16 زائر 16-04-2017 admin يوم الخميس الماضي كنت رفقة رجل أعمال سوداني صديق في ردهات فندق ريدسون بدبي..قابلت لبضع دقائق أمريكي أبيض، لديه إلمام بالشأن الإفريقي ،حيث ترأس إحدى المنظمات الطوعية الأمريكية، التي عملت في بناء جنوب إفريقيا بعيد انتهاء التفرقة العنصرية..ذكر لي الرجل مناقب السودان الاقتصادية ،التي يعلمها جيداً بحكم عمله الحالي في قطاع الأعمال..واحدة من المقعدات التي ذكرها كانت العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي حرمت السودان من التقانة الغربية التي كان بالإمكان أن تحدث انقلاباً في صناعة النفط على سبيل المثال. اطلعت على ورقة كتبتها الأستاذة الفاضلة أسماء محمود محمد طه إلى لجنة توم لونتس التي كانت تناقش ملف حقوق الإنسان في السودان..قدمت أسماء نفسها بشكل شخصي باعتبارها ابنة المصلح محمود محمد طه والتي أعدم والدها بتهمة الردة ومعارضة تطبيق قوانين الشريعة..ثم أخبرت الشعب الأمريكي العظيم بكثير من الامتنان أنها ترأس حزب والدها والذي لم تسمح له السلطات بحرية الممارسة السياسية لذات الأسباب التي أدت لإعدام والدها. الأهم في الورقة أنها استخدمت منطقاً يجد رواجاً وقبولًا عند الأمريكان الذين لا يعرفون السودان جيداً.. هذا بالطبع لا يعني نفي بعض الوقائع التي ذكرتها السيدة الفضلى.. حيث أكدت أن المسيحيين في السودان يتعرضون للتضييق وأن الحكومة تغض الطرف تجاه الهجمات التي تستهدف الكنائس..أما المرأة عند أسماء فهي ممنوعة من لبس البنطال ومفروض عليها الحجاب..الأخطر من ذلك الزعم أن كل وسائل الإعلام في السودان محتكرة من جانب الحكومة..في ختام ورقتها طالبت الأستاذة أسماء ألا ترفع العقوبات الأمريكية عن بلدنا الطيب أهله ..كل حجة أسماء أن رفع العقوبات في هذا الوقت يعطي مؤشراً غير حقيقي عن تحسن الأوضاع في السودان. مازلت أقارن بين صورتي السيدة التي تلبس الثوب الأبيض وذاك الأمريكي المتعاطف مع بلدنا..لست هنا في مقام المدافع عن سجل الحكومة السودانية في مجال حقوق الإنسان، لأن تلك المهمة مهمة شاقة..لكنني أعتقد أن الأستاذة أسماء تحرت المبالغة، ولو سألت زوجها الأستاذ المفكر النور حمد الذي زار السودان مؤخراً، لوجدت في الأمر اختلافاً كبيراً..قدم النور حمد محاضرات ذات قيمة في عدد من وسائل الإعلام، التي تحسبها أسماء تقع في دائرة الاحتكار الحكومي..ثم عاد قافلاً آمناً إلى حيث مقر إقامته في الولايات المتحدة..لو سألت أسماء هذا الرجل، لوجدت صورة مقطعية مختلفة عن بلدنا الذي أعادت تقديمه بصورة مبالغ فيها لدوائر صناعة القرار الأمريكي. في تقديري ..أن على كل معارض لهذه الحكومة أن يحدد الخط الفاصل بين الوطن والوطني..في حالة العقوبات الأمريكية وقع الأذى الكبير على أبناء شعبنا الصابر..رجال الحكومة ونساؤها يتجولون في العواصم المختلفة وبين أيديهم وثائق سفر دبلوماسية فيما يعجز الشباب الطامح عن إيجاد فرص دراسة في المؤسسات الغربية..بعض الأطفال يموتون بالسرطان بسبب عدم توفر الدواء الناتج من العقوبات التي أغلقت علينا الأبواب والنوافذ. بصراحة..تلك الخطوات المتسارعة والغاضبة تجعل أسماء في مسار يختلف كثيراً عن ما نتوقعه من إخوتها وأخواتها في الحزب الجمهوري وحتى من والدها الراحل إن وضعته الأيام في ذاك الموقف الذي يقتضي التفريق بين الحكومة والشعب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة