العودة النهائية: مرحباً أيها الوطن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 05:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-16-2016, 05:37 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العودة النهائية: مرحباً أيها الوطن

    05:37 AM October, 16 2016 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر
    عودة نهائية: أو محاولة من جديد لعشق الوطن
    لا ادري هل ابدأ من البداية ام النهاية . في الحقيقة لا فرق بينهما.
    لأن النهاية كالبداية و البداية كالنهاية. و لكني سأبدأ كما تعوّدنا دائماً أن نفهم الأشياء من بداياتها ،
    لذا سأحكي معكم القصة من بداياتها.
    بما أنني أنثى و شابة دون الثلاثين و كذلك غير متزوجة لم أستطيع أن أعلن فرحتي للملأ .
    أو أن أنشر فرحتي للكل ( و يا ليتني كنت أستطيع ذلك)..لماذا؟
    هل خوفاً من أن يُجهض الحلم و هو لا زال في بداياته؟
    أم أنني كأنثى يجب أن أكتم عواطفي( بسيطة فقد تعوّدت على ذلك كثيراً).. غريبة هذه الحياة...
    ....ما يفرحك تخبأه ..و ما يحزنك تخبأه و ما يقلقك تخبأه. هل كل المجتمعات كذلك؟.
    ليس مهماً الآن أن أجد الإجابة و لكن المهم سوف استعين بالكتمان و الصبر و الإنتظار و الدعاء إلى أن يتحقق الحلم.
    نعم كانت فرحة شعرت بها كالبرق الساطع المفاجيء الذي أضاء كل دواخلي عند لحظة ظهوره .
    لذا قولوا لي يا أحباب كيف لا أفرح؟ و كيف لا أبتهج؟

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 06:01 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 07:35 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-20-2016, 07:01 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-27-2016, 05:22 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-27-2016, 05:23 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-27-2016, 06:12 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-27-2016, 08:40 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-30-2016, 03:47 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-31-2016, 09:05 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-01-2016, 06:58 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-02-2016, 07:40 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-03-2016, 07:57 PM)

                  

10-16-2016, 06:09 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    بما أنني أنثى و شابة دون الثلاثين و كذلك غير متزوجة لم أستطيع أن أعلن فرحتي للملأ .
    أو أن أنشر فرحتي للكل ( و يا ليتني كنت أستطيع ذلك)..لماذا؟
    هل خوفاً من أن يُجهض الحلم و هو لا زال في بداياته؟
    أم أنني كأنثى يجب أن أكتم عواطفي( بسيطة فقد تعوّدت على ذلك كثيراً).. غريبة هذه الحياة...
    ....ما يفرحك تخبأه ..و ما يحزنك تخبأه و ما يقلقك تخبأه. هل كل المجتمعات كذلك؟.
    ليس مهماً الآن أن أجد الإجابة و لكن المهم سوف استعين بالكتمان و الصبر و الإنتظار و الدعاء إلى أن يتحقق الحلم.
    نعم كانت فرحة شعرت بها كالبرق الساطع المفاجيء الذي أضاء كل دواخلي عند لحظة ظهوره .
    لذا قولوا لي يا أحباب كيف لا أفرح؟ و كيف لا أبتهج؟
                  

10-16-2016, 06:40 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لن استدعي ضعفي كأنثى و لن استندعلى آمالي المخبأة في الضمير و لا على دعوات اخواتي
    و لا على دعوات أمي و عطف أبي لكي أظهر بطولات زائفة و لا استقطر تعاطفكم معي .
    فقد اعتدت على أن اواجه قدري بشجاعة و لوحدي ما استطعت إلى ذلك سيبلا.
    لكن قولوا لي يا أحباب كيف لا أفرح؟ و كيف لا أبتهج؟
    كيف لا، و هذه فرصة أو في الحقيقة هدية ثمينة جاءتني من السماء. هي فرصة ثمينة تأتيني لكي
    أحقق أحلامي. لكي اخرج من هذا الجو الراكد. و لكي أمد يد المساعدة لأخواتي الحبيبات و والدي العزيز.
    و لكي أطمئن نفسي أكثر و لمزيد من من التفاؤل في مثل ظروفي هذه أعزّي نفسي أو أخدعها لا أدري،
    بأنه من المؤكد ستكون هناك أشياء حلوة يخبئها لي الغيب في خطوتي المأمولة هذه و لا أعلمها.
                  

10-16-2016, 07:28 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و هكذا حاولت غصب عني أن أكتم الخبر ..الخبر المفاجأة ........الخبر الكنز الخبر الجائزة....الخبر العزيز ...
    .................الحلم الذي كنت انتظره في صبر و أنا أتقلب بين الأمل و اليأس.

    الآن وأنا جالسة هكذا يسرح بي الخيال لأتذكر تلك الايام لحظة بلحظة. أتذكرها الآن و حقيبتي ترقد أمامي
    و في الطاولة الصغيرة أمامي جواز السفر و التذكرة . نفس لحظات الانتظار... نفس القلق ..و لكنها ليست نفس المشاعر.
    اتذكر ذلك اليوم الذي كان اول يوم لي في الإغتراب . أتذكره و أنا أنتظر مندوب الشركة ليأتي و يأخذني إلى أولى خطوات العودة إلى وطني مرة أخرى.

    طيلة الليل كنت اسامر و اودع زميلاتي في العمل من الجنسيات المختلفة. لقد تعلمت منذ جئت إلى هذه البلاد مغتربة: أن الحب
    بين البشر لا يعترف بالجنسيات و لا التعاطف يحتاح إلى تعلم اللغة لكي نفهمه . كلنا فهمنا معنى الغربة
    و إن كان ذلك بفهم مختلف و لربما بطعم مختلف من حيث الدرجة و لكن نفس المعاناة و نفس العذاب و نفس القلق.
                  

10-16-2016, 08:33 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لهفي عليك أنتي يا (راشيلا) صديقتي الفليبينية و لهفي على ابنتك التي لم تتعدى السنوات
    الثلاث في هذه الحياة .نعم بالطبع لن تقصّر في تربيتها و لكن رائحة الام لا تعدلها رائحة.
    راشيلا اغتربت لتبني مستقبلها و مستقبل إبنتها من خلال البعاد و الفراق و الدموع الليلية الحرّى .
    و أنت يا ( نورة) هل ستحكي قصتك بالكامل ام تلتزمي أمان الصمت ؟
    قولي فقط بأنك تركتي مرابع الأهل في الصعيد لتأتي إلى المجهول باحثة عن الأمل.
    و كيف يا (سوزي) ستقضين بقية العام و قلوبنا تتقطع و نحن نسمع نشيجك المكتوم كل ليلة و دمعك يبلل الوسادة؟
    هؤلاء هن رفيقاتي في السكن و العمل.جمعني بهم و معهم الحلم و الامل و المعاناة و الصبر المر.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 09:23 AM)

                  

10-16-2016, 09:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أجلس الآن و أنا أنظر إلى حقيبة السفر أمامي . كل ما استطعت شراءه يقبع بداخلها : بضع ملابس لي و ألعاب لأطفال
    لإبنة أختي و قميص لأخي و جلباب لأبي الحبيب و باقي فراغ الحقيبة ممتليء بحبي و أشواقي لهم. فهم أسرتي الصغيرة

    و كل ما املك في هذه الدنيا.أخي متزوج و يعيش مع أولاده. إخواتي حبيباتي أحبهم و يحبوني و لكنهم مقصوصي الجناح.
    واحدة متزوجة و الأخرى مخطوبة و أنا بين بين..أقصد علاقة عاطفية غير مفهومة بدات قبل اسافر و لكن الرؤية
    لا زالت ضبابية و غير مفهومة أو لنقل غير محسومة. أمي ؟ الله يرحمها توفيت قبل ثلاثة سنوات
    و تركت في حياتنا فراغاً كبيراً.أنظر إلى مستندات السفر امامي و أتذكر تلك الأيام خاصة لك اليوم
    الذي جاءتني فيه(ع) لتزف إلي الخبر السعيد. و تطلب مني أن أدفع عشرة مليون قيمة العقد و تذكرة السفر.
    و كدت أن أطير لحظتها.. لحظات الفرح في حياتي ليست كثيرة و تلك كانت من أسعد لحظات الفرح في حياتي.
    أخيراً سوف أنعم بفرصة في الإغتراب.
    العشرة مليون ليست مشكلة فما تركته لي امي من مصوغات موجود و ساستعيده فيما بعد.
    و هكا تمت إجراءات سفري بسرعة لم أكن أتوقعها.جاءت لحظة الحقيقة .
    لحظة فراق الاحبة والدي في ركن الغرفة يخفي دموعه ليستر صرامة كانت تتبدّى منه ل رغم محاولته إخفاء حنانه
    الفطري الذي كانت تفصح عنه نبرات صوته المتهدج .
    شقيقاتي كاد ان يشقهن البكاء و النحيب و لم يتركن
    حضني إلا بعد ان الحّ بوق السيارة يعلن أن الوقت قد تأخر. ودعت الوطن من خلال زجاج السيارة
    و هي تحملني للمطار ما بين سحب الدموع الهاطلة و بين نهنات وجع الفراق الحار.
    أخيراً ودعت وطني و احبتي بينما الطائرة ترتقي بين السحاب و انا أسأل الله أن يجعل بيننا لقاءا و لقاءات.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 09:25 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 09:26 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 08:16 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-16-2016, 08:19 PM)

                  

10-16-2016, 09:46 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لم أفق من حزني بعد . حزني الذي لم يغمر إحساسي و ‏نفسي فقط بل غمر تركيزي كذلك و عيّ بالأشياء من حولي ‏‏. لم أنتبه لنفسي من فرط حيرتي و ارتباكي إلى أن وجدت ‏نفسي أمام موظف الجوازات. كأنه لاحظ حيرتي و ارتباكي إذ ‏كان ينظر إليّ في شبه ابتسامة. دقائق و تم الإنتهاء من ‏ختم جوازي . بدأت أنظر حولي باحثة عما يقوي ثقتي ‏بنفسي و أنا أخطو أولى خطواتي في الغربة ابتداء من ‏مبنى المطار الفخم . إحساس مريع بالضياع و أنا أجد ‏نفسي وحيدة حاضنة في صدري حقيبتي الصغيرة التي تضم ‏أشيائي العزيزة و في خاطري صورة أحبائي الذين تركتهم ‏ورائي سعياً وراء الحلم. اللافتات و التنبيهات المضيئة لم ‏تُفلح في إرشادي للخروج من المبنى .
    سألت أحد ‏الموظفين فأرشدني لباب الخروج.و أنا أخطو للخارج بدأت ‏تنتابني سلسلة من التساؤلات و الهواجس:
    ماذا لو لم أجد ‏من ينتظرني من قبل الشركة؟ إلى أين سأذهب؟ أين ‏سأقضي الليلة؟
    ‏ خطوت إلى الخارج و أنا أتفرس في وجوه المنتظرين الذين ‏اصطفوا على جانبي الطريق. لم انتبه إلا
    و مندوب الشركة ‏يهتف باسمي و هو يحمل لافتة صغيرة في يد و صورة ‏لشخصي في اليد الأخرى.
    شعرت بدفعة معنوية قوية ‏تنتشلني من ارتباكي و من إحساسي المُمضْ بالوحدة و ‏الضياع. عبارات ترحيب
    مختصرة ثم قادني إلى حيث تقف ‏مركبة الشركة. جلست في المقعد الخلفي الوثير و كانت ‏كلمات المندوب
    المرحبّة تطرق أذني كأنها موسيقى تقودني ‏إلى حيث ما كنت أتمنى و أنتظر . قطعت السيارة المسافة ‏بين
    المطار و السكن و أنا منتشية ما بين إحساسي ‏الداخلي بالنشوة و الإرتياح و بين الأغاني الآسيوية ‏المنسابة
    من المذياع إلى أذني مهددة دواخلي و احاسيسي. ‏أعضاء جسمي المنهكة من طول السفر لم تفلح في أن ‏تزيح
    انتباهي و متابعة شوارع المدينة الواسعة و أضواءها ‏الباهرة و المباني الشاهقة ترتفع على طول الطريق.
    أخيراً ‏وصلنا إلى السكن المخصص للسكن على ما يبدو..آه يا ‏أمي ليتك كنت حيّة لترين بنتك العزيزة و قد
    تحقق حلمها. ‏ليتك يا أبي و أخواتي العزيزات ترينني و أنا أدخل إلى باحة ‏السكن الذي خصصته لنا الشركة.
    سلّمني المندوب إلى ‏حارس المبنى الذي قادني إلى مشرفة السكن. المبنى عبارة ‏عن مجمع ضخم مقسم إلى عدد من الشقق و الغرف.‏
    ‏ ‏
                  

10-17-2016, 06:44 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الغرفة ليست واسعة بما فيها الكفاية تشاركني في الغرفة ثلاثة أخريات. كلهن حارسات أمن مثلي.
    منظر الغرفة و السرائر الاربعة المتوزعة في الغرفة لم يسرني، و مشجب تعليق الملابس
    و دولاب الملابس الوحيد كل ذلك كان كافياً لكي أعي و أفهم ما سينتظرني و لكن..
    ... لأن أحلامي كانت كبيرة لم أتوقف كثيرا عند منظر الغرفة العادي جداً بأشيائها المبعثرة
    و عدم الترتيب البادي للعيان. لم يكن في تلك الساعة غيري في الغرفة.
    قادتني مشرفة السكن بمهنية ات طعم ماسخ إذ يبدو كأنهم قد أيقظوها من نومةٍ هادئة.
    جلست على حافة السرير و أنا أتلفت حولي .شعرت لحظتها بشيء في خيالي
    يود أن يتبخر إنه بعض من صورة الحلم التي كوّنتها في خيالي. كنت مرهقة للحد البعيد
    لذا لم استرسل في مراجعة ما سافقده من حلم و من أعزاء و أصدقاء بل
    و من حياة كنت قد رأيتها و دمغتها بأنها حياة بائسة و مملة و رتيبة. استلقيت
    بعرض السرير لكي ارتاح قليلاً من تعب يومٍٍ طويل انقضى ما بين وداع و سفر
    و وصول و ترتيبات و متابعات و توجس و قلق و تشوّش حاد.لم أفق إلا
    بخبطات قوية على الباب. كانت هي المشرفة حادة الملامح. ثم أردفت بعبارة
    قالتها في نبرة حادة تراوحات ما بين الامر و التوجيه و التحذير:-
    استعدي للذهاب للشركة ، ستأتيك العربة خلال نصف ساعة.الشركة كخلية نحل.
    وقفنا مع موظفات آخريات (يبدو انهم حارسات أمن مثلي) أمام موظف شئون الموظفين.
    نصف ساعة مرّت تم تسليمنا عقد العمل و أعطونا وقت لمراجعته و الإطلاع
    على بعض الأوراق التي تتضمن التعليمات و الاوامر و برنامج العمل و التنبيهات
    و التحذيرات.أخيراً وقّعنا على العقد و ارجعناه لهم.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-17-2016, 06:48 AM)

                  

10-17-2016, 07:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مرّت الثلاثة شهور الأولى و لا أقول تبخّر الحلم و لا أقول تبدّل و تحوّر و تعدّل
    بل تضاءل و أضمحل. فقدت الحلم و الراحة النفسية و البدنية و كسبت الغربة
    و زميلات السكن و العمل( المصائب يجمعنا المصابينا).
    ساعات العمل لم تتعدى المدة المقررة رسميا و معروفة و هي ثمانية ساعات.
    و لكنها كانت في شكل نوبات عمل تتناوب ما بين العمل صباحاً و ظهرا و مساءً.
    كنا نقف طيلة فترة المناوبة على ارجلنا و من يتم ضبطها جالسة يكون عقابها
    الخصم و هل يتحمل الراتب الخصم؟
    من يرانا واقفات نوزع الابتسامات يمنة و يسرة على الداخلين و الخارجين
    من ذلك المجمع التجاري الذي نعمل حارسات له،من يرانا منتصبات
    و نحن في أزيائنا الأنيقة النظيفة اللامعة يقسم بأننا نعيش أفضل الظروف و الأوضاع النفسية و المعنوية.
    و لكن لن يصدق أحد بأننا نعيش فيما يشبه العبودية الإختيارية حيث لا ترفيه و لا تسلية و لا راحة .
    فنحن من نصنع طعامنا بانفسنا( يتم صرف كمية محددة المواد تموينية) كما نقوم بغسل ملابسنا بأنفسنا
    و ننظف غرفتنا بأنفسنا. لطالما كنت أتذكر الحياة التي كنت أعيشها و التي كنت أقنع نفسي
    بأنها حياة كئيبة و مملة لم أكن أعرف أنني ذاهبة لأسوأ منها.
                  

10-20-2016, 06:55 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    غدا سوف نعود إلى نقطة البداية مرة أخرى...إلى أحضان الوطن.
    تسألوني كيف هي مشاعري؟
    لا استطيع الإجابة .لأن إجابتي مشوشة و كذلك مشاعري.
    هل أنا نادمة على تجربة لم تنتهي بعد؟
    لا أدري بماذا أجيب
    لو قلت نادمة أكون أنكرت تجربة ثرة اكتسبتها و حياة جديدة ذقت مرارتها.
    أاقول نادمة و قد اكتسبت صداقات من أخوات عزيزات هن لسن من جنسيتي نعم و لكننا ارتبطنا بصداقة صادقة و علاقة اخوية
    وقفت بقوة امام عذاب الغربة و خففت من غلوائها ..
    و لأول مرة أعرف أن الإنسانية و التعاطف الصادق هي لغة سائدة بين بني البشر
    بغض النظر عن تصنيفاتنا الجائرة حسب الجنس و حسب القبيلة و القطر.
    لذلكأقول لكم آسفة ..لا أستطيع الإجابة .زلا أستطيع الإجابة بحق.
                  

10-25-2016, 04:35 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    صباح الخير
    بعد غيبة أكثر من أسبوع لا بد من إنعاش الذاكرة و أيضا بعد التعديل الطفيف في آخر جزء من القصة.
                  

10-25-2016, 05:57 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    غدا سوف نعود إلى نقطة البداية مرة أخرى...إلى أحضان الوطن.
    تسألوني عن تقييمي لتلك التجربة و عن كيف هي مشاعري؟
    هل أقول أنا نادمة على هذه التجربة لرغم مرارتها؟
    أيضاً ليس لدي إجابة واضحة...لذا لا أدري بماذا أجيب.
    لو قلت نادمة، أكون قد أنكرت تجربة رغم قسوتها و مرارتها و لكنها تجربة مفيدة .
    تجربة غنية اكتسبت فيها خبرة و تعرّفت فيها على جوانب جديدة في الحياة رغم مرارتها.
    أأقول نادمة؟ و قد اكتسبت صداقات جديدة؟ لقد تعرّفت على أخوات عزيزات قاسين نفس تجربتي.
    بل قد تكون تجربة بعضهن أقسى و أشد مرارة من تجربتي. نعم هن لسن من جنسيتي و لا من بلدي
    و لكننا ارتبطنا بعلاقة صداقة عميقة و علاقة أخوة صادقة نشأت بيننا خففت علي و عليهنّ جميعا
    عذاب الغربة و ضغط العمل و مكابدة الظلم و الاستغلال الذي تعرضن له .
    و لأول مرة أعرف أن الإنسانية و التعاطف الصادق هي لغة سائدة بين بني البشر بغض النظر عن الجنسية و عن البلد.
    هل بعد ذلك أقول أنا نادمة على هذه التجربة رغم مرارتها؟

    أقول لكم الآن. و بكل صدق : ..لا أستطيع الإجابة ...لا أستطيع الإجابة بحق.
    .
                  

10-25-2016, 07:08 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    طعم الوطن الآن يتغيّر في نظري كما في خاطري و وجداني. لم يعد كما كان قبل ثلاثة سنوات في ناظري وطن كالح و كئيب. ......
    ..........وطن كنت أود أن اهرب منه بأي ثمن حتى و لو كان الثمن الوطن نفسه.
    كنت قد قررت أن أهرب حتى من ذكرياته و كل تفاصيل حياتي فيه. سبحان الله و اليوم اجد نفسي أعدّ اللحظات منتظرة في عجل...
    ...........................احلم بأن أغمض عيني لأجد نفسي في أرض الوطن بين أخواتي و والدي العزيز و جيراني و أهل بلدي الأحباء............. الذين أحبهم جميعا.
    الآن يصبح الوطن عندي معنى آخر و مكانا للحب و الأحضان الدافئة و الضحكات الصادقة.
    مكان القلوب الكبيرة الممتلئة رحمة و شفقة و حنان و مروءة .
                  

10-27-2016, 04:46 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    قبل أن أنهي سرد مشاعري المتناثرة و التي لا استطيع أن أمسك بخيوطها لا بد أن أحكي لكم قصة زميلتي السودانية(ع)....
    .............. زميلتي هذه محظوظة لأنها استطاعت المرور من فتحات المعاناة و اليأس و الإحباط الذي مرت به إلى فسحة الأمل الواسع.
    (ع) هي أول من تعرفت عليها في هذا البلد.إنسانة ودودة و تفيض عذوبة و رومانسية . لكنها رومانسية مغطاة بشيء من الحزن
    و شيء من عدم اليقين.جاءت إلى هذا البلد حارسة أمن مثلي و قد سبقتني بعامين في عالم الغربة.
    وجدت فيّ حين جئت اليقين الذي كانت تبحث عنه. فقد جاءت محطمة و يائسة من أي أمل أو خير قد ينتظرها.
    أحبط آمالها شاب أحبته و وثقت في صدقه ثلاثة أعوام ثم اكتشفت الحقيقة المرة .
    لقد تزوج غيرها دون أن يخبرها و دون أي مقدمات تجعلها تتقبل الكارثة تدريجياً.
    العام الماضي تعرّف عليها شاب سوداني يعمل موظفاً في إحدى الشركات
    .أعجب بها و جاءت إرادة الله تحمل لها الأمل من جديد و تعيد لها التفاؤل..كانت تتمنى أن تأتي لوداعي .... حلمها الوحيد. .....
    .............................. وليدها الذي لم يتعدى عمر العشرين يوما. كان طفلها ذاك هو هدية الغربة لها..................
    ................. لم تشأ الدموع السخينة أن تتوقف و هي تودعني في أخوة صادقة و حنان مشوب بالإمتنان.
    وداعا يا (ع) لقد جعلتيني أكتشف في نفسي مساحات كانت خفية للتعزية و بث الأمل و لو كان الأفق ملبداً.
                  

10-27-2016, 06:58 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    بمناسبة المشاعر الزائفة و الحب الذي تحمله الرسائل و لا تحمله القلوب.
    تلقيت رسالة من قريب لوالدتي قبل شهور.الكمات تتعثر و التعابير خجلى و هي تحاول أن تبحث عن ثغرة لتصل إلى قلبي.
    بالرغم من خبراتي السابقة مما سمعت من حالات مماثلة صرت لا أثق كثيراً في جدوى مثل هذه الرسائل .
    لم اجاريه أو حتى أبدو بأني فهمت رسائله الخفية. فالحذر واجب في مثل هذه الأمور .
    كما أن الحب و المشاعر في اعتقادي يكمن صدقها ليس في الكلمات( التي يجيد البعض نصب الشراك من خلاله).
    و لكن الحب و الصادق تكشفه حرارة المشاعر.... حين تلتقي النظرات الخجلى.و عندما ترتخي الرموش لتخفي
    الخجل و تخفي إنكشاف المشاعر التي تود أن تتدفق دفعة واحدة فتفضح الدواخل.
    و لكن قريب والدتي هذا أعرفه لانه جاءنا في منزلنا عدة مرات قبل سفري.
    لا أقول أن لدي فراسة في قراءة الوجوه و لغة الجسد.و لكن يبدو عليه التهذيب و الإحترام.
    لا أكتم سراً لو قلت أني أحس بانه جاد و سيطل علينا بمجرد أن يسمع بعودتي.
    و ستكشف الأيام ما يخبئه القدر.
    لست متعجلة..خاصة في مثل هذه الأمور......
    .....................و لكن أتمنى أن يحقق لي شيء في هذا الجانب الذي أحاول دائماً أن أنساه.
    خاصة بعد إغترابي.
                  

10-27-2016, 08:02 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سبحان الله اليوم بعد ثلاثة سنوات في الغربة أقرر و أنا في كامل وعي و بمحض إرادتي أن أعود. أن أترك حياة الإغتراب.تلك الحياة التي سعيت إليها بنفسي و ركضت يمنة و يسرة لكي تتحقق .اليوم سوف أترك الذي كان يوماً حلماً ورائي و أعود لنقطة البداية مرة أخرى. بالطبع سوف سوف يسخر مني كثيرون و يستعجبون. سيقول البعض بأنني غبية. أو ملولة. و منهم من ييقول بأنني أضعت فرصة ثمينة و منهم يقول بأنني ملولة. او جمعت مالاً كثيراً.. فعلاً لقد قررت ان استبدل الغنى بالفقر.و لكن قولي لي أي غنى؟ و بأي ثمن؟ المهم لقد قررت العودة و أنا راضية.
    سوف أترك الدراهم ورائي لأسباب كثيرة لا يعلمها إلا أنا.
    لم أحكي ما عانيته حتى لأخواتي العزيزات حتى لا أزيد ألمهم و قلقهم عليّ.
    و حتى لا أفسد فرحتهم بالمال القليل و الهدايا التي كنت أرسلها لهم على فترات متعللة بعدم وجود شخص أرسلها معه.
    حقائبي منذ الأمس معدة و جاهزة و كذلك نفسي و روحي.
    كلما أفكر أجد روحي تصبو و كياني ينتظر في قلق لتلك اللحظات العزيزة التي أخط فيها رجلي في أرض الوطن.
    ترى هل ساتحمل أثر تلك اللحظات؟
    هل سأحضن كل من يقابلني؟
    ترى هل أحكي لكل من يقابلني أأني كنت مشتاقة لكل واحد من أهل وطني؟
    .و هل يكفيني غفراناً لعقوقي للوطن أن أجثو على ترابه أو أبكي على صدره؟
    و هل يكفيني أن أقول له كم ظلمتك؟
    أم أطلب المغفرة على عقوقي له؟
    و كيف عندما اغادر سأمسح من ذاكرتي كل لحظات البعاد و الالم و الظلم؟
    و هل ساسمح لذاكرتي بأن تستعيد ذكرى تلك الايام و الشهور الكالحة؟
                  

10-27-2016, 11:35 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سؤال فني للقراء العاديين المتابعين و لأصحاب الذائقة الأدبية و الرؤية النقدية : يعني للجميع
    هل ذكر ملابسات كتابة القصة و بعض التفاصيل المتعلقة بوقت و زمان القصة و ما إلى ذلك من حيثيات ....
    ..................هل يُفسد ذلك متعة السرد أو التذوق؟
    أم أن الفجوات تزيد من الغموض المحبب؟
    أتمنى رأيكم.؟
    أ
    و لا ضير فيما ستقولونه فنحن كلنا نتعلم من بعضنا.
    مع الشكر
                  

10-30-2016, 07:18 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أربعة ساعات تبقّت لي للانتقال إلى المطار..... المرحلة الأخيرة للعودة إلى الرحم الرحيم الذي منه جئت إلى الدنيا.... إلى وطني العزيز.
    بالأمس طلبني مدير الشركة( من أهل ذاك البلد الخليجي):
    - ارجو أن لا يكون عاتبة علينا في شيء و إنت مغادرة لوطننا؟
    لم أشأ أن أفسد عليه و على نفسه صدى اللحظات الأخيرة التي لابد و أن تلصق بالذاكرة و الوجدان
    - لا ليس هناك شيء
    نظر إلي و كأنه يحاول سبر أغواري و التي أغلقت كل مدخل إليها و تعمّدت أن أكون باردة و جامدة الملامح .
    و لكن هل أفلحت في ذلك؟ أظن ذلك إلى حد كبير فقد بدا ذلك في ملامحه. نظر إلى ساعته في حركة آلية ثم
    وقف منتصبا مادّاً يداً باردة و ملامحَ جاهد أن تكون ودودة . مددت يدي في ود لاحافظ على ذكرى
    اللحظات الأخيرة التي جاهدت أن تكون مناسبة على الأقل.
    قبل ساعة اتاني نائب المدير ( من الجنسية الهندية). كان أكثر رقة و ودا و كان اريحيته طبيعية.
    ألقى إلي بكلمات ودية و تمنى لي التوفيق ثم ودعني في حرارة و أعطاني مغلف به هدية شخصية منه
    ثم انصرف. أشياء بسيطة مثل هذه ترفع المعنويات للسماء و تجعل السماء لك مبتسمة و دواخلك ضاحكة مستبشرة.
    رسالة على جوالي من جاءتني الآن. إنها من راشيلا رفيقتي الفليبينية في العمل و السكن.
    أحس بحروفك تقطر دمعا و حزناً:
    سوف نفتقدك كثيرا يا أختي
    ستكون الغرفة من دونك كهفاً خالياً.
    كنت أتمنى أن أكون حاضرة لوداعك و لكنك تعرفين ظروف العمل السيئة(وجه ضاحك).
    أتمنى لك التوفيق في حياتك العملية و الخاصة.
    تحياتي لأهلك و لوطنك العزيز
    أختك راشيلا

                  

10-30-2016, 12:41 PM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة نهائية: محاولة أخرى لعشق الوطن (Re: محمد عبد الله الحسين)

    واصل روعتك كما أنت ودع الأسئلة الفنية
    القومة ليييييييييييييييك
                  

10-30-2016, 01:48 PM

walid taha
<awalid taha
تاريخ التسجيل: 01-28-2004
مجموع المشاركات: 4244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    quoteكذلك غير متزوجةquote

    جميل ...إذن لم تنقل أبناء الى المهاجر ولا الى دنيا الإغتراب بالتالي فى منأى من الشعورين (اللوم /الإمتنان)

    ده مشروع عشق ناجح

    تحياتي محمد
                  

10-30-2016, 03:16 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: walid taha)

    اتصل مندوب الشركة لكي يخبرني بأن سيأتي خلال نصف ساعة ‏لتوصيلي بسيارة الشركة للمطار.‏
    جاءاتني سوزي و أعطتني مظروف قالت بأن ذلك مبلغ تم جمعه ‏بإشتراك زميلات السكن في الداخلية. شكرتها..وقفت دقائق ثم ‏استأذنت في الذهاب.شكرتها و ودعتني و عيناها تتلألأ أطرافهما ‏بالدموع. هدية من السماء بالطبع لم أكن اتوقعها.لأنهن جميعهن ‏يقاسين الراتب الضعيف و غلاء المعيشة في هذه البلاد.‏
    ‏ دمعت عيناي دون أن أدري و أنا أفتح المظروف لأجد ثمانية ورقات ‏من فئة الخمسمائة ريال داخل المظروف. لحظات شكرت فيها الله و ‏شعرت بالإمتنان لزميلات جمعت ظروف الحية من شتى البلاد و لا ‏أظن أن الظروف قد تجمعنا مرة أخرى.
    الحمد لله كان عدم شراء آيباد ‏لأختي الصغرى وجع لا يدانيه وجع .
    الآن استطيع كذلك شراء زجاجة ‏عطر لعمي و ثوب لجدتي الحنون.
    الآن شعرت و أنا أعود إليهم بأنني ‏سأقدم لهم شيئاً. الحمد لك يا ربي و الشكر لكن يا صديقاتي العزيزات.‏
    بعد حوالي نصف الساعة جاء السائق (رام) ذلك النيبالي النحيف ‏خفيف الظل
    الذي كان يأخذننا في المشوار اليومي من السكن لكي ‏يوزعننا على اماكن
    عملنا المختلفة. طلبت منه أن نذهب إلى مول ‏كارفور لأشتري الهدايا
    و بعض الأشياء التي أصبح من الممكن ‏شراؤها لها بعد استلامي لتلك الهدية القيمة التي جاءت في الوقت ‏المناسب.‏
    رافقني رام داخل المول و تجول معي دون أن يكل. رأيته يتمهل
    أمام ‏إحدى واجهات العرض. و لما رآني أبطيء سيره لكي انتظره قال لي:‏
    ‏- خدي راحتك يا سلوى ‏
    لحق بي خمسة دقائق و كنت قد أكملت شراء احتياجاتي.‏
    ‏- سيكون مقعدك فرغاً ..لن يجلس فيه شخص مكانك لمدة اسبوع.‏
    اندهشت و فاجأتني كلماته الودية .شكرته كثيراً . حقيقة لم أتوقع منه ‏ذلك
    و قد كان جاداً دائماً عندما يقوم بترحيلنا و كان يحرص على دقة ‏المواعيد.
    و لكن خارج ساعات العمل كان ودودا جدا فكنا أحيانا حين ‏لا نستطيع
    الخروج لشراء ما نحتاج إليه نوصيه بأن يشتري لنا فكان ‏يقوم بذلك
    بكل اريحية و طيب خاطري و في صباح اليوم التالي ‏يحضرها معه و يسلمها لنا.‏
    وصلنا المطار.و ساعدني رام في إنزال العفش. و انتظرني حتى أكملت ‏الإجراءات . ‏
    و جاءت لحظة وداعه التي لن تكون بالطبع كمثل وداع زميلاتي.
    ‏ودعني رام بحرارة متمنياً لي التوفيق. ثم سلمني كيساً صغيراً.‏
    ‏- اتفضلي يا سلوى ‏هدية بسيطة
    تفاجأت عندما سلمني الساعة.‏
    ‏- هذه ساعة يد ..ابتسم ثم قال:‏
    ‏- هي ليست غالية ..اعتبريها تذكار مني
    ثم ودعني بسرعة ثم انصرف

    كسرة: الأخ سنجاوي لك الشكر و التقدير
    الاخ وليد: ملاحظة ذكية..تسلم يا صديق
                  

10-30-2016, 03:45 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ت أن أقول عندما كنت في المول قبل ساعة شعرت كم كنت أدود ‏أن أقضي فترة أطول داخل
    هذا المول لكي أودعه وداعاً خاصاً. ‏فقد كان ذلك المول هو سلوتنا الوحيدة للنزهة و التسلية.
    و كان ‏هو الواحة التي نحلم نحن و رفيقات العمل بالذهاب إليه في أول ‏الشهر و لكن استمتاعنا
    بالتجول فيه لا يكتمل لأن الساعة ‏العاشرة (موعد عودتنا للداخلية) كانت سرعان ما تصل
    قبل أن ‏نروي غائلتنا نحن المحرومين من هذه المتع من التنزه و التجول ‏فيه بحرية .
    كما أن ما كنا نراه كان بالنسبة لنا للفرجة و التمتع ‏بمشاهدته فقط. لأن ما نشتريه
    كان هو فقط ما نحتاجه فعلاً و لا ‏نملك رفاهية شراء ما نتنمناه .و بالرغم من ذلك لم تمنعا
    ‏إمكاناتنا المادية المحدودة من أن نسترق النظر و نتجول ساعة ‏أو ساعتين نمتع نواظرنا بما
    يعرض في اجزاء المول الختلفة و ‏محلاته المتعددة و التي يعزّ علينا اقتناؤه. ‏
    كان كأس الايسكريم المثلج و الشوكولاتة و وجبة الدجاج ‏المقرمش أو وجبة كنتاكي
    التي نتشاركها هي أقصى ما يتحمله ‏راتبنا الشهري في كل أول شهر.‏
    أما في نهاية الاسبوع فكنا نمر على المحلات على عجل حتى لا ‏تستوقفنا الحسرة
    و نمر سريعاً مكتفين بكاسات الايسكريم أو ‏الشكولاتة ......
    .........بالإضافة للمقرر الثابت من أرز و سكر وزيت و ‏صابون ..إلخ.‏
                  

10-30-2016, 04:11 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لأسباب خارج إرادتي سيكون إكمال باقي القصة غدا
    إن شاء الله
    مع تحياتي و شكرا للمتابعة
                  

10-31-2016, 11:43 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ذهبت إلى كاونتر الخطوط لإكمال إجراءات الوزن و الحجز. طلبت من ‏موظفة الخطوط أن تحجز لي مقعداً
    قرب النافذة. نظرت برهة في لوحة ‏الكمبيوترات ثم ردت متسائلة بابتسامة :‏
    ‏- و لكن مقعدك في الأمام هل تريدون تغييره بآخر في الخلف و لكنه ‏قرب النافذة؟
    ‏- نعم ..لا مشكلة إطلاقاً أريد فقط مقعدا قرب النافذة
    لم أشرح لها السر في ذلك . كنت أريد أن أطالع مرأى الوطن منذ ‏دخولنا إلى مجاله الجوي. أريد ارى منظر
    البيوت و البنايات و هي ‏تقترب مني و أنا أقترب منها. لا أريد أن يداهمني الشوق بكل عنفوانه ‏دفعة واحدة
    لا أحتمل أن اقابل و طني بكل كبريائه في لحظة واحدة ‏عندما تحط الطائرة فوق تراب بلدي. حملت في يدي
    بطاقة الصعود ‏للطائرة و أنا فرِحة بمقعدي المميز قرب النافذة.‏
    بعد أن اكملت الإجراءات شعرت كأن حملاً ثقيلاً أُنزِل من ظهري. ‏وضعت حقيبتي و الكيس الذي يحتوي على
    الهدايا على المقعد الذي ‏بجانبي. تنفسّت لأول مرة بارتياح كأن كل هموم الدنيا قد انزاحت من ‏صدري.
    الآن أحس بارتياح عميق و أحس كأنني أود أن أطير . بعد ‏دقائق و قد تبقى للصعود للطائرة ساعة كاملة
    هي كافية لكي أتجول ‏في ذلك المطار الفخم .
    غريبة أن أحس بطعم الأشياء الجميلة في هذه ‏البلاد و أنا على بعد ساعة فقط من مغادرتها. ‏
                  

10-31-2016, 02:00 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ‏ بعد دقائق و قد تبقى للصعود للطائرة ساعة كاملة هي كافية لكي أتجول ‏في ذلك المطار الفخم .غريبة أن أحس بطعم الأشياء الجميلة في هذه ‏البلاد و أنا على بعد ساعة فقط من مغادرتها. ‏دخلت السوق الحر. الصالة الواسعة تمتليء بكل ما قد يحتاجه ‏المسافر من هدايا. ذهبت إلى قسم العطور ابتسمت إلى البائعة ‏الآسيوية إبتسامة تفوح منها رائحة المهنية و لكنها مريحة على أي ‏حال. نثرت على وجهي من بعيد رذاذ من عطر فواح و منعش.‏‏- بكم هذا العطر‏400 دولار فقطضحكت في سري..و لم أعطي أي إشارة.‏‏- هل تريدين نوع آخر أقل سعراً؟هززت رأسي قاطعة أي أمل قد تتوقعه من زبونة مثلي . تركتها و ‏شبح الابتسامة لازال منتظرا ردي و انسحبت من ذلك المكان.قاطعة ‏بذلك أي أمل لديها ترتجيه من زبونة مثلي. ‏ذهبت إلى رفوف معروض فيها تشكيلات متنوعة الحلويات. الأسعار ‏غالية نوعا ما مقارنة بالمحلات خارج المطار. أخيرا قررت أن أشتري ‏تشكيلة من الشوكولاتة و بعض الحلوى العادية ثم خرجت و أنا ‏أحضن أكياس السوق الحر الصفراء في إنتصار .‏‏ الآن احس بنفسي و كأني مثل كتير غيري من المسافرين أتحمّل بالهدايا و مظاريف الهايا ‏اللامعة. ساعة كانت كافية فعلا لكي ترفع روحي المعنوية و تطرد عني عذابات الغربة و ‏معاناة العمل السابق و ظلم أصحاب العمل.‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-31-2016, 09:06 PM)

                  

10-31-2016, 09:03 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الآن فقط لا أحس بأي ضغينة و لا أحمل أي غِل و لا ‏أشعر بالاسى و لا حتى بالندم الذي كان يثقل تفكيري ‏
    طيلة الشهور الفائتة. الآن أحس بالتوازن. أحس بأني ‏متسامحة مع نفسي و مع غيري.
    و لا أود التفكير في من ‏ظلمني خلال تلك المدة التي قضيتها في هذه البلاد. ‏
    سأخرج من هنا وأنا نظيفة بكل ما تحمله الكلمة من ‏معنى.‏
    الآن يقطع حبل تفكيري صوت أنثوي رقيق ينساب عبر ‏مكبّر الصوت. أنصت بكل حواسي
    و الصوت الأنثوي ‏يطلب منّا التوجه للطائرة. وقفت مدفوعة بشحنة من ‏نشاط مفاجيء
    و أخذت حاجياتي متوجهة في نشوة إلى ‏صالة المغادرة. الجميع في حالة تركيز و تحفّز و هم ‏ينتظمون في الصف الطويل.‏
    ‏ جلسنا داخل الصالة .الوجوه من حولي لا أكاد أعرف ‏أيً منها. بعد نصف ساعة بدأنا رحلة الصعود للطائرة.‏
    داهمني و أنا أخطو أولى خطواتي داخل الطائرة ‏إحساس و كأنني في وطني خطوت للداخل و نشوة غير ‏عادية
    تملأ جوانحي. بخطوات بطيئة وصلت نهاية ‏الممر إلى أن عثرت على مقعدي قرب النافذة. جلست و
    ‏وضعت حاجياتي في الرف العلوي ثم ربطت الحزام ‏بعناية.‏
    إحساس بالراحة و بالسلام الداخلي يملآن كياني و كل ‏مسام في جسمي.‏
    مرت دقائق و بعدها بدأت أشعر بفراغ ما و انا اتابع ما ‏يجري حولي محاولة أن أسرّي عن نفسي حتى لا أحس ‏بوطأة الإنتظار
    و بطء مرور الزمن . بدأت ‏اتابع حركة الركاب و هم يحاولون أن يجدوا مقاعدهم ‏و حركة المضيفات و هنّ يتحركن
    جيئة و ذهاب في ‏نشاط.بدأت الطائرة في التحرك و انا أتمتم في سري ‏بالدعاء و التوسل بسلامة الوصول.‏
                  

11-01-2016, 07:03 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)


    عفوا أيها المتابعين الأعزاء سأقوم بتنزيل بداية القصة و لكن في هذه الجزئية فقط لربط أطراف القصة خاصة و أننا ندنو من نهايتها .
    بداية القصة:
    (لا ادري هل ابدأ من البداية ام النهاية . في الحقيقة لا فرق بينهما.
    لأن النهاية كالبداية و البداية كالنهاية. و لكني سأبدأ كما تعوّدنا دائماً أن نفهم الأشياء من بداياتها ،
    لذا سأحكي معكم القصة من بداياتها.
    بما أنني أنثى و شابة دون الثلاثين و كذلك غير متزوجة لم أستطيع أن أعلن فرحتي للملأ .
    أو أن أنشر فرحتي للكل ( و يا ليتني كنت أستطيع ذلك)..لماذا؟
    هل خوفاً من أن يُجهض الحلم و هو لا زال في بداياته؟
    أم أنني كأنثى يجب أن أكتم عواطفي( بسيطة فقد تعوّدت على ذلك كثيراً).. غريبة هذه الحياة...
    ....ما يفرحك تخبأه ..و ما يحزنك تخبأه و ما يقلقك تخبأه. هل كل المجتمعات كذلك؟.
    ليس مهماً الآن أن أجد الإجابة و لكن المهم سوف استعين بالكتمان و الصبر و الإنتظار و الدعاء إلى أن يتحقق الحلم.
    نعم كانت فرحة شعرت بها كالبرق الساطع المفاجيء الذي أضاء كل دواخلي عند لحظة ظهوره .
    لذا قولوا لي يا أحباب كيف لا أفرح؟ و كيف لا أبتهج؟ )

    بعد ذلك ساواصل متابعة كتابة القصة حتى النهاية.
    شكرا للمتابعة
                  

11-02-2016, 11:42 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    جلس قربي في المقعد المجاور شاب في حوالي منتصف الثلاثينات من عمره. بعد عشرة دقائق ‏من إقلاع الطائرة .............
    .........أخرج مجلة من حقيبته الصغيرة و بدأ يتصفح فيها. ثم التفت إلي:‏
    ‏-هل أنت خايفة؟
    ابتسمت ابتسامة خفيف و قلت له :لا؟
    ‏- اراك متوترة
    ‏- نعم متوترة
    ‏- إجازة؟
    ‏-لا ..عودة نهائية.‏
    ‏- لماذا؟...خير إن شاء الله؟
    ‏- قرار شخصي
    ‏-آه قرار شخصي ....يعني ما أسأل؟
    ‏-لا ليس ذلك قصدي و لكن قصدت ذلك قرار اتخذت بناء على قراري الخاص ..لأن الوضع لم ‏يعجبني؟
    ‏- أي وضع ؟ البلاد التي كنتي فيها؟
    ‏-لا.... وضع العمل؟
    المهم خلال ربع ساعة كان قد عرف عني أكثر مما عرفت أنا عنه. أما أنا التي كان يشغل تفكيري و شعوري هو
    لحظات الوصول و لحظات اللقاء مع الأعزاء..
    و لكن من خلال أسئلتي العابرة غير المدققة عرفت عنه ‏بعض المعلومات.‏
                  

11-02-2016, 12:20 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأخ سينجاويوجدت رسالتك الآن.شكرا على وجهة نظرك.
    و ارحب دائماً بأي نقد و بأي وجهة نظر.
    و مرحبا بتواصلك الكريم معي .
    و في انتظار المزيد من آرائك و وجهات النظر حول هذه القصة أو غيرها في أي وقت...
    ,,,,و لك شكري

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-02-2016, 06:05 PM)

                  

11-02-2016, 06:02 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    من خلال تجاذبي الحديث و التعارف مع ذلك الشاب و اسمه ‏كمال كان يبدو أنه مهتم إلى حد ما بما أقول. أما أنا فقد كنت ‏فقد كنت اعتبر أن حديثي معه هو لمجرد قطع الوقت حتى ‏الوصول و لم أكن افكر ابعد من ذلك.‏
    لا أنكر أن وجوده صدفة مجاورا لمقعدي كانت فرصة خففت ‏عني كتيراً من توتر السفر
    و من ملل الجلوس الطويل أسيرة ‏الانتظار في انتظار الوصول للوطن و الأهل .‏
    و إن كان ذلك لم يجعلني أتخلى عن تحفظي بعض الشيء فكان ‏دائماً هو الذي يبدأ الحديث.
    و كنت خلال حديثي معه طبيعية و ‏صريحة إلى حد ما.‏
    فعرفت منه أنه جاء للسودان في عطلته السنوية. و أنه غير ‏متزوج ( أقسم لكم أن هذه المعلومة لم تثير انتباهي).
    نسيت أن ‏أقول أنه قال بأنه قد يجد فرصة عمل لي في الامارات .و رغم ‏إنه ليس لدي رغبة في الذهاب للخليج
    مرة أخرى لكني لم أشأ أن ‏أقول له ذلك ليس لأنها مناورة ذكية مني. و لكني تذكرت حكمة ‏أو مثل كان يردده
    على مسامعنا و نحن في المرحلة الثانوية ‏معلم اللغة الانجليزية.كان يقول لنا: لا تغلق الباب وراءك فقد ‏تعود منه
    مرة أخرى.فكانت تلك الحكمة جزء من سلوكي ‏الاجتماعي كلما تذكرتها أعمل بها.‏
    باختصار كانت رحلة مسلية أكثر مما توقعت.و لم أشعر بالوقت. ‏إلا حينما جاءت التعليمات بربط الاحزمة.
    و كنت قد نسيت انني ‏أجلس بقرب النافذة.ربطنا الأحزمة و املت ظهر مقعدي للأمام ...........................
    ........................و ‏بدأت أحاول أن أنظر من النافذة.
    ضحك هو لما رآني احاول ‏النظر من النافذة و قال:‏
    ‏- لن ترين شيئاً ....ما زال الوقت مبكراً ‏
    تراجعتُ مبتسمة و انا اداري حرجاً حاولت أن لا أجعله يظهر في ‏ملامحي.‏
                  

11-02-2016, 08:12 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    خلال العشرة دقائق التالية كنت أكثر توتراً و ‏بدأ الارتاح يأخذ طريقه إلي و أنا أختلس النظر ‏من النافذة
    بدت أضواءالوطن تلوح كالأمل البعيد ‏المرتجى . بدت لي الطائرة و كأنها قد توقفت و ‏لا زا مرأى المدينة
    مجرد نقاط صغيرة من ‏الأضواء الزرقاء. أتنهد في خوف و قلق ...
    ماذا لو ‏لم نهبط ؟
    لو لم تنزل عجلات الطائرة؟
    لو فاجأنا ‏الطقس بمزاجه المعتكر فنضطر لأن نعود ‏أدراجنا.؟
    نظرت إلى داخل الطائرة لأطرد هذه ‏الهواجس المحبطة و نحن على بعد دقائق من ‏حضن أحبابي
    و من أرض الوطن. الطنين ‏المزعج في أذني يبتلع كلمات كمال و هو يتحدث ‏معي و لكني لا أسمع.
    يزداد الالم في أذني و ‏إحساس بالهبوط المفاجيء للطائرة يثير خوفي ‏و توتري أعود إلى النافذة مرة أخرى
    و تغوص ‏عيناي مخترقةالظلام الكثيف آملة أن ينجلي ‏الظلام فجأة ليهديني مرأى الوطن الحبيب.‏
    ترى من ينتظرني في المطار؟ ‏
    ترى هل يستطيع والدي الحضور؟ آه ستكون تلك ‏حينئذ أجمل اللحظات لي في هذا العام.‏
    هل سنكون محظوظين و نخرج بسرعة أم أن ‏الإجراءات ستطول؟
    الصمت بين الركاب داخل الطائرة هو السائد في ‏تلك اللحظات.‏
    لحظات ثقيلة ما بين أنفاس حارة تتهدج و نفس ‏تواقة تنتظر الهبوط و هواجس تصر أن تزيد من ‏توتري.‏
    الآن بدأت الأضواء تزداد وضوحاً و بارقة الأمل ‏داخلي تزداد توهجاً .‏
    دقائق مرت قبل أن تلامس عجلات الطائرة أرض ‏المطار و تنهيدة الخلاص هي .........
    ........أم ابتسامة ‏النجاح أم اللهفة للقاء الأحبة هو ما جعل ‏الدمعة تطفر في ركن العيون؟
    استنفدت إجراءات النزول من الطائرة و الإنتقال ‏للصالة و الإنشغال بالإجراءات كثير من لهفتي ‏و توتري. ‏
                  

11-03-2016, 05:43 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: محاولة من جديد لعشق الوط� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    اتصلت صاحبة هذه القصة أمس تعاتبني قائلة أنني ركزت كثيرا في الجانب المتعلق بكمال حيث أنها لم تكن مهتمة كثيرا في ذلك الوقت المملوء بالأحاسيس المتشابكة و المتناقضة بأي شيء
    له علاقة بانجذاب عاطفي أو أي تدبير من هذا القبيل أو أي شيء من ذلك مما قد يضلل يجعل القارئ أو يجعل تفكيره أو حدسه يذهب أبعد من الواقع .
    و تؤكد صاحبة الموضوع بأنها كانت تود أن تنشر صورتها حتى يكتسب الموضوع بعده الواقعي إلا أن أخواتها نصحنها بألا تفعل خوفاً من سوء التفسير و التأويل.
    و انا هنا أؤكد بأن الأمانة اقتضت مني أن أنقل وجهة نظرها و توضيحها لأنها هي صاحبة الشأن أكثر مني.
    هذا ما لزم علي توضيحه قبل أن أواصل القصة
    و لكم الشكر
                  

11-03-2016, 07:44 AM

محمد فضل ابراهيم
<aمحمد فضل ابراهيم
تاريخ التسجيل: 02-11-2013
مجموع المشاركات: 194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: مرحباً أيها الوطن الحنو� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    Quote: اتصلت صاحبة هذه القصة أمس تعاتبني قائلة أنني ركزت كثيرا في الجانب المتعلق بكمال حيث أنها لم تكن مهتمة كثيرا في ذلك الوقت المملوء بالأحاسيس المتشابكة و المتناقضة بأي شيء
    له علاقة بانجذاب عاطفي أو أي تدبير من هذا القبيل أو أي شيء من ذلك مما قد يضلل يجعل القارئ أو يجعل تفكيره أو حدسه يذهب أبعد من الواقع .

    الأخ محمد عبدالله الحسين
    أولا وبصراحة أنا عن نفسي قلت ؛ أخيراً الحظ تبتسم لصاحبة هذه القصة الجميلة (المؤلمة) في آن واحد (الحزن النبيل)
    وصدفة تغيير المقعد وجلوس كمال بالصدفة بجوارها .. و .. انتهت القصة والرحلة على الاتفاق بالزواج .

    ثانياً ؛ الاغتراب والغربة عموما طعمها مُر علقم عديل وكيف تكون الحال مع العنصر النسائي ؟ بالتأكيد أمرّ من المُر .
                  

11-03-2016, 08:12 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودة النهائية: مرحباً أيها الوطن الحنو� (Re: محمد فضل ابراهيم)

    \يا محمد فضل
    أنا ذاتي قلت إن شاء الله تنتهي بي كده لكن ما عارف شنو البيحصل.أنا لسه التفاصيل ما عندي كاملة.
    فعلا الغربة بالنسبة للبنت و خاصة غير المتزوجة صعب و فيه الكثير من المعاناة.لكن الظروف بقت تجبر الناس\ز
    شكرا يا أبوحميد على متابعتك و تعاطفك مع البنية المسكينة دي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de