لا يزال هناك التباس. . عند كثير من ذراري المسلمين .. وسوء فهم حول لزوم .. وفرضية الحكم بما أنزل الله. علماً بأنه قبل أكثر من خمسين سنة.. كان يُدرسُ نظام الحكم بما أنزل الله في منهج الديانة في الثانوية في سوريا.. قبل احتلالها من النصيريين. . وكان الطلاب بحفظون الآيات المتعلقة بهذا الموضوع .. والمذكورة في سورة المائدة من 44 إلى 50 غيبا ً .. وكانت الأمور واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار . بوجوب.. وضرورة الحكم بما أنزل الله. . ولكن الأجيال التالية. . وبعد سيطرة النصيريين على الحكم في 1970. . حذفوا هذه المواضيع من منهج الديانة. . فأصبحت الأجيال المسكينة.. تجهل هذه الحقيقة.. إلا من كان يلجأ إلى دراستها في الكتب الخاصة. . وهؤلاء قلة قليلة. . المهم حتى تحدد.. أن هذا الحاكم هو مسلم أو مرتد. . عليك أن تلجأ إلى ما يلي: إما أن تسأله. . أو تنظر فيما يفعله.. وما يصرح به علناً.. ولا تبحث. . ولا تفتش عما في داخل نفسه. . فهذا لا يعلمه إلا الله وحده. . فإن قال : أنه لا يؤمن بضرورة الحكم بما أنزل الله. . وأنه قد عفا عليه الزمن.. وأنه يؤمن بالعلمانية.. والديموقراطية التي هي حكم الشعب بالشعب. . وأن الشعب هو مصدر التشريعات.. والقوانين .. وأنه يجب أن يُستفتى على تطبيقها. . فهذا كافر مرتد. . بإجماع كل العلماء.. ولو كان يذهب على بساط الريح.. ويصلي الفجر يوميا في الحرم المكي .. ويحفظ القرآن على الروايات العشر.. ولو كان يسمح بحرية العبادة. . ويسمح للمرأة بالحجاب. . كما يسمح لها بالتعري. . ويسمح ببناء المساجد.. كما يسمح ببناء الكنائس. . ويغدق الأموال على الشعب. . ويؤمن لهم كل وسائل النعيم. . والراحة. . والرفاهية. فهذه أمور خاصة به .. ولا تعني الأمة شيئا. . وقد تنفعه في الآخرة.. والله أعلم. . ولكن ليس بعد الكفر ذنب. . ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ٢٢﴾ [آل عمران] وإن قال : أنه يؤمن بضرورة الحكم بما أنزل الله.. وهو يسعى جاهداً إلى تطبيقه. . ولكنه خائف .. ويتحين الفرصة المناسبة لتطبيقه. . ويقوم بخطوات تمهيدية.. لتطبيقه بالتدريج. . فهذا مسلم .. ولكنه ظالم حتى يتجرأ. . ويعلن عملياً .. تطبيق شرع الله.. وإن قال : أنه يؤمن بضرورة الحكم بما أنزل الله. . ولكنه يخاف الدوائر. . أن يُتهم أنه وهابي.. أو إرهابي.. أو متشدد!. . ويخشى أن تغضب عليه ماما أمريكا.. وبنو يهود. . وينقلبوا عليه! وهو في الوقت نفسه.. لا يحارب الإسلام. . ويسمح للمسلمين بحرية الدعوة. . ونشر الإسلام. . فهذا أيضاً مسلم. . ولكنه ظالم.. وفاسق. . حتى يحكم بشرع الله.. وأمره إلى الله.. إن شاء عذبه أو عفا عنه. . فهو الغفور الرحيم .. ولا يوجد نوع آخر وراء هذه الثلاثة أنواع. . كيفية التعامل مع هذه الأنواع. . ففي النوع الأول : يجب على المصلحين. . والدعاة محاورته أولا . . ومناقشته. . والعمل على إقناعه. . بضرورة الحكم بما أنزل الله. . فإن تاب ورجع إلى الحق. . كان به. . وكفى الله المؤمنين القتال. . وإن أبى. . وأصر على كفره.. وضلاله. . وجب الثورة عليه. . وتحريض الناس على العصيان. . ومقاتلته. . حتى إسقاطه. . وعزله. . ولو جرت الدماء أنهاراً. . وبحاراً. . لأن هذا شرع الله. . يجب تطبيقه بالقوة. . ولا مساومة. . ولا مهادنة فيه. . كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم. . في فتح الأمصار.. والبلدان.. فما ضحوا بدمائهم وأرواحهم. . إلا لأجل تطبيق شرع الله. . وإسقاط الطواغيت.. التي تمنع تطبيق شرع الله. ولو كان ينفع - كما يزعم البعض. . ويتوهم - تطبيق شرع الله .. بالحوار لوحده. . والدعوة بالموعظة الحسنة. . مستدلين بما فعله موسى عليه السلام مع فرعون. . أو بقوله تعالى : ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ َ ١٢٥٥﴾ [النحل] علماُ بأن الدعوة بهذه الطريقة. . تكون بعد تطبيق شرع الله. . وليس لأجل تطبيق شرع الله. . وإلا.. لفعله الصحابة. . ووفروا دماءهم.. وأرواحهم. . بل كان فعله الرسول صلى الله عليه وسلم. . بعد أن هاجر إلى المدينة. . بدلا من سفك دماء الصحابة الأطهار في الغزوات.. التي تجاوزت العشرة غزوة.. في خلال عشرة سنوات. . ولو كانت تنفع الطريقة السلمية. . والموعظة الحسنة. . في تطبيق شرع الله. . ويقبل الطواغيت بذلك. . لقام الصحابة بالسياحة في الأرض.. يدعون الناس بالطريقة السلمية. . والحسنى. . كما فعل أحبار النصارى. . بدلا من سفك دمائهم. . ولكنهم علموا على يد معلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. . أن الطاغوت لا يتنازل عن العرش بالدعوة الحسنة. . فلا يتنازل إلا بالسيف.. حتى يقطع رقبته. . ولذلك كان أمر الجهاد .. الذي لم يكن مشروعاً في شريعة موسى وعيسى بن مريم عليهما السلام. . ولذلك لا يجوز الاحتجاج بشريعة أي نبي آخر. . على الإطلاق. . فشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. . هي خاتمة الشرائع. . وهي المعتمدة. . أما النوع الثاني : فيجب على المصلحين والدعاة. . التواصل معه. . ومساعدته على تطبيق شرع الله. . والإسراع في تحقيق ذلك. . وتشجيعه. . وتقوية إرادته. . والوقوف إلى جانبه. . طالما أنه يؤمن بضرورة الحكم بما أنزل الله. . وإعطائه الفرصة تلو الفرصة.. حتى الوصول إلى تطبيق القانون الرباني. . أما النوع الثالث : فيُتبع نفس الأسلوب الذي اتُبع مع النوع الثاني. . ولكن بمزيد من الحزم. . وإنذاره بالثورة عليه.. إذا لم يبد التجاوب المطلوب في تطبيق الشريعة الإسلامية. . وأي مجموعة مسلمة. . تعتقد أنها قادرة على تطبيق شرع الله بالحسنى مع الطاغوت. . فهي واهمة. . وجاهلة لأبسط أبجديات الإسلام .. وسيبقى أفرادها يُسجنون. . ويُعذبون على يد غلمان وصبية الطاغوت.. مئات السنين. . وتبقى الأمة ضعيفة. . مهانة. . ذليلة. . يتحكم فيها أعداؤها. . بسبب تحكمهم بحكامها الجبابرة على شعوبها. . والذليلة. . الخانعة للأعداء. . ولن يُغير الله حالهم. . حتى هم يُغيروا طريقة تعاملهم. . مع الطاغوت .. فيقتلعونه اقتلاعاً بالقوة.. مقتدين بسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم. . الذي لم يُمض في الدعوة السلمية.. إلا ثلاث عشرة سنة فقط. . ثم هاجر إلى المدينة.. وأقام شرع الله. . وأخذ ينطلق في محاربة الكفار. .بالسيف. . وليس بالموعظة الحسنة. . وبعد ثمان سنوات فقط. . عاد وفتح مكة.. بالسيف. . ومقتدين. . بالحديث الصحيح المروي عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بالسيف حتى يُعبدَ اللهُ لا شريك له. . وجٌعل رزقي تحت ظل رُمحي. . وجُعل الذلةُ والصغارُ على من خالف أمري. .) هذا هو منهج النبوة في إقامة شرع الله. . وهذا منهج الإسلام الواجب على المسلمين اتباعه. . وكل من يخالفه .. ويتبع غير سبيل الهدى. . ويتبع سبيل السلامة .. والعافية مع الطواغيت. . فهو يسير على غير هدى. . ويسير نحو الهلاك! الأحد 19 رجب 1438 16 نيسان 2017 موفق السباعي جراح أسنان.. وفكر.. وسياسة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة