تشهد كينيا هذه الأيام حراكاً سياسياً وإعلامياً كبيراً؛ مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقرر لها أغسطس 2017، ومن المتوقع ظهور عدد كبير من المرشحين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية، إلا أنه وطبقاً للمشهد السياسي الحالي؛ فإن المنافسة الرئيسية ستكون بين تحالف اليوبيل (جوبيلي) بزعامة الرئيس الحالي أوهورو كينياتا، والتحالف من أجل الإصلاح والديمقراطية الذي يتزعمه المرشح الرئاسي ورئيس الوزراء الأسبق راييلا أودينقا. يعتمد تحالف جوبيلي على شخصية الرئيس كينياتا - ابن الزعيم المؤسس للدولة الوطنية جومو كينياتا - وهو من قبيلة كيكويو؛ أكبر القبائل الكينية، ونائبه وليام روتو. وقد ترشح اوهورو بعد أن كوَّن تحالفاً من عدة قوى سياسية ضم حزبه ،التحالف الوطني، تحالف قوس قزح، الحزب الجمهوري المتحد، والمنبر الديمقراطي الموحد. وخاض الانتخابات الأولى ولم يفز بها، ثم ترشح عام 2013 وحصد فوزاً مستحقاً رغم طعن مرشح المعارضة راييلا أودينقا في النتيجة. ويقف في الجانب الآخر؛ التحالف من أجل الإصلاح والديمقراطية الذي يتزعمه أودينقا الذي ترشح أكثر من مرة ولم يفز، ويضم تسعة أحزاب أهمها الحركة الديمقراطية البرتقالية، حركة ويبر الديمقراطية، حزب أماني، حزب فورد - كينيا، الحزب الكيني الاجتماعي. وتقول الصحف الكينية إن أودينقا يدرك أنه استنفد فرصه للترشح؛ لذلك لن يطرح نفسه في الانتخابات القادمة. والمتوقع أن يقدم التحالف زعيم حزب أماني موساليا مودافادي كمرشح للرئاسة ومعه وزير الخارجية الأسبق وزعيم حزب ويبر كالونزو موسيوكا؛ كنائب له. وتقول الصحف الكينية إن ترشيح مودافادي يضمن تأييد المنطقة الغربية من كينيا، في حين يتمتع موسيوكا بشعبية في المنطقة الشرقية والساحل، التي يعتقد أنها نقطة ضعف تحالف الرئيس الحالي. يراهن أودينقا على فشل السياسات الاقتصادية للحكومة الحالية وإهمالها لبعض المناطق والشرائح الاجتماعية، ويحاول طرح برنامج اجتماعي يجذب الشرائح الفقيرة، بحكم خلفيته كاشتراكي ديمقراطي، كما يركز على تفشي الفساد وسط الطبقة الحاكمة، وكثرة الاتهامات التي لاحقت بعض رموز السلطة؛ ومنها نائب الرئيس ويليام روتو. ولا يختلف الحزبان الرئيسيان في سياستهما العامة، إذ تتهمهما النقابات ومنظمات المجتمع المدني باتباع طريق النمو الرأسمالي التقليدي، الذي يعطي مظاهر كبيرة للنمو الاقتصادي؛ لكنه يوسع الهوة بين الطبقات. ولا تبدو ثمة فرصة للأحزاب الأخرى في الانتخابات الرئاسية، لكن من الممكن أن تحقق مقاعد في البرلمان اعتماداً على الخلفية القبلية للمرشحين، بينما يتوقع المراقبون تنافساً حاداً في الانتخابات البلدية التي تجد اعتباراً كبيراً من الناخبين بحكم أنها مركز الخدمات المباشرة لهم. ويبدو صوت اليسار خافتاً، إذ يمثله حزب صغير هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يجمع بين الماركسية والاشتراكية الأفريقية، وليس له وجود سياسي مؤثر، لكنه ينتشر وسط النقابات وبعض المؤسسات الأكاديمية. أهم ما في هذه الانتخابات؛ أنها رغم سخونتها فإن القلق من حدوث أعمال عنف يبدو بسيطاً جداً، إذ يعتقد الكثيرون أن كينيا قد اجتازت مرحلة العنف وصارت تميل للتنافس الديمقراطي السلمي، إلا من حوادث بسيطة متوقعة في بعض المناطق التي يشتد فيها التنافس القبلي. ////////////////////////// الامين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة