النسيم من فاس هب في أوسلي! محمد التجاني عمر قش النسيم من فاس هبّا في المجلد عطّر الأنفاس بالجلاد والند يا قاسم الأرزاق أرجو منك مدد أرجو منك العون أرجو بسط اليد "صديق الأزهري"
قيلت هذه القصيدة بمناسبة زيارة السيد ابن عمر حفيد الشيخ أحمد التجاني أبو العباس إلى السودان في خمسينات القرن الماضي. إن النسيم، القادم من فاس، وصل إلى معظم مناطق السودان، التي يوجد فيها مريدو الشيخ التجاني. ومن المؤكد أنه قد وصل إلى وادي بشارة والباسا وود حامد، التي تقع عند منعرج النيل، حيث يقيم أحفاد الشيخ أحمد محمد زايد بن صالح الهِديْ، دفين أوسلي، حيث استشهد وهو يومئذ مجاهد في سبيل الله، ضمن جيوش المهدية، وإن لم يؤمن بالفكرة نفسها! لقد استشهد الشيخ الهدي في معركة "القيقر" وهو يسعى لإعلاء راية لا إله إلا الله، ونشراً للتوحيد والعقيدة السمحة. إن الشيخ الهِديْ، رحمه الله، هو أحد أكابر شيوخ التجانية في السودان، وقد كان رجلاً عابداً، زاهداً، كريماً وفارساً لا يشق له غبار. وفوق هذا وذاك، كان شيخا مادحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو القائل: القدم بالباك فوق ذلول قالوا طالب والد البتول بَبْدَا بي مَولاي كلّ قول الحي القديم لم يزول بثني بالمختار الرسول سيد السادات الفحول ومما يلاحظ على شعر الشيخ الهدي أنه يمتاز بقدر عال من الشوق والشفافية، مع انتقاء المفردات التي تحمل دفقاً روحياً معبراً يوشك أن يمزق نياط القلوب شوقاً إلى ديار الحبيب المصطفى، فداه أبي وأمي. وقد ظلت نار القرآن في مسيد ود حامد مشتعلة لا تنطفئ منذ زمن ضارب في القدم. وما فتئت جموع الطلاب تفد إلى هذه البقعة، من كل حدب وصوب، فيجدون العلم والقرى، ويحفظون آي الذكر الحكيم؛ فلله در القائمين على هذا المنهل والمعين العذب، الذي لن ينضب بإذن الله. وبعد استشهاد الشيخ الهدي في منطقة الباسا، حمل الراية من بعده أبناؤه وأحفاده الذين لا يزالون يسيرون على ذات الدرب والمنهاج. ومن هؤلاء الخليفة عبد الله الشيخ العباس، ذلكم الرجل صاحب الأحوال العجيبة، والهيئة المهيبة، كما يقول عنه معاصروه وتلاميذه، فهو علاوة على علو همته واجتهاده في أمر الدعوة إلى الله، فقد كان كريماً، جواداً، يقصده أصحاب الحاجات فيقضيها لهم بكل أريحية وسماحة نفس. جاءه ذات يوم إعرابي يطلب دابة توصله إلى قريته فقال له الخليفة: خذ ذلك البعير! وبعد أن أسرجه قال الإعرابي سوف أصل قريتي وأرده لك مع أول قادم، فرد عليه الخليفة بقوله، أقول لك خذه وتقول إنك ترده إليْ! فأنشد الإعرابي قائلاً: هيلك وهيل أبوك الخلوة بيْ طلابا والجود والكرم عندك واقفات أنسابا وحـــدين بــــــيْ دفــــع الحَــمَـــلّـــــن تـــابـــا وإنت بتدفع البِهوقيْ وبنفض الشرّابا وقد صدق هذا الإعرابي فيما قال؛ لأن الخليفة عبد الله قد اشتهر بالكرم الحاتمي، وما هذا الموقف إلا مثالاً بسيطاً على جوده وفضله. يضاف إلى ما تقدم، أن هذه الأسرة الكريمة تجمع بين أمر الدين والدنيا؛ إذ فيها عمودية المنطقة التي كان يتولاها الشيخ الطاهر العباس، وآلت من بعده إلى الشيخ فضل الله الشيخ الشريف، وهم جميعاً من أحفاد الشيخ الهِديْ، وكلهم من أصحاب الفضل والتقوى. لقد اشتهر من تلاميذ الشيخ الهدي رجال عظماء منهم الشيخ محمد مشو، تلميذ الشيخ الأول، ومنهم أيضاً الشيخ البشير في منطقة الكُمُر، وغيرهم كثر لا يتسع المجال لذكرهم. تقع قرية ود حامد على الضفة الغربية لنهر النيل وتبعد حوالي ثمانين كيلاً إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، وعشرين كيلاً من شلال السبلوقة، وتتبع لمحلية المتمة. تتكون منطقة ود حامد من مجموعة من القرى، أشهرها ود حامد القريشاب، وود حامد الشيخ العباس. وهي ليست التي ورد ذكرها في روايات الأديب الراحل الطيب صالح، وهنالك جدل واسع حول اسم حامد الذي عرفت به هذه القرية؛ ولكن يستشف من الإشارات التي جاءت في كثير الروايات الشفوية أن صاحب الاسم هو أحد الصالحين في تلك المنطقة. وسكان منطقة ود حامد هم خليط من الجعليين والشايقية ومن العرب القادمين من ديار الكبابيش. ومن أشهر الشعراء الذين عاشوا في ود حامد ردحاً من الزمان، وبخاصة في مسيد الشيخ العباس، الشاعر المعروف الشيخ صديق الأزهري، صاحب الأبيات المذكورة أعلاه، الذي وضع عصا الترحال بود حامد بعد أن خرج مغاضباً من موطنه في رفاعة حيث بنيت دار للسينما! إن الخليفة في ود حامد حالياً، هو الخليفة علي الشيخ عبد الله الشيخ العباس. ولا يزال المسيد عامراً ويؤمه خلق كثير؛ خاصة في موسم الأعياد، وتنحر الإبل وتتحول المناسبة إلى مهرجان ديني، يذكر فيه اسم الله ويمدح رسوله صلى الله عليه وسلم. ولعلنا نختم بهذا الأبيات: يا جالس عليْ المقلوبة من غير باس سجادتك تجلب في الرجال من فاس ضـبّاح للجـزر بـكرم وِلادْ الناس وإبليس داقو بي كرباجو فوق الراس
04-16-2017, 09:51 AM
علي الكرار هاشم
علي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710
النسيم من فاس هبّا في المجلد عطّر الأنفاس بالجلاد والند يا قاسم الأرزاق أرجو منك مدد أرجو منك العون أرجو بسط اليد --------------------------------------
لك التحية اخي قش وانت تبحر بنا دوما عبر ربوع السودان
04-16-2017, 10:31 AM
محمد التجاني عمر قش
محمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501
مرحبتين حبابك..محمد التجانى.. الباسا..هى قريتى ومهد صباى اما ود حامد..فهى مهد جد والدى الحسن تزوج من الباسا واقام بها لها من الابناء محمد وعثمان ابناء جدنا عثمان وهم اعمامنا..تزوجوا من ود حامد ومازال التواصل قائما..بيننا والاهل بود حامد جدودنا ال الغالى وال سيد احمد احمودى لك التحية وعبرك للاهل بود حامد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة