يقال إن هناك تحولاً دراماتيكياً يجري الآن. عمّا قريب ستكون الأطراف كلها عسل على لبن، ومع ذلك سيتم تشكيل حكومة رشيقة، كيف ذلك؟ سيرفع الحظر وكأن شيئاً لم يكن، سيعود عقار، وسيتصالح عبد الواحد مع الإنقاذ، بتوجيهات غربية، ويبدأ السودان عهداً جديداً، هناك بصيص أمل في إلهاء قوى الرجعية، بشيء مما ترك البيهقي وابن حبان، وابن قدامة. هناك صفقة يجري طبخها، على ضفاف التنظيم المذبوح بسكين العسكر، هناك مشروع أمريكي، منذ السبعينات لتدجين الحركات الإسلامية، لصالح مشاريع أمبريالية أعلنت عن نفسها خلال الحرب الباردة، التي لم تبرُد ولم تنته، هناك رفض شعبي لفكرة الإسلام السياسي، واستخدام لدولته من جانب القوى العظمى لتفكيك الدولة الوطنية. هناك سيولة عقدية تفضي إلى احتراب طائفي بين المسلمين، في سياق مشروع كبير يضم من يريد أن يحافظ، ومن يريد ان يصعد، الغرب لن يدفع تكلفة المعارضة، ولا أمريكا، ولا حكام الخليج، الاستثمار يريد مغانماً، ليس هنالك تحول بالمجان،عما قريب تتواءم الأطراف المتشاكِسة، تتفاعل بكل ما يجري من تجميع للنخبة القائِدة والرائِدة في هذه المرحلة، لتأدية رقصة جماعية، يُطرح خلالها التطبيع مع إسرائيل، لتبدأ مرحلة جديدة للحكم، يكون الإسلاميون وقودها، والله أعلم بما يحدث بعد ذلك. كأن شيئاً لم يكن، كأننا نعيش الآن بداية عهد الإنقاذ، لكن دون شعارات صاخِبة، هذه المرة دون شعارات معادية لامريكا وروسيا، سيظل الوضع كما هو بالنسبة للمتطلعين لسودان جديد، بعد أن تكرس وجود الحركة في أروقة الاقتصاد، وفي أجهزة الأمن. ماذا يفعل الشركاء الجدد، في إطار لعبة التوازن؟ هل العسكر عسكر، أم هم إخوان في بزات عسكرية؟ كل فعل تغيير لا تقوم به الجماهير هو تغيير يعيد إنتاج الأزمة بإحداثيات جديدة. توازنات القوى الفاعلة/ الحاضرة في الميدان، هي المحدد الرئيس لما سيحدث، وليس ما نرغب فيه، هذه انعطافة في تاريخ شعبنا، لها ما بعدها، التنظيم ليس محمياً من أن تسري عليه سنن الله في خلقه، متى وكيف يرفع ترامب الحظر، وهو يجدد حظر تأشيرات الدخول للسودانيين؟ السياسة رمال متحركة، ليس فيها شيء ثابت، أي حزب عقائدي أو غير عقائدي، لايستطيع تغيير جلده كل مرحلة جديدة، يكون شيئاً لا علاقة له بالسياسة، لو تعارض سياق التحولات المنتظرة مع مصالح الإسلاميين التجارية، في ماليزيا، وغيرها من بلاد الله الواسعة، التي يستثمرون فيها أموال مسلمي السودان، فقد يطبقون نظرية شمسون الجبار، حكّامنا يستجيرون بدويلات الخليج لتدعمهم بغطاء السياحة والآثار، هذا دعم واضح ستأتي كوارثه لاحقاً. تركيا وإيران والصين، وبلد عربي أخر، وبلد آخر صغير، جميعهم يتواجدون هنا، كل منهم يحاول أن يلبس عباءة الدولة الراعية، في سياق هذه اللعبة الكبيرة، نحن في هذه اللعبة أقل من كومبارس الهتاف، نهتف للطامعين، ونعطي أرواح أبنائنا، ونتخيّل أن خلاصنا في تشكيل حكومة رشيقة، تشارك فيها المعارضة، كم من السنوات، أضاعتها الحركة الشعبية في التفاوض مع النظام، ثم خرجت لتعود الآن؟ ما هي المحصلة النهائية لمفاوضات السلام؟ عمّا قريب ستكون الأطراف كلها عسل على لبن، ومع ذلك سيتم تشكيل حكومة رشيقة، كيف ذلك؟ akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة