ولد مهران في مستوطنة شركة النفط الإنجليزية الفارسية والتي تقع في مدينة مسجد سليمان (إيران) لأب إيراني يعمل كطبيب في نفس الشركة وأم اسكتلندية (على حد قول مهران) تعمل ممرضة.
انتقل مهران في عام 1973 إلى المملكة المتحدة لينضم إلى جامعة برادفورد لتحصيل شهادة جامعية في الدراسات اليوغوسلافية، وأثناء اقامته هناك شارك في مظاهرة ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي وذلك في شهر مارس 1974.
اضطر مهران بسبب ضائقة مالية العودة إلى إيران في 7 اغسطس 1975، وعند وصوله إلى مطار طهران على حد قوله، اقتيد مباشرة إلى سجن إيفين من قبل الشرطة السرية الإيرانية (سفاك) وسجن وعذب لمدة اربعة شهور، نفي بعدها إلى خارج الوطن، وهذه القصة لم يتم التأكد من صحتها، و لكن من المؤكد مشاركته في تظاهرة طلابية في عام 1970 ضد قانون صدر من جامعة طهران، وعليها تم استجوابه مع 20 من الطلبة عن تلك المظاهرة، ولم يكن هناك اي شكل من اشكال التعذيب أثناء التحقيق. التجوال في أوروبا
عند عودة مهران إلى أوروبا، تقدم بطلب لجوء إلى كل من ألمانيا الغربية (آنذاك) وهولندا في عام 1977 ولكن جائه الرفض من البلدين، وتقدم بطلب لجوء اخر في عام 1978 إلى فرنسا فتم رفضه أيضاً، وإلى إيطاليا في عام 1979 وجاءه الرفض، وتقدم بطلب جديد إلى فرنسا عام 1980 فرفض مما دعاه إلى تقديم التماس فرفض أيضا، وتقدم بطلب هجرة إلى المملكة المتحدة فرفض ومنع من دخول البلاد عن طريق مطار هيثرو وطرد فعاود المحاولة لدخول ألمانيا الغربية ولكنه طرد أيضا إلى الحدود البلجيكية حينها سمحت له السلطات البلجيكية بالدخول إلى أراضيها.
في تاريخ 7 أكتوبر 1980، وافقت مفوضية اللاجئين العليا للأمم المتحدة في بلجيكا على منح مهران حق اللجوء في بلجيكا نفسها، وقد عاش فيها حتى عام 1986 عندما قرر أن يعيش في المملكة المتحدة.
على حد قول مهران فقد سرقت حقيبته اليدوية والتي كانت تحتوي على جميع أوراقه الثبوتية عندما كان في محطة القطارات في باريس متوجهاً إلى مطار شارل دي غول الدولي، وتمكن فعلاً من الصعود إلى الطائرة متوجهاً إلى المملكة المتحدة ولكن عند وصوله مطار هيثرو بدون الأوراق الثبوتية، قرر المسؤولون في المطار إرجاعه إلى مطار شارل دي غول الدولي مرة أخرى، وعند وصوله لم يتمكن من إثبات هويته فنقل إلى منطقة الانتظار حيث يتم البت في شؤون الركاب الذين لا يمتلكون الأوراق الثبوتية المطلوبة. وكان ذلك الانتظار اللامنتهي، حيث مكث في المطار لمدة 18 سنة. حياة المطار غلاف كتاب رجل الصالة من تأليف مهران كريمي وأندرو دونكين
على مدى السنين، تأقلم مهران على حياة المطار، فكان يستيقظ في الخامسة صباحا ليغتسل في دورات المياه حيث كان في غاية النظافة، اعتاد العاملون في المطار على غسل ثيابه، وتبرعوا له بأريكة ليرتاح عليها، اعتاد على سماع المذياع و قراءة الكتب و كتابة مذكراته اليومية والتي بمساعدة الكاتب البريطاني اندرو دونكين حولت إلى كتاب نشر في كل من بريطانيا، ألمانيا، بولندا، اليابان والصين، وقد وصفته جريدة التايمز اللندنية بأنه "كتاب رائع و مزعج جدا"
كما كان مهران محاطا بالصناديق حيث كان يقيم، وذلك في قاعة المغادرة عند التقاء المحال التجارية والمطاعم في الدور السفلي ولم يكن يزعج المسافرين أو يتحدث معهم وذلك لانه لم يلفت الانظار، وكان قريبا من محلات ريلاي الشهيرة التي كانت تبيع كتابه الذي اصدره
ومع مرور الوقت، نسى أو "تناسى" مهران هويته وأصبح يدعى سير الفريد (Sir, Alfred) وكان غالبا لا يرد على من يناديه باسم مهران، ومن الرسائل الكثيرة التي كانت ترسل له من السلطات المختلفة، استلم رسالة من السلطات البريطانية موجهة باسم سير الفريد وليس مهران. صراع البقاء
سلمت حقوق الإنسان في فرنسا قضية مهران إلى محامي يدعى كريستيان بورغت والذي استطاع ان يفوز بحكم محكمة في عام 1992 يفيد بأن الحكومة الفرنسية لا يمكنها طرد مهران حيث انه دخل البلاد بطريقة لجوء شرعية، ومع ذلك لم تتمكن المحكمة من الزام السلطات الفرنسية بمنح مهران حق اللجوء أو السماح له بدخول اراضيها، وبذلك بقي مهران في طي النسيان وضمن حدود محطة المطار.
توجه المحامي كريستيان إلى السلطات البلجيكية في محاولة منه لاعادة اصدار اوراق اللجوء الذي تم منحه لمهران في عام 1980، إلا أن السلطات البلجيكية رفضت الطلب حيث ان القانون هناك يمنع إرسال اوراق اللجوء لأي كان في البريد العادي وانما باليد لنفس الشخص، هذا وينص القانون البلجيكي أيضا على ان اي لاجئ يترك البلاد برغبته، يسقط عنه حق اللجوء والعودة. وفي عام 1995، وافقت السلطات البلجكية على اصدار اوراق اللجوء مرة أخرى لكن بشرط عودة مهران إلى اراضيها والدخول تحت بند قانون العمل الاجتماعي ولكن مهران رفض ذلك معللا انه لم يكن يريد ان يعيش في بلجيكا حتى عندما كان لاجئ فيها.
في عام 1999، منحت الحكومة الفرنسية تاشيرة اقامة مؤقتة لمهران وجواز سفر لاجئ لاعطائه الفرصة ليدخل فرنسا ويعيش فيها ولكن مهران رفض الامر معللا ذلك بأن الحكومة الفرنسية اخطأت في تحديد هويته. وكان ذلك الرفض وعدم تقبله لفكرة انه إيراني الاصل بالإضافة إلى ادعائه الذي ظهر فجأة بأنه لايتحدث الفارسية عبارة عن مؤشرات لبداية اضطرابات نفسية تعرض لها. الوضع الحالي
تم نقل مهران في تاريخ 1 اغسطس 2006 إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، كما أن أغراضه الشخصية لم تعد موجودة ولا حتى الاريكة التي كان يستلقي عليها، وفي بدايات عام 2007 تم استلام قضية مهران من قبل مكتب الصليب الأحمر الفرنسي في مطار شارل دي غول، ووضع في فندق قريب من المطار، وفي تاريخ 6 مارس 2007 تم ادخال مهران إلى مركز إيمايوس في باريس. مهران والسينما
قصة مهران كانت مصدر الالهام للفيلم الفرنسي "ضائع في الترانزيت" والذي انتج في عام 1993 من بطولة الممثل الفرنسي جاك روكفورت. كما يقال إن قصة مهران مصدر الالهام للفيلم الأمريكي الشهير "ذا ترمينال" أو (The Terminal) الذي انتج في عام 2004، من إخراج المخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ وبطولة الممثل توم هانكس، هذا ومع ان مهران هو فكرة الفيلم وقد استلم مبلغا من المال مقابل التنازل عن قصته لشركة دريم وركس (Dreamworks) كما ذكرت مصادر كثيرة منها جريدة الغارديان، الا انه لم يذكر اسمه في اي من وسائل الدعاية للفيلم ولا اقراص الدي في دي التي صدرت ولا حتى موقع الفيلم الرسمي، هذا وقد ظهر لاحقا في صورة دعائية للفيلم وهو يقف وخلفه صورة الممثل توم هانكس.
من اقوال مهران
انا مواطن مطار شارل دي غول رغبتي في الذهاب إلى أمريكا زادت بسبب فيلم "ذا ترمينال" ربما لا افعل أحيانا ما يفعله توم هانكس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة