· قد لا تصدقونني إن قلت لكم أنني لأول مرة أجد نفسي على اتفاق مع أمر تأتي به حكومتنا. · نعم هذه هي الحقيقة المرة. · ولهذا أقول بالفم المليان ( برافو) وزارة الداخلية السودانية على قرار وقف منح الجواز السوداني لكل من ( هب ودب). · لابد من الإشادة بهذا القرار لأنه من النادر أن تأتي حكومتنا بما يسعدنا. · كما أن الكثيرين يرون كلما كتبنا في السياسة أو الرياضة أننا من أولئك القوم الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب. · والواقع أن العجب يعجبنا لأبعد مدى، لكن المؤسف أنه على أيامنا هذه لا يوجد في بلدنا ما يعجب. · نشيد بقرار وزارة الداخلية رغم أنه تأخر كثيراً، حيث لم يكن هناك داعياً أصلاً لأن يصبح جوازنا- الذي كان يحظى بالاحترام في كافة بلدان العالم سابقاً - هيناً لهذه الدرجة ومتاحاً لمن يسوى ولا يسوى. · وبرافو أيضاً على القرار الذي قضى باعتبار الجوازات التي صدرت لحملة بعض الجنسيات غير السودانية مؤقتة وصالحة لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد. · كما نؤيد قرار فرض الحصول على التأشيرة للسوريين الفارين من ويلات الحرب في بلادهم، سيما بعد أن استهان بنا بعضهم وأساءوا لنا. · فالحصول على التأشيرة لن يقف حائلاً دون فكرة استضافة من يرغب في الإقامة ببلدنا. · أما أن تظل الأمور سائبة بحجة أنهم يحتاجون لغوثنا فهذا ما لا يمكن قبوله. · فإغاثتهم ليس بالضرورة أن تعني تخلي الدولة عن قوانينها وضوابطها. · وأرجو أن تكون هذه القرارات بمثابة درس لمن لا يفهمون شيئاً في المعالجات الجادة والعميقة للمشاكل ورغماً عن ذلك يظنون أنهم أفهم وأعرف السودانيين بكل شيء. · ما أكثر من تغيثهم بلدان أخرى وتقدم لهم العون الإنساني اللازم، لكن هذه البلدان لم تساوم حول سيادتها وقوانينها وقيم مجتمعاتها، مثلما فعلت حكومتنا. · صحيح أن لقرارات وزارة الداخلية السودانية ارتباط مباشر بقرارات الرئيس الأمريكي ترمب الأخيرة حول منع دخول حملة جنسيات بعض الدول، لكن ذلك لا يفترض أن يكون مسوغاً لرفضنا لها أو سخريتنا منها. · بل على العكس علينا أن نؤيد كل خطوة يمكن أن تعيد لبلدنا وجوازنا ولو اليسير من الهيبة المفقودة. · المهم أن تكون هناك جدية ومصداقية في تحويل هذه القرارات إلى واقع، لا أن تكون مجرد خطاب إعلامي المقصود منه الاستمرار في سياسة الخداع التي عودونا عليها. · فقد سرت شائعات كثيرة عن أن جهات بعينها كانت وراء خطوة منح السوريين الجواز السوداني بعد أن يدفع الواحد منهم مبلغاً من العملات الصعبة يعتبر زهيداً للغاية عند مقارنته بالمنحة. · وإن جدت وزارة الداخلية في تنفيذ القرارات الأخيرة نكون لها شاكرين، رغم أن هذا واجبها الذي ما كان يفترض أن تحيد عنه يوماً. · فمن يهن يسهل الهوان عليه. · وهذا بالضبط هو حالنا الذي أرى أن مثل هذه القرارات إن تم تطبيقها فعلياً يمكن أن تساهم في إصلاحه بعض الشيء. · وليتهم يكملون جميلهم بالتحرك الجاد باتجاه الفعل لاسترداد أراضينا التي سطا عليها المصريون والأثيوبيون مستغلين تلك الخطوة المتهورة والمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. · ومثلما أعطتهم قرارات ترمب الأخيرة الدافع لإصدار قرارت وزارة الداخلية حول الجواز، عليهم أن يستغلوا المتغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، فتحرك عندهم النخوة ويطالبون باسترداد أراضينا السليبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة