|
Re: .. المضيئون كالشمس.. (Re: معاوية الزبير)
|
قاضى عاقل و حكيم قدّم روح الانسانية فى تكافلها على نصوص القانون فكانت الرحمة التى هبطت على قلب المالك و ستر بها مربية اليتامى ___ عندى راى فى العنوان الضياء مرتبط بالقمر و النور بالشمس يتخيّل لى العنوان المفروض يكون المنوّرون كا الشمس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. المضيئون كالشمس.. (Re: محمد فضل الله المكى)
|
.. عندى راى فى العنوان الضياء مرتبط بالقمر و النور بالشمس يتخيّل لى العنوان المفروض يكون المنوّرون كا الشمس ... اتفق معك أخي جلالدونا .. غير أني استعرت العنوان من مقالات للمغفور له " الطيب صالح " ولعلي الآن اصحح الخطأ.. والتحايا والتقدير لكم المضيئين المنورين .. معاوية الزبير جلالدونا على محمد الفكي محمد فضل الله المكي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنوِّرون كالشمس.. المضيئون كالقمر.. (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
لما كنا طلابا في الثانوي كنت أنظر لطلاب الكمبوني بشيء من الإعجاب أنهم يدرسون في فصولهم الطباعة على الآلة الكاتبة ويدرسون الإختزال ومسك الدفاتر والحسابات وتلك مواد لا تعرفها المدارس الأكاديمية السودانية، أخي الطيب عيسى أعطاني كتابا لتعلم الطباعة و تجويدها وأعطاني أيضا كتابا لتعلم الإختزال.. وأخذت أتدرب كلما وجدت آلة كاتبة.. والتي كانت نادرة أنذاك.. ثم جاءت هذه الالات العجيبة الحواسيب.. وما أدراك ما هي.. قلت للبعض من الأبناء أريد أن أتعلم الكمبيوتر وكنت قد تجاوزت الأربعين من العمر آنذاك فسخر مني أحدهم.. فقلت لنفسي لم تضع نفسك في مواضع محرجة يا أمين وأنت لا تعلم شيئا.. ونسيت الأمر .. ثم أكملت تأليف كتابي الأول وكنت في حاجة لمن يطبعه لي على الكمبيوتر.. وكلفت العديد من الشباب غير أنهم لم يساعدوني المساعدة الكافية.. أخيرا بدأ أحدهم في طباعة كتابي وظللت شهرين أساله لعلك اكملت الطباعة فيقول لي ما زلت أطبع.. إلى أن فاجأني يوما بأن كل ما قام بطباعته قد ضاع فقلت له كيف ذلك وكيف تضيع الطباعة.. أكد لي انها مسحت شخص ما دخل على جهازه وكانت الملف مفتوحا فضغط دون قصد على (unsave ) وضاع كتابي كله.. ظننت وبعض الظن إثم أنه يكذب عليّ. وقلت إذن حان الوقت لأتعلم الكمبيوتر وألتحقت بمعهد وكنت كهلا وسط وسط شباب .. أحاول أن أفك ألغاز لغة الكمبيوتر.. إلى أن من الله علينا ببيل قيتس وأهدنا برنامج الويندوز فجعل الأمر سهلا علينا.. وأصبحت أطبع بسهولة ويسر وحررت بنفسي كتابي الأول . الدولار من ثلاثين قرشا إلى مئات الجنيهات ما السبب ومن المسؤول.. ومن بعد كتابي الثاني الفريق إبراهيم عبود وعصرة الذهبي ثم كتابي الثالث لعنة البترول ومجموعة مقالاتي.. كنت أحاول أن أصل إلى الإتقان في السرعة في الطباعة غير أني ما زلت لم أدرك معدل ثلاثين كلمة في الدقيقة.. بالمناسبة الرقم القياسي في الطباعة في موسوعة غينس هو360 كلمة في الدقيقة .. أي ستة كلمات في الثانية.. وتلك الفتاة صاحبة الرقم القياسي كانت تضع أصابعها في الماء لتبردها من الحرارة التي تنتج من الضغط المتسارع على الكيبورد. وكنت كلما أرى بناتنا يطبعن ببطء على الكيبورد وويستخدمن إصبعا واحدا أو إثنين أقول لهن إن الله قد خلق لكن عشر أصابع فلم لا تستخدمونهن جميعا.. وكنت أتساءل هل يا ترى ستتفوق الفتاة السودانية يوما ما و تصل إلى أرقام غينيس في السرعة في الطباعة.. غير أني ذات مرة قابلت تلك الفتاة.. كانت تجلس إلى جواري على جهاز حاسوب في المكتبة البريطانية (البريتش كاونسل) في الخرطوم وكانت تطبع بسرعة مذهلة ما أن تضع أصابعها على الكيبورد وحتى تنهمر الكلمات على الشاشة.. واسترقت النظر إليها.. فتاة سودانية لونها أميل إلى لون الشيكولاتة.. جميلة .. محجبة لكنها لا ترتدي ثوبا أو طرحة.. بل هناك زماما على أنفها وقرطين على أذنيها.. نسيت أن أخبركم فقد كانت تطبع بالإنجليزية.. سألتها هل أنت سودانية ؟؟ ردت لا .. من أين؟ قالت أنا بريطانية.. غير أن أصولي من جمايكا.. و أهلي نقلوا إلى جمايكا من إفريقيا.. يا الله .. أنت سليلة كونتا كونتي.. ثم أردفت إن أجدادي الذين نقلوا على سفن الرقيق بواسطة الرجل الأبيض كانوا مسلمين.. لكنهم في تلك الأرض البعيدة ومع قهر العبودية فقدوا دينهم فأصبحوا بلا دين ثم من بعد صاروا مسيحيين.. ثم من جمايكا نقلوا إلى بريطانيا... وولدت أنا في بريطانيا في أسرة مسيحية لكني منذ طفولتي وجدت نفسي مسلمة .. هكذا دون أن يعلمني أحد أن أكون مسلمة أو أن يدعوني أحد للإسلام.. وجدت نفسي مشدودا إليها تلك التي هجرت أهلها وقدمت من بريطانيا للسودان لتعرف الإسلام أكثر.. إسمها زارينا.. تجاوزت العشرين بقليل.. هي لوحدها في السودان.. تكابد لتعيش و لتعمل ولتتعلم و لتسكن.. كنا في شهر رمضان.. دعوتها للإفطار معنا في منزلنا.. فقبلت الدعوة وفي يوم الخميس كانت ضيفتنا في المنزل.. لما رأت منزلنا الفاخر وقد لاحظت فرقا بين هيئتي والمنزل.. سألتني أ هذا منزلك؟ قلت لها هو منزل أخي المقيم في فرنسا وقد منحني إياه للسكنى فيه لحين.. سألت بلا مقابل .. قلت بلا مقابل.. قالت يا لكم من أناس أيها السودانيون.. وأردفت لكنك تستحق.. ولما أقبلنا على الطعام إعتذرت أنها غير صائمة لكنها جاءت لتلبي دعوتي لها وذكرت أنها لما تطهر ستغتسل وتعاود صيامها.. وما علمت أنا لا نذكر مثل هذه المسائل في حياتنا بل تجري الحياة دون الإفصاح عنها.. ثم صرت أقابلها من آن لآخر .. مرة التقينا في المدرسة الإنجليزية التي كنت أعمل بها .. جاءت تبحث عن وظيفة .. أخبرت المديرة عنها وأوصيتها عليها.. غير أنهم لم يقبلوها كمعلمة لعدم تخصصها في التدريس.. ثم التقيت بها بعد بضع أشهر .. في إحدى المركبات العامة.. فجلست إلى جانبي في المقعد الأخير وصارت تحكي لي بصوت جذب انتباه الآخرين.. وأخذ جميع من في البص ينظر إلينا من طرف خفي.. وفي آخر مرة إلتقيت بها كانت في إنتظار حافلة وجئت أنا في إنتظار حافلة في خط آخر.. ذلك كان عند مستشفى الأطباء.. سألتها عن أخبارها .. قالت لي لقد تزوجت سودانيا وفرحت لها لكنها أردفت .. غير أنه طلقني بعد حين.. وتأسفت وحزنت من أجلها.. أ مثل زارينا تطلق يا أخي.. وحيدة بلا وطن ولا أهل فصرت أنت لها الزوج والأب والأخ والأهل والعشيرة.. أ يعقل أن تتركها هكذا؟؟ .. وجاءت الحافلة التي كانت في انتظارها وانطلقت زارينا للحاق بها.. .. التحية لها تلك المضيئة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|