بمناسبة لقاء وفد المحكمة الجنائية – الجامعة الامريكية - القاهرة في 20 /11/2011 اعداد / الاستاذ ابراهيم محمد اسحق قمت باعداد هذه الورقة وقدمتها في منتدي حوار الحضارات باليونسكو فب عام 2002 ونبهت فيها ضمن ثلاثة اوراق نية الحكومة السودانية قي ابادة الشعوب الاصلية وهنالك ثلاثة اوراق متتابعة ، اصبحت وثائق ادانة ضد الحكومة السودانية وتثبت نية الحكومة بالتخطيط منذ وقت طويل في الابادة الجماعية . والاوراق الاخري هي ( التعددية الثقافية مدخل للسلام – دارفور صراع ثقافي ام حرب مصيرية للقبائل العربية في دارفور – الفور والحركة الاسلامية ) وقد تعرضت بسبب نشرها للاعتقال عدة مرات وقد ترجمت الي عدة لغات ، واثناء زيارة وفد المحكمة الجنائية الدولية للقاهرة عام 2011 م والتقاء وفد المحكمة بعض قيادات المجتمع المدني طلي مني تقديم هذه الورقة - ولانني قررت تحويل مقالات واذا اهل دارفور سئلوا باي ذنب قتلوا الي كتاب توثيقي عن جرائم الحرب في دارفور، بناء علي طلب بعض الاصدقاء الا انني ساواصل كشف الناحية النظرية وابعاد المخطط الاثم من ناحية قانونية واخلاقية وتاريخية من خلال تناول هذه المقالات . تمهيد :- هنالك الالاف من الجماعات المنفصلة المستقلة عن بعضها البعض وهي موزعة بحسب لغتها المحلية واليها ينسب الملايين من الناس ، وتتعدد التفسيرات لمصطلح ( indigenous ) التي تعني فطري – طبيعي – اصلي ، والشعوب الاصلية أو المحلية هي تلك الشعوب التي تتبع سلسلة تحدرها النسبي الي الاورمة الاولي لسكان البلاد ، ولهم علاقة ارتباط خاصة بمناطقهم وشعور مبالغ بملكية الارض ويشمل هذا التعريف الاقليات المرتبطة بمناطق أو البدو . اجتهدت الشعوب الأصلية في المحافظة علي موروثاتها الثقافية وميزاتها اللغوية والحضارية من الاندثار عبر توثيق تاريخها وعاداتها وتقاليدها من خلال ادوات التعبير اللغوية المختلفة ، وظلت هذة الممارسات تنتقل من جيل الي جيل فحافظت هذة الشعوب علي تراثها ولغتها من الاندثار ، ويكون تلاشي الامم وانقراضها نتيجة عدم تمكنها من ايصال رسالتها للاجيال عبر مورثها الثقافي واللغوي . اتفاقيةالعمل الدولية :- I LO رقم 169 والمعنية بالشعوب الاصلية والقبلية :- في البلدان المستقلة اللمادة 11 فقرة أ أ/ الشعوب القبيلة الاصلية في البلدان المستقلة وهم الذين تميزهم أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عن القطاعات الاخري في المجتمع القومي وهم محكومون كليا او جزئيا بعاداتهم او تقاليدهم واعرافهم الخاصة بهم أو قوانين اوتنظيمات خاصة بهم .؟ ب/ الشعوب الموجودة في البلدان المستقلة ويعتبرون شعوبا اصلية علي اساس تحدرهم النسبي من الاهالي الذين سكنوا البلاد ، أو علي اساس تقسيم اقليمي جغرافي ينتمي الي أرض البلاد وقت الغزو أو الاستعمار لقيام الحدود المقررة للدول ، والذين بصرف النظر عن وضعهم القانوني يحتفظون بعض مؤسساتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ( نموذج دارفور النظام الاداري زتقسيم القبائل والحواكير)و اضافت اتفاقية مكتب العمل الدولي رقم 169 الخاصة بالشعوب القبلية حقوقا في مجال الارض وموارد الارض وحقوقا للجماعات بعد تعديل عام1986 اسباب اندلاع الصراعات :- ان مسارت التاريخ الاجتماعي والسياسي تترك بصماتها علي النهج التي تتناول به الصراعات والتناقضات ومن ثم فأن كثير من الدول الحديثة المؤلفة من جماعات مختلفة ومتباينة لم تكن مرجعيتها المشتركة احيانا الا المستعمر أو القوة المهيمنة . أن عدم الاعتراف بحق الشعوب و التعددية الثقافية أو العرقية هي اسباب مولدة غالبا للصراع وهي تعادل جرائم ضد البشر والثقافات ، وكان من الواجب علي بعض الحكومات أن تعمل علي تأمين نوع من الحماية والممارسة الفعالة للحقوق الثقافية ، وفي الواقع فأن كثير من دول العالم الثالث هي مجتمعات متعددة الاعراق والاجناس ومن اسباب نشؤ الصراعات ( الفقر ) والصراعات العرقية أو شعور الاقليات بالسخط ( نموذج صراع بورندي ) فعندما تكون الاقلية المنبوذة في الواقع اكثرية آخذة في التزايد نتيجة تمركز السلطة في ايدي القلة فأن التهديد للسلام والاستقرار سيستمران ( نموذج دارفوروصراعها مع المركز مع نشؤ الحركات السياسية والثورية من جبهة سوني ونهضة دارفور الي حركة بولاد والحركات الثقافية واخيرا حركة تحرير السودان ) الابادة العرقية الثقافية :- لقد حملت الشعوب الاصلية بالقوة ومازالت تحمل علي ترك اراضيها كان ذلك بقوة السلاح في فترة الاستعمار أما الان فصارت عن طريق عمليات التنمية المخططة مثال قيام مشروعات الطاقة الكهربائية ( اغراق وادي حلفا وتهجير النوبة وضياع حضارتهم وآثارهم بالغرق )مع اجبارهم علي مغادرة اراضيهم التي نشأوا وترعرعو ا فيها منذ فجر التاريخ ؟؟ ومن الوسائل الاخري هو انكار أن يكون لهم تمثيل سياسي مناسب في الامور التي تتصل بهم مباشرة كسكان اصليين . أن اختفاء وزوال هذة الشعوب كمجتمعات قابلة للتحديد كثيرا ما لايكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج عملية التنمية بل قد ينشاء عن سياسة مقررة أو ضمنية بايعاز من الدولة وقد وصفت هذة العملية بالابادة الجماعية أو العرقية ولها جوانب أقتصادية مع جوانبها الثقافية وتكتمل الابادة الثقافية العرقية بأنهيار الانظمة الاقتصادية القديمة لمجتمعات الشعوب الاصلية أمام الرأسمالية الخاصة أ و المتعددة القوميات أو أمام الاشتراكية المخططة من قبل الدولة ( بانتزاع ملكية اراضي الشعوب الاصلية والغاء اعرافها . عرفت الابادة العرقية الثقافية بأنها عملية يفقد فيها شعب مستقل ومتميز هويته المتمثلة في ارضه مع اجتثاث قاعدته المصدرية الاساسية الاصلية والمتمثلة في استخدامه للغته وانظمته الاجتماعية والسياسية بالاضافه الي تقاليده واعرافه الموروثة وما يخصه من اشكال فنية وشعائر . لقد اعتادت الانظمة السياسية والاجتماعية المهيمنة والحاكمة في البلاد الي أن تخضع مجموعة من السكان وان تستخدم السياسات اللغوية كوسيلة للسيطرة والتفتيت وأعادة الدمج في الهيكل السياسي الحاكم مثال (الدولة العروبية والاسلام السياسي في السودان ) سياسة التهجير القسري لطمس هوية الاخرين :- ان الفصل القسري والتهجير القسري لمجتمع لغوي اصيل ( speech community ) ثم نقله الي نسيج اجتماعي آخر مع وضع مجموعات صغيرة من افراد المجتمع في خضم مجتمعات تستخدم لغة أو لغات اخري يجعل الجيل الاصغر يفقد لغته الاصلية ( نموذج الزنوج في امريكيا ) أهل الهامش من دارفور – جبال النوبة وجنوب السودان والنيل الازرق في الحزام العشوائي الذي يحيط بالعاصمة القومية الخرطوم . تحليل الصراع في دارفور :- بداء الصراع في دارفور بين مجموعة السكان الاصليين وهم مزارعين اصلا كنت لهم انظمتهم الخاصة الاقتصادية والاجتماعية والادارية ولهم ارتباط وثيق باراضهم ونظمهم السياسية مع عناصر بدوية وافدة راحلة وغير مستقرة ( القبائل العربية والتي تحولت بعد موالتها للحكومة الي عناصر من المليشيات الحكومية المسلحة – الجنجويد - ) وقد ادي تدخل الحكومة المركزية في دعم مجموعة القبائل العربية تنفيذا لسياستها المقررةضمنا وهي عروبة الدولة السودانية متخذة سياسة التعريب مما ادي الي اندلاع الصراع بين الفور والعرب عام 1989 والزغاوة والعرب 2000 وتحول الي صراع شامل في 2003عام بعد قيام حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة . وقد وصل الضحايا في هذا الصراع الي اكثر من (300 الف قتيل ) من المدنيين الابرياء واكثر من 3 مليون نازح داخلي و700 الف لاجي في مختلف انحاء العالم من اهل دارفور . كان ذلك بفعل القصف الجوي للطيران وحملات الاغارة التي شنتها عناصر الجنجويد والقوات الحكومية علي قري السكان الاصليين فتم تدمر وحرق اكثر ثلاثين الف قرية احيلت في عام واحد هو عام 2004 الي رماد ، وقامت المليشيات التي استوردتها الحكومة السودانية من خارج البلاد باحتلال اراضي الشعوب الاصلية بقوة السلاح مما دفع بملايين من السكان الاصليين الي الجلوس في معسكرات بائسة تشبه الي حد كبير المعسكرات التي اقامتها النازية في ( الهولكوست ) وتصل نسبة الفور في هذة المعسكرات 85% أما المساليت فنسبتهم 10% ويصل الزغاوة الي نسبة 5% . حماية الشعوب الاصلية :- طالب جدول الاعمال الحادي والعشرين للامم المتحدة بوجوب حماية اراض الشعوب الاصلية ومجتمعاتهم واحترام انساق القيم والمعرفة الذاتية التي تذخر بها السكان الاصليين واحترام تقاليدهم واعرافهم ، وقامت لجنة حقوق الانسان بوضع مسودة لاعلان الامم المتحدة عن الشعوب الاصلية يظهر حماية دولية اشد للشعوب الاصلية وضرورةايجاد منبر خليق بهم يعبر عن صوتهم . ونشاءت بذلك ( المحكمة الدولية المخصصة للنظر في حالات الجماعات المضطهدة عرقيا وثقافيا ) ابراهيم محمد اسحق :- كاتب صحفي وباحث – مؤسس منتدي حوار الحضارات . عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب السودانيين عضو المنظمة العالمية للكتاب الافريقيين والاسيويين . رئيس تحالف المجتمع المدني من اجل دارفور حرة رئيس مجلس ادارة جمعية ابناء الفور الخيرية - بجهورية مصر . شارك الكاتب في :- مؤتمر التغطية الاعلامية لازمة دارفور القاهرة 19/4/2007 . * مؤتمر المحكمة الجنائية 11/1/2008 * دورة صحفية السياسات الامريكية . التوصيات(المطالبة بحماية دولية للمدنيين في دارفور ومحاكمة مجرمي الحرب) [email protected] mosa.adam @yahoo.com
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة