قبل سنوات اشتعلت الوسائط الاجتماعية في مصر في رحلة بحث شاقة عن ذاك الوجه الغامض..الرجل الذي أثار عاصفة من التساؤلات لم ينطق بكلمة، بل كان يقف خلف اللواء عمر سليمان بوجه صارم القسمات..أهمية الرجل النكرة أن ظهوره ارتبط بمرحلة تاريخية مهمة ..في تلك اللحظات كان مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان الذي تم اختياره نائباً لرئيس جمهورية مصر يعلن تنحي الرئيس حسني مبارك من سدة الحكم بعد حكم جاوز الثلاثة عقود. في الأيام الماضية شاهدت لقاء الرئيس في الساحة الخضراء أكثر من مرة وهو يعلن مرحلة جديدة في تاريخ بلادنا بنهاية جولة الحوار الوطني ..لفت نظري أن أحدهم كان يقدم تفاصيل الاحتفال بحماس يشبه أيام الإنقاذ الأولى..حاولت التأكد إن كان مغرد الانقاذ هو الأستاذ محمد حاتم سليمان الذي يمثل أمام إحدى المحاكم في مخالفات مالية تكاد تصل لأربعين مليار جنيه بالقديم.. كذبت عيني وسألت مصادر قريبة من المشهد الإنقاذي فأكدت ما كذبت عيناي. أحد المصادر ذات الصلة أكد لي أن معظم المقترحات كانت تمضي في اتجاه أن يقدم الاحتفال محمد يوسف الدقير باعتباره وزيراً للإعلام و ناطقاً باسم حكومة الخرطوم، وفي ذات الوقت يمثل قطباً اتحادياً ..بل إن المقترحات الأولى اقتراحات الوزير حسن إسماعيل من حزب الأمة ليشارك الدقير في ذات المهمة ..كانت الفكرة تكمن في إرسال رسالة تفيد أن المرحلة المقبلة تتطلب إبراز الالتفاف القومي حول القيادة. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وقدم سليمان تفاصيل الحفل..ربما كان ذلك انسجاما مع المثل الشعبي (الفي إيدو القلم ما بيكتب نفسه شقي) .. حينما يتحدث في مثل هذه المناسبة رجل انتقلت صورته من الصفحات الأولى لصفحات الجريمة ستصل رسالة لملايين الناس ..الرسالة عبارة عن تجديد الثقة في رجل تقلب العدالة صحيفته الجنائية.. الرسالة الثانية أن الخيط الفاصل بين العاشر من أكتوبر وما قبله ليس بذلك الوضوح.. لكن المشكلة الكبرى ماذا إذا ما تمت إدانة الرجل وهو أمر محتمل ما دامت القضية أمام المحكمة.. وهل مثل هذا التبجيل لا يؤثر على العدالة؟. حدثني مصدر مطلع أن هنالك لجنة إعلامية كانت تبحث عن إعلامي مناسب ليجري مقابلة تلفزيونية مع رئيس الجمهورية ليعرض ملامح المرحلة الجديدة .. المقترحات تفاوتت من نجوم في قامة قنوات الجزيرة والعربية و(إسكاي نيوز) ..أسماء عدد من أعلام الصحافة السودانية القريبة من قلب الانقاذ كانت ماثلة على طاولة النقاش ..الرئيس حسم الجدل واختار الأستاذ حسين خوجلي ليكون عنواناً لمرحلة جديدة ..بين حسين والإنقاذ فاصل من الخصومة التي وصلت مرحلة تكسير العظم..إذاً لماذا فاتت هذه الملاحظة على ولاية الخرطوم وهي تقدم عنواناً قديماً لمرحلة جديدة. بصراحة..مازالت المبادرة الإعلامية لرجال حول الرئيس تنقصها الجرأة.. أخطاء فادحة ترتكب في منطقة الجزاء تجلب المسخرة والسخط تمر دون حساب.. يحيرني سؤال ماذا ستقدم الإنقاذ من حافز للأستاذ محمد حاتم سليمان إذا ما تمت تبرئته من كل التهم المنسوبة إليه؟.
لا غرابة في صورة المشهد بابعاده الموصوفة بالبهتان أن يوصف مخرجاتها مطلوب من العدالة في طور التحقيق عن فساد الذمة ورئيس مذموم أمام المحكمة الجنائية في صورة هي الأولي في تاريخ السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة