*أن تنهار الخطوط الجوية السودانية بفعل فاعل أو فاعلين ، فهو إنهيار قد تم مع سبق الإصرار والترصد ، فاندثر الناقل الوطنى الذى كان يحلق فى الآفاق ، وأصيب قطاع النقل فى مقتل إذ لحق بسودانير السكة حديد والخطوط البحرية السودانية ، وتدحرجنا تدحرجاً مذرياً فى قطاع النقل، ودخل النقل لاعبين جدد على اثر قوانين الخصخصة وشركة طيران تاركو التى دخلنا معها التجربة الاولى فى السفر ونرجو ان تكون الاخيرة فقد قدمت نموزجا متميزا فى سوء الخدمة وفى استغلال الركاب وفى فوضوية التعامل وفى احتقار الانسان ،كل هذا سنرسمه فى لوحة قلمية تنبئ عن خطورة الوضع ونذر الكارثة .
*الرحلة رقم 113 المتجهة للقاهرة يمكن ان تقرأ من باب مدرسة الشؤم اذا حذفت المئة يبقى الرقم 13 وسر الرقم 13 وشؤم الرقم 13 ،لم نجد ناقلا وطنيا فأتجهنا صوب ناقل يحمل سحنات الوطن ولا ينتمى اليه (كأنه اقرب للوطنى) فهو ذات الاذلال ونفس الاستكبار ونفس الفوضى، طبيعى جدا قرأنا على التذكرة الساعة الواحدة موعدنا للاقلاع حضر الركاب المرضى والعجزة والعاجزين منذ الساعة العاشرة صباحا ولم تقلع طائرة تاركو الميمونة الا الساعة الثالثة عصرا ،وصالة المغادرة تحكى بشاعة المنظر تداخل الركاب فى رحلات اخرى والمنبطحين على الارض رجال ونساء لا يجدون من يطيب خاطرهم من الشركة ولا من يقدم لهم معلومة عن حقيقة التأخير واسبابه والاعتذار عنه،ولحظة الخروج للبصات اختلط الحابل بالنابل فطيران تاركو قد قبض ثمن التذكرة فماذا يريد بنا بعد ان دفعنا من دم قلوبنا ما يشبع بطونهم ان كان لها شبع .
*اما منظر العودة من القاهرة فحدث ولا حرج الوزن يخضع لمستوى العلاقة والمعرفة والواسطة يحاسب من يحمل وزنا زائدة عن العشرة كيلو ولا تحاسب من زاد وزنها عن الخمسة عشر كيلو مع ابتسامات عريضة وتمنيات بسلامة الوصول ،اما تجارة العملة على ميزان الوزن فهذا لم اره طيلة سنوات السفر فعندما نقصت قيمة المبلغ بالعملة المصرية التى طلبت لم يتردد موظف تاركو من السؤال هل معك عملة سودانية ؟ اخذ العملة السودانية ايضا ،فى هذا الوقت الذى يمارس فيه فقه الجباية لم يكترث بأن طائرتهم التى كنا ننتظرها منذ الساعة التاسعة لم تغادر الا الخامسة فجرا بعد كل هذا يقول لك كابتن فلان يتمنى لكم رحلة سعيدة بربكم هل هذا له اى دخل بالسعادة ؟ ومع تاركو اتركوا السفراو اتركوا تاركووللحديث بقية ،عن تاركو ورحلات الإذلال .. وسلام يااااااااوطن
سلام يا
(حرّض والي النيل الأبيض، عبد الحميد موسى كاشا، المسؤولين في حكومته بانتهاج سياسة تكسير التلج للمسؤولين (التملق والتزلف)، وخاصة رئيس الجمهورية، وقال انه قام بتكسير التلج للرئيس البشير ابان زيارته الاخيرة للولاية، وأضاف: عندما كان الرئيس قادم إلينا قلت يومها إنني أرى بدراً يأتي إلينا". وتفاعل المسؤولون في ولاية النيل الابيض مع حديث الوالي كاشا، ورفعوا اصواتهم بالتكبير والتهليل. وضجّ المكان بالضحك بعدما قال كاشا "اليومين ديل شايف هناك كسير تلج جد". )هؤلاء هم حكام النيل الأبيض !! يتضاحكون ويكسرون التلج واهل بحر ابيض تحصدهم الكوليرا ؟! قاتل الله السلطة وسدنتها من ذوات البارد واصحاب كسير التلج ..وسلام يا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة