قرأت بتمعن شديد مبادرة الدكتور فتح الرحمن القاضي والتي إحتفى بها الرفيق ياسر سعيد عرمان وبعض الكتابات هنا وهناك بحسبانها اختراق لحالة الركود في ملف المساعدات الانسانية ...ثم اعدت التمعن كرتين فارتد الي البصر خاسئا" وهو حسير ...متاملا" مواضع الاختراق في الملف فلم اجد الا تكرارا" حافرا" بحافر لرأي قطاع الشمال في ملف المساعدات الأنسانية ....والمبادرة كأنها فسرت الماء بعد جهد جهيد بالماء ...وهي تنادي مع سرد تاريخي بضرورة قبول التنازل الذي قدمته الحركة الشعبية للحكومة على طبق من ذهب ....ود.القاضي خبير الشئون الانسانية يبقى لرأيه مساحة قبول في الراي العام وهذه المساحة تفرض عليه التبصر في إطلاق مثل هذه (المبادرات) وبضرورة مراجعتها والتيقن من الزامية اتفاقها مع القوانين الدولية ومواثيق المنظمة الدولية والمنظمات الاقليمية ...و (القاضي) فكر بشكل عاطفى اكثر منه موضوعيا" متناسيا" في السياق وزن موقف الاطراف فحين تطالب الحركة بدخول مساعدات من خارج البلاد هذا لايمكن اعتباره موقفا" حتى نقول بان الحركة تنازلت عنه او تمسكت به ولكنه (تكتيك) يفتقد لادنى معايير الموضوعية القانونية والدولية ..فالموقف يجب ان يتسم بالموضوعية فلا يستقيم الطلب من الحكومة التنازل عن سيادتها لاي سبب كان الا للضرورة القصوى وبمقدار لان التنازل عن السيادة هو التنازل عن ركن ركين من اركان الدولة وهو ركن السيادة ...وان تنازلت الحكومة بالسابق في شريان الشمال فان الخطا لا يصلح مستندا" لاي طرف للاعتداد.به ....لنذهب قدما" في سؤال ثم ماذا بعد تنازل الحكومة عن سيادتها ...توقع الحركة ...ثم ماذا بعد ...تدخل في ترتيبات امنية وسياسية .... وفق شراكة تنفيذية وتشريعية جديدة ...ليبقى السؤال ...هل هذا النموذج الذي تؤمن به الحركة في فهمها لادارة الدولة ؟؟ . . الا حرج من التنازل عن السيادة ؟؟ ..وهل لو تمرد اقليم او قطاع وطالب بما طالبت به الحركة هل تهز الحركة كتفيها بلامبالاة وطنية وتقول so what ؟ ... برأي أن الحركة لم تحسب موقفها جيدا" .. او حسبته جيدا" بذهنية قذف الشبكة للبحر لصيد سمكة فتصطاد حوتا" او كما قال قائد الحركة وعرابها الراحل د.جون قرنق دي مابيور ... فالواضح ان قطاع الشمال يعلم يقينا" بعدم تنازل الحكومة عن اي نسبة وان قلت من سيادتها على اقليمها فهي اذن ترمي لاحراج الطرف الحكومي بتكرار كلمة تنازلنا حتى صدقها البعض ومنهم د.القاضي الذي بظني لم يقرا جيدا" ماوراء سطور المطلب التفاوضي وتعامل بحسن نية وسلامة طوية مع فخ هو الاكثر تعقيدا" في مسار التفاوض بين الطرفين ولا نتهم الرفيق ياسر عرمان بدس السم في دسم الاتفاق حتى ينعم بخيرات الحرب ودعم المنظمات الكنسية وغيرها ...فالبحث عما وراء نوايا الاطراف وان كان هاما" فانه لايصلح ارضية مناسبة لتحليل مواقف الاطراف .... نعم على الحكومة ان تقدم التنازلات اللازمة للدفع بالمسار التفاوضي للامام ولكن ليس للحد الذي يحل حراما" او يحرم حلالا" في الف باء تاء ثاء دولة ...ليبقى السؤال أخيرا" إن لم تأت مبادرة د.فتح الرحمن القاضي بجديد يذكر إلا الطلب من الحكومة بقبول مبدأ التنازل عن السيادة ...إن لم تأت المبادرة بجديد لانملك الا ان نقول اذن : ..(.شن دخل القاضي) .... والله المستعان احمد موسى عمر المحامي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة