اخيرا اثمرت الضغوط الدولية عن موافقة حكومة جنوب السودان نشر 4000 من قوات حفظ السلام الدولية علي مضض بعد ان كانت قد رفضت كل الاتهامات الموجهة لها بارتكاب بعض جنودها مخالفات من قتل واغتصاب لبعض المدنيين هناك وقالت وكالة الاسوشيتد برس ان التهديد بفرض حظر علي السلاح وتوقيع عقوبات دولية قد همين علي اجتماع سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان ووفد مجلس الامن الدولي في العاصمة جوبا. تحدثت السفيرة الامريكية سامانتا باور في الامم المتحدة اليوم السبت في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وطالبت بتشكيل لجنة مستقلة لاخذ شهادة من وصفتهم بضحايا الاغتصاب الذين هاجمهم عدد من الجنود الحكوميين في جنوب السودان في يوليو الماضي كانوا في حالة هياج في احد الفنادق حسب ما جاء في التقرير الاخباري المفصل لقناة فوكس نيوز الامريكية في هذا الصدد وذلك بالتزامن مع زيارة نادرة من مندوبين من مجلس الامن الدولي لجنوب السودان البلد الذي يقف علي شفا حرب اهلية جديدة بعد تجدد القتال الذي راح ضحيته المئات في يوليو الماضي. وقال تقرير القناة الاخبارية الامريكية ان تحقيق للاسوشيتيد برس في هذا الصدد قد قال ان الضحايا قد تعرضوا الي عمليات اعدام وهمية وتعذيب بدني واجبروا علي مشاهدة عملية اغتيال صحفي تم اطلاق النار عليه وقتله امام الناس. وقالت السفيرة الامريكية ان الضحايا يشعرون بالرعب من التقدم بالشكوي خوفا من الانتقام . بينما جاء في نفس التقرير الاخباري ان حكومة جنوب السودان ستقوم بالتفاوض مع الاتحاد الافريقي والاخذ بمشورته حول كيفية التعامل مع الاتهامات المنسوبة لهم في هذا الصدد في رد ينضوي علي رفض الاتهامات الموجهة لهم من قبل الولايات المتحدة والمنظمة الدولية. ودعت السفيرة الأمريكية أيضا الي المساءلة عن ماوصفته بالهجمات علي المدنيين واستندت في مزاعمها علي تقرير منفصل قال بقيام جنود حكومة جنوب السودان باغتصاب العديد من الفتيات والنساء خارج معسكر تابع لمنظمة الامم المتحدة بعد وقت قصير من تجدد القتال في يوليو الماضي علي مرأي من قوات حفظ السلام الدولية التي فشلت في التعامل مع الهجمات وحماية الضحايا كما جاء في التقرير الصحفي المذكور. الي ذلك فقد جاء في الانباء ان وفد مجلس الامن الدولي لجنوب السودان قد قام في اليوم الثاني لزيارته بتفقد معسكرات المهجرين واستمع الي شهادات حية عن ماتعرضوا له بعد تجدد القتال وفشل قادة جنوب السودان في تحقيق السلام والامن لمواطنيهم واستغاثات يائسة من المواطنين بضرورة الاسراع بنشر قوات الحماية الدولية. كما قالت السفيرة الامريكية ايضا انها احست بحجم الرعب والخوف وسط المهجرين وضحايا الحرب في جنوب السودان الذين طالبوا بقوات دولية اكثر فاعلية وقدرة علي حماية المدنيين والقيام بالطواف الروتيني اللازم للحماية خلافا لما حدث من قبل عندما فشلت القوات الدولية في حماية المدنيين. ومما تقدم ذكره في التقارير الصحفية وافادت السفيرة الامريكية حول مجريات الامور في جنوب السودان يبدو ان الوضع هناك قد اصبح هاجسا مقلقا للمجتمع الدولي والمنظمة الدولية والولايات المتحدة التي كانت من اكثر المتحمسين لدعم كل مراحل وخطوات العملية الانفصالية وتقسيم السودان منذ ماتعرف باتفاقية نيفاتشا وعودة الحركة الشعبية وبعض القوي السياسية الشمالية الي السودان والانخراط في مشاركة صورية في مؤسسات النظام القائم في الخرطوم في مناخات احتفالية واجواء علاقات عامة حتي انتهت المسرحية بانفصال جنوب السودان بعد رحيل الزعيم الجنوبي الوحدوي الدكتور جونق قرنق في ظروف غامضة اثناء الفترة الانتقالية حيث حل محله نائبه والرئيس الحالي لجنوب السودان سلفاكير ميارديت. علي الرغم من الموافقة علي نشر قوات السلام الدولية المتواضعة العدد مقارنة بحجم الازمة المعقدة في جنوب السودان سيظل الموقف مفتوحا امام كل الاحتمالات في بلد اصبح اشبه بقنبلة مؤقوتة. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة