▪️تنظيم داعش هو احدي الصنائع الاستخباراتية التي تقوم بها اما الأنظمة الوطنية المحلية و التي تسمي "الحكومة" او الأنظمة الإقليمية المحيطة بالدولة والتي تسمي "دول الجوار" او الأنظمة الدولية و التي تشمل "الدول العظمي و المنظمات الاممية" ، و الغرض او الهدف الأساسي من صناعة مثل هذا التنظيم هو القدرة علي التمكن من الشباب و تغييبهم عن بيئتهم و بالتالي جعلهم اداة يمكن تحريكها كيفما يشاء الذي قام بصناعتها لإبعاده عن هموم أهله و نهضة وطنه حتي تفقد الأمة هذا المكون المهم فلا تستطيع النهوض فتعبث الحكومات المحلية للدولة بالموارد من اجل تثبيت حكمها و الذي يحدث لدي الكثير من دول العالم و كما يحدث لدينا الان ، و كذلك تعبث الأنظمة المحيطة "دول الجوار" بالدولة و تجعلها مشغولة بهذا الامر و كيفية المحافظة علي حكمها و نظامها مهملة الوطن و الشعب ، و كذلك تعبث الأنظمة الدولية "الدول العظمي و المنظمات الاممية" بالانظمة الحاكمة و تحيك لها المؤامرات و تخيفها من هذه التنظيمات المصنوعة حتي يسهل لها السيطرة الكاملة عليها و تحريكها كيفما شاءت .. ▪️الحكام هم مجموعة ترغب في التميز عن باقي الشعب في الحياة ، و للحصول علي السلطة يستخدمون ثلاثة طرق أما الانتخابات الوهمية او الانقلابات العسكرية او سرقة الثورات الشعبية ، يعملون و يفكرون فقط من اجل السلطة و يبحثون عنها باي وسيلة ، و هذه الطرق الثلاثة لها سيناريوهات متشابهة بدءا بالانتخابات المعروفة و التي تبدأ بالسلمية فإن لم يستطيعوا الحصول علي السلطة بواسطتها فيلجاون الي المعارضة السلمية المعروفة و التي تعتبر في الدول الآخري جزء من المكون الذي يحكم ، فإن لم يستطيعوا بهذه المعارضة تغيير الحكومة و استلامها فانهم يلجأوون الي التمرد و حمل السلاح و القتال والحروب فإن لم يستطيعوا استلام السلطة بهذه الطريقة فانهم سيهربون و يحتمون بالدول و الأنظمة العالمية سواء كان بالجوار او الإقليم او دول عظمي او منظمات اممية و ذلك لاعانتهم لتغيير السلطة في بلادهم . ▪️لقد تعمدت كل الأنظمة الحاكمة منذ بداية الاستغلال في عدم الاهتمام بالشباب وتوظيف واستثمار طاقاتهم الهائلة و لم تستغلهم فيما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم ، ففي غمرة اللهث و الاستعدادات و الكنكشة و الجري وراء السلطة تجاهلت هذه الانظمة و القادة و القيادات قطاعا مهما من قطاعات المجتمع فقد كثرت الاخبار التي تتناول قضايا الاغتصاب و قضايا تعاطي المخدرات و الاتجار بها ، و قضايا العري و تشبه النساء بالرجال و الرجال بالنساء ، و قضايا ما يسمي بالغناء الهابط ، و قضايا اخري كثيرة ، و صار الامر مخيفا و صار من المعتاد ان نسمع في الاخبار ربما يوميا القبض علي شاب اعتدي علي طفلة و اغتصبها و قتلها ، و نسمع بمطربة ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي في وضع مخل بالاداب ، و نسمع بشباب قبض عليهم في وضع غير لائق باحدي الشقق و قبل فترة عايشنا خبر الشاب الذي قدم عريضة للسلطات مطالبا بتغيير ديانته من مسلم الي لا ديني ، و ما رشح في الاخبار حول ما اطلق عليهم "عبدة الشمس " و تفشي ما قيل انها "ظاهرة الحاد " ، في تقديري الموضوع ليس موضوع شابة وجدت في وضع غير لائق ، او شاب اغتصب طفلة او شاب ارتد عن الدين ، أو مغنية أو مطربة ارتدت زيا فاضحا، و ليس الامر ان نستغرب و نندهش فقط و نطالب بالجلد أو بالإعدام في الشارع العام كما ينادي البعض ، الموضوع يجب ان ينظر اليه بإبعاده المختلفة و المتعددة و البحث عن اسبابه و علاجها و المسئول الاول في تقديري هو هذه الانظمة و هؤلاء الحكام . ▪️الشيوخ و المهتمين بالدين يشتركون مع الانظمة الحاكمة في ضياع الشباب و ذلك اما بالوقوف الي جانب هذه الانظمة و التطبيل و المدح و عدم تقديم النصح في كيفية الاهتمام بالشباب و رعايتهم او بتقوقعهم هناك في المحاريب و عدم تفاعلهم مع الحداثة و التطور حتي يكون جاذبين للشباب فالشيئ الوحيد الذي ظل واقفا في مكانه ورغم يتطور هو امر الدعوة و الدعاة و طرقهم و منهجيتهم في العمل فقد ظلت (الشيخنة) القديمة و بوسائلها و أصحابها ماثلة امام الشباب في ظل تطور في كافة الجوانب الحياتية فهرب الشباب و هرولوا للبحث عن اساليب حديثة جاذبة نحو الصخب و محل الاغاني و الرقص و البهرجة و اللهو و الكرة و القليل منهم ياتي الي المسجد و هم كسالي حتي في صلاة الجمعة تجد الذين ياتون الي الصلاة يجرجرون ارجلهم و ياتون في اخر الخطبة و اخرون ياتون مع اقامة الصلاة . اسباب ذلك النفور في تقديري يكمن في أسلوب الطرح و منهجيته و أدواته ، ان يقف الشيخ بالتقليدية المعهودة و يكرر نفس الذي ذكر في عهد السلطان عبد الحميد الثاني لا يتناسب مع أولئك الذين تكون نظرتهم نحو الأمام الشيخ و خيالاتهم نحو الجلاكسي و الايفون و الايباد و الديجيتال و الواي فاي و ايديهم ترتعش و يتمنون لو تنتهي هذه الخطبة الرتيبة الكئيبة المتكررة بسرعة و تكاد ايديهم تصل الي الجوال لولا بعض الحياء . ▪️الشباب في هذا الزمن يريدون شيخا فقيها عالما مثقفا متمكنا و محيطا بكل العلوم الدينية و الدنيوية مستخدما الوسائل الحديثة من اللوحيات و البروجكتر و الواي فاي و كل وسائل الاتصالات و وسائطها المتعدة و أن يحضر ذلك داخل المسجد و أن تضج الكابينة التي يقف عليها (المنبر) بهذه الأشياء يتكلم و ياخذ بيده جهاز عرض بالليزر و أجهزة المؤشر بالإضاءات المختلفة ليوضح علي اللوحة الإلكترونية للمصلين و كذلك الاستعانة بالمعلومات عن طريق الانترنت و محرك قوقل و عرض مايجري في مختلف انحاء العالم كاخبار ميانمار و ما يحدث من تطور في تركيا ثم ينتقل الي أنظمة الصوت لينقل لنا تلاوة جميلة من ماليزيا في نفس الخطبة ثم يعرج بنا و عن طريق الاسكايب لينقل لنا جزء من خطبة في اندونيسيا ثم يعرض لنا باليوتيوب مناظر جميلة لكيفية تعامل الناس في مساجد ماليزيا و كيف يضعون احذيتهم و كيف يهتمون بمساجدهم ثم ينقل لنا بالمباشر الحي بالديجتال و القنوات الفضائية أجزاء من الطواف بالكعبة و السعي بين الصفاء و المروة و التي تتواصل طوال ساعات اليوم ... هكذا سيتفاعل الناس بمساجدهم و يظلون الساعات الطوال بها .. فاسلوب الحياة تطور و حدثت متغيرات . لذلك يجب أن تندرج هذه المتغيرات و المستحدثات الي داخل المسجد و اعني بذلك اساليب الدعوة و التوجيه و الارشاد و منهاجها و طرقها و معيناتها ، فالشباب يعيشون بطرق و اساليب و متغيرات في الحياة العامة و يدخلون المسجد و كانهم دخلوا الي منطقة مغلقة او الي سجن بعيد او كانهم رجعوا الي عصور بعيدة . صلاح الدين حمزة الحسن باحث [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/09/2021