عند مقابلتنا للسفير التركي السيد جمال الدين ايدين؛ سألناه لماذا لا يزور الرئيس أردوغان السودان؟ كان صريحاً في إجابته فقال لنا.. زيارات الرؤساء ليست مجرد مجاملة دبلوماسية.. لا بد أن ترتبط بتوقيع اتفاقيات أو مشروعات أو أي أعمال أخرى ملموسة.. اليوم يصل الخرطوم السيد "تعبان دينق" النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان الشقيقة.. فيصبح السؤال.. ماذا يحمل في حقيبته؟ وماذا يتوقع أن يعود بها؟ بكل أسف نبيل، رغم كثرة الزيارات المتبادلة بين البلدين(السودانيْن) فإن العائد منها شحيح للغاية.. بالكاد وقع البلدان اتفاقات التعاون في أديس أبابا في سبتمبر 2012، ثم غرقا في شبر ماء تنفيذها.. بل ووصل الحال بين البلدين حد امتشاق السيف والقتال في "هجليج".. لا بد أن يكون للبلدين(رؤية استراتيجية) تدير ملف العلاقات الثنائية.. فسياسات خذ وهات قصيرة الأنفاس لا تجدي.. وزيارات القبلات والأحضان لا تفيد.. هل تصدقوا أن المناطق المتاخمة بين البلدين بها أغنى الموارد وأكبر كثافة سكانية! ومع ذلك جافة من المصالح المتبادلة!.. بل هي أقرب إلى ميدان حرب.. للدرجة التي تطلبت إصدار قرار بابتعاد قوات الطرفين خمسة كيلومترات على جانبي الحدود.. زيارة النائب الأول "تعبان دينق" لا يجب أن تعالج القضايا العالقة فحسب، فكل الزيارات العليا السابقة كانت لذات الغرض فكانت القضايا "تعلق" أكثر.. وأفضت إلى الواقع المرير الذي نكابده الآن.. مطلوب "رؤية جديدة" تقوم على مبدأ تبادل (المنافع..لا المدافع). رؤية عميقة تستبطن التاريخ والرحم الذي يجمع بين الشعبين.. وتتجاوز إحن السياسة التي فرقت بينهما في بلدين.. أقترح على الخرطوم - من باب(قولة خير)- أن تهدي جوبا مركزاً ثقافياً.. تطلق عليه اسم الراحل "البروفيسور عبدالله الطيب" الذي كان أول مدير لجامعة جوبا ( (1975 - 1976م.. مركزاً ثقافياً يشتمل على مسرح وقاعات محاضرات ومكتبة ورقية وإلكترونية كبرى.. ثم تنشيط الحركة التجارية عبر الحدود الطويلة مع جنوب السودان..لأن المصالح المشتركة وحدها هي أفضل حارس وضامن لحدود آمنة مستقرة.. فالأسرة المستقرة التي تنتظر عودة أبنائها من المدرسة تعلو فيها نوازع الحياة على نزوات الموت المجاني الذي يفترس الاستقرار في تلك الأحراش المخيفة.. لدينا ألف مصلحة مع جنوب السودان.. فقط تنقصنا الرؤية الاستراتيجية.. مرحباً.. بالسيد "تعبان دينق" حللت أهلاً.. ونزلت سهلاً..
الاولى ان يطلق على المركز اسم السماني عبد الله يعقوب عبد الله الطيب لم يقضي في المنصب سوى شهور و لم يكن راضيا باعفائه من ادارة جامعة الخرطوم و (نفيه) لجزبا السماني هو المدير الحقيقي للجامعة و مؤسسها من العدم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة