بعد تَطرقي لصفقة الخُطوط الجوية السودانية "سُودانير" قبل حوالي أسبوع.. وصلتني رسائل واتصالات كثيرة من خبراءٍ ومُختصينَ في الطيران.. غالبيتهم أكّدوا على مضمون ما قلته هنا.. بل زادوا عليه من الشعر بيتاً!! خلاصة القول.. إنّ خُطوطنا الجوية المعتقة "سُودانير" لا يُمكن أن ينصلح حالها قبل التأكُّد من توفر إدارة عصرية قادرة على استيفاء شُروط النهضة.. وكوادر مُتخصصة وخبيرة في كل التخصصات التي تحتاجها صناعة الطيران.. وذلك عكس ما هو قائم الآن.. "سُودانير" تعرّضت لهجرة مُستمرة أنضبت معينها البشري.. ثُمّ هوت في رأسها المَطَارق والفؤوس فأعملت فيها فساداً بصورة لا تُصدّق.. وقد نشرت لي صحيفة (اليوم التالي) تحقيقاً من بضع عشرة حلقة تحت عنوان (جثة مجهولة الهوية) سردت فيها تفاصيل كثيرة تُوضِّح إلى أيِّ مدىً كانت "سُودانير" ضحية عمليات هدم مُستمرة مع سبق الإصرار والترصد.. وصلت مرحلة سرقة بعض مُمتلكاتها وتحويلها إلى شركات طيران أخرى.. وما قصة ما يُعرف بـ(خط هيثرو) إلاّ مُجرّد لعبة صغيرة سَهلة استخدمت لذر الرماد في العيون حتى لا ترى المصيبة الحقيقية. الآن السيد وزير النقل والطرق والجسور المهندس مكاوي محمّد عوض يتحدّث بحماس عن خُطة لاستجلاب طائرتين.. بل ويبدو أنّ الصفقة في اللمسات الأخيرة.. فيظل السؤال.. حتى ولو حصلت "سُودانير" على مائة طائرة جديدة من أفضل نوع.. هل تستوعب الإدارة الحالية والكوادر المُتوفرة في الشركة مطلوبات النهوض بها؟ لماذا تظل قضية إعادة هيكلة "سُودانير" مُؤجّلة، بينما صفقة الطائرات مُعجّلة.. أليس الأجدى بلورة رؤية واضحة وخارطة طريق طويلة المدى ترسم مُستقبل "سُودانير" حتى لا تظل في كنف خطط قصيرة المدى ترتبط بالموقع الوزاري لمن بيده الملف.. خاصّة من سرعة دوران عجلة الاستوزار عندنا وتقلب الوزراء بين الوزارات.. فتتقلّب الخطط معهم وتعلو وتنخفض حسب منسوب حماس الوزير.. من الحكمة أن نفتح ملف صناعة الطيران كاملاً وليس "سُودانير" وحدها.. لأنّ المصائر مُرتبطة.. ما تُعانيه قد يكون هو بعض ما تُعانيه شركات طيران وطنية أخرى.. في ظل بيئة يبدو أنّها تزداد كل يوم عسراً للاستثمار في الطيران.. هذا الملف – صناعة الطيران – ليس فقط لكشف الحال ونشر المستور بين السطور.. بل لتوفير منصة انطلاق مُعافاة وسليمة حتى تنطلق صناعة الطيران في بلدٍ مُترامي الأطراف لا يُمكن أن تعلو فيه وسيلة نقل على الطيران..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة