في ذاك النهار الرمضاني كان كل شيء في حالة سكون في حي المعمورة بشرق الخرطوم ..لكن دورية لشرطة النظام العام كانت تشق طريقها بعجلة إلى عنوان تدركه جيداً.. بعدها خرجت الأخبار تحمل القبض على قيادي بارز بالمؤتمر الوطني في خلوة غير شرعية مع أربع فتيات.. تفاصيل الخبر تؤكد أن الشيخ المدان على ذمته أربع نساء وعلى خلافات مع والي البحر الأحمر (وقتها ) الأمير محمد طاهر إيلا..بعد تلك الحادثة أو لعنة إيلا فقد بلدوزر الشرق كل مقوماته في الحركة والمدافعة . أمس نشرت الصحف أن والي الجزيرة محمد طاهر إيلا قد أطاح بأربعة من أعضاء مجلس وزرائه.. الحملة التأديبية شملت نحو اثنى عشر عضواً بالمجلس التشريعي تمت إحالتهم إلى لجنة محاسبة.. قرارات الإطاحة بالدستوريين جاءت عقب اجتماع لمجلس وزراء حكومة الجزيرة.. أما قرارات المحاسبة فقد اعتمدها المكتب القيادي بالإجماع .. كما أجل المجلس حسب مراسل الزميلة السوداني إجراء تغييرات في لأئحة المجلس التشريعي.. لا تسألني هداك الله عن علاقة المكتب القيادي بلوائح برلمان الولاية.. الغضبة المضرية للوالي وصلت للأحزاب المشاركة التي طلب منها الوالي الاستعداد لتغيير ممثليها في حكومة مدني. لم يكن خافياً عن الأنظار أن إيلا كان غاضباً من نواب حزبه الذين تجرأوا وسألوا عن غيابه في إجازة، فيما ولايتهم تغرق ويموت أهلها.. في غيبة الوالي عقد المجلس التشريعي جلسة طارئة دون موافقة الحكومة أو بالأحرى أجهزة الحزب الحاكم هنالك.. حاول النواب مساءلة اثنين من الوزراء.. حضر النواب وغاب الوزراء الذين كانوا يعرفون اتجاه الريح.. حينما عاد الوالي من إجازته التي قضاها خارج السودان بدأ من المطار في دق الطار..اسمى معارضيه بالخفافيش وتوعدهم بالثبور وعظائم الأمور..مذكراً الجميع أن تعيينه جاء من رئاسة الجمهورية.. صدق إيلا وعده البارحة بإجراءاته التعسفية. لأهلنا في دارفور مثل شعبي يحتاجه إيلا.. أهلنا يقولون ( وجهاً تصابحوا ماتقابحوا)..الذين فصلهم إيلا أو في طريقه لمحاسبتهم هم من أبناء حزبه وإن اختلفت وجهات النظر..الميدان في الجزيرة يختلف عن ولاية البحر الأحمر التي تمتع فيها إيلا بسند سياسي وقبلي..القبضة الخشنة ستلقي بآثار سالبة على إدارة إيلا.. سيجد الرجل نفسه منصرفاً عن التنمية ومتفرغاً لحروب عبثية. في تقديري.. أن تجربة تعيين الولاة بدلاً عن انتخابهم أدت لتكريس السلطة في يد رجل واحد.. الوالي يرأس الحكومة والحزب.. بصورة غير مباشرة يرأس الجهاز التشريعي.. عبر هذا (السيستم) سيجد الوالي نفسه حاكماً مطلقاً ..السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ..حينما حاول نواب الجزيرة لعب دورهم الرقابي وجدوا أنفسهم في قوائم المطاريد. بصراحة.. إيلا يحتاج إلى استراحة محارب.. طول الجلوس على كرسي السلطة مصحوباً بموسيقي إعلامية صديقة تجعل كل مسؤول يستشعر بأنه رجل استثنائي.. أعيدوا إيلا لمقاعد الشعب ولو لأشهر معدودات . akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة