قديما كان " للعبيد " أسواق وتجارة رابحة. يباع " العبد " ويشترى وهو لاعن " سلسفيل " هذه التجارة، وتبلغ عنده الفرحة منتهاها عندما يعتق لأي سبب. فالعبد كان من كل الألوان، فهناك العبد الذي جاءت به الأسواق وآخر جاء نتاج الحروب والغزوات والأسر، وقد يكون العبد من أبناء الأمراء ونبلاء القوم...!
ومع تطور الحياة الإنسانية وعلومها بدأت هذه التجارة تنحسر وتنتهي في عرف المجتمعات وبفعل القوانين الدولية ثمرة أنوار العقل وتطور الحياة الإنسانية. ثم بدأت صفة العبودية تطلق على من ورثها تاريخيا بالإقليم أو الجهة أو القبيلة أو اللون أو الأسرة الممتدة.
ولكن....
إذا بحثنا حولنا عن مفهوم العبودية اليوم وفق ما قد نشأ، نجد أنه يقوم بين الناس خفية وإن كان يختلف شكلا عما كان سائدا في تلك الحقب التي كانت تنشط فيها تجارة الرقيق.
فالعبودية هي أن تأتي بشيء مخالف لقناعاتك، وللضمير الإنساني، ولأحكام الدين، ومبادئه، لإرضاء شخص ما، لأي سبب كان، إن كان للمال، أو للتقرب من ذلك الشخص للوصول لأهداف دنيوية. مهما يكن، إذا كنت ممن يفعلون شيئا مخالفا لضميرك لأجل الآخر، وكل ما هو خارج عقد الإتفاق الذي يحكم خدمتك، فأنت " عبد " تنطبق عليك الصفة وما يترتب عليها.!
كثير منا اليوم يعيش في نفسه واقع العبودية، ويوهم نفسه بالحرية، وإن كانت عبوديته مؤقته فهو " عبد "، وإن كان لابد من الإنصاف والعدل، يجب أن تلاحقه هذه الصفة كما لاحقت من ورثوها من الناس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة