دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أم احكي لكم عن احلامه؟ حتى كانت احلامه بِكرة . كان يحب قراءة الشعر الرومانسي و قصص الحب المضمّخة بالعشق و السهر و التضحيات و اقاصيص الرحالة و المغامرين. فنمت في قلبه و خياله اشواقا بأن يطوف العالم سهوله و جباله يمتّع مرآه بالسير في حواف البحيرات في اواسط اوروبا بمياهها الزرقاء و يطيل النظر في مياه البحار اللازوردية بكل سحرها الغامض. ثم ليمتطي سحب احلامه مطوّفاً كما السندباد حقول الشاي في آسيا و حقول القمح في سهول العالم الشمالي. و لا ينسى في غمرة خطراته الممزوجة بخياله المشبوب أن يحلم بمداعبة بخار السحب في ربى كسلا الوادعة و جبال كادوقلي الساحرة. ثم يعود بعد تطوافه الشاعري ليستريح في امان و سلام في حضن امه و إخوته و وسط حنين و صخب اصدقائه الاوفياء. أكانت تتلك احلام ام وسن؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أكانت تتلك احلام ام وسن؟ نعم ..كانت أحلاماً و وسن. فصحا من وسنه على اعتاب العشرين بعد اتسعت حجرات قلبه اليافع. فصار قلبه يخفق لسهام العيون الباترة و برق اللآليء و يخفق فؤاده خوفا من أن يجرح النسيم في مسيره الشفيف حرير الخدود الناضرة .خفق الفؤاد و ترنم عشقاً و هو يراها لأول مرة.و الإبتسامة الغامضة الماكرة تغمر محياها الجميل. كانت تملك مفاتيح القلوب المغلقة فما استعصى قلبه عليها إلا سويعات ثم اعادته إلى مخبأها..ثم انتظرت. كانت تعرف أنه قد انصاع للرسالة السحرية الغامضة التي ارسلتها من عيون تفرّق بين القلب الوديع و القلب العتيد. و قد كان. أيام قليلة و استسلم القلب لدعاوى كيوبيد الماكرة و انسل إلى قلبه الصبي أولى سهام العشق فسافر مع الخيال. و لكن هذه المرة رحلته لم تكن إلى البحيرات الزرقاء و لا البحار الغامضة و لا حقول الشاي .لا و لا حتى إلى ربا كسلا و جبال كادوقلي الساحرة. بل سفر إلى القمر و النجوم و الأفلاك و سطح السماء اللانهائية.عرفت النجوم ذلك الفتى الملتاع و كذلك القمر.و تعاطفوا معه في سهره ليآنسوا وحدته و ليوقظوا محبوبته. و لكن محبوبته لم تكن كما كان هو . كانت اقل منه لوعة و اشتياقاً.كان يكفيها ما تراه من لوعته و سهره و دموعه. فكانت تنام ملء جفونها عن حبه. كانت في الحقيقة مغرورة مغرورة.و معجبة بنفسها و جمالها.فكان كلما يزداد انجذابا تزداد هي تعاليا و غرور. كانت صورتها الباهرة هي آخر ما يغلق عليها باب أحلامه و سهره و ثم يغمض عيونه مع اول تباشير الفجر. اما هي فكانت تساهر قليلا تستطلع دفاتر معجبيها و يوميات عشاقها ثم تنوم على وسائد الكبر و الغرور و جمالها الوثير. ثم نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: بكري عباس علي)
|
بدأت (العاشقة) اللعوب حربها الحاسمة فحشدت وسائلها و اوزارها و بذلت نفسها لهذه الحرب و قررت أن تدفع بكل ما تملك و ذلك فقط أن تكسب المعركة. و كان هو في المقابل يعرف نقاط ضعفها و قوتها.و إن كان لا يريد أن يدخل حرباً يعرف مقدما أنه سيكسبها. فهي تريد أن تجعله ضمن معجبيها و المولّهين بحبها. كان يعرف هذا النوع من التكتيكات جيداً من واقع خبرته الطويلة و من خلال تجاربه العديدة. فقرر أن ينسحب انسحابا تكتيكياً. و قد كان. اما هي فقد أصابها ذاك القرار في مقتل. إذ اطاح بكل خططها و أهدافها و مراميها. فهاجت و ماجت و جنّ جنونها. كيف يُفعل بها ذلك و هي من هي.. عزة نفس و جمال و كبرياء و ثقة بالنفس . فقررت في أوج غضبها و انزعاجها أن تنتقم لكرامتها و أن تثأر لعزتها و سطوتها. لكنه كان قد ترك لها ميدان المعركة و اختار ميداناً آخر و حربا جديدة مع لاعب آخر فزادها ذلك جنونا. و لكن مرت الأيام عرف التريّث و التعقّل طريقه إلى عقلها ثم إلى قلبها.فتذكرت من خلال الظلم الذي لحقها ذلك المسكين الذي ظلمته... .ذلك الفتى اليافع الغِر الذي لم يعرف من الهوى إلا صدق المشاعر و نبل الأحاسيس و النوايا. فأدركت مدى الظلم الذي رمته به و الجرح الذي تسببت هي فيه. فقررت الرجوع إليه رأفة به و تكفيرا لما فعلته. قررت العودة إليه و هي صادقة و نادمة لما فعلت. كيف فات عليها نضارة وجه و يفاعة شبابه و طيب روحه و صدق مشاعره و ولعه بها؟ كيف غاب عنها كل ذلك؟ أما فتانا الصغير فبعد أن شبع صبرا و تضحية و سهرا و نحولاً و ضياعا لمشاعره و فقدان لبوصلة احاسيسه كان قد أصبح كل ذلك ترياقاً لمشاعره و عزما جديدا لشاب جديد قرر أن لا ينساق كلية وراء مشاعره دون تريّث أو تروّي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
متابعة لما مضى: مرت الايام و كاد أن ينساها بالكامل عندما تفاجأ بها يوماً امامه في الطريق... وجدها أمامه فجأة فارتجفت أوصاله و جفّ ريقه و اتسعت عيناه دهشة. و لم يشعر إلا بأن وقف امامها مشدوهاً. و هي كذلك و إن كانت أكثر ثباتاً. توقّف ..و في لحظات لم يدري كم هي شعر بكيانه يتشوش و مشاعر متنوعة اجتاحته. هي خليط من فرح خفي و دهشة مفاجئة و رغبة في أن يقف أمامه و يتجمّد الزمان . في تلك اللحظات نسي كل ما فعلته به. تذكر فقط انها أول من قادته ليتذوق طعم العِشق و لذة الحب و عذابه و لوعة الإنتظار و حرارة الشوق. مدّت يدها إليه و عيناه تحاولان قراءة ردة فعله إذ كانت تخشى أن يتجاهلها. و لكن راحة مفاجئة سرت في كيانها و هي ترى ردة فعله لمرآها. توقفت الحياة لدى كل منهما لحظات لم يدريا مذا حدث فيها و لا ماذا قالا. و لكنها كانت لحظات كافية بالنسبة لها لتشعر بارتياح بالغ جعلها تنسى تبكيت الضمير الذي لازمها في الايام الفائتة و للضنى و التعذيب الذي تسببت فيه لهذا الفتى الذي سقته هي كأس الغرام لأول مرة فلم يحتمل هو رشفاته. كانت هي قد تبدّلت بعد ما قاسته من ذلك الحبيب الذي لعب بمشاعرها فبعد أن قررت..و عزمت على أن تثأر لنفسها فلم تستطيع فقررت أن تمحوه من ذاكرتها الواعية و من ثم نأت بنفسها و في نيّتها أن لا تجعل من الحب وسيلة للتلاعب بالمشاعر. و بعد أن ذاقت الويلات منه رأت أن تتورع من ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: عمر التاج)
|
الأخ عمر شكرا للمتابعة..و اواصل: اما (حسن) فكانت تلك التجربة قد ادخلته عالم النساء على حين غِرّة فقاسى و تعذّب فعلاً. و لكن بعد أن انجلت عن خاطره عذابات تلك الايام الصعبة أدرك أن تلك التجربة قد أفادته على نحوٍ ما. فجعلته يحسّ بأنه أقوى مما كان و أصلب عوداً مما مضى. لكنه أيضاً لم ينسى (فاتن). و كيف ينساها و قد كانت أول فتاة تخطْ اسمها في فؤاده البكر و في في حناياه و في ذاكرته الغضة.و هي من عرّفته عالم النساء. فبرغم ما قاسه من ّخلال علاقته بها و من معاناته
من تلك التجربة المضنية باعتبارها أول تجربة حب إلا أنه لم يجد نفسه يحقد عليها، و لا يكرهها. بل وجد نفسه يحس نحوها بما يشبه الإمتنان لما خبِره من خلال معرفته بها. لذا حين قابلها فجأة داهمه شعور هو مزيج من الدهشة و الفرحة الخفية المشوبة بالحذر و التوجس . رجع إلى البيت و هو يشعر بإرتياح بالغ لم به منذ أن دخل في تلك العلاقة.و بدأ في استعادة تلك اللحظات الخاطفة و التي اختبر فيها مشاعره نحوها.. و اختبر كذلك قدرته في أن ينسى و يصفح و يعفو. لكن هناك شيء انطبع في قلبه و عقله. فهو يجلّها و لا يشعر بالندم على تجربته معها و لكنه لن ينساق لها مهما حدث و مهما كانت هي أو اي إمرأة غيرها. نعم القلب لا يتحرك بالاوامر و لكن كرامته هي أول ما سيفكر فيه في أي علاقة مع إمرأة. لأول مرة يشعر بأنه مالك مشاعره و احاسيسه. من علاقته مع فاتن تعلّم الكثير... بمقياس الزمن قد لا تعني شيئاً و لكنها بمقياس الدروس و العبر و اللحظات الحبلى بالمشاعر المختلفة و الاحاسيس المزلزلة و ساعات العذاب و ليالي السهر فهي تساوي سنين عددا. و للقصة بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اواصل: . فقد كان (حسن) أكبر إخوته الخمسة كان أقربهم لأمه كان أبيه يعمل في وظيفة متوسطة براتب محدود و لكنه يكفي الاسرة. كان حسن يحب القراءة و الإطلاع منذ صغره. لم تكن له علاقات اجتماعية واسعة .. و لكنها فقط علاقة مع مجموعة محدودة من اصدقائه يحبهم و يحبونه و يحترمهم و يقدرهم و هم كذلك. أما علاقته مع الجنس الآخر فكانت علاقة يشوبها الغموض و عدم الوضوح و قلة الخبرة بالطرف الآخر .. ......شانه في ذلك شأن كل الشباب تقريباً الذي كانوا في سنه في تلك الفترة من اوائل الثمانينات من القرن العشرين. كان يشهد ل(حسن) الجميع بالادب و التهذيب و حلو المعشر. كانت معرفته بالجنس الآخر محدودة خارج نطاق محيط الاسرة و الجيران و المعارف و المنطقة التي كان يسكن فيها. و حتى في الحالات النادرة التي يحدث فيها مثل ذلك لم تكن تتعدى نظرات إعجاب طاريء تُولِّد لديه أياماً من احلام يقظة حالمة كاذبة تتتشكّل بعد مقابلة أو مشاهدة عارضة لإحدى الفتيات التي تأتي لأخته الوحيدة أو التي يقابلها صدفة في الطريق و التي قد تكون سببا للتفكير فيها لأيام ثم تتوارى تلك الأحلام الخلّبية و التفكير فيها بمرور الايام و ركام الواجبات المدرسية. باختصار لم تكن له علاقة عاطفية بالمعنى المفهوم مع اي فتاة بعينها سوى تلك العلاقة المفاجئة المزلزلة مع (فاتن)و التي وجد نفسه فيها دون أن ينوي أو يخطط.. و كان الجميع يرون فيه ذلك الشاب الصغير الذي يتّسم بسمو الأخلاق و الطيبة و الأدب. خلاصة القول، لم تكن حياة حسن في معظم جوانبها تتضمن اي شيء غير عادي سواء ميله الشديد للإطلاع و القراءة الحرة الشيء الذي بعده عن مغامرات عاطفية مشبوبة كما لدى بعض الشباب من حوله أو عن شقاوة صبيانية تتضمن أي نوع من المغامرات الشبابية التي تتضمن الرحلات أو المشاجرات أو العنف. حتى كرة القدم التي كان يحبها و يجد نفسه فيها و التي أثبت فيها مهارة عالية كما شهد بذلك أقرانه وجد نفسه يبتعهد عنها قليلا قليلا بعد أن اخذتها منه قراءة القصص و الروايات و دواوين الشعر. فاتخذ لنفسه منحىً فيه نوع من الإنطوائية و الإنعزال كان يجد فيه الراحة و إشباع حاجات شاب وجد ملاذه و شغفه في عالم خيالي رسمته و شاركت في إعداده الروايات العالمية و القصائد الشعرية الرومانسية و قصص الحب المضمّغة بالحزن و الفراق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
حينما دخل (حسن ) الجامعة كان كل الحي قد سمع بذلك فقد تم إعلان قبوله في الإذاعة بعد نشرة الثامنة مساء المشهورة كما كان هو الحال في ذلك الوقت. كان و زميلين له هما من تم قبولهم. و لا زال يذكر كيف أن الحي بأكمله قد احتفى بطريقته في إعجاب بتلك المناسبة و كان الكل كان ينظر له بإعجاب حتى( سعاد) ظبية الحي المدلّلة و التي سبقته لعام في دخول الجامعة تنازلت من برجها العالي و شرّفت منزلهم( حتى شقيقته اندهشت لزيارتها و هي التي كانت تغيب عن معظم المناسبات الإجتماعية) لتهنئته و بادلته التعليقات الظريفة و التلميحات الطريفة و الشّيقة التي استخلص منها عدة رسائل اهمها الإعجاب الخفي.و هناك قلوب اخرى خفقت إعجابا له و بما حّقق و أنجز. و هي قلوب و إن لم يكن رأى صاحباتها و لم يعرفهن على وجه التحديد لكن ذلك لم يمنعه من التخمين فقد احس بذلك و فهم و ادرك. كانت هي الجامعة الأولى في ذلك الوقت.احدث دخوله ضجة و سط العائلة كبارها و صغارها فاتوه مهنئين و مباركين و استل من تهنئة بعضهم (و هم قليلون) ملامح الغيرة و قليلا من الحسد. انضم لتلك الجامعة و هو يحسذ بانه قد صار بحق مميزاً حتى على مستوى الوطن .كيف لا و هي الجامعة الاولى التي تتغنى بها و لها الصبايا و الفتيات في بيوت الافراح. كان قد بدأ يلاحظ في دخيلة نفسه بعد ذلك بشيء من الغرور و بعض لمحات من التكبّر تفرض نفسها عليه و هو قد حاز كل هذا الإعجاب و التهاني. كما أحس بما يشبه المسئولية و التي تحتّم عليه ان يكون اكثر جدية و اكثر اتزانا في التصرف و حتى في هيئته و سلوكه و تصرفاته. منذ أن حضر اول محاضرة قرر أن ينأى بنفسه عن شلل اللهو و تزجية أوقات الفراغ و عن المجموعات ذات السلوك ذات السلوك غير المنضبط.و سينفق جل وقته في استذكار دروسه و في تتبع المناشط الثقافية و هي الفرصة التي كان يتمنى من سنذ سنوات أن تتاح له. و قد كان... سأتابع إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزنا محمد عبد الله الحسن طولنا ما قرينا مثل هذه القصص الادبية الرائعة والتي تخرجنا من حالة الاحباط ومن حالات الغربة القساية...وقد كنا نستمتع بالروائع التي كان يكتبها الاديب المرحوم محمد عبد الله حرسم...نسال الله ان يغمده برحمته.. والقصص الرائعة التي ما زال يكتبها الدرديري وشاهين وشاهين... ..والان نتابع قصتك الرائعة وجبنا بنبرنا وقعدنا ..وخليك مواصل ونشوف حسن ده اتغلب على شقاوته كيفن وهو لا يحب الغربة... والله يديك الصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: اميرة السيد)
|
الأخت أميرة شكراً على كلماتك الكريمة المشجّعة : ( عزيزنا محمد عبد الله الحسن طولنا ما قرينا مثل هذه القصص الادبية الرائعة والتي تخرجنا من حالة) و ال هي بلاشك قوة دافعة ينحتاج إليها لمواصلة الكتابة و لمعرفة أثر ما يكتب. و أسال المولى الكريم أن أكون عند حسن الظن. و شاكر و ممنون لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في الجامعة كان حسن يحس بأنه في حاجة بجانب النجاح في دروسه و الاستمتاع بالطقس الثقافي الجامعي أن تكون له علاقات مع الجنس الآخر تكمّل له النقص في هذا الجانب فقد كاد أن ينسى علاقاته مع الجنس الآخر بعد علاقته مع (فاتن) و التي تركت بصماتها و تأثيراتها عميقاً في وجدانه و عقله فهو يريد كذلك علاقة مثلها مميزة و مزلزلة و كاسحة مثل تلك العلاقة و لكنه في الوقت نفسه لا يريد أن يتنازل عن كرامته. لم يجد في المحيط الجامعي ما يبغي في أول أيامه في الجامعة. فالطالبات من حوله إما من الطبقة الارستقراطية و المجتمع المخملي و التي لا يميل إليها بطبعه و لا إلى من تنتمي إليها. و إما طالبات قادمات من الأقاليم. و هن بطبعهن خجولات مترددات و هو لا يحب الفتاة المترددة . بل يريد فتاة واثقة من نفسها طموحة مثقفة ,.و فتيات الاقاليم لا يحققن أحلامه و طموحه فهن يحملن في قرارة أنفسهن أحلاما و مراميَ و أهداف لا تختلف عن مراميه و أهدافه واحلامه و هي الحصول على شريك نصفه واقعي و نصفي خيالي شريك يتسم بالجاذبية و الظرف و الثقافة و الطموح. و هكذا قرر أن لا يفكّر في الطالبات الآتيات من الريف و لا فتيات المجتمع المخملي. فماذا تبقّى إذن؟ هناك الطالبات العاصميات أو القادمات من مدن الريف و هن الأقرب له. و هكذا بعد شهور و بين تردده و اندفاعه و ترويّ و كرٍ و فرٍ ومحاولات للتقرّب و الإبتعاد اعتقد أنه وجد ما كان يبغيه.. فكانت ( إلهام) من مدينة في الشرق جذابة الملامح ظريفة مثقفة إلى حد رآه كافي. تعرّف عليها و انجذب نحوها.رافقها عدة مرات في الأنشطة الثقافية و الفعاليات الجامعية الترفيهية و دعاها مرات لتناول القهوة الفرنسية.و مرت الأيام و لقاءاتهما تزداد و علاقتهما تقوى.و بدأ التفاهم البطيء يعرف طريقه لتلك العلاقة. إلا أنه بمرور الأيام لاحظ أنها في كثير من الاحيان تتظاهر بأنها مثقفة و أنها راقية و تدّعي معرفتها بمعرفة بكثير من المعلومات العامة .بالطبع لم يعجبه ذلك و لكنه لم يكن شرط يثنيه من استبعادها من قائمته المفضلة فاستمر في علاقته بها فوجد فيها حدة في غير داعٍ في كثير من المواقف فكان ذاك بمناسبة إنذار خطرزفقرر بينه و بين نفسه أن لا يقطع علاقته به و لكن من الأفضل تقليل لقاءاته بها على الأقل مؤقتاً. و كان كأنه قد أدرك بأن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه و جعل يردد بينه و بين نفسه الأبيات المشهورة: إذا أنت لم تشرب على القذى مراراً ظمئت و قلّ الناس من تصفو مشاربه بل بدأ يفكّر و يسأل نفسه: هل أنا أبالغ في مطالبي؟ - هل أنا شخص حالم أكثر من اللازم؟ - أم خيالي أم مثالي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
حينما داعبت فكرة الإغتراب عقل (حسن) كان هو في الثلاثين من عمره ، بعد أن قضى حوالي ستة سنوات في وظيفة في إحدى الوزارات. حيث أن الوظيفة لم تُفِدْه كثيراً كما كان يأمل حينما تقلّدها لأول مرة. كان العمل في الواقع بالنسبة له مملاً و روتينياً للغاية. و بالتالي كان بقاءه في كرسي الوظيفة لسنوات قد قتل طموحه و أصابه بالإحباط. و بمرور السنوات صار مثله كمثل زملائه من الموظفين الذين لهم في الوظيفة عشرات السنين. و في نهاية الأمر لم يخرج حسن من عالم الوظيفة إلا بعلاقات أخوية مع زملاء و زميلات قضى معهم أجمل الأوقات و كوّن معهم و بهم أجمل الذكريات و أقواها. فنشأت بينهم علاقات و ذكريات ملؤها الإحترام و التقدير و الحب الصادق الخالي من التكلّف و التصنّع و الغرض. و كما حكى له زملاؤه القدامى فقد فاته الزمن الجميل للخدمة المدنية كيف كانت الخريج يحظى بفرص في التدريب في الدول الأوروبية و يسافر للخارج عدة مرات و كان الموظف حينما يتزوج يقضي شهر العسل في أثينا ثم يعود بالمبلغ المتبقي المرصود للإجازة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لم يستطب حسن فكرة الإغتراب في باديء الأمر.فقد كان يجد الراحة في العمل و لم يكن يشعر بأي ضائقة مالية و كان العائد\ من الوظيفة على قِلّتِه يكفيه.و كانت الحياة بالنسبة له تسير سيرها الطبيعي و الحياة و المعيشة في السودان لم تكن بهذا اللؤم و بهذه القساوة و المعاناة. فلن يكن لدى حسن ما يدفعه للتفكير في الهجرة من الأساس. و لكن دوام الحال كما يقولون من المحال. و لكن الله جعل لكل شيء قدرا. و في غمرة إنسياق حسن وراء حياته الخالية مما يعكّر صفوها فقد ظهر في أفقه الصافي ما شاب صفوها و حرّك المياه في بحيرته الساكنة.دون أن يخطط و دون أن يدري.و لكنها مشيئة الله الذي جعل لكل شيء قدرا. و صدق و هو القائل(و أن الله بالغ أمره و لكن أغلب الناس لا يعلمون.).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
حسن الذي كان بعيدا عن دائرة الخطر الانثوي لسنين عددا .....حسن الذي استوعب الدرس من علاقته العاطفية القديمة الاولى. فإن تلك العلاقة قد اصبحت بمثابة ترياق له تمنعه من الوقوع في شباك الحب بسهولة و تمنعه كذلك من تسليم قلبه بسهولة لأيٍ من بنات حواء. و قد استطاع أن يحفظ قلبه بعيداً عن سهام كيوبيد طيلة هذه السنوات. إلا أن كيوبيد لم ييأس من ان يصيبه بسهامه خاصة أن حسن شاب محبوب و ذو أخلاق عالية بخلاف مظهره الوسيم لذلك تترصده عيون و قلوب الكثيرات و لكن دون أن تفلح واحدة منهن في كسب قلبه لتقوده إلى المصير المحتوم و هو عش الزوجية. و لكن بما ان دوام الحال من المحال و لكل بداية نهاية فقد ظهر الساحة لاعب جديد لم يحسب له حساب و لم يكن متوقع او مخطط ان يلعب دوراص كبيراً في مستقبله. كان حسن يذهب للعمل في معية مجموعة من الموظفين و الموظفات. و تقوم بترحيلهم حافلة صغيرة إلى مكان العمل. و سبعة اشهر و هم يداومون على الذهاب بتلك الحافلة و قد اصبح يربط بين تلك المجموعة علاقة اصبحت تتنامى و تقوى مع مرور الأيام. و لكن حدث في احد الايام ما أحدث تغييراً وسط تلك المجموعة. اواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزي الفاضل/محمد عبد الله نحن بتقرا اي موضوع فيه كلمة غربة...لان غربتنا صعبة في البلد البعيدة دي.. لكن تاكد ان الكثيرين متابعين هذه القصة الشيقة الممتعة..لكن في الوقت نفسه ما كل الناس عندهم المزاج يعلقوا على القصة..او اي موضوع وربما لان الاندماج الشديد في القصة ما بيخليهم يفكروا في التعليق... القصة بصراحة رائعة وكانها قصة حقيقية... وواصل وما تقيف...نحن بنتابع وبنعقد حلقات مناقشة في العطلة الاسبوعية في مواضيع القصص الشيقة..وكثير ما عقدنا حلقات مناقشة في قصص الغربة التي يرويها الكاتب الدرديري.... وسوف ياتي تعليقنا كقروب بعد العطلة الاسبوعية.. ودمت بالف خير وصحة وعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: Basamat Alsheikh)
|
الأستاذة بسمات الشيخ تحية طيبة أولا مشكورة على بلسم كلمالتك التي تتسم بالذوق و بالحكمة كذلك. ....و الشكر كذلك على كلماتك المشجّعة فأنت و أميرة السيد قد عرفتكم على الدوام تسعون في جبر الخواطر الله يجبر خاطركم دائماً. و فعلا كما ذكرت لا يكون القاريء أو المتابع على استعداد في كل الأوقات للتعليق. لك التحية و التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اتابع: ظهر عضو جديد ضمن المشتركين في الترحيل.كانت موظفة تعمل منذ عامين لدى إحدى البنوك.الهدوء و النظرات الحيّية و الأدب الجم و ما نجم منها من سلوك متأدب و بعض من ملامح الظرف المتأنّق هي ما ظهر من(سعاد) منذ أول أيامها ضمن مجموعة الترحيل.و لكن تأخّرت بعض من صفاتها في التعريف بنفسها.و سواء كان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود. فقد لفتت انتباه المجموعة كلها و من بينهم (حسن) بطبيعة الحال. كانت سعاد حذرة في التعامل الإجتماعي. لذا استغرق التعرّف عليها بشكل كامل و دخولها ضمن دائرة المجموعة وقتاً أطول مما ينبغي.و لربما كان ذلك أكثر ما لفت انتباه حسن الذي كان يركن إلى التريّث في علاقاته الخاصة مع الجنس الآخر. إذ كان يحبّذ العلاقات المفتوحة أكثر من العلاقة ذات الخصوصية. فكان بذلك يحيط نفسه و تصرفاته بنوع من الحذر، و التهذيب الذي يخفي ما تحمله نفسه الشفيفة من اللباقة و روح الدعابة غير المُتَكَلّفة و احترام الآخرين. متابعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما كان يجدر ب(سعاد) أن تدلق مشاعرها هكذا بكل سهولة، و لا أن تفكّر في إختيار واحد من المجموعة ليكون شريك المستقبل. فقد كان حذر و تعقّل سعاد له ما يبرره سوى بحكم طبيعتها الهادئة الرزينة ، أو بسبب إنعكاسات و تأثير علاقتها العاطفية السابقة و التي آثرت إنهاءها بسبب عدم الجدية من الطرف الآخر. أن وجود حسن اليومي و ما لاحظته عيناه التي كانت تتابع في هدوء و إعجاب نظرات و تصرفات و ردود أفعال سعاد كان قد خلق لديه ليس الإعجاب العابر فقط ، لا و لا الإحساس المريح. بل كان يرسي كل يوم في وجدانه إنجذاباً خفياً و عذوبةً غامضة و إحساساً ناعماً بالإرتياح لهذا الكائن الجديد. فكان يتزوّد بهذا الإنجذاب و تلك العذوبة و ذاك الارتياح ليحمله معه عندما يعوج للبيت و يتسلّى بتذكره حتى اليوم التالي. و في المقابل لم تكن سعاد أقل إنفعالا و تأثيراً بما تلاحظه خِفيةً من إعجاب حسن بها و الذي زاد ليحس به بعض أفراد المجموعة خاصة الإناث.فقد رأت فيما تحسّ به خّفية ربما تعويضاً بديلاً لعلاقة فاشلة فاحتفت بها في نفسها سراً و خبأت ما استطاعت من مشاعر كانت تخشى أن تُطلً فجأة للعلن. و هكذا نمت علاقة على نارٍ هادئة بين سعاد و حسن و لكنها كانت من القوة و العمق و الوثوق مما جعلها تتطور و تظهر للعلن في أقل من أربعة شهور لتظهر بكامل ملامحها و تجلّياتها للمجموعة> أتابع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في الحقيقة لم يكن قلب حسن خالي بالمرة و لكن كان ينشغل ساعات أو لحظات أو أيام ثم ينسى.و كان في أحيانا كثيرة يمارس من خبره من معرفة بعالم النساء فيغازل هذه و يتابع تلك و يتحادث و يمازح و يعجب و يغازل ليُشْبِع هوى النفس الشابة مما كان ينقصه من غياب الجنس الآخر في حياته.و لكنه لم يكن أبداً ينشغل بإحداهن أو تترك في نفسه أثراً أخرى.فكان كما يقال خلي البال سعيد النفس معجب بنفسه إلى حد يكفيه ليشعر بالإرتياح.إلى أن حدث ما بدل حياته و سرق مشاعره. و كان يودّ في سريرة نفسه ألا تأخذه هذه العلاقة الجديدة إلى حيث تنتهي في العادة العلاقات الجادة أي إلى طلب اليد. كان في الحقيقة يودّ أن يُشبع نفسه إلى حيتن من هوى النفس الامارة بالحب و العشق البريء إلى أن يقضيَ الله أمراً كان مفعولا. و لكن حينما يفوع عبق العلاقة العاطفية و حينما يسري خبرها بين الناس خاصة أن حسن و سعاد كانا من نفس الحي. فسرعان ما تناقل خبرهذه العلاقة الفتيات و النساء الشابات ثم كبيرات السن عرفن بالخبر. فما الذي يمنع بعد ذلك أن يكون النبأ شائعاً و متاحاً للجميع؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بعد أن عمّ الخبر الحي و ما جاوره و سمع به معارف حسن و سعاد و أقربائهم. بدأت أسرة سعاد تتوجّس و تشعر بالمسئولية و تخشى القيل و القال حتى و إن لم يقال... فالتقاليد لا زالت حية في النفوس و العادات و لا بد من إحترامها. فتحركت الوالدة و الخالة و الأخت الكبيرة: - يا بنتي إذا هذا الولد يريدك فليتقدم و هكذا كانت سعاد تشعر بجانب سرورها و سعادتها بنوع من الحرج و من العبء الذي كاد أن يطيح بكل اسباب فرحها و سرورها. من ناحية أخرى كانت صديقات سعاد يهنّئنها و زميلاتها يغبطنها و منافساتها(سراً) يحسدنها. و هكذا كانت تحس سعاد بوقع ذلك كلها و تسأل الله أن يتم الأمر على خير و يصل إلى نهايته. أما حسن فكان أقل إنشغالاً بما يجري في العلن و ما يتم تناقله من خبر علاقته. و كانت بعض المداعبات و الإشارات العلنية و الخفية تصل إلى مسامعه و لكنها لا تترك فيهالاأثراً سالباً. و لكنه في الحقيقة كان كل ذلك يشكل ضغطا و عبئاً على كليهما لم يكونا قد وضعا له حساب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لا اريد ان انتقل للجزء الثاني من القصة قبل ان اذكر حادثة كادت أن تغيّر مجرى العلاقة بين حسن و سعاد. في نفس الايام التي وثّق فيها حسن علاقته مع سعاد، و قبل أن ينتشر أمرها للعلن، ظهر في الساحة لاعب جديد. ................ ...........................لاعب يمتلك الجرأة و يمتلك الرؤية و يمتلك التخطيط و الحيلة (و لا نقول المكر). ظهر هذا اللاعب فجأة ليتم تعيينه في المكتب الذي يعمل به حسن. و دون أن يفكّر حسن أو يقدّر أو يتخذ الترتيبات اللازمة لتحديد موقفه من هذا الشخص الجديد أو التعرّف عليه بشكل جيد. وجد حسن نفسه أمام (س) الموظفة الجديدة تدخل حياته من خلال لقاءات و أحاديث لم تتعد عدد أصابع اليد الواحدة. دخلت (س) في حياة حسن بدون مقدمات و دون أن يقرر و دون أن يخطط. من خلال تذكّره لتلك الاحداث الماضية فإن حسن يؤكد أن (س) كانت قد قررت أن تختاره منذ أو لحظة ليكون شريكها المستقبلي و بدأت من ثمّ تنفّذ في خطتها تلك. نعود لتلك الأيام..وجد حسن نفسه و هو يتعرف على (س) أنه أمام شخصية تختلف عن سعاد . شخصية تمتلك الجرأة و المبادرة. شخصية لها أسلوب طريف و متميّز في التعليق و في طريفة الحديث لم يعهده لدى سعاد او غيرها ممن عرفهم. و هكذا وجد حسن نفسه خلال شهر واحد و هو يميل إليها بكلياته خلال اليوم و لا يكاد يفترق عنها في المكتب لحظة واحدة. و كان عندما يفرغ لنفسه يتسآل في خوفٍ و وجل :ما نتيجة كل ذلك؟ إلى أين سيقودنا ذلك؟ و كيف سيكون مصير علاقتي مع سعاد؟ كان دخول (س) في حياة حسن و كأنها قد وصلت إلى السر الذي كان يخفيه حتى عن نفسه أو كأنها قد تسللت إلى تلك المنطقة العمياء داخل عقل حسن الباطن أو قد تكون قد لمست بنفسها ما يمكن تسميته بالنقص أو العقدة لدى حسن التي تجعله يميل إلى الإيقاع بمن يلتقي بها حيث يجد المتعة للإحساس بالإنتصار الداخلي. خلاصة الأمر حاول حسن و هو يرى نفسه يغوص كل يوم في رمال (س) المتحركةأن يقلل لقاءاته معه. و لكن دون جدوى منه .كما أنها و هي قد أحست بذلك لم تترك له الفرصة للتراجع أو النكوص. كانت تلك الأيام بحق أياماً عصيبة بالنسبة ل(حسن) و هو يرى نفسه في هذا الموقف. هل كانت (س) تعرف أن حسن مرتبط؟ بلا شك فهي قد سمعت مثل هذه التحذيرات كثيراً: - حسن خاطب فلا تضيّعي وقتك! - حسن مرتبط و بيقضي معك وقت فقط و سيذهب لحاله. - هل تنوي أن تسرقي حسن من خطيبته؟ا - لاتجري وراء السراب! لكنها يبدو أنها كانت تعرف كل ذلك كما أنها كانت تعرف ما تريد. و لكنها كانت كأنها في تحدٍ مع نفسها أو في سباق مع الزمن. ساواصل لشرح ما حدث...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
يقول حسن و على ذمته: - في تلك الأيام لم أكن أدري ماذا أفعل. فأنا التزمت مع سعاد و هو اتفاق على مستوى اجتماعي عام. و قد أصبح معروفاً على مستوى الأسرتين و على مستوى الحي.و بالتالي يبدو أنني دُفِعتُ دفعاً لاتخاذ هذا الموقف. و حقيقة لم أكن أفكر يوماً في أن ارتبط أو اكوّن اسرة.ولكني وجدت نفسي في هذا الموقف. و كأن القدر اراد أن يجعلني أسدد مرغماً ثمن تساهلي في التلاعب بقلوب بنات الناس. و هكذا و الحال كما ترون فقد أصبح بالتالي التراجع صعباً . ثم أنني كنت كلما أتذكر سعاد اشعر بانها فتاة طيبة و مثالية لا تستحق أن أضعها في موقف محرج. خاصة و أنها قد مرت بتجربة فاشلة سابقة لا تزال تجتر مراراتها. و لا أكتمكم القول أن (س) قد ظهرت في حياتي و كأنها نزلت من السماء فجأة لتمتحنني الأقدار. فهي شخصية ذكية للغاية و ظريفة و إجتماعية و إنسانة مثقفة. ظهرت في حياتي و كأنها كانت تعرفني منذ زمن بعيد، و تعرف كذلك نقاط ضعفي و قوتي. و الآن اصبحت بين اثنين أو أن الملعب الآن أصبح يضم طرفين متنافسين لكلٍ اسلحته و لكلٍ نقاط قوته.لا أستطيع أن اتخلى عن أي منهما فكيف الحل؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أما (س) فهي تقولو على ذمتها: تم تعييني موظفة جديدة في الإدارة التي يعمل فيها مجموعة قليلة من الموظفين. كان حسن حين تعرفت عليه يختلف في هيئته عن بقية الموظفين. كان أشبه بطالبٍ لم يتخرج بعد. وجدته شاب يميل للوسامة محياهن هاديء يبدو على ملامحه و حركاته شيء من التردد .... ................و لا أبالغ أو اداهن لو قلت. أن نظرات عينيه كانت تنضح منهماع الثقة و الطموح. لم يهتم بي كثيراً حين تعرفت عليه و حيّيته. و منذ تلك اللحظة شعرت بان هدوءه و عدم احتفاله بي يجذبانني إليه. و هكذا دخل في قلبي منذ تلك اللحظة. فبدأت انجذب نحوه بصورة غريبة كأنني اسير نحوه و انا منوّمة مغناطيسياً. اقتربت منه فازددت إعجاباً به. بعد أن تعرّفت عليه. لذلك بذلت ما في وسعي لكي أجذبه إلى دائرتي ما أستطعت. ............ ..................نعم سمعت بأنه مرتبط أو مخطوب... و لكن ذلك لم يكن يعني لي شيئاً..... .......فانا لا أريد أن اتخلى عته. و كما عملت و توقّعت وجدته يميل إليّ رغم عناده و تصميمه. كنت أعرف أنه يعيش صراعاً داخلياً ...يقارن فيه بيني و بين خطيبته تلك التي لم ارها (و احمد الله أنني لم ارها). و هكذا مرّت الايام سريعاً و كانها تعمل ضدي. اما باقي القصة فانتمبلا شك تعرفون تفاصيلها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
توضيح لا بد منه: - بالرغم مما كان يجري بين حسن و (س) في العلن. و بالرغم من الصراع الداخلي العنيف الذي كان يواجهه حسن في صمت... لم تكن سعاد على علم بكل ذلك. - سعاد من الشخصيات الهادئة الوقورة التي لا تتسرع في إبداء رأيها أو إظهار ردة فعلها في مختلف المواقف. -كما ذكرت (س) في قراءتها لشخصية حسن..من نقاط الضعف لديه: .. إعجابه بنفسه و إدراكه بإعجاب الفتيات به و ذلك مما جعله يميل للدخول في العلاقات العابرة..... أكثر من تفكيره في الدخول في علاقات جادة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
وجد أصبح حسن أمام واقع ثقيل في ظل استجابته على مضض للضغوط التي مارستها أسرة سعاد لإبداء الجدية. و بالتالي وافق حسن على تحديد موعد الزواج على أن يكون ذلك بعد شهرين من الاتفاق. و هكذا أصبح حسن أمام أمر واقع، لا فكاك منه خاصة هو إنسان عُرِف عنه الإلتزام و إحترام كلمته . هذا من جانب كما أن سعاد شخصيا لم تمارس عليه أي نوع من الضغوط في هذا الصدد فأكبر فيها ذلك و قرر ألا يخذلها .... و هكذا .......توكّل على الله.و طلب معونة من أخيه الموجود في الخليج. بالرغم من أن مصدر راحة حسن و ثقته مجموعة مقولات سمع بها من شاكلة: - ( عمل الخير ربنا بيتموا) و - ( تزوجوا فقراء يغنيكم الله)..إلخ فكانت تلك خير معين له من الناحية النفسية. و لكنها لم تبدّد مخاوفه كلياً خاصة أنه لا يملك حقيقة المال الذي يكفيه لإتمام مراسم الزواج الذي جاء طارقا للأبوابه في عزمٍ أكيد. قبل أسبوع من الموعد المحدد للزواج كان حسن قد أكمل كافة استعداداته و أخطر زملاءه من الموظفين و من بينهم (س) التي لم يبدو منها أي شيء يدل على عدم الرضا( خاصة أن أحمد لم يعدها بشيء تجاهها). و لكن لا زالت قلة المال تّقلِقه و تقضّ مضجعه. و جرت إجراءات الزواج ليس كما كان يشتهي حسن لأن العون المادي المنتظر لم يصله في المواعيد . و لكن سارت الأمور بحيث تمت إجراءات الزواج دون عقبات كبيرة...إلا أنها تركت بعض الندوبو الآثار. و هكذا دخل حسن مرحلة جديدة في حياته لم يكن قد خطط لها من تلقاء نفسه. بل كان يتهيّب فكرة الزواج و الإرتباط. و لك يكن يظن أنه في يوم من الأيام سوف يتنازل مختاراً عن حريته الشخصية و يغدو أسير حبٍ وحيد.و لم يكن يظن بأن ياـي يوم يتنازل عن حريته و إنطلاقه مقابل قيود تلزمه بالإكتفاء بودٍ و مودة و رحمة يتبادلها مع شخص واحد و لمدى الحياة. اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
جاء اليوم الموعود و من ناحية المناسبة فلم يكن يختلف عن أي مناسبة للزواج فقد التأم شمل الأسرتين و الأهل و الأصدقاء و الجيران و المعارف .و طعِموا و شربوا و غنوا و رقصوا و راقبوا و تابعوا و علّقوا ما طب لهم التعليق و المراقبة و المتابعة و أنتهت السهرة كأحلى ما يكون. سؤال لابد منه هل حضرت(س)؟ أم أنها كانت تتجرع في صمت و لوحدها كاس فشلها في الإيقاع بحسن؟ الشيء غير الذي توقّعه حسن حدث .فقد جاءت (س) و حضرت ضمن المدعوين و هنأت و ذهبت بعد انتهاء الحفل.. ( هنا يتذكر حسن حادثة لا أهمية حدثت من (س). و لكن سنطلب من (س) فيما بعد توضّح لنا ما حصل.ذهب حسن و عروسه سعاد إلى الفندق.و انقضت بسرعة أجمل أيام بالنسبة لكليهما. للتأكيد لا زال حسن يشعر بالرهبة من سجن الزواج بالرغم من أنه مقتنع بأن سعاد زوجة طيبة و هادئة و عاقلة و متسامحة و لن تتسبب له في أي عكننة أو أي شيء يكدّر عليه استمتاعه بحياته الزوجية. و لكنها النفس البشرية و الرغبات و الميول و الخبرات هي التي تشكّل و تطبع سلوك الإنسان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أقسم بالله الذي أوجدني و أوجدكم لكأني أرى حسن الآن ينظر إلي شذراً يعاتبني.. ابصره و كأنه يستحثني للإسراع بالكتابة عنه..كأنني تأخرت . كأنه يريد أن يلتقي بكم لينفث عن مكنونات صدره و ليروي تفاصيل حياته. - عذراً يا حسن. - و لكن قل لي يا حسن لماذا يا حسن تلحّ علي للكشف عن تاريخ حياتك؟ و ما الجديد فيهليعرفه الناس؟ - أعرف أنه لا جديد فيها و لكن..... لربما الطبيعة الإنسانية التي تميل للإجتماع. - حسناً - أو لربما الرغبة في الإمساك بالخلود الذي نجري وراءه و يهرب منّا. - مفهوم يا حسن - أدرك أن تفاصيل حياتي لا تهم أحداً بقدر ما تهمني. ... ...و لا أريد أن أقدم دروساً و لا خبرة. .......و لكني أود أن أدون تاريخي في سجل الإنسانية ضمن الملايين الذي احتوتهم هذه الحياة. - شكرا يا حسن فقد أوضحت و من ثم يغلق حسن نافذته و يختفي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
يواصل حسن روايته لإحتفالات زواجه و شهر العسل فيقول: عدت من شهر العسل و روحي المعنوية مرتفعة.كيف لا؟ و قد عشت أسبوع رشفت فيه من الرومانسية ما أسكرني و انساني كل أضغاث حياتي الماضية. عشت حباً صافياً نقياً ليس فيه إلا الأنس الصادق وو الأحلام الوردية و الراحة النفسية .و توارت خلال أيام كل سنوات الرهق العاطفي و الغرامي الطائش و تعب المطاردات البريئة و غير البريئة و توارت كذلك ذكريات الإحساس بعدم الإرتواء و الشعور بأنني كنت أطارد في سباق بلا نهاية للحصول على رغبة لا يمكن إشباعها و لذة لا أكتفي منها و لا تدوم. باختصار أحسست كأني انتقلت إلى عالم آخر. و هكذا نسيت خلال أسبوع فقط كل تفاصيل الحياة التي كنت أعيشها. فقط كانت حادثة واحدة تلوح أمام عيني لتذكّرني بما مضى.حادثة تافهة و لكنها إن قلت أنها لم تشغلني أكون قد خدعتكم و خدعت نفسي. خلال جلوسي في الكرسي يوم الزفاف لتلّقي تهاني المهنئين كنت و أنا استقبل المهنئين لا أكاد أفكّر في شيء أو أركز في شخص معين بالتحديد. حيث لم يترك المهنئون لي فرصة للتفكير أو الإختلاء بنفسي و لو لدقائق. فقد كنت منشغلا بمتابعة سير الإحتفال و ارتال المدعويين تترى و صفوفهم ترنو إليّ و إلى العروسة و هم يكابدون لكي يصلوا إلينا.و في خضم ذلك كله كان قلبي معلّق بتلك اللحظة التي ينفضّ فيها سامرالمدعوون لكي أذهب و اختلي بعروسي. و فجأة من بين المدعويين أبصر (س) فيتفض قلبي للحظات لكنه سرعان ما استعاد نظامه بعد أن رأيت ابتسامة واسعة تكسو وجهها و هي تتقدم نحونا.لم تكن سعاد تتابع ما حدث خلال تلك اللحظات فقد كانت مشغولة مثلي بالإستقبال و تلقي التحاي و التهانيء. وصلت (س) و مدت يداً مهنئة مثلها مثل بقية المدعويين و هنأت سعاد ثم دست في جيب بدلتي ظرفاً ورقياً.عرفت أنه مساهمة مالية و تعبيراً عن المشاركة المعنوية و الأدبية و المادية كذلك. فأكبرت ذلك منها و شكرتها بيني و بين نفسي خاصة و أني كنت أعاني فعلا من الناحية المادية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و أعتقد أنه من الأفيد أن ننتحي ب(س) جانباً لنسألها عن تلك الحادثة و أظنها سوف تقول الحقيقة............ خاصة أن تلك الحادثة تمت قبل أكثر من ثلاثين عاماً. فكانت شهادة (س) بمثابة اعتراف لأنها الفاعل الأساسي: في ذلك اليوم لم أكن أشعر بأي شيء تجاه حسن، لا حسد، و لا حقد، و لا ضغينة. و لكن جاءتني فكرة في الليلة السابقة ليوم الزواج فرأيت ان أفعلها... ............................لأنها ستريحني كثيراً. فحسن بالنسبة لي هو حسن.ذلك الإنسان العزيز و ذلك الشخص طيب القلب. المهم هداني تفكيري و بالتالي قررت أن أكتب له رسالة هذا ما هداني إليه تفكيري و إحساسي. في الحقيقة لم استطع أن اصارح حتى نفسي هل قصدت فعلا بتلك الكلمات التي كتبتها إلى حسن أن أؤكد له حقيقة مشاعري. أم انني أريد بشكل ما ان انتقم من شيء مجهول و لكن بطبيعة الحال ليس من حسن و لا عروسه سعاد التي لا ذنب لها. المهم فعلت ما فعلت و انتهى الأمر. و يمكنك قراءة ما خطته يداي و أحكوموا بأنفسكم. و هذه هي الكلمات التي كتبتها:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزي حسن لا استطيع أن أعبّر لك عن مشاعري فالأمور كما المشاعر اختلطت عليً فارجو المعذرة. بالطبع لست أحسدك و لست احقد عليك فأنت إنسان نبيل. و ككل البشر لك قلب واحد. .. كما إنك لم تخدعني. لكني وجدت نفسي مساقة سوقاً لكي أكتب لك بضع كلمات لكي أؤكد لك مشاعري نحوك. بالرغم من أني أدرك سلفاً أن ذلك لا يفيد. إلا أن ذلك يريحني..نعم يريحني و أرجو أن تتفهم ذلك كما أرجو أن تعتب علي في فعلتي هذه. في الختام أتمنى لك كل سعادة و توفيق و أؤكد لك سيظل مكانك في قلبي شاغراً في انتظارك (س)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزي حسن لا استطيع أن أعبّر لك عن مشاعري فالأمور كما المشاعر اختلطت عليً فارجو المعذرة. بالطبع لست أحسدك و لست احقد عليك فأنت إنسان نبيل. و ككل البشر لك قلب واحد. .. كما إنك لم تخدعني. لكني وجدت نفسي مساقة سوقاً لكي أكتب لك بضع كلمات لكي أؤكد لك مشاعري نحوك. بالرغم من أني أدرك سلفاً أن ذلك لا يفيد. إلا أن ذلك يريحني..نعم يريحني و أرجو أن تتفهم ذلك كما أرجو أن تعتب علي في فعلتي هذه. في الختام أتمنى لك كل سعادة و توفيق و أؤكد لك سيظل مكانك في قلبي شاغراً في انتظارك (س)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شقاوة مغترب لا يحب الغربة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزي حسن لا استطيع أن أعبّر لك عن مشاعري فالأمور كما المشاعر اختلطت عليً فارجو المعذرة. بالطبع لست أحسدك و لست احقد عليك فأنت إنسان نبيل. و ككل البشر لك قلب واحد. .. كما إنك لم تخدعني. لكني وجدت نفسي مساقة سوقاً لكي أكتب لك بضع كلمات لكي أؤكد لك مشاعري نحوك. بالرغم من أني أدرك سلفاً أن ذلك لا يفيد. إلا أن ذلك يريحني..نعم يريحني و أرجو أن تتفهم ذلك كما أرجو أن تعتب علي في فعلتي هذه. في الختام أتمنى لك كل سعادة و توفيق و أؤكد لك سيظل مكانك في قلبي شاغراً في انتظارك (س)
| |
|
|
|
|
|
|
|