· التصعيد المفاجيء والسريع بين بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي لا يسر الأصدقاء.
· لكنه بالطبع يجعل الأعداء في غبطة وحبور.
· الأزمة أكبر مما يتصوره البعض.
· وعلى الصحفيين الكبار في عالمنا العربي أن يكفوا عن نرجسيتهم.
· من يحاولون إقناع القارئ العربي بأنهم يملكون قدرات هائلة في التحليل أو مصادر أخبار تزودهم بما يدور حتى في رؤوس حكام الخليج، عليهم أن يكبروا قليلاً.
· فالمشكلة الحالية إن استمرت بوتيرتها التصاعدية ستكون وبالاً على الجميع.
· وقد علمتنا تجارب ما جرى من تغييرات في المنطقة مؤخراً أن ما يُفقد لا يعود مجدداً إطلاقاً.
· التغييرات التي طرأت على العالم مؤخراً لا تسمح بمثل هذه العودة.
· لذلك توقعت أن يكون إعلام الدول العربية والإسلامية أكثر اخلاصاً للشعوب ومصالحها.
· المطلوب في مثل هذا الظرف العصيب هو حسن النوايا ومحاولة الدفع باتجاه الحلول أكثر من السعي الحثيث والخبيث لصب الزيت على النار، غض النظر عن مواقفنا الشخصية.
· فالكل خاسر إن استمرت المقاطعة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب آخر.
· لن ينجو أي كائن أو جماعة أو حزب إن تطورت الأمور لما هو أسوأ.
· لهذا اتحسر عندما أرى بعض الإعلاميين يتداولون الأمر وكأنه مجرد لعبة تتيح لهم استعراض العضلات وإيهام القارئ العربي بقدرات استثنائية في التحليل والاستقراء.
· كل ما أتمناه هو ألا ينجرف القراء أنفسهم وراء مثل هذه الكتابات التي تزيد النيران اشتعالاً سواءً بعلم أو بغيره.
· لا أحد يجهل أن قطر تدعم بعض الجماعات المتشددة التي تطغى وتتجبر على شعوبها.
· كما لا أظن أن بيننا من لا يدرك أن دولاً عربية وإسلامية أخرى عديدة دعمت الجماعات الإرهابية مثل داعش تماهياً واتساقاً مع تحركات غربية لئيمة.
· رغم كل ما تقدم تتطلب المرحلة والأزمة الحالية بين بلدان الخليج شيئاً من الحكمة والتريث والسعي لإيجاد حلول وسطى تجنب الجميع خسائر لن تحصى ولن تعد.
· وفي هذا الجانب نتطلع لدور فعال لأكثر الحكام العرب الحاليين حكمة ورجاحة عقل.
· أعنى باني نهضة سلطنة عمان، السطان قابوس بن سعيد.
· فقد خبرنا الرجل ومواقفه جيداً في أعقاب مشاكل وأزمات عديدة.
· خلال سنواتي الأولى هنا في سلطنة عمان كنت أعتقد مثل غيري أن عُمان تعزل نفسها وتنأى بها عن المشاكل لذلك تلزم صمتاً دائماً.
· لكن التجارب الحية علمتنا أن صمت عُمان ناتج عن حكمة قائدها ورغبته الحقيقية في نبذ الخلافات والسعي حثيثاً لحل المشاكل بين مختلف الأطراف بالسبل السلمية بعيداً عن لغة التصعيد.
· وهو موقف لا تتميز به القيادة العمانية وحدها، بل انعكس على شعبها وصار سلوكاً عاماً لأهل هذا البلد.
· بالأمس مثلاً ومع تزايد الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي حول الأزمة الأخيرة وصلتني رسالة واتساب من " عمان الرقمية" سعدت لها كثيراً.
· تحث الرسالة مواطني عمان أن ينأوا بأنفسهم عن نشر وإعادة إرسال الرسائل التي تعبر عن موقف أي من الدول المختلفة حالياً من أجل تخفيف حدة الخلاف بدلاً عن صب مزيداً من الزيد على النار وسعياً لوأد الفتنة.
· ومثل هذا الموقف يؤكد بالطبع تماهي مواطن عُمان مع قيادته الحكيمة التي ننتظر منها دوراً كبيراً وهاماً بالتزامن مع المبادرة الكويتية التي انطلقت من أجل تهدئة الأوضاع وإيجاد حل مقبول لكافة الأطراف.
· لا يهمنا إن كان السبب وراء الخلاف هو الأموال التي طلبها الرئيس الأمريكي ترمب أم غيره من بعض حكام الخليج.
· فما يجري في هذه المنطقة ليس وليد اليوم أو البارحة.
· وثمة أمور عديدة ظلت تُرتب بأساليب محددة معروفة للجميع منذ أمد بعيد.
· و( المنظراتية) الذين يزعمون أنهم حماة البشرية ورعاة حقوقها عليهم يلزموا الصمت إن لم يكن لديهم خيراً يقولونه أو يكتبونه.
· فما أكثر مشاكل هؤلاء الذين يزعمون حباً زائفاً لأمتهم العربية والإسلامية وما أقسى ما فعلوه بهذه الأمة.
· نتوق لتحرك الرجل الحكيم والرزين ( السلطان قابوس) الذي ساهم في السنوات الأخيرة في حل العديد من القضايا الشائكة.
· فحين اشتد الخلاف مع إيران كانت حنكة قابوس هي العون الذي لجأ له بعض حكام الخليج الآخرين.
· ويوم أن سارت أمور الأشقاء في الإمارات بما لا يدعم استقرار بلدهم وجدوا السند والعون المخلص من قابوس عمان.
· ومع كل حادثة اختطاف لبعض مواطني الدول الغربية في اليمن، كنا نتابع الدور الحاسم لعمان وقائدها في إعادة المخطوفين.
· ولا ننسى دور السلطنة في الاتفاق النووي بين الغرب وإيران.
· لهذا نعول على حكمة السلطان قابوس كثيراً في عودة المياه لمجاريها بين بلدان المجلس الأربعة وقفل أبواب الشقاق التي أسعدت البعض كثيراً دون أن يتأملوا جيداً تبعاتها الباهظة.
· نسأل الله ببركة هذا الشهر الكريم أن يجنب المسلمين والعرب وكافة شعوب العالم المحن والبلاوي، وأن يوفق أمير دولة الكويت وسلطان عمان في وأد هذه الفتنة الكبرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة