(١) لقد كانت مملكة سنار احدي إكبر الممالك الاسلامية مصدرا لشعاع الاسلامي في المنطقة مع ذلك توقف انتشار الاسلام بعد ان انتقلت السيادة للعرب ودونكم خلاصة ما جاء في طبقات ود ضيف الله ما هو الارتزاق باسم الدين والآن بعد مضي اكثر من ست قرون من الحكم العباسيين عجزت كل السودان بإمكانياتها المادية والإعلامية ان تمد الاسلام الي الملكال علي بعد عشرات الاميال ناهيك عن كل الجنوب بدلا من اهداء الاسلام قتل نصف أهلها والبقية فروا بجلدهم وهم عراه وحفايا بمساعدة الكنيسة ولَم يصل الاسلام حتي الهضبة الاثيوبية أول بقعة وطأت المسلمون اقدامهم خارج مكة المكرمة مع ذلك حتي الان ظلت مركزا مسيحيا لكل القارة الافريقية واكتفت بالإسلام الذي انتشر في عهد الفونج مع انها علي مسافة السير بعدا بينما تمكن الفولاني من نشر الاسلام تقريبا في كل دول غرب افريقيا وتمكنت مملكة دارفور من نشر الاسلام حتي سفوح جبال النوبة في جنوب كردفان وما ان انتقلت السيادة لدي العرب لم تتوقف فقط بل تراجع الاسلام ليس فقط في سفوح الجبال بل حتي دارفور نفسه فان احفاد أفضل معلمي اللغة العربية كان في دارفور هم الان لا يعرفون معني كلمة واحدة بالعربية وحكمته بالغة ان كل شعوب الدنيا تبذل أموال طائلة لترويج لغتها وثقافتها ما عدا العرب يعملون إبادة الشعوب التي تتحدث لغتها وكانت القناعة لولا انها لغة القرآن لما وجد شخصا واحدا يتحدث العربية في افريقيا سوي العرب أنفسهم والسبب عندما يكون العرب في موضع السيادة انهم يجعلون الناس تبغض العروبة وبالتالي يؤثر ذلك سلبا علي اسلامهم عندما نتحدث عن العبودية في السودان ليس تاريخا بل واقعا نعيشه وبل تظل حقيقة ماثلة أينما وجد العرب المسلمين الي يومنا لان الدول العربية وحدها في المنظومة الكونية تشرع لوضع العامل في الدولة وربطه بالفرد هي نوع من انواع العبودية لإشباع غريزة لا يستطيع ممارستها بشكل الطبيعي فان الصورة التي رسمها عمر البشير في الحط من كرامة الغرباوية مرحلة أحط من العبودية فان النظر الي القضايا السودانية يفترض ان تكون من هذا المنظار وليس من يبعث اخوه لقتل الناس ويعلن نفسه رسول المحبة والسلام فان هناك قضايا لا يمكن تجرأتها منها العنصرية والنظرة الدونية وهي ليست قرارا حتي تلام الحكومات عليها بل انها ممارسة الشعوب الذين لا يَرَوْن وجود العنصرية في السودان فهم في الحقيقة غير ملامين لأن المجرم لا يعلم قبح جرمه و بدون الخوض في التفاصيل فان العبودية ماثلة بكل صورها بما فيها القديمة اما الصيغة العصرية للعبودية بدلا من البيع والشراء الجنود خاما كما فعله محمد علي باشا تتم الْيَوْمَ بيعهم جنودا جاهزين ليكونوا دروعا بشرية للسادات جدد نعم انها العبودية وإذا كانت مشاركة الجنود السودانين في حرب اليمن لسبب اخر غير البيع ذلك هو الأسوأ لان ذاك لا وصف له في درجات الانحطاط التي عرف عن الانسان ان تقتل اخوك لتبقي في السلطة يوما اخر (٢) فالأخوة الذين يحكموننا باسم الاسلام وهم يعلمون ان الاسلام تضرر منهم اكثر من كفار القريش وقد قاموا بفصل الجنوب بناء علي رغبة الكنيسة التي تريد وضع حدا فاصلا بين الاسلام ودوّل وسط وجنوب افريقيا بخلق دولة معادية للإسلام في الوسط حتي لا ينتشر الاسلام في جنوب افريقيا مثل غرب افريقيا اذا جاء اسلام معتدل في السودان لان دلك النموذج من الاسلام هو الذي بشكل الخطورة علي المسيحية عندما تكون في الاسرة الواحدة جون ومحمد وربيكا وفاطمة وجمعة والسبت فالدين الفائز ذلك الذي يقدم أفضل العرض حتما ذلك هو الاسلام الفائز اذا تم تجريده من تراث العرب وثقافة العنصرية
(٣) وهكذا ان مشكلة السودان واحدة من مواقع السود النادرة في العالم فرض العرب سيادتهم عليها بعد الزنجبار فان مشكلة السودان في عمقه انها حالة فريدة فأهل زنجبار تخلصوا من العرب فباتت السودان البؤرة الوحيدة في العالم اليوم جمع بين العرب والسود في وطن واحد ووصل العرب موقع السيادة ولذلك ان البحث عن السوابق لحل المشكلة السودانية من أنماط النماذج السياسية للبشر في هدا الكون لم يوجد ما تناسب الحالة السودانية ولَم توجد له معايير في الحقوق السياسية وفقرة مناسبة لها في العدالة وحقوق الانسان لان السود في البلاد يجب ان يحظوا بالاحترام في وطنهم هذا لا يحتاج ألي جدال . اما احتقار العرب للسود ليس فعل يندرج في باب السلوكيات يحتاج للعمل والجهد المضني علي تهذيبه بل تندرج في باب الثقافة موغلة في الدم العربي بل العنصرية ضد السود ورفض الاخر جزء اصيل ومكمل لخلقة للإنسان العربي وقناعة ثابتة غير خاضعة لوضع اَي تصور قابل للتحول والخيارات امام اهل السودان ان يفهم السود بان هذا النموذج من العنصرية لا يمكن معالجتها بالقوانين التي تنظم المجتمعات المتنوعة وبالتالي عليهم القبول والتعايش معها باعتبارها ليست جريمة وبل جزء من البناء البيولوجي للإنسان العربي كسواد لون بشرة الافارقة ولذلك هذه هي مصيبة السود في السودان يتطلب العمل مع المجتمع الدولي والصبر من تقليل الأضرار الناجمة من سياسة التمييز لان ليس في امكان النمر ان يغير لون جلده اما أن يتم قبولهم هكذا او رفضهم هكذا وفِي الحالة الاخيرة يتطلب بفرز الاكوام بايجاد وطن للعرب ومع الذين يعتقدون بانهم عربا والآخر للسود ان صدق هذا التعبير ولذلك ان فصل جنوب السودان كان سابق لأوانه لان خلق دولتين كانت كافية لمعالجة المشكلات السودانية والتي هي عرقية في الأساس ولكن المؤسف تم معالجة المشكلة علي أساس انها دينية فكان ذلك الدواء لمرض اخر ونتجت عنه خارطة معيبة ونحن الْيَوْمَ في الحاجة الي اعادة رسمها ليست بالضرورة ان تكون مستقيمة وجميلة وسهلة أو الخيار الاخر هو الاستمرار في إبادة السود بكل الطرق الممكنة لتكون وطنا خالصا للعرب وهذا الخيار المعمول به الان ولكن بالقطع ليس بالضرورة هو الأفضل لان غياب الوعي القومي لشعوب السوداء في جنوب الصحراء جعل العرب يضاعفون طموحاتهم لكسب أراضي الغير ولكن ما جاء في الاجتماع الجاليات الافريقية في ١٩ مارس الماضي والمقصود بها جاليات دول جنوب الصحراء في مدينة سان لويس الامريكية بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين طالبوا إدارة ترامب و دولهم العمل من اجل تبني العروبة كتنظيم عنصري أسوة بالصهيونية و حظرها في دولهم باعتبارها احدي المشكلات الافريقية هذا فضلا عن التنظيم الشعوب غير العربية في شمال افريقيا منهم البربر والأقباط والسود في مورتتانيا والأرمن والأكراد والنوبة يَرَوْن ان فرض العروبة عليهم عمل من اعمال الاستعمار الاستيطاني نعم ان الخرطوم تمكنت من استمالة بعضا من الموظفين الدوليين السود بالرشاوي والإغراءات ولكن مواقفهم لا يعكس رؤية السود في النزاع السوداني وبل يَرَوْن أن العرب لديهم اطماع في كل دول الحزام جنوب الصحراء ابتداء من دارفور وبأموال القطرية والرغبة في احتلاها بإبادة شعوبها كما فعلوها من قبل في دول شمال الصحراء باسم الاسلام ولكن الخلاصة لم تكن دولا إسلامية بل عربية وتم تجاهل حقوق المواطنين السياسية والثقافية فان تطور الأحداث في الحزام بدأت في رسم ملامح جديدة في العلاقات العربية الافريقية ان محاولة تسويق أهل السلطة في الخرطوم لدي الافارقة بانهم سود وليسوا عرب ولدي العرب بأنهم عرب وان كانوا سودا كما قاله احد الدبلوماسينً في المؤتمر بانه ضرب من ضروب الاحتيال السياسي انفرد به الخرطوم ان يصبحوا عرب ليلا وأفارقة نهارا مع انهم لا يحتاجون الا النظر الي اشكالهم وفِي النهاية سوف يخسرون الآثان معا وقد كان المدهش ان الافارقة علي اضطلاع بكل كبيرة وصغيرة علي تلك الموادالتي ترد في المطبوعات العربية في القضايا التي تعنيهم مع اننا والمصريين نعتقد بان ذلك في الهمس وكان من المفترض وخاصة علي المصريين أن يتذكروا ان جامعة الأزهر وحدها خرجت افواجا من الافارقة يتحدثون العربية مثلهم أو حتي الأفضل احيانا اما أهل السودان لا يَرَوْن الأفريقي الا ذلك العبد الرخيص مثل قمباري وبيكي وغيرهم يمكن ان يفعلوا كل شيء مقابل حفنة من الدولارات ولكن علي الخرطوم ان تتذكر ان دول الإيقاد وحدها قررت فصل جنوب البلاد بإقناع الرئيس الامريكي وحده من دون ان تستشير أية دولة عربية وليس هناك ما يمنع ان يقدموا علي رسم خارطة جديدةً ليست بالضرورة مطابقة ما يراه حمدي الذي اختار كل الأنهار والأراضي الخصبة والمدن الثلاث مجهود كل الشعوب السودانية لمدة القرن من لم يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب هناك من يتخذ هذا القرار بالنيابة عنه وليس بالضرورة كما يراه فالوطن الواحد غير صالح للعبيد والاحرار فجريمة العبودية هي الوحيدة تزيد قبحا كلما تقادم فكل شعوب الدنيا التي مارست هده الجريمة تبذل قصاري جهدها لجعلها في طَي النسيان الا أهل السودان الذين اجدادهم مارسوا هذه الجريمة يمجدون فعلهم ويفتخرون بذلك وبل يريدوننا ان نمجد معهم وهذا لا يجوز والأفضل من ذلك كله ان نعود الي مؤسسات ديموقراطية للوصول الي قانون يساوي بين الناس في الواجبات والحقوق اما الاحتقار والتعبير عنها لفظيا طالما ليس بالفعل سامحناكم بالله وهذا لايفترض الفهم بان كل العرب في قفة الشر مع حكامنا الْيَوْمَ ولكن فقط يشتركون في ميزة العنصرية واحتقار السود وأن لم يمارسوهاً قولا وفعلا وان التجربة التي خضناها مع العرب في العمر الطويل هذه الحصيلة التي خرجت بها ولسنا في حاجة الي ايراد مئات أمثلة بعضها كانت صادمة للغاية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة