الراكوبة : خاص / في إطار التدهور المريع للعملة السودانية مقابل الدولار والذي شهدته الأيام الماضية، كشفت مصادر مالية موثوقة لـ (الراكوبة) عن بعض الأسباب التي أدت إلى تعقيد الأوضاع الاقتصادية في البلاد بصورة عامة والمالية بصورة خاصة. وعزا المصدر ذلك إلى ما اسماه بمافيا الدولة التي تعمل في الظلام، وقال إن هناك عدد من المسؤولين انقسموا إلى مجموعتين، الأولى تعمل على شراء العملات الأجنبية من السوق السوداء وحفظها في منازلهم، وضرب مثلاً بما حدث للدكتور صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان الأسبق. وأضاف أن المجموعة الثانية تتضارب في العملات الأجنبية بالاستفادة من غطاء الدولة. وأشار إلى ما يعنيه بغطاء الدولة، وهو دخول الصرافات في الاتجار بالعملات الأجنبية. وضرب المصدر مثلاً بعدد من الصرافات، وقال منها صرافة خاصة اسمها (هات) وصاحبها الدكتور حسن أحمد طه وهو من كبار تنظيم الحركة الإسلامية، وشغل منصب وكيل وزارة المالية ووزير دولة للمالية، ويتولى الآن منصب المفوض الوطني لانضمام السودان لمنظمة التجارة الدولية بدرجة وزير دولة مركزي. وأكدت أن لصرافة (هات) التي يملكها المذكور، فروع في الخليج تعمل داخل سفارات سودانية بالخليج . ونوه إلى أطراف نافذة في الدولة تشترك معه في هذا النشاط. وأشار إلى أن هناك صرافات أخرى تسمي اليمامة وأرجين وتعمل على ذات النمط بفروع تابعة لها في الخليج كذلك. وقال المصدر أن هذه الصرافات تستلم يومياً مبالغ طائلة من العملات الأجنبية من بنك السودان تحت عدة ذرائع، وذكر في هذا الصدد أن صرافة (هات) تتحصل يومياً من بنك السودان المركزي على حوالي الخمسين ألف دولار إلى الثمانين ألف دولار بالسعر الرسمي، والذي يساوي 6.4 جنيه ويُباع بسعر السوق الأسود والذي بلغ الأسبوع الماضي حوالي 16.5 جنيه. وأكد أن هذه الصرافات تبيع ما تجنيه من حصيلة العملات الأجنبية التي تصلها من بنك السودان إلى شركات الاتصالات وشركات الطيران في دولة الأمارات والمملكة السعودية. وأشار إلى صرافات أخرى تابعة لأجهزة الأمن الرسمي والشعبي، إلى جانب صرافات أخرى يزمع الكشف عنها في مقبل الأيام القادمة. ورجح المصدر أن كل تلك التجاوزات تتم بعلم اللجنة الاقتصادية التي تشابكت مصالحها مع مصالح أصحاب الصرافات والأجهزة الأمنية. والجدير بالذكر أن اللجنة تضم وزير المالية ووزير الدولة للمالية ومحافظ بنك السودان ومدير جهاز الأمن وآخرين إزاء هذا الوضع وفي ظل انحسار استقطاب الدعم الأجنبي وقلة الصادرات وكثرة الواردات، توقع المصدر عودة العملات الأجنبية الى الارتفاع مجدداً وتوقع مزيداً من إنهيار العملة السودانية مما سيؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية في البلاد رغم ارتفاع قيمة الجنيه هذه الأيام .
09-05-2016, 04:11 PM
مني عمسيب
مني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة