن على المملكة أن تتحرك بفاعلية أكبر لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدفها باستخدام الأوراق التي في يدها للضغط على أعدائها الإستراتيجيين أمريكا وإسرائيل وإيران الفارسية، وكذلك على نظام السيسي الذي لا يشبع مهما أغدق عليه من (الرز) الذي لن يكف عن الاستزادة منه بسياسات الابتزاز التي يجيدها. آن للمملكة التي نرجو لها الاستقرار والنصر المبين والتي ننحاز إليها كونها تضم أرض الحرمين الشريفين ونقولها بملء أفواهنا إنه لا يحق شرعاً لمسلم أن يتعرض لها بالأذى أو يهدد أمنها ..آن لها أن تنحاز إلى المؤمنين المضطهدين الصابرين في سجون مصر ممن انتزعت سلطتهم المستحقة شرعاً وقانوناً ، بتعاون وثيق مع بني صهيون وصليبيي أمريكا فهم من ينصرونها بدون مقابل غير رضا الرحمن الذي به يوقنون. أود أن أسأل من غير الرئيس مرسي استطاع أن يدعو من داخل دولة الفرس الروافض في طهران لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومن غيره نصر غزة وأرعب اليهود الذين أقصوه وعبثوا بمصر وأتوا بمن يتآمر معهم على أمن أرض الحرمين؟! آن للمملكة ولدولة الإمارات أن توجها بوصلتيهما الوجهة الصحيحة ولتسألا علماءها الثقات: من هم الأجدر بتأييدهما.. مضطهدو سجون السيسي ومجاهدو حماس وأتباع أردوغان في تركيا ورجال الإصلاح في اليمن أم الامريكان وبني علمان في القاهرة ممن لا يهمهم غير (الرز) السعودي والخليجي. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة