في هذه اللحظات تتجه انظار الملايين من السودانيين في بلاد المهجر بطول وعرض العالم الي العاصمة السودانية لمتابعة وقائع تشييع الراحلة المقيمة الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم التي توفيت السبت الماضي في العاصمة البريطانية بينما تسود حالة من الاستنفار النسبي في اروقة النظام الحاكم في الخرطوم في ظل نوع من الاهتمام وسلسلة من الاجتماعات للاجهزة الرسمية للتعامل الامني مع مراسم التشييع المتوقع في ظل مشاركة شعبية واسعة من كل مكونات السودان السياسية والاجتماعية. برنامج التشييع وخط سير جثمان الاستاذة فاطمة المعلن بواسطة اللجنة القومية والذي تم تعميمه لمواقع الاعلام السودانية من المطار الي دار الحزب الشيوعي ثم منزل اسرة الفقيدة الراحلة يضعف والي حد كبير وحتي اشعار اخر من الاعلان والنوايا الحكومية الرسمية بتبني مراسم التشييع عبر جنازة رسمية للفقيدة الراحلة التي نعتها رئاسة النظام الحاكم في الخرطوم في بيان رسمي اعلنت فيه عزمها تكريمها باعتبارها شخصية قومية خدمت بلادها بكل اخلاص وتفاني. الي ذلك وفي سابقة نادرة افردت صحيفة التايمز اللندنية مساحة علي صفحاتها عددت فيها مناقب القيادية السودانية الراحلة فاطمة احمد ابراهيم في مقال احتشد بالمعلومات والوقائع من ارشيف الانجليز عن نشاط الحركة الوطنية السودانية المناهضة للاستعمار الانجليزي لبلاد السودان اضافة الي احداث لاحقة . وقد وصفت صحيفة التايمز الانجليزية العريقة الراحلة المقيمة فاطمة احمد ابراهيم بانها أول أمراة تتبوأ معقد برلماني في السودان واقليم الشرق الاوسط. كما كشفت صحيفة التايمز اللندنية عن ان الراحلة فاطمة احمد ابراهيم كانت تستخدم اسما حركيا وهي في سن المراهقة وكانت تستخدم هذا الاسم المستعار في كتابة مقالات مناهضة لسلطة الاحتلال البريطاني في السودان اضافة الي مكافحة العادات الاجتماعية الضارة في ذلك الوقت كما وصفت الصحيفة البريطانية الراحلة فاطمة احمد ابراهيم بانها كانت تدافع عن حقوق المراة السودانية في فترة مبكرة من العمر دون كلل او ملل الي جانب قيامها بمبادرات ذاتية لمناهضة الاحتلال البريطاني عن طريق الاستخدام المبكر لوسيلة وضع الملصقات الاحتجاجية علي جدران المباني الحكومية في العاصمة السودانية انذاك. واستعرضت الصحيفة البريطانية كذلك جزء من سيرة الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم الاسرية وتميزها بالصلابة في مواجهة الاحداث التي واجهتها خلال مسيرة العمل العام والحزبي الامر الذي وصل ذروته بعملية اعدام زوجها القائد النقابي المعروف الشفيع احمد الشيخ في اعقاب احداث 19 يوليو من العام 1971 والانقلاب الشيوعي الذي انتهي بعد ثلاثة ايام فقط من الاعلان عنه في عمل اتسم بتدخلات اجنبية واسعة النطاق علي الاصعدة العربية والدولية تكاملت مع مجهودت داخلية تسببت في اجهاض ذلك التحرك واعدام عدد من كوادر الحزب الشيوعي السوداني العسكرية والسياسية. واشارت الصحيفة في مقال النعي للقيادية السودانية الراحلة الي واقعة تصدي فاطمة احمد ابراهيم الي تصرف عنصري صدر عن مواطن بريطاني ابيض في احد وسائل المواصلات في العاصمة البريطانية ردد عبارات مناهضة للسود ورد فعلها بالوقوف علي قدميها والتصفيق داخل المركبة وتوبيخ الشخص المعني ومواجهته بفظائع الامبراطورية البريطانية وسياساتها التوسعية واحتلالها ارض الغير بغير حق ومخالفاتها القوانين الدولية والانسانية. وتعتبر هذه من العمليات النادرة ان تهتم الصحافة البريطانية بالسيرة الذاتية والنضالية لشخصية سودانية عامة متمردة عرفت برفضها المطلق للاستبداد الداخلي والخارجي في اقرار واضح بصدق مقاصدها وصلابة معدنها. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة