عندما قضيت الدولة المهدية على الحكم التركي في السودان، لقد كَفًّرَ الإمام المهدي كل من لم يؤمن بالمهدية، وبالأخص الأتراك والمصريين المقيمين في السودان وحلل قتلهم وسبي نساءهم واستعبادهم وحتى تطهيرهم عرقياً - إن إقتضى الأمر - إن لم يؤمنوا بالمهدية وإن كانوا مسلمين، ولا أحد من المشايخ في السودان وقف في وجه المهدي وقال له هذا لا يجوز في الدين، سوى محمد الضكير الذي كان أستاذ الإمام المهدي في صغره في بربر، وعند قيام الدولة المهدية عينه المهدي والياً على بربر، ويجدر الإشارة بأن ولاية بربر هي الآن ولاية نهر النيل الحالية، ولقد ذكر فوزي باشا في كتابه "السودان ما بين يدي غردون وكتشنر"، أن المصريين والأتراك الذين علقوا في السودان، عندما علموا بمقولة الأمير محمد الضكير الشهيرة أعلاه، هاجروا جميعاً إلى ولاية بربر طلباً للأمان، وقد عاملهم الأمير محمد الضكير وكل أبناء ولاية بربر بكل تقدير وإنسانية واحترام. ومن نافلة القول أن نذكر بأن الإمام المهدي كان يهتم بالأسماء الجميلة وتغيير الأسماء القبيحة للأفراد وللمناطق، فلقد سمى محمد الضكير باسم محمد الخير، وسمى منطقة أم ضُبان بأم ضوءاً بان وغيرهم من الأسماء والاعلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة