التناقض أو التضاد عند أهل الاختصاص عدم اجتماع النقيضين في زمان و مكان واحد ، أما في مفهوم الاصطلاح اللغوي فهو نقيض الشيء أي ضده ، مما يعطي انطباعاً قوياً بعدم اجتماع احوال متعددة للإنسان مع وجود هذا الاسلوب اللغوي في أي قضية ما ؟ فالمعروف أن الانسان حينما يمتلك عناصر القوة و القدرة و يرى في نفسه بوادر التمكن على عدوه فهل نتصور أنه سوف يتنازل إلى الحد الذي يطلب فيه من حاشية عدوه الشفاعة له عند عدوه وهو يعلم أنه يمتلك كل مقومات و مقدمات النصر و الغلبة على عدوه ؟ ، فيقيناً إن هذا الموقف المتناقض سيكون من تدليس الجهال و بدع اصحاب العقول المتحجرة ، وهذا ما نرى مصداقه ممثلاً بداعش ، فهم ينقلون تأريخهم بتدليس فيجمعون بين ادوات التناقض و التضاد في آن واحد ففي الكامل لابن الاثير(9/423) ما نصه ( فأرسل سنان مقدم الاسماعيلية إلى شهاب الدين الحارميِّ صاحب حماة وهو خال صلاح الدين يسأله أن يدخل بينهم و يصلح الحال و يشفع فيهم و يقول له : أن لم تفعل قتلناك و جميع أهل صلاح الدين و امرائه . انتهى ) فأي عاقل يصدق بما يتفاخر به داعش و أئمته و خلفائه و اقلامه المأجورة التي اباحت التدليس و اتخذته أداةً لترويج افكارهم المسومة و عقائدها الفاسدة فلو كان الاسماعيلية وحسب قولهم هذا فهم لا يخشون سطوة العدو وكانوا قادرين على مواجهته و تحقيق الغلبة عليه فهل يُعقل أنهم يخافون سطوة عدوهم حتى يصل الحال بهم لطلب الشفاعة و التدخل من المقربين لحاشية صلاح الدين ؟ ماذا هذا التدليس يا دواعش الفكر الضال ماذا تريدون من وراء تدليس الحقائق ؟ ماذا تحاولون قوله و إيصاله إلى اذهان الاجيال القادمة ؟ كفاكم تدليساً لموروثنا العريق فإنكم لا تكسبون غير لعائن التاريخ و البشرية جمعاء وهذا حتماً مصير كل مَنْ يتلاعب بالحقائق و يحرف جوهرها ، فمهما حاولتم تغيب شمس الحقيقة فلابد و أن يأتي يوم تكشف فيه الحقائق على الملأ ، فمع اول إطلالة للمحاضرات العلمية العقدية التي يلقيها المرجع الصرخي الحسني اسبوعياً إنكشف زيف تدليسكم من جهة ، و وضعت النقاط على الحروف وبكل واقعية و موضوعية قل نظيرها من جهة أخرى ، فكانت من اهم تلك الحقائق العلمية التي طرحها المحقق الصرخي ما قاله حوله مضمون كلام ابن الاثير أعلاه فقال الصرخي : (( مَنْ يُصدق بهذا الكلام ؟ فهل يُعقل أن الاسماعيلية طلبوا شفاعة خال صلاح الدين وهم أتوا بتهديد ؟ هل هذه شفاعة ؟ هل هُم في ضعف ؟ أو هو رحل عنهم خوفاً منهم ، هذه العبارة ( و يشفع فيهم ) فهذه لا تتناسب مع القول بالتهديد و يقول له : إن لم تفعل قتلناك ، لا يوجد مثل هذا المنطق و لا يوجد إنسان عاقل يقبل بهذا الكلام ، هذا كلام مضطرب ، وهذه معانٍ مضطربة ولا تجتمع في مقام واحد )) مقتبس من المحاضرة (24) من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) في 10/3/2017 .
فالثابت عند أهل الحل و العقد أن التاريخ الاسلامي واضح لكل باحث في اروقته و بعيد عن الغموض فلماذا يريد دواعش العصر تزييف تلك الاروقة ؟ وما الغاية من تغيب دورها في تصحيح مسار الانسانية ؟ ما الغاية يا ترى لا نعلم ؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة