:: وصلاً لما سبق بزاوية الأحد الفائت، وكانت عن مشروع الدفع عبر الجوال، يتواصل الحديث عن التحديات التي تواجه هذا المشروع .. ولكن قبل التحديات، أعجبتني مداخلة الأخ أبوبكر صادق - أحد قراء الزاوية- بالقصة التالية في موقع التواصل الإجتماعي مٌعقباً على فكرة المشروع : ( أنهى الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا كلمته في مؤتمر صحفي - بمناسبة بيع الشركة - قائلا : (نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا)، وبقولته هذه، بكى كل فريق الإدارة بمن فيهم هو نفسه. :: نوكيا كانت شركة محترمة، و إنها لم تفعل شيئا خطأ في أعمالها، ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة، غاب عنهم التعلّم، وغاب عنهم التغيير، وبالتالي فإنها فقدت فرصة ثمنية كانت في متناول اليد لتصبح شركة عملاقة، ليس فقط فاتتهم فرصة لكسب المال الوفير، ولكنهم فقدوا أيضاً فرصتهم في البقاء على قيد الحياة.. والرسالة من هذه القصة : إذا كنت لا تتغير، سيتم استبعادك من المنافسة، وإذا كنت لا تريد أن تتعلّم أشياء جديدة و لم تستطع أفكارك وعقلك اللحاق بالوقت سوف تنتهي بمرور الوقت، ويظل الإنسان ناجحا مادام يتعلم، فإذا أعتقد أنه قد علم فقد حكم على نفسه بالفشل) :: شكراً للأخ أبوبكر، ولذلك علينا - كاعلام ومجتمع - دعم مثل هذه المشاريع والأفكار والمبادرات الناهضة .. وبالمناسبة، لتشرشل تعريف أنيق للنجاح، إذ يعرفه قائلاً : (النجاح هو القدرة على الإنتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك) .. أي أن يؤمن المرء بشئ في غاية الأهمية، ويقرر أن يصنع شيئاً في سبيل تلك الغاية المهمة.. وقد يفشل في محاولة الصناعة الأولى، وربما الثانية، والثالثة ..ومع ذلك، لايتوقف عن المحاولات حتى يتحقق تلك الغاية المهمة..والتجارب الثرة والمبادرات الرائدة هي التي تنهض بالشعوب، وليس التقوقع في سجون (دا مستحيل، دا ماممكن، دا مابينجح)..!! :: وعليه، يجب دفع المجتمع بحيث يحول أوارقه المالية إلى (نقود إلكترونية).. وأن يكون هاتفه السيار (جيبه، وخزنته، وصرافته)، أي كما وعدت مجتمعات الدول الناهضة عصر الأوراق بالوعي والعزيمة .. وبالتأكيد هناك مخاوف مشروعة، وهي بمثابة تحديات تواجه مشروع الدفع عبر الهاتف الجوال، وأخطر هذه المخاوف والتحديات هو ( الهكرز)، أي قراصنة الإختراق لكل ما هو إلكتروني (هاتفاً كان أو حاسوباً)، و كذلك عتاة الإحتيال والسرقات الإلكترونية..وهنا يأتي دور كل أطراف المشروع في التأمين والحماية، وكذلك الضمانات التي يمكن أن توفرها السُلطات ..!! :: ثم شركات الإتصالات ومدى قدرتها على تجويد خدمة الإنترنت - على مدار اليوم - تعتبر من مخاوف المواطن المشروعة ومن التحديات التي تواجه نجاح وإستمرار مشروع الدفع عبر الهاتف السيار .. وبوضح، فأن شركات الإتصالات - وهي أهم أطراف المشروع - قد تصبح إحدى معيقات هذه المشروع الإقتصادي، ليس بعجزها عن تجويد خدمة الإنترنت فحسب، بل لأن هذا المشروع - في حال نجاحه - قد يلغي خدمة (تحويل الرصيد)، وهي من الخدمات التي لا رقيب عليها لحد تجاوز نسبة الخصم أحياناً (10%) في بعض الشركات، بيد أن رسوم العملية في مشروع الدفع عبر الهاتف قد لا تتجاوز ربع (تلك النسبة).. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة