إن نظام الإنقاذ قد فشلت سياسته (الداخلية) في إدارة شئون البلاد ولم يحدث إختراق يذكر في أطر الاستقرار والاستمرار ووقف الإحتراب وهذا بدوره إنعكس سلبا على أمن وسلامة واستقرار ومعاش الناس فذاقوا الأمرين جراء تردى الأوضاع المعيشية والخدمية وفرص اسستتباب الأمن واستشرت سياسة العنف وثقافة القبلية والجهوية وإشتعلت نيران الفتنة عن قصد وسبق إصرار وأهدرت الدماء وأزهقت الأرواح بغير حق.كذا الحال بالنسبة للسياسة الخارجية فمنذ البداية كانت ملؤها عدائيات أزكمت أنوف الدبلوماسية الخارجية لدى دول الجوار وسائر البلدان بما أفسد الدبلوماسية المحلية وأفرغها من مضامينها السامية . وبات كل ما يضطلع به في أضابير السياسة الخارجية في السودان في عهد الإنقاذ هو (مسخا) بعيون العرف الدبلوماسي الدولي .. الحق يقال . مما هو معروف عندما تحتدم المواقف وتستفحل الأمور فإن إعمال صوت العقل هو الأجدى نفعاً ، ويستدعي ذلك وضع العقل فوق منطق القوة ، ولكن عندما توضع القوة فوق صوت العقل ، تحدث كارثة ، وهذه الوضعية الأخيرة هي السائدة الآن والأعلى صوتاً وإعمالاً من قبل النظام حيث أصبح الإنسان الذي يظهر بمظهر القوة حاملاً السلاح هو الذي يحظى باهتمام نظام الانقاذ ، وهذا في حد ذاته يؤسس لوضعية خطيرة في ظل استضعاف نظام الانقاذ للمواطنين ، واستخفافه بإرادة الشعب ، كلما ظل الشعب مسالماً مثالياً وإنما للصبر حدود. علماً بأن درجات الوعي لدى الشعب قد خطت خطوات غير مسبوقة ، ما معناه ، لم يظل سائر اليوم حبيس وضعية الاستسلام ولابد أن يظهر بمظهر القوة بما فيها حمل السلاح ، أسوة بالجهات المسلحة التي استحوذت على جل اهتمام نظام الانقاذ ولا يزال يلهث وراء استجدائها وعداً بالجزرة حينا وتهديداً بالعصا أحيانا أخرى ، والشعب السوداني وإن ظلَّ لفترات طويلة حليماً إلا أنه يملك سر عبقرية التغيير ، سيما عندما يأبي ويسأم من الظلم .والآن فاق الوضع حال الظلم والسأم والغبن ،وهذا الحديث قد يراه سدنة نظام الإنقاذ مجرد دردشة لطيفة فارغة على غرار فراغ (دردشة مايسمى بالحوار الوطنى) التى أستمرت على فراغها وخوائها زهاء العامين ، لكن نؤكد بقوة علمنا علم اليقين أن الشعب السودان بحكم تواجدنا في أوساطه المختلفة في كافة الحضر والريف والبوادى والنجوع والفرقان قد سأم ما يقوم به نظام الإنقاذ في كل مرة من سيناريو مقيت (سيناريو الكذب والنفاق والخداع والتدليس على عقول الناس والعبث بمكتسبات الناس والاستخفاف بإرادة ومقدرات الأمة ) ،وأصبحت المسرحية مفضوحة وهزيلة ليس لها من متفرج .(وبات سدنة الإنقاذ أنفسهم هم : السينارست ـ المخرج ـ المتفرج ) في الوقت نفسه أي أشبه بحال الذى يعزف بنفسه ليطرب نفسه ويتراقص بذات نفسه ـ علما بأن زامر الحى لا يطرب أهله ـ لكن عند الإنقاذيين جائز وممكن ـ على غير استحياء .هؤلاء قوم جبلوا على حب الذات وتمكين الذات على حساب المجموع ومن القبح جمعوا كل الصفات بشهادة الكل (داخليا وخارجيا ) ،وقد خلت أنفسهم من أي وازع دينى أو أخلاقى الدليل : (من غشنا فليس منا)، ومن هنا نوجه مناشدة خاصة للسيد الرئيس البشير نريدك يأخى الكريم أن لا تكون حاميا للمفسدين أو ظهيرا للمجرمين ، ونقول لك :(الجماعة ديل بيورطوك أكتر) فلا تستجيب لدعاواهم الباطلة في الاستمرار في هذا الإتجاه الخاطئ أو المعيب لأنهم يأخى هؤلاء السدنة يريدونك أن تكون مظلة لهم باقيا على سدة الحكم وهم من وراء ذلك يعيثون فسادا في البلاد وعبثا بمقدرات ومكتسبات الأمة ويجلبون السخط بالواد وأنت المساءل أمام الله والرسول وسائر الناس .. إني لك من الناصحين :(الدين النصيحة ــ الدين المعاملة ــ رحم الله إمرئ أهدى إليّ عيوبى ) وعليك إعمال صوت العقل بعمل مايحفظ لك ماء وجهك محليا وعالميا وذلك بالقيام بدور وطنى كبير مرجوا منك ومحريا فيك فلا تخيب ظننا وظن من يحسنون الظن فيك ويتمثل هذا الدور الوطنى الكبير في :(تسليم السلطة فورا للمشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب )، ليقوم هو بدوره بإدارة شئون البلاد لفترة إنتقالية لمدة عامين إثرها تقوم إنتخابات عامة مبكرة في السودان.فإن فعلت هذا ياسعادة الريس ستظل من الفرقة الناجية بعد كل الذي جرى وسعة حجمه ..وإلا سيصعب التكهن بعاقبة الأمور ..(ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة