الشعب السودانى يعيش على الماضى بينما شعوب العالم تعيش الحاضر والمستقبل . نعم يحق لنا أن نفتخر بماضينا وتاريخنا وحضارتنا ولكن لا نهمل مستقبلنا ونظل نردد فى الماضى الذى مضى ولم يعود . لنستفيد من تاريخنا فى بناء مستقبل بلادنا وتعليم أطفالنا لنلحق بركب الدول التى سبقتنا والتى تسبقنا . الشعوب اليوم لا تردد ماضيها وما فعلت ولكنها تعمل وتجتهد لمستقبلها وتعمر أوطانها بسواعد شبابها . اليوم اصبحنا فى ذيل القائمة فى كل شىء رغم ما نمتلك من نعم وثروات وتعليم وخبرات وليس لدينا حاضر نفتخر به ولا مستقبل نعمل من أجله . لا تعليم ولا صحة وحياة كريمة ولا طرق ولا زراعة ولا صناعة ولا إقتصاد ولا عملة ولا بنيه تحتية ولا سياسة ولا معارضة وطنية ولا برلمان قوى ولا دبلماسية تدافع عن الوطن ولا حدود محمية ولا إنتاج ولا تشجيع ..... ولكن نجد الإعلام ووسائل التواصل وحديث الناس عن الكنداكة والسلطنة الزرقاء والمهدية وعلى دينار والقرشى والمحجوب ومشروع الجزير وأغانى الحقيبة حتى وصل بنا الحال للأمانة الراعى السودانى وشهامة الطبيب الفلانى وغيرها . نعم تاريخ نفتخر به وماضى مشرف لنا ولكن لا نظل نعتمد عليه ويجب علينا الإبداع وتشجيع جيل جديد مثل هؤلاء الذين اثبتوا مكانهم ورفعوا من شأن وطنهم وشعبهم سابقا . ألأ نستحى .. أن تصلنا المساعدات والإغاثات كل موسم فيضان ونحن ولله الحمد نمتلك الأرض والأنهار والأودية والرجال . ألأ نستحى ويموت بعض من شعبنا فى حروب خاسرة وأطماع شخصية وخداع دولى . ألأ نستحى .. ويجوع شعبنا والأرض والماء متوفرة لدينا . ألأ نستحى .. ويهاجر علمائنا وأكفاء أطبائنا ونبحث عن العلم فى الخارج ويتعالج شعبنا فى الدول الخارجية . ألأ نستحى .. ونحن من يصلح بين الناس أن نبحث عن وسيط ليصالحنا ونحن من تجمعنا مائدة واحدة ونبحث عن دول لتجمعنا وتقرب بيننا . ألأ نستحى .. بأننا نمتلك جامعات كثيرة وليس بها أدنى مقومات الجامعة ولا نستحى .. أن نجمع أموال الزكاة لنصرفها فى بند معين من مستحقيها شرعا او فى غير بنودها . نفتخر اليوم بأننا شيدنا كبارى كثيرة من غير فائدة إقتصادية ومصانع من غير إنتاج وطرق من غير مواصفات وحكومات مركزية وولائية لزيادة الصرف وهى تقدم وإستثمارات خارجية لم تحل مشكلة العطالة ولا العملة ولا البنية التحتية . السودان ولله الحمد يمتلك العقول النيرة والخبرات المميزة وفيه أمهر الأطباء وأشجع الجنود ويمتلك الأرض الخصبة والمياة الوفيرة والثروة الحيوانية الكثيرة والثروة المعدنية القيمة فقط يحتاج لوطنية وترابط ونفير شعبى كبير . تجربة شباب النفير وشارع الحوادث وبعض الفئات المهنية والطبية هى تجربة يفتخر بها حاليا ويجب دعمها وكل فى إختصاصه ومقدرته حتى نبنى هذا الوطن وننقذ شعبه ونرفع رأسنا بين الشعوب . إذا فشلت الحكومة وفشلت المعارضة لا يفشل الشعب فقط يحتاج لمن يكون القدوة ومن يشجع ويتحرك ليجد كل الشعب خلفه . نناشد الشباب ليكونوا هم القدوة ونناشد المنظمات العمالية والمهنية والنسوية وكل الشعب أن يرفع شعار من أجل تنمية السودان ويخلصوا عملهم لله ثم لوطنهم وشعبهم وأن شاء الله يحققوا ما لم تستطيع أى حكومة سابقة تحقيقه . هناك أطباء بالخارج يرسلون بعض الأدوية الغير متوفرة لتخفيف عن المرضى ولكنهم يواجهون صعوبات فى المداخل يا حبذا لو تعاون معهم هؤلاء المسئولين وشاركوهم الأجر والثواب لان هدفهم ليس مادى وهو عمل خيرى للإنقاذ شعبهم وبعضهم يشكل فرق طبية للإجراء عمليات مجانية فى فترات معينه ويا حبذا إذا تعاملت معهم بعض المستشفيات ووفرت لهم الأسره والأجهزة والخدمات . ونطالب جهاز العاملين بالخارج أن يسمح للزراعيين والمهندسين والأطباء والمعلمين بإدخال معدات زراعية وصناعية وطبية وتعليمية مجانا وتكون فى شكل جمعيات وشراكة تؤجر بأسعار رمزية ودخلها يساعد به الفقراء والمحتاجين . فهل تركنا نظرتنا الحزبية والقبلية من أجل حب للأخيك كما تحب لنفسك ومن أجل الوطن وشعبه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة