أنا قادرة على إدارة السودان وتحمل مسؤوليات الحكم إذا أصبحتُ رئيسة للسودان سوف أتخذ هذا القرار صراع الإسلاميين والعلمانيين ظلم نساء السودان بعض النساء يصرفن ببذخ لتسليع أجسادهن.. وأخاف على المرأة من هذه النظرة أحلم باستعادة الديمقراطية للشعب السوداني وتوحيد القطرين اعتقلت وأنا طفلة صغيرة.. وأغنية "راجل المرة" تعتبر ردة ثقافية حوار: محمد داؤد شخصية متقلبة الأطوار لاذعة النقد والانتقاد، لا تتردد في استخدام المصطلحات التي ترد على خاطرها للرد على خصومها خصوصاً عبر الوسائط الإلكترونية.. تلك هي تراجي مصطفى التي خرجت من أسرة تدمن السياسة والفكر، والتي وجدت نفسها نهباً للانتقادات بعدما انهال عليها الساسة في أعقاب تغيير موقفها من الحكومة، انتهاج خطاب ناقد ضد الحركات المسلحة والحزب الشيوعي وبناء على ذلك اتهمت تراجي بموالاة الحزب الحاكم. (الصيحة) اجرت هذا الحوار مع تراجي عبر تطبيق التراسل الفوري واتساب، من مقر قامتها في كندا، وطوفّت معها ما بين حياتها الشخصية والأسرية وبين الراهن السياسي. ـ بداية.. ماذا عن النشأة والأسرة والبيت الصغير؟ أنا تراجي عمر أبو طالب مصطفى ابنة لباشكاتب في مدينة طوكر بشرق السودان ووالدتي بتول أحمد الحسين معلمة من دارفور من منطقة "أم كدادة"، أم لولدين. ــ وماذا عن النشأة؟ نشأت في بيئة سياسية، وكانت أسرتي من المشاركين في دحر المستعمر إبان تلك الفترة، التي كان فيها الارتباط بقضايا الوطن والجماهير هم كل المتعلمين، في ذلك الزمان، من خلال العمل السياسي أو العمل التوعوي في تلك الحقبة، ومن خلال منظومة اتحاد شؤون السودان والاتحاد النسائي وكانت النكهة اليسارية حاضرة، مع بداية نشأتي التي تزامنت مع انقلاب نميري، أو ثورة مايو كما يقال، ثم انخرطوا بعد ذلك لأن مايو بدأت يسارية ولم تكن لهم مشكلة مع نميري، مارسوا العمل والخدمة المجتمعية فنشأت تراجي في بيئة مترعة بالارتباط بقضايا الجماهير والعمل على تغيير الواقع السوداني ودفع المرأة للتعليم في شرق السودان، كل ذلك كان يتم بالعون الذاتي، فعرفت معنى دعم المجتمعات المحلية لتحقيق بعض المكتسبات المحلية، إلى أن تم انقلاب هاشم العطا "انقلاب يوليو"، وبعدها حصلت المفاصلة بين نميري واليسار وتم اعتقال أسرتي، فالوالد كان في السجن والوالدة في المنزل، وذلك يعني أنني ذقت الاعتقال وأنا طفلة، كلنا اعتقلنا وحُرم حتى الجيران من زيارتنا في البيت، وكانت تجربة صعبة جداً في ذلك العمر الباكر، فكنت أصغر إخوتي، وكانت تجربة صعبة جداً، بعدها قام نميري بالعفو العام فأرجع كل من أحيل إلى الصالح العام، وأعطاهم استحقاقاتهم وخُيّروا بالنقل إلى أي منطقة أو البقاء في مدنهم، وطلب والدي النقل إلى دارفور. ــ لماذا؟ لأن موقف أصهاره كان مشرفًا أثناء الاعتقال، حيث ركب أهل والدتي كل وسائل السفر ليروا منظر ابنتهم المعتقلة وأسرتهم، فأصر والدي على تكريمهم بالذهاب إليهم. ــ كيف تعرفتِ على دارفور؟ عرفت دارفور عبر الإجازات، فكانت والدتي ملتزمة بإجازات سنوية، والسودان كان رخياً لصغار الموظفين، وعشت عيشة طيبة بمقاييس هذا الزمان، ونشأت في بيئة متعلمة، فكان لنا مجلس به كافة الكتب والمقالات وأشرطة الكاسيت. ــ على ذكر الكاسيت.. إلى من تستمع تراجي من المطربين؟ أستمع إلى فريد الأطرش، أم كلثوم، وردي، أحمد المصطفى.. وكان المثقفون في طوكر يقيمون جلسة استماع إلى أي منتج جديدأ وكنت أتابع هذه الحوارات وأنا أصغر إخوتي في ذاك البيت. ــ ثم ماذا بعد؟ انتقلنا بعدها إلى نيالا، وكانت الحياة مختلفة هناك، حيث انكمش أهلي قليلاً عن نمط العمل العام الذي كنا منفتحين عليه في طوكر بسبب أن العمل شهد بعض الخيانات من الزملاء والزميلات، إلى جانب اختلاف الحياة الاجتماعية في نيالا. ــ ما هو وجه الاختلاف بين طوكر ونيالا؟ الحياة والترابط اجتماعي في نيالا أغلبه ديني، فالوتيرة الدينية في نيالا كانت أعلى.. وأغلب أهلي كانوا "تيجانية" وأيضًا أخذ والدي الطريقة التجانية مع أخوالي، وانخرط باعتباره كان مدير مكتب المحافظ، أيضاً أتيح لي الاستماع لكم من مؤتمرات الصلح والمناقشات اليومية بين والدي ووالدتي حول مؤتمرات الصلح وسفرياتهما، وكانت وإلى الآن تشكل ذاكرة خصبة لتحليل المشاكل في دارفور. ـ هل عادت الأسرة إلى دارفور بعد ذلك؟ نعم.. عدنا إلى بورتسودان في 1977م لأن المحافظ عبد الرحمن سلمان الرجل الفاضل أمد الله في عمره ، الذي كان يعمل معه والدي، تم نقله إلى بورتسودان.. وما جعل والدي - رحمه الله – يوافق، إصراره أن ينتقل معه إلى بورتسودان، وكانت هذه العودة إلى شرق السودان والتي استمرت إلى الآن حيث أُصنّف نفسي من المقيمين فيها. ــ أين درست تراجي المراحل التعليمية وما هي المؤهلات التي تحملها؟ درست سادسة ابتدائي في بورتسودان وأحرزت نتيجة جيدة حيث كنت الثالثة على مستوى مدرسة البحر الأحمر، ودرست المتوسطة في بورتسودان الأميرية وبعدها العشي الثانوية، وبعدها جامعة الإسكندرية قسم الاجتماع أولاً ثم لاحقاً عند حدوث انقلاب الإنقاذ درست الحقوق. ــ كيف كان دخول تراجي إلى معترك السياسة؟ السياسة لم تغب عن نشأتي يوماً، لأن والدي موجود في مكتب المحافظ منذ أن وعيت، ووالدتي كانت سياسية، وكانت المناقشات يومياً في صينية الغداء سياسية، فزيارة الموجهين وتحديات المعلمين كانا من أولوياتها وأيضاً يحكي أبي عن المجلس التشريعي والاجتماعات فيحكي لنا ما يقوله المتحاورون، وهذا مثّل جرعة عالية جداً، وبالفعل يمكن أن أقول إن السياسة تجري في دمي. ــ إذا كان دخولك إلى السياسة بهذا المدخل فلماذا لم يدخل إليه بقية إخوتك؟ لأن بقية إخوتي ليسوا بالدرجة من الاهتمام، وكانت لأختي الكبرى تغريد اهتمامات سياسية لكنها توفيت، وعندما كانت تدرس في الفاشر الثانوية كانت تحكي لنا لقاءاتهم بالسجناء وأيضا أيام الجامعة، فكل ذلك يعكس ارتباط العمل السياسي دومًا، وحينما عدنا إلى بورتسودان حصل انفراج قليلاً في الديمقراطية، إلى جانب التنوير الدائم في برنامج الاتحاد الاشتراكي الذي يمثل عملاً سياسياً، وأذكر عندما عادت الديمقراطية عاد أبي أقرب للاتحاديين.. ووالدتي انضمت إلى حزب الأمة وطلبوا منها الترشح ولأنها كانت قيادية ومحبوبة جدًا لأنها من أهل المدينة القديمة، وكانت نقيبة للمعلمين ممثلة لحزب الأمة حينما أتى انقلاب الإنقاذ، في تلك الفترة توجهت إلى الدراسة في مصر 1984م، وكنت أتابع العمل الديمقراطي في السودان عن كثب فبلورت فكرتي في العمل السياسي أثناء الدراسة الجامعية. ــ كيف تنظر تراجي إلى وضع المرأة السودانية في المجتمع السوداني وجدلية التسط الذكوري؟ وضعية المرأة لا بأس بها مقارنة بالظروف المركّعة، وإن كنت أعتقد بأن حدثت ردة إلى حد ما في مسيرة المرأة السودانية. ــ ماذا تعنين بردة؟ حقيقة لا أفهم كيف تغني صبيات في عمر بناتي "راجل المرة دا حلو حلاة" أعتقد هذه ردة على المستوى الثقافي، فهناك أشياء أصبحت تقبل بها بالتطور التاريخي من المفترض أن لا تقبل بها، لكن المشاركة عموماً في السياسة "ماشة"، فالصراع الذي حصل بين الإسلاميين والعلمانيين حقيقة ظلم نساء السودان في معنى التمكين الذي يجب أن يحدث للمرأة. ــ كيف؟ من حق النساء أن يعرفن أن لهم الحق في أن يصبحن أنصاراً وعلمانيات وإسلاميات، ومن المفترض أن يعرفن الندية، ويعرفن كيف يتم الصراع السياسي، ويعرفن معنى الذكورية التراكمية، وللأسف تجد أن الناس دخلت السياسة بلا وعي بالنوع وحقوق النوع، وبالتالي هن يتخبطن، فمسيرتنا تعتمد على خبراتنا السياسية، فهناك أناس أتوا باسماء قبائلهم أو آبائهم أو أزواجهم. ــ حسناً، كيف يتم تمكين المرأة؟ أعتقد أنها تستفيد من العالم في ظل الوسائط فلن يحجب أحد منهن التغيير ويضع الفواصل بين الأمم وأخاف على المرأة من النظرة السلعية، ومن الاعتقاد بأن الوضع الاقتصادي يحقق من خلال الزواج، هذه قيم خاطئة.. وهذا يجعلها تصرف أكثر لتسليع جسدها، وهذا وعي مخيف، فأحلم لها باكتساب مزيد من القدرات. ومرحلة ما بعد الحوار تأتي في ظل اندثار حواجز كثيرة ما بين اليسار واليمين.. واليسار ليس أحزاباً، وبالتالي سنحصل على تقدم مستمر في حوار جيد يساهم في اعتدال خيارات المرأة السودانية. ـ ما هي الأمنيات التي استعصت على تراجي؟ كثيرة هي الأمنيات.. وعلى الصعيد العام أحلم باستعادة حياة ديمقراطية للشعب السوداني وأحلم بإعادة توحيد السودان، وعلى صعيد شخصي أحلم بأن أرزق بابنة، فلي ولدان ولكنني لازلت أحلم بالبنت. ــ إن كانت تراجي رئيسة للسودان ما هو أول قرار تتخذه؟ أول قراري هو إعادة توحيد القطرين مع أنه قرار صعب على رئيس شمالي في الوقت الحالي، لكن العمل مع القواعد المشتركة بتكسير تحديات الحدود تماماً وإقرار وتطبيق الحريات الأربع، وتفعيل القوانين التي تؤدي إلى إعادة الاندماج بين القطرين. ــ يلاحظ أن لكِ نشاطاً كثيفاً.. هل هو حب للظهور أم إيمان بالوطن؟ الحياة في نظري تعتمد على الفعالية، يعني أنا لا أستطيع أن أرى نفسي أقل فاعلية أياً كان، تعودت على الفعل النشط، وعموماً لا أحب التهميش، أو أن أكون على هامش الحياة، يعني تبدأ من شريك الحياة والحزب أو الانتماء أو القروب، أو الفكرة ولا أحب أن أكون بعيدة، فدائماً أنا في قمة الأحداث أو وسطها، لأني أعتقد أن ذلك يعطي الحياة طعماً، لأن الحياة في نظري لا ملابس ولا بيوت ولا ممتلكات ولا دهب ولا فسح، فالحياة بالتواصل والعطاء، فتكون فاعلاً في حياة الآخرين في عمل مدني أو اجتماعي أو سياسي، ضروري جدًا تكون فاعلاً وأعتقد أن هذه الفعالية تمد الشخصية للناس بالتجدد، حتى حياتك الزوجية أن أردتها أن تكون متجددة، فعلى الشريكين إن ارتبطوا بقضايا مصيرية، بينهم فإن الحوار بينهم يتجدد، وبالتالي يضخ دماء جديدة لعلاقتهم الشخصية وكل يبدع في مجال عمله أياً كان. ـ ما هي هوايات تراجي؟ أحب الرياضة، وأحب الاطلاع ومحرومة من الاثنين الآن، الاطلاع في المجالات التي أحبها، صار صعب بحكم التفرغ للعمل العام والاتصال بالكتابة مع الجماهير والقراءة معهم فحرمتني من القراءة في مجالات أخرى، كذلك المشي فالطقس الكندي حرمني من المشي الذي يعد من هواياتي كرياضة، إلا في شهور الصيف.. وفي السودان الطقس صعب ويحد من رياضة المشي، لذلك أعشق مدينتي بورتسودان شتاءً، فلها طقس من أجمل الأجواء في العالم أتمنى في قادم الأيام أجد زمناً للقراءة. ــ هل تسعى تراجي لتكوين حزب سياسي؟ هذا السؤال أرجأت الحديث عنه كثيرًا وسألت عنه كثيراً أثناء الحوار، وكنت أقول لا نسعى للغيرة السياسية ولا نسعى لتشتيت انتباه الشعب، فأهم حدث حالياً في حياتنا كسودانيين هو الحوار الوطني، لذلك لا أرغب في الحديث عن أحزاب، ولكن احتمال ووارد فوجدت طلبات من سودانيين كثر وهناك من كانوا يتساءلون ويتفاكرون معي في تكوين حزب سياسي، فهناك أحزاب كثيرة أحلم أنها تذوب وتتوحد في حزب واحد كبير وكل ذلك وارد في في المستقبل، ولكن الآن الهدف هو إكمال الحوار الوطني، والعمل على إنفاذ المخرجات وإيقاف الحرب والعمل من أجل السلام فهذه الأولويات حالياً. ــ هل تحلم تراجي برئاسة السودان؟ لو داير الصراحة حالياً اسئلة زي دي ما ممكنة. ــ لماذا؟ لأنها لا تعبر عن الشعب. ــ هل يعني ذلك أنكِ لستِ مؤهلة للمنصب؟ أن كنت تتحدث عن القدرة والمقدرة على الإدارة والمنافسة فأنا قادرة على إدارة السودان، كما أنه هناك سودانيون قادرون على إدارة، السودان، وتحمل هذه المسؤولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة