“قد قررنا مقاطعة الأوساخ المصرية”.. كان ذلك ملخص حديث مدير مكتب الأستاذ علي عثمان بالقصر الجمهوري.. المسؤول الرفيع نثر كلامه في مجموعة (واتساب ) تشمل مجموعة من السياسيين والصحفيين رداً على كلمة (حتى) التي كتبها الأستاذ احمد منصور في معرض نقده للحكومة المصرية التي فشلت في التبادل التجاري حتى مع السودان الجار الجنب.. العقل الباطني للمسؤول السوداني كان يتحدث بصراحة وهو يوجه نقداً قاسياً للأستاذ منصور.. يقول في نقده إن المصريين يعاملون السوداني مثل عم (عصمان) البواب في الدراما المصرية. * تحسس السودانيون كثيراً من عبارات تفتقر للكياسة جاءت من موظف مصري بإحدى محافظات مصر في معرض نقده لقرار الحكومة السودانية بمنع استيراد الفاكهة المصرية.. الموظف المصري وصف بلادنا بأنها أرض الزنوج والكوليرا.. وحسب الأخبار فإن القناة الفضائية التي أوردت التصريحات قد اعتذرت لنا.. ولكن السؤال هل وصف بلادنا بأنها أرض الزنوج تستوجب اعتذاراً.. كلمة السودان جاءت مقابلة لكلمة البيضان.. وصفنا بالأفارقة أو الزنوج يجب ألا يزعجنا.. أما وباء الكوليرا فهو مرض كسائر الأمراض من كبد وبائي وبلهارسيا ليس له أي مدلولات إيحائية مثل مرض نقص المناعة .. الآن الكوليرا تنتشر في أجزاء من جنوب السودان والذي كان إلى وقت قريب جزءًا من وطننا الغالي لاحظت في الآونة الأخيرة ارتفاع حساسيتنا من أي تعبير يرد على لسان أحد الأشقاء العرب.. الحساسية ليست وفقاً للنقد السالب للشخصية السودانية، يمكن لأي كاتب خليجي درجة خامسة أن يصبح نجماً في السودان اذا ما امتدح بلدنا.. المقال الذي لا يحمل شهادة خبير يتم تداوله على نطاق واسع بين السودانيين ..تحليل هذا السلوك يشير إلى خلل بنيوي.. إحساس بالضعف لدرجة الاحتفاء بأي كلام إيجابي دون معرفة مصدره او وزن قائله.. كما في ذات الوقت يشير إلى أننا نتعلق بثقافات اخرى تزدرينا أحيانا..في عاصمتنا تكثر أسماء المدن العربية ولم أجد شارعاً باسم الخرطوم أو السودان إلا في مصر أخت بلادي أما اذا أرادت إعلامية إثارة الصخب والضوضاء وجذب الأنظار فليس عليها سوى أن تدون تدوينة في حسابها الشخصي في الفيس بوك أو تويتر تقوم فيها بانتقاد الزول السوداني.. هذا تحديداً ما فعلته الاعلامية الكويتية المثيرة للجدل ..انتفض السودانيون وتوحدت مشاعرهم ضد الإعرابية التي كانت تتبسم في سرها وهي تحصد الاهتمام عبر مائة كلمة.. في تقديري.. إن علينا أن نفتح مبحثاً مهماً يحاول أن يغوص في الشخصية السودانية..ليرد على أسئلة موضوعية لماذا يسهل استفزازنا .. ولماذا نضخم من ذواتنا.. الغريب أن الحالة السلوكية هذه تمتد لساستنا ..كلمة واحدة تثير غضبهم واُخرى تجعلهم يجيشون الجيوش لنصرة أصدقائهم بصراحة.. علينا أن نتعلم من الآخرين .. قبيل أسابيع اعتذر الرئيس الأمريكي أوباما من مقابلة الرئيس الفلبيني رودريغز ديوترتي .. الحقيقة أن ابن عمنا الفلبيني وصف الرئيس الأمريكي بابن العاهرة.. كل ما حدث بيان إدانة قصير من أحد موظفي البيت الأبيض، ثم الغاء اجتماع الرئيسين على هامش قمة دول جنوب آسيا.. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة