أصدر السيد مدير جامعة الخرطوم قراراً بفصل الدكتور عصمت محمود (كلية الآداب - قسم الفلسفة) من خدمة الجامعة في خطوة أعادت للأذهان ذكرى سياسات التمكين سيئة الصيت في بواكير الإنقاذ.
إن طاقم الإدارة الحالي بجامعة الخرطوم من صقور الإنقاذ، الممسكين بنواصي المؤسسة الجامعيّة حتي أدق مفاصلِها، لهم حنين جارف إلى تلك الفترة و يرومون سياسات تمكين جديدة تهدف إلى تحجيم أو إلغاء دور الجامعة الوطني و المجتمعي المستقل. و قد استغلت هذه الإدارة أجواء المعركة التي أعقبت ما تواتر عن بيع أراضي و مباني الجامعة في إنفاذ سياسات تأديبية في حقِّ الطلّاب بالفصل وغضّ الطرف عن الاعتقالات بحقهم، وأُلحِق ذلك بمانُشِر في الصُحف مؤخّرًا عن حلّ الحرس الجامعي و إنشاء قوة شرطيّة لها سلطة إطلاق الرصاص، كما تباهي بذلك بعض الضباط، ورئيس مجلس الجامعة، بأسلوبٍ مستفز في الصحف.
وأظهرت هذة الإدارة أيضاً تعنُّتاً في التعاون مع مساعي الأساتذة التلقائية والحسُنة النيّة، من خلال تجمُّع الأساتذة أو لجنة رأب الصدع، من أجل حلّ أزمات الجامعة و توفير المُناخ الجامعي الموائم. والآن ها هي تُقدم و بشكلٍ غير قانوني و مخالف لأعراف الجامعة و قانونها علي فصل الدكتور عصمت، الذي عُرف عنه تضامنه مع قضايا الطلّاب، في وقتٍ تعاني فيه مؤسّسات التعليم العالي من نقص فادح في الأستاذ الجامعي المؤهّل بسبب الهجرة و تدني الرواتب وشروط الخدمة. هي إجراءات تستهدف إخماد أيِّ صوت معارض أو رأي مغاير و تجعل من الجامعة، التي هي المؤسسة المناط بها رعاية وتنشئة الرأي و الرأي الآخر وإرساء تقاليد و آداب الحوار، امتداداً مشوّهاً للدولة الإنقاذية العقيم و سياساتها التي أقرَّ بفشلها سدنتُها أنفسُهم.
أننا ندعو أساتذة هذة المؤسّسة الوطنيّة العريقة أن ينبروا للدفاع عن تقاليد مؤسّستهم و كينونتها، فالبلاد أحوج ما تكون للصوت الحرّ والمستقل وسط التحدّيات و الأزمات التي تحيط بها من كل حدب وصوب، و المطالبة بإلغاء كل الإجراءات التأديبية بحقِّ الطلّاب وإعادة دكتور عصمت إلى الخدمة بشكلٍ فوري.
الجبهة الديمقراطية لأساتذة جامعة الخرطوم 3 سبتمبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة