وصل الحد السياسي بالاتحاديين الديمقراطيين غالبيتهم الي ان يلقوا باللائمة في تدهور الحزب و هبوطه الي حيث بعضكم لبعض عدو علي السيد محمد عثمان الميرغني و طائفته الختمية . هل يا تري هذا الحديث يوافق حقيقة مصاب الحزب ام انه اسقاط يعكس داء اخر اصاب جسد الحزب الاتحادي و عضويته التي يري كل فرد فيها انه زعيم من المهد الي اللحد ؟ الواقع السياسي و التاريخي و الوقائع علي ذات الصياغ تكذب مقولة ان الميرغني هو الذي اوصل الحزب الاتحادى لما هو عليه الان و اخرجه من دائرة الحضور و الفعل السياسي في احرج حقب التاريخ السياسي السوداني و اعادة تشكيل الوطن جغرافيا و سكانيا. المعلوم بالفطرة عن منهج الحزب الاتحادي الديموقراطي هو الايمان القاطع بالديمقراطية و الحرية الفردانية و كل من يحيد عن هذا النهج الجوهوي فهو تلقائيا لا ينتمي لمنظومة الحزب الذي تعد الديمقراطية من اعمدة الانتماء له كما من اشرك بالله فهو خرج عن دين الاسلام و استحق الجحيم بعد الحساب لكنه يغشي المهانة و الزنم السياسي بكرة و عشية الي يوم اللقاء . الميرغني رمي منهجه و سياسته و ما يريد ان يحقق علي طاولة الحزب الذي اراد منذ امد بعيد و سار في خطته بسياسة مستقلة بنجاح علي حسب برنامجه الذي لا يعلمه الكثيرون مستخدما المال و البنون و ضعاف النفوس و قليلي المعرفة و سياسة فرق تسد في تحقيق مبتغاه , وهذا علي حسب ايماني بحرية الفرد لا الوم الرجل و طموحة و خطته و ان كانت لا توافق مبدا اعز ما املك و هو الوطن , اما بقية الاتحاديين تركوا للنواح و عض الاصابع و معارك كسر العظام و مبدا الانشطار النووي و الحسد و محاولة بناء الشخصية و ليس بناء الحزب مع النزول لحضيض الخلاف الشخصي و هذا لعمر الحزب هو الاحط . الاتحاديون كلهم عايشوا و تابعوا و اسهموا بنسب متفاوتة في تدحرج الحزب الي ان هبط في الحضيض فمنهم من انزوي و هرب للعواصم الجاهزة “ مثلي “ و منهم من هادن “لعن الله الفقر و قاتل الحاجة ” و منهم من ترك الحزب و التحق بالسلطة “ و هذا جدير بالاحترام “ من بُعد حرية الاختيار التي يكفلها الدين الاسلامي الصحيح و كذا الحزب الاتحادي “ سيد الاسم “ . اما اكبر قاصمة ظهر للحزب هي تكوين المجموعات التي اخذت من اسم الحزب الا بعضه الحرفي و اضافت له ما يميزها عن الاخر و اني اعلم ان لا احد يعمل من اجل الوطن و لا الحزب و هم يعلمون ذلك. انا لا اعرف اسماء هؤلاء الناس الذين يعتقدون انهم قادة احزاب “ مسجلة” تحت اسم له علاقة بالحزب الاتحادي الديمقراطي و لكن عند تلاميذ السياسة لا يعدو ان يكون كل رئيس مجموعة الا ميرغني اخر و الفرق بينه و بين الميرغني و مجموعته هو قلة المال و عدم العلاقات الخارجية حيث اذا كانت هنالك مجموعة تمتلك المال و قوم ت تُبَع كالميرغني لمساومة النظام لفعلت و اخذت بعض الوزارات و مال الشعوب السودانية العام و امتعت نفسها و من انتمي اليها مثلها مثل ما يعرف بمجموعة الشريف . ِ في ضفة الحكومة اقول ما قاله الشاعر الأندلسي “فقل للأعور الدجال هذا / زمانك إن عزمت على الخروج” - حتما هذه الحكومة ذاهبة بعد مزيد من الهبوط الحضيضي و النزف ولكنها عائدة في صورة اخري ان لم يتدارك الحزب الاتحادي حجم المسؤلية . هنالك فرصة اخيرة قبل حمام الحزب الاتحادي الديمقراطي الاخير الا و هي ان يفوق مراغنة هذه المجموعات من سكرتهم و توسيع افقهم الضيق ليسع الحزب و الوطن و ياتوا لكلمة الحزب ليس كلمة الانا و فرقتي الناجية ليس لتكوين حزب فوقي و انما لتشكيل لجنة لعقد مؤتمر عام للحزب يفرز قيادة تعرف كيف تخرج بالحزب من وضع ال “ Life support” هذا. يحضرني هنا سؤال سالني اياه صديقي “البروفسير استيفن كرستي - جامعة ماكويري بسدني ” في ندوة عن دار الفور حيث قال لي “ اقليم دارفور هو اقليم واحد و مطلبه و احد و اهله في المصيبة واحد و الهم و الوجع واحد و الدماء النازفة من وريد واحد لماذا هنالك مجموعة من الحركات يفوق عددها الاربعة حركات ؟ رغم ان البروفسير استاذ مال و اعمال . ليس لاحد الحق في ان يحجر الاحلام لكن يجب علي الحالم ان يحلم علي قدر سعة نومه و حالته النفسية و ما يختزنه عقله الباطن من امكانيات تؤهل تحقيق الحلم مثل العمر و التفاني و المعرفة السياسية و اختيار المؤتمر العام له او لغيره. اخيرا اقول “ لقادة” هذه المجموعات الاتحادية انتبهوا ان الحزب يموت , عليكم ان تجتمعوا مع بعضكم البعض و تسهموا في انعقاد مؤتمر عام للحزب اذا تبقت في قلوبكم ذرة وطنية و مكانة صادقة لهذا الحزب في وجدانكم و اطلب راجيا منكم جميعا ان تخرجوا من منطق طفل الخمسة سنوات “ ذي ما قال اندرسون كووبر لدونالد ترمب في برنامجه السياسي المعروف “AC360 “ الذي تبثه قناة CNN المعروفة و الا علينا ان نبدا بصياغة النعي الذي يليق بمقام الميت و عظمته و تجهيز المحافير التي اخشي ان يدسها مراغنة الزمان وانه لامر لو تعلون عظيم. Politics and public policy- PHD- Macquarie University Sydney Australia
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة