· لم أعد ميالاً لتناول الشأن المريخي رغم قناعتي بأننا كمهتمين بأمر الكرة في البلد يفترض أن نكتب عن كل ما من شأنه أن يعين على تطور الكرة والرياضة عموماً. · لكن المؤسف أن أول من يحتفي بفكرة تصنيف الكتاب بين معسكرين لا ثالث لها - التي كثيراً ما ناهضتها عبر كتاباتي - هو المشجع والقارئ الذي نستهدفه بكتابتنا. · قلت مراراً أن انقسام الكتاب بين المعسكرين الأزرق والأحمر بهذه الصورة لا يمكن أن يساهم في نهضة الكرة، لكن لا حياة لم تنادي. · فلا الجهات المسئولة عن الصحافة والإعلام في البلد معنية بهذا الأمر. · ولا القارئ حريص على شمولية الكاتب. · بل على العكس يحتفي الكثير من القراء بالكاتب الذي يبدي تعصبه لهذا النادي أو ذاك. · وفي مثل هذا الواقع المؤلم ليس أمامنا وبعض الزملاء سوى التحلي بأكبر قدر من الموضوعية في تناول ما يلي النادي الذي نناصره. · وهذا بالطبع لا ينفي وجود من يكتبون عن النادي الآخر أكثر مما يكتبون عن ناديهم بغية تسخين الأجواء ومخاطبة العواطف وتوسيع قاعدة القراء. · ومن المرات التي القليلة التي يفرض علي فيها شأن مريخي تناوله أجد نفسي اليوم أقف مذهولاً تجاه تلك الرسالة الصوتية التي تناولت ما جري في معسكر المريخ بتركيا. · فقد تحدث صاحبها بغضب شديد وحرقة كبيرة عن الفوضى التي سادت ذلك المعسكر. · وتناول بالاسم لاعباً معيناً أكد أنه ظل يأتي للمعسكر مخموراً وبرفقة مسئول في القطاع الرياضي. · انتظرت لأيام قائلاً لنفسي" لا داعي للاستعجال فهذا أمر جلل ولابد أن لجنة تسيير المريخ سوف تمنحه الاهتمام الذي يستحقه وأن الصحافة المريخية ستتطرق له". · لكنهم للأسف الشديد تجاهلوه كعادتهم وكأن شيئاً لم يحدث، رغم أن الرجل أكد في رسالته ضمن أحد قروبات الواتساب أن الصحفي وعضو لجنة التسيير مزمل أبو القاسم متواجد معهم في القروب وتحداه أن ينكر الفوضى التي حدثت وهذه الواقعة تحديداً. · ما زاد الطين بلة هو ما نما إلى علمي بالأمس بأن صاحب الرسالة الصوتية ليس مشجعاً عادياً، بل هو عضو في لجنة التسيير! · فهل بلغ بهم الأمر في المريخ هذه الدرجة من الاستهتار وتجاوز كل شيء من أجل أن يظهر ناديهم ولاعبوهم بالصورة الجميلة حتى ولو كذباً وإفتراءً! · لا يعقل أن تتجاوز لجنة التسيير المريخية مثل هذه السلوكيات القبيحة. · حتى الصحافة المريخية مررت الأمر وكأن من أطلق الاتهام يخاطب صماً بكماً. · تجاهلوا الرسالة تماماً وبدلاً عن التحقق من الأمر وتقديم التوضيحات اللازمة، سعوا إلى إلهاء جماهير النادي المغلوب على أمرها، مركزين على مباراتي المريخ الأولى التي انهزم فيها والثانية التي كسب نقاطها الثلاث. · وعلى ذكر المباريات فقد مثلت عودة غارزيتو للنادي الأحمر سانحة كبيرة بالنسبة لهم لدغدغة عواطف الجماهير وتجاهل ما ذُكر عن فوضى في معسكر المريخ. · وغارزيتو نفسه لا يمكن أن يقصر في استغلال مثل هذه السانحة، ليمارس بدوره أسلوب ( الحبرتجية) المعتاد بعد أن فهم الرجل كيف تسير الأمور عندنا. · وقد أظهر المدرب تناقضاً واضحاً منذ الأيام الأولى لعودته. · فبعد هزيمة المريخ أمام فريق صاعد للتو إلى الدوري الممتاز حاول الفرنسي النيل ممن سبقوه ومؤكداً على أن المريخ يحتاج لعمل يبدأ من الصفر. · والمضحك المبكي أنه بعد أول فوز للفريق نسي كلام الأمس ليشيد بلاعبي فريقه وأداءهم المتميز ضد حي العرب ويقول أن الانتصار جاء نتيجة اللعب الحماسي وحرارة القلب ويضيف بأن المريخ سيكون في الطريق السليم! · مثل هذا الكلام ما كان لغارزيتو أن يقوله لو أنه يعمل في بلد غير بلدنا، ولو لم يكن قد فهم طريقتنا ووقف على سذاجة بعضنا. · واستغرب كيف ( يهضم) الجمهور مثل هذه الخزعبلات التي لا تمل صحافتنا من نشرها! · إذ كيف يكون رأيي غازيتو الأول هو أن الفريق بحاجة للعمل من الصفر وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة يخرج عليهم قائلاً أن المريخ سيكون في الطريق السليم ويؤكد أن الانتصارات لن تتوقف!! · هل يعقل يا ناس أن يقدم مدرب عصارة خبراته في تدريب واحد وخلال أربع وعشرين ساعة فقط!! · إنه الضحك على الدقون. · وحال غارزيتو كمن يقول في قرارة نفسه " ما دام إعلامهم يضحك عليهم ليل ونهار وجل كتابهم يتكسبون من ورائهم، فما المانع في أن أمارس ذات الدور!! · وله الحق إن فكر بهذه الطريقة. · فبعض الصحف الحمراء راحت تتغنى بانتصار وحيد محاولة لكي تنسي هذه الجماهير كل ما مضى من فوضى ومشاكل وقصور وصورت الفوز على حي العرب وكأنه انتصار على أعتى فرق كرة القدم في البلد وربما المنطقة قاطبة. · والعجيب أنهم تحدثوا عن عودة الروح وقوة الأداء علماً بأن الفوز على حي العرب كان بفارق هدف وحيد. · وأول سؤال قفز إلى ذهني هو: ماذا كنا نتوقع أن نطالع في أعمدتهم لو أن المريخ فاز بثلاثة أو أربعة أهداف نظيفة!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة