ذات صباح عاد الزين عبد العاطي إلى القرية، بعد سنوات طويلة من موته في تلك الأمسية القائظة التي واجه فيها الموت وحيداً ومحنقاً بسبب العجلة غير المبررة للموت في اللحظة التي كان ينوي فيها إستئناف الحياة.
ففي الليلة التي سبقت موته، كان قد أكمل كل استعدادته من أجل حياة جديدة ، دون أن يهمل حتى أقل التفاصيل الدقيقة أهمية ولتجنب شجار محتمل بين زوجاته القدامى – اللائي كن من المؤكد سينخرطن في تحالف تحكمه الغيرة والأحقاد الشخصية وبين عروسه الجديدة فاطمة بت الزين، فقد شيّد بين بيته الكبير الذي تقاسم فيه في الزمن الغابر مع زوجاته الثلاث لقمة المشاكل المشتركة، وغبار الشجارات التي لم تكن تنتهي أبداً إلا لتبدأ بنفس الوتيرة اليومية التي تبدأ بمجرد ملاحظة عابرة ثم تصل المواجهة ذروتها منتصف النهار حين تبدا المعركة التي تُحسم بإستخدام الركلات.
شّيد بين بيت الشجار الكبير(حيث تقطن زوجاته، والبيت الذي بناه بجانبه من أجل العروس الجديدة، سداً ترابياً مستفيداً من مجموعة من أشجار الكتر التي نمت عشوائياً في المكان لتشكل سداً سيطانياً تسكنه الأفاعي وبعض الشياطين المحلية التي تحب العيش الى جوار البشر، حاشداً من أجل إتمام المشروع كل إمكاناته المادية، ثم استغل وجود شجرة نيم نمت في المكان عشوائياً وقام بتمديد مساحة الفناء سراً من أجل ضم الشجرة إلى مشروع قيلولة الساعة الثانية بعد الظهر، حين تبدأ الاشياء في الغليان بفضل القيظ، قيلولة قلبه بجانب عروسه التي ستنتزع عنه رهق شيخوخته المبكرة بالأكل الجيد، ديوك مشوية في الغداء وخبز التمر باللبن الرايب والسمن في العشاء، وحمّامات الزيت والدلكة التي ستخفف من جلده الخشن مثل جلد تمساح، آثار فداحة الزمن
أنفق ثروة صغيرة في إعداد غرفة تليق بشبابه القادم وقام بنفسه بطلائها بالجير الأبيض ، راسماً في أسفل الجدار خطاً فنياً بزيت الماكينات الأسود، ولتحاشي هجوم محتمل من الأرضة لا وقت لديه لصده في حُمى معارك الحب، فقد إستهلّ سلاحا دفاعيا إستوحاه من منظومة حرب النجوم التي سمع تفاصيلها في جهاز الراديو، قام برش نوع قوي من السُم في أعمدة السقف التي تتكون من جذوع وجريد النخيل، وبدلاً من العناقريب المحلية المعرضة للإنهيار في حالة مجهود إستثنائي للحب يمكن توقُعه في ليالي الشتاء، فقد استورد بوساطة بعض أصدقائه من المدينة سريراً من مواسير الحديد الصلب السميكة، التي تستخدم في ضخ المياه بواسطة ماكينات الديزل الضخمة، وقام بتشييد حمّام صغير ألحقه بغرفة النوم، وشيّد له حوضاً واسعاً من الأسمنت، وبجانب غرفة نومه شيد غرفة أخرى لأطفال شيخوخته الذين سيزداد بهم شباباً ويتوكأ عليهم في آخر أيام العمر،بدلاً من عقوق أولاد الشجار، كما شيّد صالة واسعة جيدة التهوية لاستقبال الضيوف الذين سيحقدون عليه بسبب رائحة دخان الطلح الطيبة التي ستنبعث من داخل البيت مثل قنبلة دخانية تسيل لها دموع الحب ودموع ضيوف الاوقات الاقل رغبة في استقبال الغرباء، حين يُعلن الحب مستخدما الدخان مثل الهنود الحمر حين يعلنون الحرب..
وفي غمرة انشغاله بتلك التفاصيل أهمل شيئاً واحداً لم يفكر فيه مطلقاً، فلم تتح له فرصة اتخاذ إجراءات احترازية وحرمته بالتالي من الإمساك بزمام مبادرة ضربة وقائية مبكرة، لذلك حينما واجهه الموت في تلك الأمسية المهولة وهو يرقد منهكاً بعد إكمال كافة استعدادات حياته الجديدة بانتظار اليوم الذي حدّده له الشيخ لاستكمال مراسم عقد الزواج. حينما أيقظه الموت في تلك الأمسية قاطعاً عليه تسلسل أحلامه المنهكة، حدّق فيه محنقاً دون أن يصدّق، كيف يخطئ الشيخ ويحدّد اليوم الخطأ لاتمام الزواج! بعد موته!
لكنه حينما انتبه سريعاً لخطورة الموقف، حاول دون جدوى، إستمهال الموت لحسم أمور لاتحتمل التأجيل – كما مضى يتوسل- إلا أن ذلك كله لم يكن ليجدي. وبسبب عدم التوقُع فإنّ موقفه أمام الموت كان مهزوزاً للغاية، لدرجة أنه فشل في تقديم دليل مقنع واحد يبرر منحه شوطاً إضافياً، حتى إنه بدا مثل متسول يستجدي بضعة أيام بدلاً من أن يبدو كشخص واثق بوجود خطأ ما، ويبلغ الموت بأن يراجع القائمة الجلدية التي يحملها جيدا مخافة إختلاط بعض الاسماء نتيجة رحيل بعض الاشخاص من القرية، ويمسكه من يده الغاطسة في شعر إبري ليدله على الأماكن الأفضل لمروره، حيث بعض المنسيين من رحمة الموت يكابدون الحياة ، مثل شيرا المجنونة التي تسكن على بعد بضع خطوات وتشكو من عدة عاهات مستديمة تكفي واحدة منها لإرسالها للعالم الآخر، و الحاج سليمان ابوالنور الذي يرقد في فراشه منذ عدة سنوات دون أن يصدر منه سوي صوت سعال يفزع طيورالحمام والقمري، رغم أنه ظلّ على رأس قائمة المرشحين للموت طوال عدة سنوات، وللمرضى الذين لا يملكون ثمن حبة دواء، في القرى المنسية بحذاء النهر التي تنتشر فيها الملاريا و الكوليرا.
كانت بتول بت حاج النور أول من لمحه قادماً، كانت تحمل فوق رأسها حزمة من خشب السنط ألقتها ارضاً حين تأكدت من ملامحه وولت هاربة، أما هو فقد واصل سيره دون اكتراث إلى بيته وكأنه عائد للتو من رحلة إلى المدينة، اكتشف أن البيت قد تحول إلى غابة صغيرة من أشجار الطرفاء والمسكيت والحلفاء، كان جدار البيت الغربي المواجه لنهر النيل قد تهدّم وأساسات البيت كلها منهارة بسبب الماء، وفي بيته الصغير الذي لم يهنأ بالعيش فيه شقّت شجرة كتر شوكية قلب سريره الخشبي، واكتشف أن الحمّام المتهدم كان مليئاً بالأعشاب وزهرات عباد الشمس الجافة التي كانت تبحث عن ضوء إبريل الأخير في العتمة القاحلة في المكان، أما الأسقف فقد كانت كلها متهالكة بسبب جيوش النمل والأرضة، فقد إنهارت كل دفاعات حرب النجوم. كانت زوجاته قد هجرن المكان بعد فيضان النيل الكبير الذي أغرق القرية، وتزوجت فاطمة بت الزين ورحلت لتقيم مع زوجها في مدينة أم درمان.
أحدث خبر عودة الزين عبدالعاطي من الموت هلعاً شاملاً في القرية، كان عثمان أحمد يزدرد دخان سيجارة القمشة حينما أبلغته زوجته بالخبر، فابتلع السيجارة المشتعلة بسبب الصدمة، تذكر البقرة التي كان شريكاً فيها مع الزين وبعد وفاته المفاجئة قام ببيعها ولم يكن ورثة الزين على علم بأمر شراكته، وأصيب حاج النور بحالة إسهال حادة لدى سماعه الخبر، فقد درج طوال سنوات على انتحال شخصية المرحوم والإدلاء بصوته في الإنتخابات، وإرسال برقيات التأييد بإسمه كلما بدأ جهاز الراديو في إذاعة المارشات العسكرية، كما احتفظ لنفسه ببطاقة تموين باسم المرحوم بها حصص تموينية لعشرة أشخاص كان يقوم بصرفها أسبوعياً طوال عدة سنوات ليعيد بعد ذلك بيعها في السوق السوداء مع الحصص الأخرى التي كان يقوم باستلامها نيابة عن موتى آخرين.
وجاء عبد الكريم البصير هلعاً فقد كان استلف من المرحوم مبلغاً من المال على أن يرده بعد حصاد محصول القمح، إلا أنه حينما علم بوفاة الزين عبد العاطي، قام بزيارة قبره لا ليقرأ الفاتحة على روحه كما زعم، بل ليتأكد من أنه مات فعلاً، لأنه لم يصدق ذلك بالفعل، قام بزيارة القبر وتفحص الشاهد المكتوب عليه فتأكد بالفعل أن الزين عبد العاطي محمد نور الدين قد انتقل إلى رحمة ربه في أواخر شهر يونيو، عندها قرأ الفاتحة بتأثُر مضاعف على روحه ودعا له بالمغفرة. ولدى انتشار الخبر أصيب إبراهيم ود حاج على بهلع شديد، فقد كان يعمل مزارعاً مع المرحوم، إلاّ أنه احتال بالتزوير بعد وفاته وادّعى ملكية الأرض التي كان يزرعها. اجتمع الأربعة أمام متجر عبد الكريم البصير ورغم خلافاتهم السابقة التي فرضها جشعهم الوطني، إلا أنهم شعروا بوحدة مصير مشترك بسبب عودة الزين عبد العاطي غير المتوقعة من الموت، وفي البداية قرروا إرسال مندوب منهم لكشف خطط القادم الجديد ولكشف مدى احتفاظه بذكريات ما قبل موته الأول.
انتشر خبر عودة الزين عبد العاطي من الموت كالعاصفة وتجاوز في ساعات قلائل تخوم الصحراء إلى الأدغال النائية، وتسرّب إلى داخل الجزر المنسية في عمق نهر النيل. تدافع الناس هلعين لاستثمار اول بريق للمعجزة، دون أن يكترثوا للشائعات التي زعمت أن عودته كانت إيذاناً ببدء دورة منفصلة من الجفاف، أو للأخبار التي أكدت ارتباط ظهوره الوهمي بمخطط حكومي لإلهاء الناس عن تفاقم مصاعب المعيشة وكساد المحصول الزراعي، ورفع أسعار الدواء والخبز، أو لشائعة أنّ عودته التالية للموت سترتبط بحلول ميقات هزة أرضية عنيفة سوف تمسح القرية من على وجه الارض، جاء المرضى والمقعدون، يسحبون أعضاءهم الضامرة، وسط الفوضى التي بدأت تنتظم القرية، ووسط الباعة الذين بدأوا في استثمار المعجزة لمحاولة ترويج بضائعهم التي فشلوا في ترويجها في ظروف صخب عادية.
جاء المرضى يطلبون معجزة الشفاء من الرجل القادم بمعجزة الحياة، أما الزين عبد العاطي فلم يبد في البداية أية ميل للقاء الناس ولم تظهر منه سوى إشارات ضئيلة بيّنت استغراقه في عذاب تأملي يبدأ بمراجعة حسابات ذاكرته بسبب عدم مقدرته على مطابقة الوقائع التي عثر عليها في ذاكرته بعد عودته من الموت مع أطوال الأشياء في الحياة، فقد بدت له كل الأشياء قصيرة جداً كأنها أُعدت لاستخدام قبيلة من الأقزام، شاهدوه يستخدم حبلاً من ليف النخيل يقيس به طول الأشجار وحبسوا أنفاسهم وهم يشاهدونه يتسلق شجرة نخيل بالغة الطول، مخافة أن تكون خبرته السابقة في تسلق الأشجار قد تأثرت بفترة ركود الموت، لكنه تسلق الشجرة بخفة قط، كما نزل منها بالسرعة نفسها بعد أن فرغ من قياسها، وشاهدوه يقيس كل شئ ويسجل الأطوال بقطعة فحم على الجدار، إكتشفوا إنه كان يستخدم أرقاماً غربية لا تشبه الأرقام العادية. أعلن احدهم أنها الأرقام المستخدمة لحساب الوقت في الموت، كانت أرقاماً عادية الخطوط إلا أنها كانت تحمل معها زمانها الخاص، لتعطي إشارات وقائع مستمرة لا مجرد أرقام جامدة، لا طعم لها مثل أرقام البشر.
راقبوه بخوف وهو يقوم بقياس كل شئ حتى آثار أقدام البشر، وآثار أقدام الحيوانات معتقدين في البداية أن عقله تأثر بسبب فترة الفراغ الإجباري في الموت، دون أن يلاحظوا دقة استنتاجه المؤيد بالأرقام بأن كل الأشياء نقصت في طولها عدة سنتمترات، وفي النهاية توصلوا إلى أنه عاد من الموت بذاكرة خالية من وقائع حياته الأولى، ولمساعدته على بناء وقائع جديدة كأساس لبناء ذاكرة جديدة وضعوا على صدورهم لافتات صغيرة تبين الإسم والعمل ومكان الإقامة، وسرعان ما لاحظوا أنه كان يلتقط المعلومات التي مرت من أمامه أولاً بأول مندهشاً بسبب مقدرة هؤلاء الأشخاص الذين ينقص طولهم بمعدل سنتمتر واحد كل بضعة أعوام، على استنباط أفكار جديدة، حتى انه قدّر انه لو تأخر بضعة أعوام اخرى في الموت فلن يكون بإمكانه رؤية أهل القرية بالعين المجردة.
ثم عبرت أمامه لافتات إقتصادية شرّحت بأرقام مبسطة المصاعب الإقتصادية المتفاقمة بسبب تدهور العملة الوطنية وكساد المحصول الزراعي وارتفاع تكلفة إنتاجه، وعبرت لافتة اخرى أوضحت تضاعف أعداد الفقراء في القرية حتى أن الزين عبد العاطي إعتقد أنّ جيش المرضى في الخارج الذي ينتظر معجزة الشفاء على يديه كانوا في الواقع يشكون الجوع والعوز، وعبرت لافتة أمامه بينت ازدياد عدد الأرامل وارتفاع حالات الطلاق إلى ارقام قياسية، ثم عبرت لافتات أخرى أقل إحباطاً أوضحت إحداها بشرح مبسط مصاحب بعزف على آلة الطمبور كيفية التمييز بين الألحان العادية المستوحاة من أغاني التم تم وإيقاع المردوم والدليب وبين الإيقاعات الأكثر خطراً المستوحاة من مارشات عسكرية او أناشيد جهادية تمجّد الموت في سبيل السُلطة، وعبرت لافتة أخرى شرحت كيفية التمييز بين الفصول باستخدام حسابات فلكية بدائية، وأنّ ظهور الثريا ينبئ عن نهاية موسم القيظ، ورغم أن الزين عبد العاطي بدا في مستهل العرض المعلوماتي قانعاً بعودته الخاسرة إلى الحياة، إلا أنه مع تزايد وطأة ارقام المصاعب بدأت معالم الإحباط تظهر في وجهه وبدا للكثيرين أنه بدا آسفاً على تسُرعه في اتخاذ قرار العودة، ومع تزايد مرور اللافتات شاهدوه ينظر حواليه بارتباك دون أن يلاحظ أحد أنه كان يحاول أن يحدد موقعه إن كان في الحياة أو الموت. وفجأةً انتصب واقفاً وتراجع لينزوي داخل بيته تاركاً صخب مظاهرة اللافتات وصخب المرضى والباعة المتجولين.
استمرت عزلته ثلاثة أيام لم يتناول خلالها شيئاً سوى بضع تمرات وأعاد كل الطعام الذي أرسل إليه دون أن يمسه، وفي اليوم الرابع وتحت ضغط زحام المرضى أضطر الزين عبد العاطي للتنازل عن عزلته لاستقبال أفواج المرضى والمسح على جراحاتهم وسرعان ما تكشفت معجزته الوحيدة التي عاد بها من الموت، فكل الذين مسح على جراحاتهم، خرجوا منه بنفس جراحاتهم ولكنهم كانوا يخرجون أكثر سعادة، ولم يرَ العميان الذين أدخلوا عليه شيئاً ولكنهم كانوا يخرجون من عنده أكثر سعادةً ويمرون وسط الجموع المحتشدة وكأنهم يرون حقاً، أما الأربعة الذين أصابهم الهلع من لحظة المحاسبة والذين توزعوا في المكان لمراقبته عن كثب فقد هدأ روعهم حينما لاحظوا أن العائد لم يبدُ عليه اكتراث لنبش الماضي، بل كان مشغولاً بتحقيق تسامح مع الحاضر، وليتأكدوا من خلو ذاكرته من أية أحقاد مالية قاموا بتمرير لافتة ضمن مظاهرة اللافتات التي عبرت أمام عبد العاطي لإعادة شحن ذاكرته بوقائع معاصرة، بها أرقام مموهة تشير إلى بعض حسابات ما قبل موته، وفيها أشاروا إلى ثمن البقرة التي قام عثمان ود أحمد ببيعها بعد وفاة الزين عبد العاطي مع تقدير لعدد العجول التي كان يتوقع أن تلدها البقرة طوال فترة موته ثم إعادة تقييم قيمة البقرة بعد حساب سعرها المعاصر حسب مستوى التضخم، وظهر في لافتة أخرى المبلغ الذي كان عبد الكريم البصير قد استلفه من الزين قبل موته الأول ومعه ظهرت حسابات الأرباح التي حققها استثمار المبلغ في تجارة الضأن، ولمزيد من الإرباك قاموا بتمرير لافتة أخرى تفيد بعملية تغيير العملة الوطنية قبل سنوات.
إلا أن الزين عبد العاطي لم يبدِ اكتراثاً بهذه الإعترافات المعلنة لعدم الأمانة، ولم تظهر منه أية ردود فعل سوى إشارات بينت رغبته في استئناف حياة جديدة تعتمد على ذكريات مؤقتة تُستنبط في اللحظة نفسها. بقي يهب السعادة المؤقتة لكل المرضى الذين قلت زياراتهم بعد مرور عدة ايام بسبب انتشار شائعة مقدرته على إخفاء أعراض الأمراض المزمنة رغم بقائها في الجسم، كما تراخت محاولات إعادة شحن ذاكرته بوقائع أصلية عن طريق اللافتات حينما أيقن حملة الذاكرة المتجولة بأن الزين عبد العاطي لم يكن مكترثاً بالماضي رغم أنه كان يُشاهد أحياناً وهو يتأمل الأشياء من حوله ويعيد قياس أطوالها ليتأكد من حقيقة أن الأشياء كلها كانت تفقد سنتيمتراً واحدا من طولها كل بضعة أعوام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة