دهشت تماما وأنا أستمع للرئيس وهو يقول إن مرتبه الشهري لا يكفيه ولذلك فهو يحاول التوفيق عبر مزرعته! هل الرئيس جاد في هذا التصريح من خلال لقائه التلفازي بالأستاذ حسين خوجلى ؟ هل الرئيس ،المسؤول الأول في الدولة ، يعلم كم هو مبلغ المتقاعد الذي يأخذه من الدولة التي ( أضاع) سنوات عمره الغض في خدمتها وأكلت الدنيا القض والقضيض من سنوات عمره عطاء وبذلا ؟ بحسبة سريعة لا تحتاج ورقة ولا قلما نجد أن الأخ الرئيس يأخذ ما يماثل ستا وثلاثين مرة ما يأخذه المتقاعد الذي يستلم خمسمائة جنيها!! في الشهر .. أخشى أن أكون نسيت صفرا عمدا ، فعقلي لا يستوعب أن يكون مرتب رئيس الجمهورية مبلغ 180 ألف جنيه..أي ثلاثمائة وستين مرة مثل ما يأخذه المتقاعد ..وبمناسبة هذا المبلغ الهزيل القليل نجد أنه لليوم الموافق الخامس عشر من أكتوبر 2016 لم تنزل المبالغ الهزيلة في البنوك ..ربما استهوانًا من شأن أصحابها إذ إنهم لا يضربون ولا يخرجون في مظاهرات وليس لهم من نقابة قوية تقول (لا ) في وجه ممن يغتال أحلامهم المشروعة في العيش الكريم بعد سني عمرهم المهدر في ساحات العمل المهني والعملي في ساحات السودان الفسيحة ..لماذا تهمل (حقوقهم ) الهزيلة إلى اليوم؟ لماذا لا تتحدث النقابة الهزيلة عن هذا الحق المستولى عليه بغير وجه حق؟ هل نحن نعيد تجربة محمد حاتم سليمان في التلفزيون عندما كان يدخل الشهر في الشهر تحت أي المزاعم بحجة أن هناك واجبا مقدسا يفرض تأخر النقود عن أصحابها ،وبذلك كان ما كان من إدخال مرتبات العاملين في البنوك التي لا تسلم وتورد المرتبات إلا في اليوم الخامس من الشهر الجديد..فتستفيد البنوك المحظوظة من هذا العطاء من مال السحت الخاص بالعاملين في التلفزيون !! الأخ رئيس الجمهورية يبشرنا بالسودان الجديد ..ولكن لا أدري أي سودان جديد حينما تترهل الأموال في أيدي ثلة محظوظة من أصحاب المناصب من الدستوريين الذين لا يعلم عددهم إلا الله (بالاسم) ..كم من الجكومات الولائية ؟ كم من المجالس التشريعية؟ كم من المعتمدين بالولايات؟ كم من العربات الفارهات التي تخصص لهؤلاء الدستوريين الذين لا نعلم لهم مؤهلا من شهادة جامعية أو درجات دكتوراة أو بكالوريوس ؟ كم من الوقود المبذول من حر مال الشعب السوداني لملء التانك لكل هذه الأساطيل؟ كم من البدلات الدولارية التي تعطى لهؤلاء الدستوريين ليجوبوا بلاد العالم ثم يقولوا إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تطلق الحصار الاقتصادي عن السودان قريبا فلها حسابات أخرى؟ أتذكر الرحلات السنوية التي كان مدير التلفزيون الأسبق يقوم بها سنويا إلى المعارض الدولية للبحث عن أجهزة جديدة (لن يشتريها) ومعه ثلة مختارة من حساب التلفزيون ثم يعقبها برحلة أخرى لتونس لحضور اجتماعات (أسبو) ثم يسرع في العودة لمطار الخرطوم لأخذ التأشيرة في مطار الخرطوم للذهاب للملكة للحاق بموسم الحج في يوم التروية ليستمتع بكونه رأس الفريق الإعلامي في بعثة الحج!! وفي كلالأمكنة له جعل ممتاز من الدولارات والريالات السعودية ..ولذا تراه عندما يتحدث عن حقوق العاملين يقول إنه ليس للعاملين من (فِلْسٍ) واحد مستحق لديه..لقد نسي أن عملة السودان هي الجنيه وأن العملات الأصغر من الجنيه هي المليم! والتعريفة! والقرش! والشلن! والريال! ,الطرادة! والخمسين قرشا!! كلها اختفت في هذا العهد الميمون وليس من بينها شيء يسمى (الفلس).. وبمناسبة اللقاءات الجماهيرية والاحتشاديات التي برع مديرعام التلفزيون الأسبق في تنفيذها ..بإغداق المال على أصحاب العربات الخاصة والمركبات فتتسبب في اختناقات مرورية وازدحام في ميادين المواصلات واتساخ الخرطوم بأكثر مما هي متسخة بالقوارير المائية الفارغة ..والناس عطشانة ..نحلها كيف ؟ الحل بس الماء المعبا!! أسأل سؤالا يحتاج إلى إجابة سريعة وشافية ..لماذا يتصدر (المتهم محمد حاتم سليمان هذه الاحتفالات الجماهيرية؟ ماذا يريد القائمون بأمرها قوله لجماهير الشعب السوداني؟ من المعلوم أنه في حال الاتهام في شأن الأموال العامة أن المتهم لا يطلق سراحه بدءأ من قبل أن يودع في خزينة المحكمة ما يساوي ما اتهم به قبل أن يطلق سراحه بالضمانة ،ومن المعلوم أن المتهم في أية قضية جنائية أول ما يقدم هو استقالته من منصبه وتستمر الدعوى في إجراءاتها حتى يتبين الحق من الباطل فإن عوقب وإلا أعيد إللى منصبه مكرما محترما ،فماذا يريد المؤتمر الوطني قوله للمواطنين؟ أتعجب للجرأة التي يبديها محمد حاتم سليمان وهو يخاطب الاحتشاد الجماهيري بلغته الخنثى ويقدم المتحجثين واحدا تلو الآخر وتعجبت أكثر في تقديمه لثلة الفنانين والفنانات في لقاء يفترض أن يكون تتويجل لمجهودات الحوار الوطني ..ما علاقة الغناء الفطير والألحان (سلق البيض) في تمجيد مخرجات الحوار الوطني والحوار المجتمعي.. المواطن يئن تحت رحى الغلاء الفاحش والرئيس يستفز الحضور بأن مرتبه لا يكفيه!! لو كان لدينا مثل ما أوتي الرئيس من مزارع تغلّ قمحا ووعدا وتمنيا لقلنا بارك الله في ماله وزاد ، ولكن نحن لا نجد إلا معجزة في انتهاء الشهر بدون أن نموت جوعا ومسغبة .. الأبناء في المدارس المختلفة بمصروفاتهم اليومية والمواصلات العامة، وحتى الذين تخرجوا من الجامعات صارت لهم شهادات رسمية موثقة أنهم صاروا في صف العطالى ، والمشاوير المهمة نفكر فيها ثلاثا ورباعا قبل أن نرتكب جريمة (ارتكاب المواصلات) التي تتزايد يوما بعد يوم ، وقد اختفت فئات نقدية كثيرة .. العشرة قروش والعشرون والخمسون قرشا ولابد أن يأتي الدور على فئة الجنيه.. نريد أن نعلم ماهية مواصفات الرجال الدستوريين والنساء الدستوريات الذين واللواتي دخلن على غفلة من التاريخ في المجلس الوطني يمثلون القطاعات ،وما نعلم لهم رصيدا غير كمية من البوية التي زينت وحوههم وتلميعا من وزراء صنعوا هذه الأسماء واختفوا وبقي من تم تلميعهم واختفى من غُضِب عليه مثل الشاعر الصديق صديق مجتبى ..نريد أن نسمع بالمهندس النابه وقد ولي وزارة البترول أو وزارة الكهرباء ..لا أن نجد وزيرة الصحة السابقة مجرد سستر آتية من بريطانيا من صفوف المعرضة ونجد أرتالا من الوزراء الذين يشك في سودانيتهم يتبوأون أعلى المناصب .. ثم نستيقظ لنجد أن جنوب السودان كان نتيجة صفقة بين منتم لدولة غير السودان وثلة متآمرين على وحدة البلاد وليصير السودان بعد الانفصال مثل طفل كان مرتديا ملابس مهترئة ثم شق نصفها الأسفل.. أعرف أن المقال يدور في محاور عدة ولكن أقول :أين ذهبت أموال المتقاعدين ثم لمتى يترك محمد حاتم سليمان ،المتهم، طليقا في المدينة؟ وأخيرا هل لنا من تحسين الماليتنا نحن المعاشيين؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة