الزين عبدالعاطي يعود من الموت! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 07:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2017, 03:44 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزين عبدالعاطي يعود من الموت! بقلم أحمد الملك

    03:44 PM January, 31 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر







    ذات صباح عاد الزين عبد العاطي إلى القرية، بعد سنوات طويلة من موته في
    تلك الأمسية القائظة التي واجه فيها الموت وحيداً ومحنقاً بسبب العجلة
    غير المبررة للموت في اللحظة التي كان ينوي فيها إستئناف الحياة.

    ففي الليلة التي سبقت موته، كان قد أكمل كل استعدادته من أجل حياة جديدة
    ، دون أن يهمل حتى أقل التفاصيل الدقيقة أهمية ولتجنب شجار محتمل بين
    زوجاته القدامى – اللائي كن من المؤكد سينخرطن في تحالف تحكمه الغيرة
    والأحقاد الشخصية وبين عروسه الجديدة فاطمة بت الزين، فقد شيّد بين بيته
    الكبير الذي تقاسم فيه في الزمن الغابر مع زوجاته الثلاث لقمة المشاكل
    المشتركة، وغبار الشجارات التي لم تكن تنتهي أبداً إلا لتبدأ بنفس
    الوتيرة اليومية التي تبدأ بمجرد ملاحظة عابرة ثم تصل المواجهة ذروتها
    منتصف النهار حين تبدا المعركة التي تُحسم بإستخدام الركلات.



    شّيد بين بيت الشجار الكبير(حيث تقطن زوجاته، والبيت الذي بناه بجانبه من
    أجل العروس الجديدة، سداً ترابياً مستفيداً من مجموعة من أشجار الكتر
    التي نمت عشوائياً في المكان لتشكل سداً سيطانياً تسكنه الأفاعي وبعض
    الشياطين المحلية التي تحب العيش الى جوار البشر، حاشداً من أجل إتمام
    المشروع كل إمكاناته المادية، ثم استغل وجود شجرة نيم نمت في المكان
    عشوائياً وقام بتمديد مساحة الفناء سراً من أجل ضم الشجرة إلى مشروع
    قيلولة الساعة الثانية بعد الظهر، حين تبدأ الاشياء في الغليان بفضل
    القيظ، قيلولة قلبه بجانب عروسه التي ستنتزع عنه رهق شيخوخته المبكرة
    بالأكل الجيد، ديوك مشوية في الغداء وخبز التمر باللبن الرايب والسمن في
    العشاء، وحمّامات الزيت والدلكة التي ستخفف من جلده الخشن مثل جلد تمساح،
    آثار فداحة الزمن



    أنفق ثروة صغيرة في إعداد غرفة تليق بشبابه القادم وقام بنفسه بطلائها
    بالجير الأبيض ، راسماً في أسفل الجدار خطاً فنياً بزيت الماكينات
    الأسود، ولتحاشي هجوم محتمل من الأرضة لا وقت لديه لصده في حُمى معارك
    الحب، فقد إستهلّ سلاحا دفاعيا إستوحاه من منظومة حرب النجوم التي سمع
    تفاصيلها في جهاز الراديو، قام برش نوع قوي من السُم في أعمدة السقف التي
    تتكون من جذوع وجريد النخيل، وبدلاً من العناقريب المحلية المعرضة
    للإنهيار في حالة مجهود إستثنائي للحب يمكن توقُعه في ليالي الشتاء، فقد
    استورد بوساطة بعض أصدقائه من المدينة سريراً من مواسير الحديد الصلب
    السميكة، التي تستخدم في ضخ المياه بواسطة ماكينات الديزل الضخمة، وقام
    بتشييد حمّام صغير ألحقه بغرفة النوم، وشيّد له حوضاً واسعاً من الأسمنت،
    وبجانب غرفة نومه شيد غرفة أخرى لأطفال شيخوخته الذين سيزداد بهم شباباً
    ويتوكأ عليهم في آخر أيام العمر،بدلاً من عقوق أولاد الشجار، كما شيّد
    صالة واسعة جيدة التهوية لاستقبال الضيوف الذين سيحقدون عليه بسبب رائحة
    دخان الطلح الطيبة التي ستنبعث من داخل البيت مثل قنبلة دخانية تسيل لها
    دموع الحب ودموع ضيوف الاوقات الاقل رغبة في استقبال الغرباء، حين يُعلن
    الحب مستخدما الدخان مثل الهنود الحمر حين يعلنون الحرب..



    وفي غمرة انشغاله بتلك التفاصيل أهمل شيئاً واحداً لم يفكر فيه مطلقاً،
    فلم تتح له فرصة اتخاذ إجراءات احترازية وحرمته بالتالي من الإمساك بزمام
    مبادرة ضربة وقائية مبكرة، لذلك حينما واجهه الموت في تلك الأمسية
    المهولة وهو يرقد منهكاً بعد إكمال كافة استعدادات حياته الجديدة بانتظار
    اليوم الذي حدّده له الشيخ لاستكمال مراسم عقد الزواج. حينما أيقظه الموت
    في تلك الأمسية قاطعاً عليه تسلسل أحلامه المنهكة، حدّق فيه محنقاً دون
    أن يصدّق، كيف يخطئ الشيخ ويحدّد اليوم الخطأ لاتمام الزواج! بعد موته!

    لكنه حينما انتبه سريعاً لخطورة الموقف، حاول دون جدوى، إستمهال الموت
    لحسم أمور لاتحتمل التأجيل – كما مضى يتوسل- إلا أن ذلك كله لم يكن
    ليجدي. وبسبب عدم التوقُع فإنّ موقفه أمام الموت كان مهزوزاً للغاية،
    لدرجة أنه فشل في تقديم دليل مقنع واحد يبرر منحه شوطاً إضافياً، حتى إنه
    بدا مثل متسول يستجدي بضعة أيام بدلاً من أن يبدو كشخص واثق بوجود خطأ
    ما، ويبلغ الموت بأن يراجع القائمة الجلدية التي يحملها جيدا مخافة
    إختلاط بعض الاسماء نتيجة رحيل بعض الاشخاص من القرية، ويمسكه من يده
    الغاطسة في شعر إبري ليدله على الأماكن الأفضل لمروره، حيث بعض المنسيين
    من رحمة الموت يكابدون الحياة ، مثل شيرا المجنونة التي تسكن على بعد بضع
    خطوات وتشكو من عدة عاهات مستديمة تكفي واحدة منها لإرسالها للعالم
    الآخر، و الحاج سليمان ابوالنور الذي يرقد في فراشه منذ عدة سنوات دون أن
    يصدر منه سوي صوت سعال يفزع طيورالحمام والقمري، رغم أنه ظلّ على رأس
    قائمة المرشحين للموت طوال عدة سنوات، وللمرضى الذين لا يملكون ثمن حبة
    دواء، في القرى المنسية بحذاء النهر التي تنتشر فيها الملاريا و
    الكوليرا.



    كانت بتول بت حاج النور أول من لمحه قادماً، كانت تحمل فوق رأسها حزمة من
    خشب السنط ألقتها ارضاً حين تأكدت من ملامحه وولت هاربة، أما هو فقد
    واصل سيره دون اكتراث إلى بيته وكأنه عائد للتو من رحلة إلى المدينة،
    اكتشف أن البيت قد تحول إلى غابة صغيرة من أشجار الطرفاء والمسكيت
    والحلفاء، كان جدار البيت الغربي المواجه لنهر النيل قد تهدّم وأساسات
    البيت كلها منهارة بسبب الماء، وفي بيته الصغير الذي لم يهنأ بالعيش فيه
    شقّت شجرة كتر شوكية قلب سريره الخشبي، واكتشف أن الحمّام المتهدم كان
    مليئاً بالأعشاب وزهرات عباد الشمس الجافة التي كانت تبحث عن ضوء إبريل
    الأخير في العتمة القاحلة في المكان، أما الأسقف فقد كانت كلها متهالكة
    بسبب جيوش النمل والأرضة، فقد إنهارت كل دفاعات حرب النجوم. كانت زوجاته
    قد هجرن المكان بعد فيضان النيل الكبير الذي أغرق القرية، وتزوجت فاطمة
    بت الزين ورحلت لتقيم مع زوجها في مدينة أم درمان.



    أحدث خبر عودة الزين عبدالعاطي من الموت هلعاً شاملاً في القرية، كان
    عثمان أحمد يزدرد دخان سيجارة القمشة حينما أبلغته زوجته بالخبر، فابتلع
    السيجارة المشتعلة بسبب الصدمة، تذكر البقرة التي كان شريكاً فيها مع
    الزين وبعد وفاته المفاجئة قام ببيعها ولم يكن ورثة الزين على علم بأمر
    شراكته، وأصيب حاج النور بحالة إسهال حادة لدى سماعه الخبر، فقد درج طوال
    سنوات على انتحال شخصية المرحوم والإدلاء بصوته في الإنتخابات، وإرسال
    برقيات التأييد بإسمه كلما بدأ جهاز الراديو في إذاعة المارشات العسكرية،
    كما احتفظ لنفسه ببطاقة تموين باسم المرحوم بها حصص تموينية لعشرة أشخاص
    كان يقوم بصرفها أسبوعياً طوال عدة سنوات ليعيد بعد ذلك بيعها في السوق
    السوداء مع الحصص الأخرى التي كان يقوم باستلامها نيابة عن موتى آخرين.

    وجاء عبد الكريم البصير هلعاً فقد كان استلف من المرحوم مبلغاً من المال
    على أن يرده بعد حصاد محصول القمح، إلا أنه حينما علم بوفاة الزين عبد
    العاطي، قام بزيارة قبره لا ليقرأ الفاتحة على روحه كما زعم، بل ليتأكد
    من أنه مات فعلاً، لأنه لم يصدق ذلك بالفعل، قام بزيارة القبر وتفحص
    الشاهد المكتوب عليه فتأكد بالفعل أن الزين عبد العاطي محمد نور الدين قد
    انتقل إلى رحمة ربه في أواخر شهر يونيو، عندها قرأ الفاتحة بتأثُر مضاعف
    على روحه ودعا له بالمغفرة. ولدى انتشار الخبر أصيب إبراهيم ود حاج على
    بهلع شديد، فقد كان يعمل مزارعاً مع المرحوم، إلاّ أنه احتال بالتزوير
    بعد وفاته وادّعى ملكية الأرض التي كان يزرعها. اجتمع الأربعة أمام متجر
    عبد الكريم البصير ورغم خلافاتهم السابقة التي فرضها جشعهم الوطني، إلا
    أنهم شعروا بوحدة مصير مشترك بسبب عودة الزين عبد العاطي غير المتوقعة من
    الموت، وفي البداية قرروا إرسال مندوب منهم لكشف خطط القادم الجديد ولكشف
    مدى احتفاظه بذكريات ما قبل موته الأول.



    انتشر خبر عودة الزين عبد العاطي من الموت كالعاصفة وتجاوز في ساعات
    قلائل تخوم الصحراء إلى الأدغال النائية، وتسرّب إلى داخل الجزر المنسية
    في عمق نهر النيل. تدافع الناس هلعين لاستثمار اول بريق للمعجزة، دون أن
    يكترثوا للشائعات التي زعمت أن عودته كانت إيذاناً ببدء دورة منفصلة من
    الجفاف، أو للأخبار التي أكدت ارتباط ظهوره الوهمي بمخطط حكومي لإلهاء
    الناس عن تفاقم مصاعب المعيشة وكساد المحصول الزراعي، ورفع أسعار الدواء
    والخبز، أو لشائعة أنّ عودته التالية للموت سترتبط بحلول ميقات هزة أرضية
    عنيفة سوف تمسح القرية من على وجه الارض، جاء المرضى والمقعدون، يسحبون
    أعضاءهم الضامرة، وسط الفوضى التي بدأت تنتظم القرية، ووسط الباعة الذين
    بدأوا في استثمار المعجزة لمحاولة ترويج بضائعهم التي فشلوا في ترويجها
    في ظروف صخب عادية.



    جاء المرضى يطلبون معجزة الشفاء من الرجل القادم بمعجزة الحياة، أما
    الزين عبد العاطي فلم يبد في البداية أية ميل للقاء الناس ولم تظهر منه
    سوى إشارات ضئيلة بيّنت استغراقه في عذاب تأملي يبدأ بمراجعة حسابات
    ذاكرته بسبب عدم مقدرته على مطابقة الوقائع التي عثر عليها في ذاكرته بعد
    عودته من الموت مع أطوال الأشياء في الحياة، فقد بدت له كل الأشياء قصيرة
    جداً كأنها أُعدت لاستخدام قبيلة من الأقزام، شاهدوه يستخدم حبلاً من
    ليف النخيل يقيس به طول الأشجار وحبسوا أنفاسهم وهم يشاهدونه يتسلق شجرة
    نخيل بالغة الطول، مخافة أن تكون خبرته السابقة في تسلق الأشجار قد تأثرت
    بفترة ركود الموت، لكنه تسلق الشجرة بخفة قط، كما نزل منها بالسرعة نفسها
    بعد أن فرغ من قياسها، وشاهدوه يقيس كل شئ ويسجل الأطوال بقطعة فحم على
    الجدار، إكتشفوا إنه كان يستخدم أرقاماً غربية لا تشبه الأرقام العادية.
    أعلن احدهم أنها الأرقام المستخدمة لحساب الوقت في الموت، كانت أرقاماً
    عادية الخطوط إلا أنها كانت تحمل معها زمانها الخاص، لتعطي إشارات وقائع
    مستمرة لا مجرد أرقام جامدة، لا طعم لها مثل أرقام البشر.

    راقبوه بخوف وهو يقوم بقياس كل شئ حتى آثار أقدام البشر، وآثار أقدام
    الحيوانات معتقدين في البداية أن عقله تأثر بسبب فترة الفراغ الإجباري في
    الموت، دون أن يلاحظوا دقة استنتاجه المؤيد بالأرقام بأن كل الأشياء
    نقصت في طولها عدة سنتمترات، وفي النهاية توصلوا إلى أنه عاد من الموت
    بذاكرة خالية من وقائع حياته الأولى، ولمساعدته على بناء وقائع جديدة
    كأساس لبناء ذاكرة جديدة وضعوا على صدورهم لافتات صغيرة تبين الإسم
    والعمل ومكان الإقامة، وسرعان ما لاحظوا أنه كان يلتقط المعلومات التي
    مرت من أمامه أولاً بأول مندهشاً بسبب مقدرة هؤلاء الأشخاص الذين ينقص
    طولهم بمعدل سنتمتر واحد كل بضعة أعوام، على استنباط أفكار جديدة، حتى
    انه قدّر انه لو تأخر بضعة أعوام اخرى في الموت فلن يكون بإمكانه رؤية
    أهل القرية بالعين المجردة.

    ثم عبرت أمامه لافتات إقتصادية شرّحت بأرقام مبسطة المصاعب الإقتصادية
    المتفاقمة بسبب تدهور العملة الوطنية وكساد المحصول الزراعي وارتفاع
    تكلفة إنتاجه، وعبرت لافتة اخرى أوضحت تضاعف أعداد الفقراء في القرية حتى
    أن الزين عبد العاطي إعتقد أنّ جيش المرضى في الخارج الذي ينتظر معجزة
    الشفاء على يديه كانوا في الواقع يشكون الجوع والعوز، وعبرت لافتة أمامه
    بينت ازدياد عدد الأرامل وارتفاع حالات الطلاق إلى ارقام قياسية، ثم عبرت
    لافتات أخرى أقل إحباطاً أوضحت إحداها بشرح مبسط مصاحب بعزف على آلة
    الطمبور كيفية التمييز بين الألحان العادية المستوحاة من أغاني التم تم
    وإيقاع المردوم والدليب وبين الإيقاعات الأكثر خطراً المستوحاة من مارشات
    عسكرية او أناشيد جهادية تمجّد الموت في سبيل السُلطة، وعبرت لافتة أخرى
    شرحت كيفية التمييز بين الفصول باستخدام حسابات فلكية بدائية، وأنّ ظهور
    الثريا ينبئ عن نهاية موسم القيظ، ورغم أن الزين عبد العاطي بدا في مستهل
    العرض المعلوماتي قانعاً بعودته الخاسرة إلى الحياة، إلا أنه مع تزايد
    وطأة ارقام المصاعب بدأت معالم الإحباط تظهر في وجهه وبدا للكثيرين أنه
    بدا آسفاً على تسُرعه في اتخاذ قرار العودة، ومع تزايد مرور اللافتات
    شاهدوه ينظر حواليه بارتباك دون أن يلاحظ أحد أنه كان يحاول أن يحدد
    موقعه إن كان في الحياة أو الموت. وفجأةً انتصب واقفاً وتراجع لينزوي
    داخل بيته تاركاً صخب مظاهرة اللافتات وصخب المرضى والباعة المتجولين.



    استمرت عزلته ثلاثة أيام لم يتناول خلالها شيئاً سوى بضع تمرات وأعاد كل
    الطعام الذي أرسل إليه دون أن يمسه، وفي اليوم الرابع وتحت ضغط زحام
    المرضى أضطر الزين عبد العاطي للتنازل عن عزلته لاستقبال أفواج المرضى
    والمسح على جراحاتهم وسرعان ما تكشفت معجزته الوحيدة التي عاد بها من
    الموت، فكل الذين مسح على جراحاتهم، خرجوا منه بنفس جراحاتهم ولكنهم
    كانوا يخرجون أكثر سعادة، ولم يرَ العميان الذين أدخلوا عليه شيئاً
    ولكنهم كانوا يخرجون من عنده أكثر سعادةً ويمرون وسط الجموع المحتشدة
    وكأنهم يرون حقاً، أما الأربعة الذين أصابهم الهلع من لحظة المحاسبة
    والذين توزعوا في المكان لمراقبته عن كثب فقد هدأ روعهم حينما لاحظوا أن
    العائد لم يبدُ عليه اكتراث لنبش الماضي، بل كان مشغولاً بتحقيق تسامح مع
    الحاضر، وليتأكدوا من خلو ذاكرته من أية أحقاد مالية قاموا بتمرير لافتة
    ضمن مظاهرة اللافتات التي عبرت أمام عبد العاطي لإعادة شحن ذاكرته بوقائع
    معاصرة، بها أرقام مموهة تشير إلى بعض حسابات ما قبل موته، وفيها أشاروا
    إلى ثمن البقرة التي قام عثمان ود أحمد ببيعها بعد وفاة الزين عبد العاطي
    مع تقدير لعدد العجول التي كان يتوقع أن تلدها البقرة طوال فترة موته ثم
    إعادة تقييم قيمة البقرة بعد حساب سعرها المعاصر حسب مستوى التضخم، وظهر
    في لافتة أخرى المبلغ الذي كان عبد الكريم البصير قد استلفه من الزين قبل
    موته الأول ومعه ظهرت حسابات الأرباح التي حققها استثمار المبلغ في تجارة
    الضأن، ولمزيد من الإرباك قاموا بتمرير لافتة أخرى تفيد بعملية تغيير
    العملة الوطنية قبل سنوات.



    إلا أن الزين عبد العاطي لم يبدِ اكتراثاً بهذه الإعترافات المعلنة لعدم
    الأمانة، ولم تظهر منه أية ردود فعل سوى إشارات بينت رغبته في استئناف
    حياة جديدة تعتمد على ذكريات مؤقتة تُستنبط في اللحظة نفسها. بقي يهب
    السعادة المؤقتة لكل المرضى الذين قلت زياراتهم بعد مرور عدة ايام بسبب
    انتشار شائعة مقدرته على إخفاء أعراض الأمراض المزمنة رغم بقائها في
    الجسم، كما تراخت محاولات إعادة شحن ذاكرته بوقائع أصلية عن طريق
    اللافتات حينما أيقن حملة الذاكرة المتجولة بأن الزين عبد العاطي لم يكن
    مكترثاً بالماضي رغم أنه كان يُشاهد أحياناً وهو يتأمل الأشياء من حوله
    ويعيد قياس أطوالها ليتأكد من حقيقة أن الأشياء كلها كانت تفقد سنتيمتراً
    واحدا من طولها كل بضعة أعوام.

    https://www.facebook.com/ortoot؟ref=aymt_homepage_panel




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 31 يناير 2017

    اخبار و بيانات

  • حسن عبد القادر هلال يطالب بشرطة متخصصة في الشأن البيئي بالسودان
  • وزير الاعلام :يجب ان يعمل الجميع من اجل الارتقاء بالقيم والتسامح لتحقيق السلام بالسودان
  • فريق طبي أمريكي يصل السودان لإجراء (200) عملية
  • حسبو محمد عبد الرحمن يوجه بالإسراع في استكمال السياسة الوطنية حول الهجرة
  • الداخلية توقف الإجراءات الخاصة بالجنسية والجواز لغير السودانيين
  • أمبيكي: السودان وافق على تشكيل حكومة مؤقتة مع المعارضة
  • توقف الإنتاج في أراضي زراعية بسبب الزحف الصحرواي
  • محمد الحسن الميرغني يبحث تطوير زوايا ومساجد الختمية
  • الاتحاد الأفريقي: لا وجود لجيش الرب بالسودان
  • نواب سودانيون يطالبون بقطع أيدي المعتدين على المال العام
  • وفاة سوداني بمطار القاهرة بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية
  • استرداد (71 %) من الأموال المعتدى عليها بالخرطوم
  • أميرة الفاضل مفوّضاً للشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي
  • التشيك تستنكر إدانة محكمة سودانية مواطنها بتهمة التجسس
  • الخلافات تشتعل داخل الاتحادي وقائمتان للمشاركة في الحكومة
  • الاتحاد الأوروبي يتعهّد بمساعدة السودان في إعفاء ديونه
  • كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية تقيم ندوة عن أزمة الاعلام بين الاحترافية الغائبة والاكاديمية
  • يا حكام السودان.. كونوا رجالاً عاملوا أمريكا الاستعمارية الكافرة بالمثل


اراء و مقالات

  • الي متي يظل الاتحادي الاصل باهت الاداء ؟؟؟؟ بقلم صلاح الباشا ... الخرطوم
  • تشييع المشروع الحضارى بقلم عمر الشريف
  • وزارة الداخلية تأتي متأخراً بقلم كمال الهِدي
  • (الضّيف ما يكون قحّاح)! بقلم عبد الله الشيخ
  • عفراء.. حتى لا تقولي.. سجمي بقلم إسحق فضل الله
  • أغنيات الفصحى بقلم فيصل محمد صالح
  • من يلعب بجواز السفر السوداني؟ بقلم عثمان ميرغني
  • ارحموا عمتكم..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • وبلا خجل (نحوقل)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أخيراً طوينا خلاف الانتباهة بقلم الطيب مصطفى
  • الشيخ عبد الرحمن إبراهيم جابر ( المُقدم ) : في حلبة الذكــر .
  • عودة الوحدة مع جنوب السودان مطلب شعبي لا علاقة "بالكيزان" بقلم: السر جميل
  • دور الإنطباعية في هدم الآمال .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • يا ناس الخرطوم أسعار الأراضى بالخرطوم.......................
  • أميرة الفاضل تفوزبمنصب الشؤن الاجتماعية بالاتحاد الافريقي
  • غدا محكمة الجسورة أمل هباني كنوا معها مناصرين ضد ظلم جهاز الامن
  • الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان عليكم المساهمة
  • حسين ترمس
  • الحكومة وافقت على تكوين حكومة مؤقتة يوجد صور
  • اعلان هام للاطباء,الصيادلة والممرضين السودانيين الذين يرغبون فى العمل فى كندا و امريكا
  • الأسطورة نصر الدين عباس جكسا .. توجد صور
  • ٣١ يناير٢٠١٧/ ردة فعل ضد الحظر، وقفة احتجاج امام البرلمان النرويجى/ صور
  • الهندي عز الدين:اسحق- أكبر مخرب ومخرف- الكلام ضد الاسلام المتشدد
  • الويل لمن تسكنه مدينة ..!!
  • فنانات تشكيليات ينظمن أضخم معرض في الخرطوم- التحية لأهل الفن التشكيلي في بلادي
  • الداخلية تمنع منح الجنسية لغير السودانيين- أعتراف رسمي بالتجاوز للدستور
  • قرارت وزير العدل والتعينات في النيابات
  • هل نحن في حاجة لتعديلات دستورية لبسط الحريات ضجة كبرى حول لا شئ
  • الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه...
  • أغرب المحاكمات
  • برافو مُعتمد الخرطوم-مقال لسهيرعبدالرحيم
  • هل السودان دولة راعيه للارهاب
  • السيد بشة: سيبك تاشيرة أمريكا وخلينا في تاشيرتنا
  • بيان من تحالف قوى المعارضة السودانية بكندا
  • لا جديد سوى إني طرت لكوكب جديد!
  • سر اختفاء المليونير المسجون من السجن ...للكاتب هتشكوك .
  • هاشم بدرالدين:غير تاريخ السودان وجعل من الترابي رئيس , وتسبب في عزل طه
  • مفاجأة صادمة لترامب.. محكمة أمريكية تنقلب عليه وتقضي بعدم ترحيل اللاجئين والمسافرين (تفاصيل)
  • اوبريت مستشفى 7979 لعلاج سرطان الاطفال بالمجان
  • عودة الخازوق ..
  • ادعموا ملهم كردفان في مشروعه الخيري جزاكم الله خير الجزاء
  • كيزان مكة وخطوات عملية للانفصال من الجالية بجدة
  • اوبريت مستشفي 7979 لعلاج سرطان الاطفال بالمجان
  • محاسن دي قصتا شنو وهي منو ؟
  • عضو جديد في منتداكم العامر
  • ليس دفاعا عن السماني عمارة ولكن دفاعا من اجل لغة الحوار وتقبل الاخر(لا اعرف الرجل ولم التقيه )
  • دعوة لتوحيد الله عز وجل !! بداية الشرك والكفر لبني آدم وكيف دخل الشرك والكفر لقلوبهم !!!
  • قبائل الامبررو في السودان ..الفتاة تختار عريسها وليس له حق الرفض (منقول)
  • لماذا لا يدين العلمانيون استهداف المساجد في الغرب ولا يصفون المسيحيين بالإرهاب؟
  • غياب
  • الفريق الفاسد طه فى ضيافة الارزقجى ود الباوقة (صور)
  • نظام عالمي جديد يتشكل مع ترامب؟؟!!
  • الذي لا يصلي يقول للناس صلوا فإنكم لا تصلون - مقال د. محمد وقيع الله (إعادة نشر)
  • السودان.. فرص إنتعاش الإقتصاد بعد الإنفتاح على الإستثمارات الأجنبية
  • كترتي المحلبية ياتراجي
  • الحكومة نامت علي موضوع امريكا
  • اعادة طبيبة سودانية من نيويورك ل جدة
  • عودة الامام
  • هولاء كانوا فى وداع البشير
  • السر الأعظم: أوباما باع النظام السوداني لترامب: ديل خطيرين علي أمن أمريكا
  • مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بمدينة كويبيك الكندية
  • صور سودانين اعيدو من امريكا ... وماذا قالو ... ( صور )
  • الجنجويد يقتلون طالب جامعي دهسا بالعربات ( صور )























  •                   

    02-01-2017, 09:08 AM

    اسامة مجدي


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: الزين عبدالعاطي يعود من الموت! بقلم أحمد ا (Re: أحمد الملك)

      شكرا يا مك
                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de